تمر هذه الأيام الذكرى الأربعون لاستشهاد الزعيم التاريخي للأمة العربية الذي تم اغتياله بكل تأكيد وهو في عز العطاء وفي أشد ما تكون الأمة العربية في حاجة اليه ولكن التآمر الاستعماري والصهيوني والرجعية العربية هذا الثالوث القذر و المتحالف موضوعيا هو المتهم الأول لاغتيال عبد الناصرحيث توجد مؤشرات عديدة آخرها ما صرح به محمد حسنين هيكل من كون المقبور السادات كان قد أخرج طباخ عبد الناصر من مطبخ الجناح الذي كان يقيم به قبل ثلاثة أيام من وفاته وقدم له فنجان قهوة ومن المرجح أن يكون قد وضع له السم وقتها وبذلك يكون والمخابرات السعودية التي جندته لأداء هذا الدور قد اغتال عبد الناصر ومما يؤكد هذا الاستنتاج ورواية هيكل ما أورده الكاتب السعودي ناصر سعود الذي فر من السعودية واختطفته المخابرات السعودية بعد نشره لكتاب التاريخ السري لآل سعود حيث ذكر في كتابه عناصر جديرة بالاهتمام بدليل محاربة المخابرات السعودية لهذا الرجل وكتابه ونأخذ منه ما يلي
بدءا من نجاح فيصل في المساومة ـ عام 1964 ـ على اعترافه بجمهورية اليمن مقابل تعيين السادات نائباً للرئيس جمال عبد الناصر … ونجاح فيصل وفهد والسادات وحسن التهامي وكمال أدهم ـ وخبير السموم الأمريكي مستشار المخابرات السعودية في الرياض المستر رنتز: بوضع ـ عيّنة
ـ من سم الاكوتين ـ في كأس من عصير القوافة لجمال عبد الناصر في الساعة الرابعة إلا ربعا يوم 28/9/ 1970 ـ أثناء وداعه لحاكم الكويت صباح السالم في مطار القاهرة، وبذلك أدركت السعودية ما عجزت عنه مراراً في اغتيال عبد الناصر، بل ما عجزت عنه في تحريضها للرئيس الأمريكي جونسن بالرسالة المعروفة التي كتبها فيصل وفهد إليه يطالبانه دفع إسرائيل لاحتلال مصر وسوريا لإيقاف المد الوحدوي وإيقاف عبد الناصر عند حده واشغال العرب بأنفسهم عن المواقف السعودية الامريكية…
وبدءاً من ذلك الوقت وحتى الآن والى أن يسقط الاحتلال السعودي: لن يتوقف أمراء آل سعود عن قرع كؤوس الخمر مع الرؤساء الأمريكيين…
بدءاً من تعيين السعودية للسادات في سلك المخابرات الامريكية إلى تعيينه نائبا للرئيس جمال ـ بضغوط نعرفها ـ إلى دعمه في الرئاسة بعد اغتيال جمال بالسم …
إلى البدء في تغيير معالم الجمهورية العربية المتحدة إلى الضغط على السادات وبأسرع ما يمكن لإبعاد الخبراء السوفييت عن مصر إلى تعهد السعودية بتموين وتمويل الجيش المصري بالطعام والذخيرة والسلاح الأمريكي والغربي وشراء الطائرات بالأموال السعودية المسروقة لاعداد هذا الجيش ـ بأموال سعودية ـ أمريكية ـ لحرب العرب في الجماهيرية الليبية وفي الكنجو وفي اليمن وفي عُمان وفي لبنان والسودان والجزيرة العربية .. ويخلق مالا تعلمون… والمتتبع التقدمي القومي الوطني غير المنحاز ـ المؤمن ـ يدرك أن السعودية كانت السمسار الأول والمأذون "الشرعي والوحيد" لزواج السادات بأمريكا وإسرائيل ورحلته إلى القدس و" كمب ديفيد" ومن ثم التوقيع يوم 26/3/ 1979 على صك الخيانة "المكون من ثلاث نسخ" وقعها السادات وبيغن وكارتر …
ومع كل ذلك فلم يكن ذلك سببا رئيسيا في توجيه أصبع الاتهام للسادات وإنما كانت هناك أخبار تثار هنا وهناك ووقائع نشرتها صحف أجنبية ونقلتها صحف محلية .. بل كانت هناك كتب لمفكرين كبار تحدثت عن علاقة وثيقة بين السادات والسيد كمال أدهم رجل الاستخبارات السعودي وصهر العائلة الحاكمة هناك وهو من المعروفين بعلاقاته الوثيقة بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية ‘ CIA ’ وقيل أكثر من ذلك حتى أكد كتاب أن عددا من الحكام العرب ومن يحتلون مواقع في بلدانهم كانوا يتقاضون مساعدات مادية ثابتة من وكالة المخابرات المركزية .. وعندما تقرر كل التقارير أن المخابرات المركزية الأمريكية كانت تخطط لاغتيال عبد الناصر فالأمر إذن لا يحتاج الى أكثر من إشارة أو تلميح لتنطلق الشائعة محكمة التصويب الى عقول الناس وضمائرهم . .
