صباح الخير(277) ثقافة الصمت ام ثقافة الخوف؟

[ريمه الخاني]

الناس فيما تعشق مذاهب...ولكل مذهب يحسن الدفاع عنه، وإن كان الصمت من ذهب في بعض المواقف، فإذن ثقافة الكلام فن قائم بذاته ،يحوي من البضائع المغشوشة ما ينوء به عقل آدمي...
من جهة اخرى ، فإن مذهب الصمت لا ينفع في كل الدروب...فبينما يذنب أحدهم في المجتمع الشرقي، فتتشدق الافواه في ذمه وتتفنن في ذلك و في غياب شخصه الكريم، بينما صاحب المذمة لا يدرك حينها أنه أزعج فلان من البشر مثلا ، فحق عليه اللوم، فلم لا نقدم له لومنا على طبق من فن الحوار؟،إنها ثقافة مجتمع تجذر في مفاهيمه حتى العمق.
من هنا تابعت برنامج في الCNN سمي باسم المذيعة وكان هذا صباح الخميس 20-11-2014 الساعة 11 وقد قدم لمحات من مواضيع، لم يستغرق أحدها الربع ساعة من العرض السريع، وهذا له تأثير كبير في فكر حضاري لا يملك وقتا لاجترار الكلام وإعادته وتكراره،.
وتعتبر المواضيع المطروحة من يعتبر من المواضيع المسكوت عنها غالبا، والتي خرجت للنور أخيرا ..ومنها التجاوزات الجنسية التي بدت في الغرب منتشرة في المراحل الابتدائية بشكل خطر جدا، إلى موضوع الفنان الذي ارتدى ملابس امرأة في الطريق، ليلفت نظر الناس لما سيقول، ويقدم نظريته وفكرته قائلا بداية:[1]
-إن مجتمعنا مازال ذكوريا في مفاهيمه، ومازال من يقود المجتمع ذكورا وفي اهم مؤسساته ، عليهم أن يمنحوا المرأة صوتا لنسمعها جيدا!!
هو الفنان الذي رسم صورة امرأة محجبة عربية تمد يدها للعالم برفق.. وهو يقول:
-إن الإسلام ينتشر بسرعة في انكلترا ابتداء من عنصر الفضول الطبيعي، وانتهاء بمعرفة تعاليمه الحقيقية السمحة..
فهل ما سمعناه من هذه المحطة الهامة فعلا هذه حقيقة واعية؟، أم عنصر استفزاز للهجوم على دين الإسلام؟
بكل الاحوال ،هو مجتمع مبني على الصراحة والمباشرة، بينما في مجتمعنا الكريم، كلمة :
-عيب لاتقل له هذا،لاتصارحه فيأخذ منك موقف لا ثم لا ثم لا...
المواجهة عادة غير متبعة ولامأخوذ بها في ثقافتنا العامة،ثقافة الخجل المريض، بينما ديننا الحنيف حض عليها لجب نار الغيبة...
بكل الاحوال، إن الأمور تعرف بضدها، ومادام العدو العالمي الذي صنعه الغرب هو الإسلام فأبشروا بانتشاره وبقوة ...ففضول الغرب بات يخدمنا حاليا ...من حيث لايدري..
**********
من جهة اخرى، إن إنتاجا هاما كسلسلتنا المعروفة[2]، من المحزن جدا أن تصل لعامها الثامن، ولا نجد من يتبناها تلفزيونيا ، ولا يصل إليها خاصة أنها تعتبر عميقة الغور بشهادة كبار الباحثين ،والتي تزودهم بمفاتيح تدفعهم للبحث ثم البحث ثم البحث،فأين الخطأ هنا؟.
وأي زي علينا ارتداؤه لنقدمها من جديد؟,لنحسن مواجهة الجمهور؟.
ثقافة الصمت عندنا تحتاج إلى مراجعة من جديد ، وإلى ترشيد ومعرفة بدهاليز مجتمع يتهاوى مع عدم تفعيل المفاهيم الصحيحة, فكما للبوح فنون.. وكذلك للصمت فن لا يعرف مداه إلا متأخرا جدا...فانتظرونا دوما..واطمئنوا فإننا في المقدمة بإذن الله..
الخميس 27-11-2014

---

[1] للتعرف على الفنان الغربي: grayson perry
الرجاء دخول هذا الرابط:
https://www.google.com/webhp?sourcei...rayson%20perry


[2] رابط السلسلة:
سلسلة صباح الخير(للأديبة ريمه الخاني)

[ريم اليافي]

أنت على حق أديبتنا
هذه الثقافة التي انتشرت بطريقة قاتلة وهي ما تزال في ازدياد و ازدياد
سبحان الله .. كم نجد ضالتنا في تعاليم الإسلام الحكيم
فلنتأمل فقط في تحريم الغيبة..هو صمت...وكف الكلام عن الآخرين ولكن فقط في غيابهم
بالمقابل كما ذكرت أديبتنا مصارحتهم وتجنب الذنوب
فإن الصمت حقا هو فن .... لا يتقنه الجميع
وله مواضع ... لايعرفها الجميع
وله أهداف وفوائد ...لا يدرك قيمتها ولا يقدرها الجميع
اللهم علمنا ما ينفعنا ...
وانفعنا بما علمتنا ...
وزدنا علما يا كريم ...

