كتب ديورانت :( وربما كان العد من أول ما شهد الإنسان من صور الكلام، ولا يزال العد في كثير من القبائل يتم على صورة تبعث على الابتسام ببساطتها، فقد عد ( التسمانيون) إلى العدد اثنين ولم يجاوزوه : ( بارْمَري، كالاباوا، كارْديا) يعني : ( واحد، اثنين، كثير) ثم ذهب أهل قبيلة ( جواراني) في البرازيل إلى أبعد من ذلك فقالوا: ( واحد، اثنين، ثلاثة، أربعة، كثير) والهولنديون الجدد ليس لديهم كلمات للفظتي ثلاثة أو أربعة، بلهم هم يطلقون على ثلاثة كلمة( اثنين – واحد) وعلى أربعة كلمة (اثنين-اثنين) وأهل( دامارا) لا يقبلون أن يبادلوا غنمتين بأربع عصي، لكنهم يقبلون أن يبادلوا غنمة بعصوَين، ثم يكررون العملية مرة أخرى (...) أما العدد ثلاثة عشر فهو عكس سلفه { أي 12} يأبى الانقسام ولذا أصبح بغيضا عند الناس، ومبعثا للتشاؤم إلى الأبد، ولما أضيفت أصابع القدمين إلى أصابع اليدين، تكونت فكرة العشرين، ولا يزال استعمال هذا العدد في العد ظاهرا في قول الفرنسيين ( أربع عشرينات) ليدلوا على ( ثمانين ) ) { ص 134-135 جـ1/ مجلد1 / قصة الحضارة :/ ول ديورانت : ترجمة زكي نجيب محمود }.كما يقول الفرنسيون حتى الآن للعدد تسعين : أربع عشرينات وعشرة!!
ومضة من قصة الحضارة "1" : العدد
استومضها لكم س/ محمود المختار الشنقيطي
كتب ديورانت :( ومع ذلك فقد كانت لشخصية المسيح الفاتنة من عمق الأثر في الهند أكثر جدا مما يمكن قياسه بكون المسيحية لم تشتمل على أكثر من ستة في كل مائة من السكان بعد زمن امتد ثلاثة قرون (..) والمسلمون هم أقوى الأقليات الدينية في الهند وأكثرها إثارة للاهتمام، وسنرجئ دراسة دينهم إلى جزء آخر من أجزاء هذا الكتاب، وليس العجيب أن يفشل الإسلام في اكتساب الهند إلى اعتناقه على الرغم من معاونة ( أورنجزيب) له على ذلك معاونة متحمسة إنما المعجزة هي ألا يخضع الإسلام في الهند للهندوسية، فبقاء هذه الديانة الموحدة على بساطها ( لعلها على بساطتها - محمود) وصلابتها، وسط ألوان متشابكة من الديانات التي تذهب إلى تعدد الآلهة، دليل يشهد على ما يتصف به العقل الإسلامي من رجولة، وحسبنا لكي نقدر عمق هذه المقاومة وجسامة هذا المجهود أن نذكر كيف تلاشت البوذية في البرهمية، فإله المسلمين له اليوم سبعون مليونا من عباده في الهند) {ص 406 - 407 جـ3 مجلد 1 ( قصة الحضارة ) / ول ديورانت}استومضها لكم س/ محمود المختار الشنقيطيومضة من قصة الحضارة "2" : صلابة الإسلام
كتب ديورانت حول اليابان :( ومع ذلك فالرجل من فئة" الساموراي" ( أي السياسيين) كان يحس عادة أن واجبه يقتضيه ارتكاب ( الهاراكيري) بعد استخدامه لحقه في الثأر بنفسه من عدوه، مثال ذلك ما فعله (الرونانات) الأربعون المشهورون وهم فئة من السيافين لم يكونوا أعضاء رسميين في تلك الطائفة ( حين ثأروا من " كوتسوكي" لما ارتكبه من قتل اغتيالي، فعلوا ذلك وهم يصطنعون له غاية الرقة ويقدمون له المعاذير، ثم انسحبوا في وقار إلى ضيعات عينها لهم ( الحاكم العسكري) وقتلوا أنفسهم قتلا التزموا فيه غاية الثبات ( كان ذلك سنة 1703) وأعاد الكهنة رأس (كوتسوكي) إلى رئيس حاشيته، فأخذ منهم الرأس وأعطاهم هذا الإيصال البسيط : 1- رأس واحد2- حزمة ورقية واحدةتسلمت الشيئين المذكورين أعلاه (توقيع) سايارا أموجوباي سايتوكوناي ) {ص 41-42 جـ5 مجلد 1 (قصة الحضارة ) / ول ديورات} استومضها لكم س/ محمود المختار الشنقيطيومضة من قصة الحضارة "3" : استلام عهدة!
