قاد المهاجم ماريو بالوتيلي منتخب بلاده إيطاليا إلى نهائي بطولة أمم أوروبا 2012 بإحرازه هدفين في مرمى ألمانيا في لقاء النصف النهائي الذي جمع الطرفين مساء اليوم الخميس على ملعب وارسو الوطني في العاصمة البولندية وانتهى بفوز إيطاليا (2-1).


وسجّل "سوبر ماريو" هدفي إيطاليا في الدقيقتين 20 و36 في حين قلّص مسعود اوزيل النتيجة لألمانيا في الدقيقة الثانية من الوقت محتسب بدلاً عن ضائع من ركلة جزاء لتضرب إيطاليا موعداً مع إسبانيا في النهائي الذي يحتضنه ملعب "أولمبيك ستاديوم" في العاصمة الأوكرانية كييف يوم الأحد القادم.


ولم تنجح ألمانيا في الثأر لخسارتها التاريخية أمام إيطاليا (صفر-2) في نصف نهائي مونديال 2010 وحتى في تحقيق فوزها الأول عليها في المسابقات الرسمية إذ لم يسبق للمنتخب الألماني أن فاز على نظيره الإيطالي في أيٍّ من البطولات الرسمية، إن كان على الصعيد القاري أو الدولي.






وخاض المنتخبان مباراتين في البطولة الأوروبية انتهيتا بالتعادل (1-1) في يورو 1988 في ألمانيا، ومن دون أهداف في يورو 1996 في إنكلترا، في حين تواجه الطرفان خمس مرات في نهائيات كأس العالم، ففاز الإيطاليون 3 مرّات وتعادلا مرّتين.


وتابع المدرب القدير تشيزاري برانديلي نتائجه الممتازة مع منتخب بلاده إذ لم يذق طعم الهزيمة معه في أي مباراة رسمية، محققاً عشرة انتصارات وخمسة تعادلات.


في المقابل، منيت ألمانيا بالخسارة الأولى في البطولة الحالية بعد أربعة انتصارات متتالية وهي الوحيدة التي حققت هذا الانجاز في البطولة الحالية كما فشلت أيضاً في تحقيق الفوز الخامس عشر على التوالي في المباريات الرسمية بعدما حطمت في الدور ربع النهائي أمام اليونان الرقم القياسي (14 فوزا متتالياً) الذي كان تتشاركه منتخبات إسبانيا (2010-2011) وفرنسا (2002-2004) وهولندا (2008-2010).


وسيخوض المنتخب الإيطالي الذي قدّم مباراة هجومية جميلة وكان الطرف الأفضل على مدار الشوطين، النهائي الثالث له في البطولة بعد الأول الذي فاز به في نسخة 1968 والثاني الذي خسره أمام فرنسا في بطولة 2000.






نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
اعتمد المدرب الإيطالي تشيزاري برانديلي على نفس التشكيلة التي واجهت إنكلترا في ربع النهائي ولكن مع إجراء تغييرين اضطراريين إذ دفع بفريديريكو بالزاريتي على الجانب الأيمن ليحل مكان مدافع إي سي ميلان إيناسيو أباتي الذي تعرّض لإصابة في الفخذ الأيسر، في حين عاد الظهير الأيسر جيورجيو كييليني ليقوم بمهامه الدفاعية على هذه الناحية.


في المقابل دفع مدرب الماكينات يواكيم لوف بتشكيلة مغايرة عن تلك التي واجهت اليونان في ربع النهائي فأعاد لوكاس بودولسكي إلى مركز الجناح الأيمن في حين دفع بالشاب توني كروس (22 عاماً) على الأيسر مكان توماس مولر، أما في الهجوم فأسند المهمة لماريو غوميز الذي سجّل ثلاثة أهداف في الدور الأول في حين جلس ميروسلاف كلوزه على دكة البدلاء.









نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
دخل المنتخبان العريقان أجواء المباراة سريعاً جداً فتابدلا الهجمات منذ الدقائق الأولى مع أفضلية للمنتخب الألماني حامل لقب البطولة ثلاث مرات الذي كاد يفاجىء منافسه الإيطالي بهدف مبكر منذ الدقيقة الخامسة عندما أنقذ المايسترو أندريا بيرلو كرة عن خط المرمى جاءت من قدم المدافع ماتس هوملز وهو في مواجهة الشباك مستغلاً ركنية من الناحية اليسرى.




واصل الألمان غاراتهم الاستطلاعية وهددوا المرمى الألماني في الدقيقة 12 عندما انطلق سامي خضيرة بالكرة ومررها إلى بواتينغ الذي عكسها عرضية أمام المرمى حيث فشل بوفون في السيطرة عليها لتصطدم ببارزالي وتمر قريبة من القائم الأيسر للحارس الإيطالي، قبل أن يرد رجال المدرب تشيزاري برانديلي بعد خمس دقائق
بتسديدة من قدم ريكاردو مونتوليفو من خارج منطقة الجزاء تصدى لها الحارس الألماني مانويل نوير ببراعة.








ورغم السيطرة الألمانية على المستطيل الأخضر، نجح الظهير الأيسر جيورجيو كييليني في التوغل على الجانب الأيسر وتمرير الكرة إلى أنطونيو كاسانو الذي تخلّص من ثلاثة لاعبين ألمان وعكس عرضية على طبق من ذهب إلى مهاجم مانشستر سيتي ماريو بالوتيلي في منطقة الجزاء الذي ارتقى للكرة رغم مضايقة هولغر بادشتوبر وأطلقها قوية برأسه إلى داخل الشباك ( د20) مفتتحاً التسجيل لبلاده ومسجلاً هدفه الثاني في المسابقة بعد الأول أمام أيرلندا في الدور الأول.










نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
الهدف الإيطالي المباغت أربك الماكينات التي لم تعمل بدقة بعد ذلك باعتمادها على الكرات الطويلة باتجاه المهاجم ماريو غوميز الذي لم يتمكن من استثمارها في حين حاول مسعود أوزيل مخادعة بوفون بتصويبة بعيدة المدى لكن الأخير سيطر عليها (د27) قبل أن يتألّق الحارس الإيطالي مجدداً ويبعد كرة قوية أطلقها سامي خضيرة من داخل منطقة الجزاء (د35).


وفيما كان الألمان يبحثون عن الثغرة لمعادلة النتيجة قبل انقضاء الشوط الأول، جاءت الرياح بما لا تشته سفن لوف عندما لعب كييليني من الجانب الأيسر كرة بالعمق إلى بالوتيلي الذي كسر مصيدة التسلل وروضها وتقدم وأطلقها من نقطة الجزاء قوية جداً في المقص الأيسر للحارس نيوير (د36) موجهاً صفعة قوية للألمان الذين ارتبكوا أكثر بعد الهدف الثاني وافتقدوا للتركيز لينتهي الشوط الأول بتقدم إيطاليا بهدفين لنجمها "سوبر ماريو" .












صحوة متأخرة
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
دفع ماريو غوميز ولوكاس بودولسكي ثمن تخلّف فريقهما بهدفين في الشوط الأول فاستبدلهما لوف منذ مطلع الشوط الثاني بميروسلاف كلوزه وماركو رويس اللذين سجلا في ربع النهائي أمام اليونان في حين لم يلجأ المدرب الإيطالي لأي تبديل.


ودأب الألمان منذ الثواني الأولى على مهاجمة المرمى الإيطالي بضرواة سعياً منهم في خطف هدف مبكر قد يجعل من مهمة إدراك التعادل أسهل، فكانت تحركات كروس ورويس خطرة جداً أمام مرمى بوفون في الدقائق الأولى التي شهدت تسديدة للام علت العارضة الإيطالية.