وبقطع النظر عن هذه الرواية فان عبد الناصر قد توفي يوم 28 سبتمبر 1970 في ذكرى الانفصال ذلك الجرح الغائر في وجدان عبد التاصر والذي استمر معه تسع سنوات فقط من عمره حتى توفي متأثرا بهذا الحدث الجلل الذي لم يستسغه .
واذا لم يكن هذا الانفصال هو السبب المباشر في مقتل عبد الناصر فان أحداث أيلول الأسود التي حدثت في الأردن بين فصائل المقاومة الفلسطينية و الجيش الأردني كان لها بالتأكيد دور هام في التأثير على صحة و نفسية عبد الناصر وأضعف جسمه عن مقاومة الحياة في ظل تلك المأسي التي تحدث للشعب الفلسطيني حيث قتل حوالي عشربن ألفا من الفلسطينيين وجرح أكثر من مآئة ألف في تلك الحوادث اضافة الى الارهاق البدني و النفسي الذي أصابه و هو يحاول أثناء انعقاد القمة العربية وقتها لايقاف المجزرة الرهيبة بحق الشعب الفلسطيني وقواه المناضلة حيث ان حجم الجريمة قد فاقت ما قام به الصهاينة في حق هذا الشعب المجاهد فكيف للسلاح العربي أن يوجه للفلسطينيين بديلا عن الصهاينة بحيث كانت تلك الأحداث هدية مجانية للصهاينة .
وتكثر الروايات المتعلقة باغتياله حتى تصل الى السوفيات الذين ذهب اليهم في تلك السنة للتداوي فاعطوه حقنا من الأوكسيجين كانت كافية لقتله خلال ثلاثة أشهرحسب الوثيقة البريطانية التي تم الكشف عنها طبقا لقانون الوثائق السرية البريطانية بمناسبة مرور 30 عاما علي صدورها المؤرخ بتاريخ 29/5/1974 تؤكد في محتواها أن السوفيت تورطوا في إعطاء الرئيس الراحل علاجا يتضمن الاكسجين خلال رحلة استشفائه في موسكو عام 1970 وهم موقنون من وفاته خلال 3 أشهر!
ويقول نص الوثيقة التي بعث بها أم. مارشال القنصل البريطاني بالرباط يوم 29 مايو 1974 إلي الخارجية البريطانية: "احاط القنصل المصري هنا الآنسة "ماسوه" السكرتيرة الثانية بسفارتنا بقصة غير عادية قال فيها ان المصريين الآن مقتنعون بأن الروس قد اعطوا عبدالناصر حينما ذهب إليهم قبل فترة قصيرة من وفاته، علاجا يتضمن الاكسجين وعادة ما يعطي إلي رواد الفضاء، بما يعني التأكيد علي أنه سيموت بعد 3 أشهر".
واختتم القنصل البريطاني في الوثيقة ليقول: "من البديهي ان حقيقة هذه القصة عرضة للتساؤلات، ولكنها وكمؤشر علي ما اصبح عليه المصريون هنا مسعدون للقول به عن الروس لقد هزتني كأمر مثير للاهتمام
وبالعودة إلى الملف الصحي للرئيس جمال عبد الناصر فسوف نجد أنه أصيب بأزمة سكر عام 1958، و أزمة في أرجله عام 1961، أما الأزمة القلبية ففاجأته عام 1969 وهي الفترة التي قام بتعيين نائب رئيس جمهورية خلالها، ولم يتم الإعلان عن حقيقة مرضه بل قيل أنه مصاب بنزلة برد وقاموا بتركيب أسنسير في منزله حتى لا يجهد في صعود السلم، كما أنه أصيب بأزمة صحية حادة وقت وفاة الفريق عبد المنعم رياض، وبالتالي كافة المؤشرات تؤكد أنه مات بالمرض وليس بشيء آخر.