ومضة من قصة الحضارة "4" : التعدد
كتب ديورانت
( وظل أغنياؤهم { الفايكنج - محمود } متعددي الزوجات حتى القرن الثالث عشر، وكان الآباء هم الذين يرتبون شؤون الزواج، وكثيرا ما كان ذلك عن طريق الآباء، غير أن أحرار النساء كن يستطعن إلغاء هذا الترتيب فإذا تزوجت الفتاة بغير إرادة والديها عد زوجها خارجا عن القانون، وأباح القانون لأهلها أن يقتلوها . وكان في وسع الرجل أن يطلق زوجته متى شاء، فإذا لم يستطع أن يبرر الطلاق بأسباب قوية كان في مقدور أهلها أيضا أن يقتلوه . وكان من حق الزوج والزوجة أن يطلق أحدهما الآخر إذا ما لبس الرجل ثياب النساء أو لبست المرأة ثياب الرجل ) {ص 314 جـ 3 مجلد 4 ( قصة الحضارة) }
وهذا رأي ديورانت { 1885 – 1981م} في التعدد
( ونذكر من بادئ الأمر أن الإنسان بفطرته ينزع إلى تعدد الأزواج، وأن لا شيء يستطيع أن يقنعه بزوجة واحدة إلا أقسى العقوبات، ودرجة كافية من الفقر والعمل الشاق، ومراقبة زوجته له مراقبة دائمة ) { ص 89 جـ 4 مجلد 5 ( قصة الحضارة) }
وكتب ديورانت في مكان ثالث :
( وارتأى لوثر وهنري الثامن وإرزم والبابا كلمنت السابع أن الزواج من امرأتين يمكن أن يرخص فيه تحت شروط معينة، وخاصة إذا كان بديلا للطلاق (..) وكان البيت الذي يضم زوجا وزوجتين أمرا مألوفا كثيرا في فرنسا، مثال ذلك البيت الذي كان يضم هنري الثالث وكاترين دي مديتشي وديان دي بواتييه،وكانت الزوجة الشرعية ( المعقود عليها ) ترتضي هذا الوضع في كياسة مرة ساخرة، كما يحدث أحيانا في فرنسا اليوم ) { ص 200 – 201 جـ 5 مجلد 6 ( قصة الحضارة)
نختم بأبيات لعمر بن أبي ربيعة :
خبّروها أنني قد تزوجـــــــــــــــت،فظلت تكاتم الغيظ سرا
ثم قالت لأختها ولأخرى *** جزعا : ليته تزوج عشرا
وأشارت إلى نساء لديها *** لا ترى دونهن للسر سترا
ما لقلبي كأنه ليس مني *** وعظامي إخال فيهن فترا
من حديث نمى إلي فظيع *** خلت القلب من تلظيه جمرا
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني
ومضة من قصة الحضارة "4" : التعدد
دخت حوارا حول التعدد ولن أقول ليتني لم أفعل .. بل الحمد لله على كل حال ونعوذ بالله من حال أهل النار ..
كنت أتحدث عن مبدأ التعدد .. فإذا الأمر – عبر التعليقات – يتحول إلى الحالات الخاصة .. وما يسعد تكرار بعض الأخوات لعبارة ( لست ضد شرع الله .. ) ...
إذن لم تكن الحوارات غير أنات نساء مظلومات .. ولا يملك الإنسان إلا أن يدعو الله لهن بالفرج وأن يصلح لهن أنفسهن وأزواجهن ..
