]
عَرِّجْ عَلَى الذِّكرَى ..
..
عَرِّجْ عَلَى الذِّكرَى ؛ بِضِلعِ الوادِي=وَ عَلَى حَنِينِ الدَّربِ لِلرُّوَّادِ
وَ عَلَى القُلُوبِ ؛ حَفِيرَةٌ فِيها مَعًا=أَسماؤُنا ؛ فِي حَورِهِ المَيَّادِ
وَ عَلَى نُقُوشِ الحُبِّ ؛ فَوقَ غُصُونِهِ=وَ عَلَى جُذُوعِ التِّينِ وَ الكَبَّادِ
وَ عَلَى ضِفافِ النَّهرِ ؛ حَيِّ خَمِيلَةً=سَكِرَتْ بِصَوتِ العَندَلِيبِ الشَّادِي
وَ اسمَعْ خَرِيرَ الماءِ تُدرِكْ أَنَّهُ=تَحنانُ أَكبادٍ إِلَى أَكبادِ
لِلنَّرجِسِ البَرِّيِّ زَفرَةُ شاهِدٍ=تَعطارُها مُتَواصِلُ التَّردادِ
فاشمُمْ بِهِ طِيبِي إِذا ضَيَّعتَنِي=وَ المِسْ بِهِ رُوحِي وَ نَبضَ فُؤَادِي
ما زالَ كَرمُ الدَّالِياتِ حِجابَنا=عَمَّنْ لَنا قَدْ كانَ بِالمِرصادِ
فاسأَلْ عَناقِيدَ الكُرُومِ ؛ إِذِ الهَوَى=قَدْ جَفَّ بَعدَ تَبايُنِ الأَضدادِ
ضِدَّانِ نَحنُ ؛ أَنا احتِراقُ فَراشَةٍ=بِالنَّارِ فَوقَ سَعِيرِكَ الوَقَّادِ
مَصلُوبَةٌ فَوقَ الهَجِيرِ حَشاشَتِي=نَزَّافَةٌ مِنْ قَسوَةِ الأَوتادِ
وَ لَأَنتَ عَصرٌ لِلخِيانَةِ , أُمَّةٌ=لِلغَدرِ , مُجتَمَعٌ مِنَ الأَوغادِ
ما زالَ مُتَّكَأُ اللِّقاءِ مُؤَمِّلًا=إِخفاءَنا عَنْ أَعيُنِ الحُسَّادِ
فِي رَفرَفِ الأَحلامِ حَيثُ نَسِيتَنِي=وَ نَسِيتَ ما أَهمَلتَ مِنْ مِيعادِي
وَ هُناكَ ؛ باحاتُ النَّسائِمِ مُهجَتِي=وَ مَلاعِبٌ لِلرِّيحِ فِي إِنشادِي
لَكِنَّكَ اعتَدتَ الغِيابَ فَأَصبَحَتْ=آمالُها فِي مُنتَهَى الإِجهادِ
فَهَجَرتَنِي مُذَّاكَ ؛ ثُمَّ رَجَعتَ بَعـ=ـدَ جَفافِ عُمرِ الأُمنِياتِ الصَّادِي
لِتَقُودَ طِفلَيكَ اللَّذَينِ تَدافَعا=فِي مُهجَتِي بِبَراءَةِ الأَولادِ
وَ تَحُثَّ أُمَّهُما وَ تَسحَبَ طِفلَةً=أُخرَى تُناغِيها ؛ فَتَهتِفُ : " دادِي "
وَ أَظَلُّ وَحدِي فِي ظِلالِ كآبَتِي=أَبكِي ؛ أَنا - يا قاتِلِي - وَ الوادِي