وفي رواية أخرى صلاح نصر يجزم بأن السم انتقل لجسم عبد الناصر عن طريق خاتم صمم خصيصا كان في اصبع حاكم خليجي والدليل هو التسجيلات التي تحوي التفاصيل، ومعززة بمجموعة صور أثناء التسجيل،
ولا ننسى الدور القذر للمخابرات الصهيونية و رغبتها في التخلص من هذا الزعيم بأي طريقة وخاصة أنها معروفة بتقدمها في تخليق المستحضرات القاتلة والضارة .. وقد جربت إمكانياتها تلك في العديد من العمليات القذرة .. فقد وُجهت إليها اصابع الاتهام .. وكان عبد الناصر عدوها الأول .. ومصدر الخطر على وجودها واستمرارها .. وقد تخلقت حول هذه الأمور قصة لم تكتمل فصولها .. قصة تقول إن ‘ على العطفي ’ اخصائي العلاج الطبيعي .. سافر في بعثة دراسية الى الخارج .. وأن الموساد استطاع أن يوقعه في حباله .. وقد ساعده في الحصول على الدكتوراه التي اكتُشف فيما بعد أنها مزيفة .. وعندما عاد الى مصر سبقته ضجة اعلامية كبيرة فأصبح بين يوم وليلة أشهر اسم بين اخصائي العلاج الطبيعي، وتهافتت عليه الأندية الرياضية .. واستقبلت عيادته ومركزه الطبي ‘ الذي انشأه بمساعدة إسرائيل ’ العديد من الشخصيات المسئولة في مصر .. حتى بلغ صيته المدي .. ولأن الرئيس عبد الناصر الذي كان مصابًا بارتفاع ضغط الدم والسكري .. كان يحتاج في أوقات كثيرة الى علاج ساقيه من آلام السكري .. فقد اقترح عليه بعضهم أن يتولى علاجه ‘ على العطفي ’ بشهرته وسمعته .. وقد كان .. وقيل إنه حصل على أدوية وعقاقير قدمتها له إسرائيل ليمارس بها علاجه لآلام ساقي الزعيم .. وأن هذه العقاقير كانت تحتوي على أنواع من السموم التي يصعب اكتشافها .. وذات أثر تراكمي يتسرب الى الجسد تدريجيًا ويتسبب في الوفاة بعد فترات يعرفها مخترعو هذه العقاقير .
وقد تأكدت الشائعة عندما أُلقي القبض على ‘على العطفي ’ وأُغلقت عيادته ومركزه للعلاج الطبيعي وأُعلن عن عدم أهليته لممارسة المهنة وأن درجته العلمية غير صحيحة .. ومزورة .. ونشرت الصحف أخبارا عنها ثم صمتت بعد فترة .. وقيل إنه مات في السجن .. وطار الخيال بالبعض لدرجة الهمس بأن إسرائيل قد بادلته ببعض الأسرى المصريين وأنها قد تسلمته من السلطات المصرية للعيش هناك معززا مكرمًا نظير الخدمات الجليلة التي قدمها للكيان الصهيوني .
وكانت مسألة استخدام السم في قتل جمال عبد الناصر تجد فرصا للظهور والانتشار بين وقت وآخر .. ومازالت .. وفي كل مرة تُقدم إسرائيل على عمل من هذا النوع .. تشتعل المسألة وتكبر من جديد ولعل فضيحة إسرائيل في محاولة اغتيال خالد مشعل بالسم في الأردن أعادت القضية الى الأذهان بقوة .. ثم كانت عملية اغتيال ياسر عرفات بالسم .. والتي تحدث عنها الأستاذ هيكل مبكرا ثم أصبحت حديث الصحافة العالمية فيما بعد .. لعلها دفعت برواية استخدام السم لإنهاء حياة عبد الناصر لتحتل مكانا بارزا يكاد يقترب من اليقين وظلت الاتهامات تجيء وتروح حتى طالت خليفته أنور السادات وظلت تتأرجح حتى تفجرت بين أسرة الرئيس عبد الناصر وأسرة خلفه .
وهكذا تؤشر كل هذه المعطيات الى مزيد من الغموض حول السبب الحقيقي لوفاته هل كان بسبب المرض أم مؤامرة لواحد من أعداء ناصر في هذا العالم فمن هو الطرف الذي فعل فعلته في جنح الظلام ودس له من أسباب الموت مادس سواء بشكل مباشر كالسم أو بطريقة غير مباشرة كجريمة الانفصال التي توفي في ذكراها الأليمة أو تقتيل الفلسطينيين في الأردن في مجازر بشعة لم نشاهد مثيلا لها الا في العراق بعد احتلاله أو نتيجة للنكسة أو التآمر الرجعي على الأمة العربية وفي كل الأحوال فان وفاته في كل الحالات كانت استشهادا ولا يمكن أن تكون أقل من ذلك خاصة اذا تذكرنا غضب شوان لاي على وفد مصري برئاسة لبيب شقير بقوله كيف تسمحون لعبد الناصر ان يموت في هذه السن .
الناصر خشيني نابل تونس
Email Naceur.khechini@gmail.com
Site http://naceur56.maktoobblog.com/
http://www.facebook.com/reqs.php?fco...?id=1150923524
groupe
http://groups.google.com/group/ommarabia?hl=ar