مؤسف .. ومحزن .. ومؤلم .. أن يساهم المعدد في الإساءة إلى دينه بسوء تطبيق التعدد الذي أباحه له الله .. ثم إعانته الشيطان على زوجته .. وجعله يحثها على الاعتراض – ولو ضمنا – على التعدد والطعن فيه .. وهنا أفتح قوسا لأقص مشكلة بعثت بها فتاة لصحيفة الجزيرة – ربما قبل عقدين من الزمان – ذكرت أن والدها تزوج على أمها فقالت لها إحدى صديقاتها : زي ما خانك خونيها!!
وبدأت الأم تختلي بالهاتف في غرفتها بشكل لافت . . ما دفع البنت للكتابة أنها تشك في سلوك أمها.
مرة أخرى .. مؤلم ومؤسف ومحزن .. أن تأن زوجة لا لشيء إلا أنها تبحث عن العدل من قبل زوجها!! وأن يعاملها كما يعامل زوجته الثانية .. مع ملاحظة أن صحافتنا الورقية – قبل أكثر من عقد – شنت هجوما منظما على الزوجة الثانية .. وأن الزوج يعود مباشرة إلى زوجته الأولى ويهجر الثانية حتى لو كانت صغيرة! واضح أن الهدف هو تنفير الزوجة الثانية من التعدد!!
قلت عبر الحوار أنني لا أتحدث عن الحالات الخاصة .. فهي متعددة بعدد حالات التعدد نفسه ولكل حالة ظروفها وملابساتها ،لذلك سأتجاوز ما يتعلق بالحالات الخاصة إلى قضية التعدد بشكل عام وهي قضية.. أشبعت بحثا .. و"طعنا" .. ففي تونس بورقيبة صدر قانون يحرم ويجرم التعدد وقررت لذلك عقوبة محددة من سجن وغرامة !!
في الرياض كتبت طالبة في كلية الشريعة - اسمها هيا السهلي - مقالة تحث على التعدد .. ثم كتبت .. ( بعد أن كتبت مقال تعدد الزوجات كنت أعلم ما سينالني ولكن أن يُنال مني بهذا الشكل وبهذا السخط ،وفود الطالبات إلى قاعتي الدراسية للهجوم عليّ ذلك لم أضعه بالحسبان ){ المجلة العربية عدد شعبان 1416هـ}
وفي الرياض – الصحيفة - كتب الدكتور سلمان سعيد مقالة تحت عنوان :"نار الغيرة وعذاب الشك" : (وأختم بكلام (شعر) قالته امرأة (غيارة) تحب زوجها : لكنه متزوج بأخرى لذا تعيش في جحيم من غيرتها وشكها {ما معنى شكها هنا؟!!!- محمود} تقول تلك المرأة :
ليت (..) عامل معروف ***** وخلا المرأة تاخذ اثنين
أحب هذا وذا يشوف ***** لأجل اذيقه حر ما فيني .
وقول الشاعرة هذا ليس حبا في الرجال وتعددهم،لكن رغبة في إذاقة زوجها (من نفس الكأس تعبيرا عما يعتمل في خاطرها من نار الغيرة وعذاب الشك {الشك أيضا؟!!! - محمود} ...) {جريدة الرياض العدد 11006 في 20/ 4/ 1419هـ}.
ملاحظة : الكلمة المحذوفة من الأصل.
وفي مصر جرت محاولات كثيرة لتحريم التعدد خصوصا في فترة حكم جيهان السادات .. وعلى المستوى الفكري كتب الأستاذ ضياء الدين بيبرس - وكان يقدم برنامجا شهيرا آنذاك اسمه"لو كنت مكاني"- يقول :
(يدهشني كثيرا أن تنهال عليّ المكالمات التلفونية من قارئات أحرص على استمرار ثقتهن بي كلما ذكرت إباحة الله للزواج من أكثر من واحدة. وتسألني الواحدة منهن مستنكرة : هل صحيح أنك توافق على تعدد الزوجات؟ وحين أستمع إلى مثل هذا السؤال فإنني أستغفر الله لصاحبة السؤال .. لأنه لا هي ولا أنا نملك الموافقة أو عدم الموافقة على تعدد الزوجات،لأن الذي شرع هذا التعدد ليس ملكا ولا رئيس جمهورية ولا مجلسا نيابيا .. الذي شرعه هو رب الكون){مجلة أكتوبر العدد 4871 في 4/7/1993م}.
