زيارة أخيرة

فتحت الباب حاملا حقيبتى التى تحوى ما تبقى من حياتى
وجدته يطل على وسط السحب الكثيفة التى تملآ المكان .
يرمقنى بثبات وكأنه يعلم أننى أرحل الآن .
وقفت مندهشا وكأنى أراه لأول مرة
نعم إنه هو رغم كل تلك السنوات التى تباعدنا فيها لكنى أعرفه جيدا وأدرك ملامحه
ولكن هناك شيئا غير عادى فى ملامحه .
لم يتركنى أشرد طويلا وجاءنى صوته صادما :
- إلى أين أنت ذاهب ؟
- أرحل إلى منزل جديد !
نظر طويلا إلى ..
- لا تغير عتبة دارك ابق حيث أنت فالخير هنا .
أجبته صارخا
- لا سأرحل .
هممت بالتحرك فإذا بى أجده أمامى .
هناك شىء غريب فى ملامحه ولكنه هو .
- تعال معى .
قالها ثم سار أمامى فتبعته
فى نهاية الشارع توقف ثم استدار ليواجهنى فاردا ذراعيه .
- أى الطريقين ستسلك يمينا أم يسارا ؟
أجبته منفعلا
- لماذا تسأل ؟
أجابنى فى صرامة
- لا تسأل أجب فقط !
- يسارا .
أغمض عينيه وتمتم ببعض كلمات لم أسمعها
فجأة وجدت نارا تخرج من على يساره نارا هائلة تحاول أن تطولنى وهو يصدها بيده .
نظر إلى مجددا
- هذا طريقك الذى تختار , غبى أنت يا صديقى تترك الجنة وتعدو إلى النار .
أجبته وأنا أخفى وجهى
- لكنى قد اخترت ولن أتراجع عن الاختيار .
أخفض يده قليلا فإنطلق لسان من اللهب فأصابنى
صرخت عاليا من شدة الألم .
رن جرس الهاتف
- الو
صوت باك لم أسمع منه شيئا
- ماذا هناك ؟ من أنت ؟
- البقاء لله لقد توفى أحمد أمس !

8/7/2006