تحلُّ أعياد الميلاد بصقيعها وبرودة وندف ثلجها، فتزيد علاقتنا برودة، وأحاسيسنا أكثر ضمورا.
ولقد أسعدتني دعوتك لي للإحتفال في قلب عاصمة الأنوار"باريس". فرحتُ أيما فرح ليس للحضور، فباريس في القلب، ولكني سعدتُ للدعوة ذاتها، فهي مناسبة لإذابة الجليد الذي غلف أحاسيسنا، وفرصة ثانية لضخ دم جديد في قلوبنا التي طالها الصدأ بفعل الصقيع الذي أثقلها زمنا.
لابأس، لقد قبلتُ الدعوة، وسأسافر إليك في أول فرصة اليوم أو غدا حسب برامج الرحلات الجوية، فهي تعرف ضغطا هذه الأيام. سأسافر لمحو قساوة البُعد، ووحشة الفراق. سأسافر لنركب زلاجة على قمة جبال الألب، زلاجة واحدة تكون شاهدة على تلاحم أجسادنا، ولم لا أرواحنا، نسرع عبرها لعصر الجليد وإعادة الدفء لعشقنا.
لن نعود مساء لسهرة أعياد الميلاد، إلا وأيدينا متشابكة، وقلبينا يعزفان معا نشيد الفرح.
أعدّي ما طاب من" شوكولاته" ترافقنا كي تمنحنا الدفء كلما عزّ، وتؤنس وحشتنا كلما استوحشنا. فقط " الشوكولاته" فهي لذيذة في باريس، وما تبقى سأتكلف به أنا.
استعدي لإعلان الفرح ليس فقط ليلة الميلاد، بل سنجعل كل الأيام أعيادا، سنفرح بليلة الميلاد ونجعلها ليالي زاهية، نغني، نرقص في طقوس نودع بها سنة الأحاسيس الباردة، ونستقبل سنة تجد الدفء قد عاد لحياتنا. سنرقص حتى تنطفيء أنوار باريس ذات منتصف ليل. هل أحسنتِ العد كم ليلة سيدوم عرس الليلة؟.
هــري عبدالرحيم/24/12/2011