في المقابل لم يبادر الإيطاليون بالهجوم بل اكتفوا بالتصدي للمحاولات الألمانية مما دفع بالمدرب برانديلي إلى إشراك لاعب الوسط الشاب أليساندرو ديامانتي مكان كاسانو (د57) لأن النتيجة كانت كانت كافية للحفاظ عليها.






وفي الدقيقة 60 اخترق نجم المباراة الأول "سوبر ماريو" المنطقة الألمانية وصوّب المستديرة على مرمى نوير الذي ارتمى عليها بيد أنها انحرفت عن القائم الأيمن للحارس، قبل أن يرد الألمان بركلة حرة من 20 متراً انبرى لها رويس وصوبها دقيقة جداً ارتدى لها بوفون قفاز الإجادة وحوّلها إلى ركنية (د62).


ومن هجمة معاكسة مركزة تلاعب كلاوديو ماركيزيو وديامانتي بالدفاع الألماني وتمكنا من الوصول إلى المنطقة الألمانية حيث سدد ديامانتي كرة قوية مرت قريبة جداً من القائم الأيسر للحارس نوير (د 67).


ولجأ المدرب الإيطالي لتبديلين تكتيكيين فأقحم لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي تياغو موتا مكان مونتوليفو ودفع بأنطونيو دي ناتالي مكان هداف المباراة ماريو بالوتيلي، في حين لعب المدرب الألماني آخر أوراقه في المباراة فأشرك توماس مولر مكان جيروم بواتينغ.






وكاد الإيطاليون يضاعفون النتيجة في أكثر من مناسبة في الدقائق العشرين الأخيرة من المباراة إذ أهدر ماركيزيو هدفاً محققاً عندما تلقى كرة داخل المنطقة وتلاعب بالمدافع لكنه سددها زاحفة بجوار القائم الأيمن (د75)، ثم حذا دي ناتالي حذو ماركيزيو عندما أهدر كرة سهلة من داخل المنطقة سددها برعونة في الشباك الخارجية (د 82).


وجاءت صحوة الـ"مانشافت" متأخرة جداً إذ نجح رجال لوف في تقليص النتيجة في الدقيقة 92 عندما لمست الكرة يد المدافع فيديريكو بالزاريتي داخل المنطقة فاحتسب الحكم ركلة جزاء انبرى لها أوزيل بنجاح مسجلاً هدف الشرف لبلاده التي كانت المرشحة الأبرز للفوز باللقب الذي تبحث عنه منذ العام 1996 عندما توجت بالكأس على حساب جمهورية التشيك.








التشكيلتان الأساسيتان
ألمانيا
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
حارس المرمى: مانويل نوير
خط الدفاع: ماتس هوملز، وهولغر بادشتوبر، وفيليب لام (القائد)، وجيروم بواتينغ.
خط الوسط: سامي خضيرة، ومسعود أوزيل، وباستيان شفاينشتايغر، ولوكاس بودولسكي، وتوني كروس
خط الهجوم: ماريو غوميز
المدرب: يواكيم لوف










إيطاليا
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
حراسة المرمى : جيانلويجي بوفون (القائد)
خط الدفاع : فريديريكو بالزاريتي ، وأندريا بارزاغلي، وليوناردو بونوتشي، وجيورجيو كييليني.
خط الوسط : كلاوديو ماركيزيو، ودانييلي دي روسي، وريكاردو مونتوليفو، وأندريا بيرلو
خط الهجوم : ماريو بالوتيلي، وأنطونيو كاسانو
المدرب : تشيزاري برانديلي








الحكام
حكم الساحة: ستيفان لانوي (فرنسا)
المساعد الأول: فريديريك كانو (فرنسا)
المساعد الثاني: مايكل أمونييه ( فرنسا)
الحكم الرابع: هاوارد ويب (إنكلترا)
الحكمان الإضافيان: فريدي فوتريل (فرنسا) ورودي بوكيه (فرنسا)