مواجهه.....
علمت من مصدرٍ ما موثوق, أنه سيقوم برحله إلى الحرم المكي بهدف العمره....
عزمت على اللحاق به.... ومهما كلف الأمر....
كانت الأجواء روحانيه رائعة....مليئة بآمال مستقبليه ...يعجز القلب عن تفسيرها....
يبدوا أن رمضان هذا سيكون مختلفا....
وصلت وبلهفة المحروم..أسرعت لترتيب نزولها في ذات الفندق! مع عائلتها.
كيف أحكمت الفكرة!
لم تكن تتوقع كل هذه العزيمة من نفسها المتعبة.
دخلت الحرم من باب عبد العزيز.
وتوزعت مهمة الأولاد مع بينهما...
واقترب موعد الإفطار...وكان مظهرا لا يقارن بأي مشهد عالمي أبدا ...
ما أحلاك يا كعبتنا.....عندك نرمي همومنا الثقيلة ومصارع ما اقترفته أيدينا بضعفنا.
مدت الموائد المحلقة في فضاء عبادي لا نظير له....
عبر محبة مهموسة كبيرة و خفيه لا نعرف لها تعبيرا....
هناك تركنا همومنا لنصبح بحال أفضل هنا....
كلنا مرضى روحانيين لو جاز التعبير. وعونا ربانيا
نحتاج علاجا وبسرعه.
لم تعرف لهداة النفس سبيل....
هذا هو اليوم الثالث ولم تلتق به!
لا ليس معقولا !!
- هو بعينه
أسرعت تدفع بعض النساك المتنقلين محاولة الرفق لكن حركاتها خذلتها وقلبها النابض بشدة....
قبلت يده...ذرفت دموعا سخية...
تلفتت..
لا تظن أن أحدا ما مهتما بها ....
ولاهي تريد أن ترى أحدا الآن.
حتى صوتها ربما لن يصل ...
فجميعهم ذهلوا عن غيرهم وعن همومهم ليتوحدوا لعبادة الخالق العظيم
سامعهم وموحدهم في مشهد لن يوجد في معترك آخر بهذه الروعه....
- منذ خمس سنوات لم أرك
-......
دموعه الصامتة ونظراته للفضاء قتلتها...
-كم رفضت أن يدرسني أستاذ فكان قريبي . أنتم من قررتم... لم يكن لي حيله
.والله لم نتجاوز الشرع...وخالي قبل بدورك لمنع مالا يحمد عقباه
أحببته رغما عني ..بكل جوارحي...
اطمئن أنا بخير وأحسنت الاختيار اطمئن
-تكلم أقبل يدك...
تكفيني تلك السنوات العجاف عقاباً تعبت والله العظيم,.قلبك كبير يا أبي فلا تحرمني رضاك.
عندما وزعت حصيلة عمرك الغالي مما جنيت ,شعرت كم كنا مقصرين في الحصول على رضاك
ولكن المسامح كريم....
بحق الأيام الفضيلة سامحني...
نزلت على قدميه ..بكت بحرقه...
تكاثر الناس واقترب موعد صلاة العشاء....
هطلت من عينيه المتعبتين دموعا قديمه....نظر إليها بصمت!
ورمى النساك بين يديها نقودا كثيرة!!!!!
أم فراس