[المتفائل]

أنت على حق أديبتنا
هذه الثقافة التي انتشرت بطريقة قاتلة وهي ما تزال في ازدياد و ازدياد
سبحان الله .. كم نجد ضالتنا في تعاليم الإسلام الحكيم
فلنتأمل فقط في تحريم الغيبة..هو صمت...وكف الكلام عن الآخرين ولكن فقط في غيابهم
بالمقابل كما ذكرت أديبتنا مصارحتهم وتجنب الذنوب
فإن الصمت حقا هو فن .... لا يتقنه الجميع
وله مواضع ... لايعرفها الجميع
وله أهداف وفوائد ...لا يدرك قيمتها ولا يقدرها الجميع
اللهم علمنا ما ينفعنا ...
وانفعنا بما علمتنا ...
وزدنا علما يا كريم ...

نعم تماما ولك الشكر والرضى.

[آمنه أم وليد]

نعم إن للصمت إيجابية , دون ذكر سلبياته , فهو الذي يجعلنا أن نفكر بروية وهدوء ليجعل الخصم أكثر ضعفاً , فالصمت يوصلنا إلى قرار حكيم , فيه الموعظ ,ه وهو سلاح فتاك لا يقاومه الكلام الذي يزيد المتخاصمين شدة في العنف , وصدق المثل القائل ( إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ) وصدق القائل أيضاً ( ما ندمت على سكون )

وأما الصمت على إظهار الحق فهو باطل شرعاً .

كلامك أم فراس وبحثك جميل ونحن نتابعه ,

[المتفائل]

إذا كان الخيار بين ثقافة الصمت أو الخوف

فهي للخوف أقرب

وإن كان الغرب يتكلم بكل شيء

فنحن صامتون عن كل شيء

وهنا يأتي أدب الوسطية والتوازن

الحديث بحرية داخل إطار وضعه الشرع ورسم معالمه الدين

أما عن دور الإعلام في تبني ما يطرحه المثقف العربي

فبكل تأكيد هو يبحث عن مقاييس معينة تكون قابله للعرض

أهمها التفاهه وفيها شيء من السفالة

والمتابع للقنوات العربية يعرف هذا جيدا

وأنتِ بإذن الله في المقدمة دائما من خلال طرحك القيم والمفيد

سلمتِ لنا دوما

[ريمه الخاني]

شكرا لك أستاذة ريم للمداخلة الكريمة.
كلامك صحيح أستاذة امنة ويبقى الامر قيد الدراسة متى نحكي ومتى نصمت...
شكرا لك استاذ متفائل لك التقدير لاهتمامك الكبير.

[غالب الغول]

بسم الله الرحمن الرحيم

ما أجمل المواضيع التي تختارها الأديبة ريمه الخاني , لأنها تجعل العقل يموج بين أفق المعرفة وفي أعماق الثقافة المتنوعة .

إن الخوف وأسبابه , له باب معرفي عميق , وهو ظاهرة فطرية خلق مع الكائن الحي قبل أن يولد , وبما أنه ظاهرة فطرية فينبغي أن يكون أيضاً ظاهرة صحية , فمن منا الذي لا يخاف ؟ أخاف من الذئب والأسد وأخاف من الريح والعواصف , وأخاف من الفتن ومصيبتها , وأخاف من الحروب وكوارثها , وأخاف ممن يحمل بندقيته ويصوبها عليّ , أخاف من أمي إذا أخطأتُ , وأخاف من ربي إذا أذنبت , وأخاف من صاحبي أن يفشي أسراري , وأخاف حب النساء وغدرهن , ومن صحبة الأشرار وطعنهم , فما أكثر السبل والطرق التي تجعلني أخاف , وكثير من الخوف مصيبة لا تجعل الإنسان يعيش في أمن وأمان , ولقد ذكر الخوف في القرآن مرات ومرات , يقول الله في كتابه ( قال رجلان من الذين يخافون أنعمَ الله عليهما ادخلو عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون ) وقال أيضاً ( فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) وقال أيضاً ( الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) فإن لم يكن الإنسان في أمان فلا بد أن يعتريه الخوف , ولكن أن لا يصل الخوف لمرتبة الجبان , فكل شيء له مقدار من الخوف , وأبشع مراتب الخوف هو السكوت عن قول الحقيقة , فقد قيل ( الساكت عن الحق شيطان أخرس ) ثم قال رسولنا الكريم ( قل خيراً أو اصمت ) فالصمت في غير محله نقص , والكلام في غير محله نقص , والخوف في غير محله نقص , وجزاكم الله كل خير

أشكر أديبتنا على تقديم هذا المقال الرائع , لكم التحايا وحياكم الله .

[ريمه الخاني]

دام فضلكم ومتابعتكم ورودكم الغنية القيمة
بارك الله بكم جميعا