وبعد .. قبل الانتقال إلى التعدد في قصة الحضارة .. نأخذ ومضة من قصة امرأة غربية هي الفرنسية كلود نجيك،تزوجت زعيم قبيلة "بامبيكي"الأفريقية ضمن ثلاثين زوجة،وقالت عن تجربتها : "لم أشعر بأن التعددية الزوجية كانت تقيدني،بل على العكس فقد وجدت فيها الكثير من الحرية" وعندما مات زوجها كانت تقاليد القبيلة تقضي أن يرث الزعيم الجديد زوجات سلفه، فرت كلود وقالت :
"لقد رضيت واحترمت الكثير من العادات والتقاليد أما هذا فلا يمكن أن أرضى به لقد (أحببت) رجلا فتزوجته ولم أتزوج سلالة" .){مجلة كل الأسرة العدد 148 29/3/1417هـ}. الهلالين حول كلمة (أحببت) من وضعي،لأنني أردت أن أنبه إلى أن الفرنسية سليلة بلاد النور والحرية ترى أن (الحب) قد يوجد مع التعدد،بينما ترى مثقفاتنا – أو بعضهن – أن الحب والتعدد لا يجتمعان!!!
في الهامش أيضا أقول . . أن باحثة غربية ذهبت إلى اليمن لإعداد بحث حول التعدد .. وقد وجدت رضا لدى إحدى الأكاديميات – أو عضوة في مجلس نيابي .. أنسيت – إذ أنها تتفرغ لزوجها في ليلتها .. وحين يذهب تتفرغ لأبحاثها وكتبها .. إلخ.
ومضة من قصة الحضارة "4" : التعدد
كتب ديورانت
( وظل أغنياؤهم { الفايكنج - محمود } متعددي الزوجات حتى القرن الثالث عشر، وكان الآباء هم الذين يرتبون شؤون الزواج، وكثيرا ما كان ذلك عن طريق الآباء، غير أن أحرار النساء كن يستطعن إلغاء هذا الترتيب فإذا تزوجت الفتاة بغير إرادة والديها عد زوجها خارجا عن القانون، وأباح القانون لأهلها أن يقتلوها . وكان في وسع الرجل أن يطلق زوجته متى شاء، فإذا لم يستطع أن يبرر الطلاق بأسباب قوية كان في مقدور أهلها أيضا أن يقتلوه . وكان من حق الزوج والزوجة أن يطلق أحدهما الآخر إذا ما لبس الرجل ثياب النساء أو لبست المرأة ثياب الرجل ) {ص 314 جـ 3 مجلد 4 ( قصة الحضارة) }
وهذا رأي ديورانت { 1885 – 1981م} في التعدد
( ونذكر من بادئ الأمر أن الإنسان بفطرته ينزع إلى تعدد الأزواج، وأن لا شيء يستطيع أن يقنعه بزوجة واحدة إلا أقسى العقوبات، ودرجة كافية من الفقر والعمل الشاق، ومراقبة زوجته له مراقبة دائمة ) { ص 89 جـ 4 مجلد 5 ( قصة الحضارة) }
وكتب ديورانت في مكان ثالث :
( وارتأى لوثر وهنري الثامن وإرزم والبابا كلمنت السابع أن الزواج من امرأتين يمكن أن يرخص فيه تحت شروط معينة، وخاصة إذا كان بديلا للطلاق (..) وكان البيت الذي يضم زوجا وزوجتين أمرا مألوفا كثيرا في فرنسا، مثال ذلك البيت الذي كان يضم هنري الثالث وكاترين دي مديتشي وديان دي بواتييه،وكانت الزوجة الشرعية ( المعقود عليها ) ترتضي هذا الوضع في كياسة مرة ساخرة، كما يحدث أحيانا في فرنسا اليوم ) { ص 200 – 201 جـ 5 مجلد 6 ( قصة الحضارة)
نختم بأبيات لعمر بن أبي ربيعة :
خبّروها أنني قد تزوجـــــــــــــــت،فظلت تكاتم الغيظ سرا
ثم قالت لأختها ولأخرى *** جزعا : ليته تزوج عشرا
وأشارت إلى نساء لديها *** لا ترى دونهن للسر سترا
ما لقلبي كأنه ليس مني *** وعظامي إخال فيهن فترا
من حديث نمى إلي فظيع *** خلت القلب من تلظيه جمرا
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني