منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 9 من 12 الأولىالأولى ... 7891011 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 81 إلى 90 من 119

العرض المتطور

  1. #1

    المثنى بن حارثة

    المثنى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم بن سعد بن مرة بن ذهل بن شيبان الربعي الشيباني .




    حال المثنى بن حارثة في الجاهلية : كان المشهور عن المثنى بن حارثة أنه من أشراف قبيلته وشيخ حربها ورجاحة عقله وإدارته المتميزة في المعارك .وفي الجاهلية أغار المثنى بن حارثة الشيباني ، وهو ابن أخت عمران بن مرة ، على بني تغلب ، وهم عند الفرات ، فظفر بهم فقتل من أخذ من مقاتلتهم وغرق منهم ناسٌ كثير في الفرات وأخذ أموالهم وقسمها بين أصحابه .






    قصة إسلام المثنى بن حارثة : وفد المثنَى بن حارثة بن ضَمضَم الشّيبانيّ إلى الرسول سنة تسع مع وفد قومه ، وكان شهمًا شجاعًا ميمون النقيبة حسن الرأي .

    أهم ملامح شخصية المثنى بن حارثة :

    - حسن إدارته الشديدة للمعارك :
    كانت أنباء هزيمة الجسر ثقيلة على المسلمين ؛ حتى إن عمر بن الخطاب ظل أشهرًا طويلة لا يتكلم في شأن العراق ؛ نظرًا لما أصاب المسلمين هناك ، ثم ما لبث أن أعلن النفير العام لقتال الفرس في العراق ؛ فتثاقل الناس عليه ، وعندما رأى ذلك قرر أن يسير هو بنفسه للقتال والغزو ، فأشعل سلوكه ذلك الحماسة في قلوب المسلمين ، فقدمت عليه بعض القبائل من الأزد تريد الجهاد في الشام، فرغبهم في الجهاد في العراق ، ورغبهم في غنائم كسرى والفرس ، وقدمت عليه قبيلة بجيلة ، واشترطوا أن يقاتلوا في العراق على أن يأخذوا ربع الغنائم التي يحصلون عليها ، فوافق عمر . وبدأت الجموع المجاهدة تتوافد على المثنى ، الذي لم يكف عن ترغيب العرب في الجهاد , واكتملت قوات المسلمين تحت قيادة المثنى بن حارثة ، في مكان يسمى " البويب " (يقع حاليًا قرب مدينة الكوفة) ، وكان نهر الفرات بين الجيشين ، وكان يقود الفرس " مهران الهمداني " الذي أرسل إلى المثنى يقول له : " إما أن تعبروا إلينا أو أن نعبر إليكم " ، فرد عليه المثنى : " أن اعبروا أنتم إلينا " . و كان ذلك في (14 من رمضان 14هـ = 31 من أكتوبر 1635م ) ويرى بعض المؤرخين أنها وقعت في رمضان سنة 13هـ، إلا أن تتبع ما وقع من أحداث في العراق يجعل الرأي الأقرب للصواب هو 14هـ . وقد أمر المثنى المسلمين بالفطر حتى يقووا على القتال ، فأفطروا عن آخرهم ، ورأى المثنى أن يجعل لكل قبيلة راية تقاتل تحتها ؛ حتى يعرف من أين يخترق الفرس صفوف المسلمين ، وفي هذا تحفيز للمسلمين للصمود والوقوف في وجه الفرس .وأوصى المثنى المسلمين بالصبر والصمت والجهاد ؛ لأن الفرس عندما عبروا إلى المسلمين كانوا يرفعون أصواتهم بالأهازيج والأناشيد الحماسية ، فرأى المثنى أن ذلك من الفشل وليس من الشجاعة , وخالط المثنى جيشه مخالطة كبيرة فيما يحبون وفيما يكرهون ؛ حتى شعر الجنود أنه واحد منهم ، وكانوا يقولون : " لقد أنصفتنا من نفسك في القول والفعل ". ونظم المثنى جيشه ، وأمرهم ألا يقاتلوا حتى يسمعوا تكبيرته الثالثة ، ولكن الفرس لم يمهلوه إلا أن يكبر تكبيرة واحدة حتى أشعلوا القتال ، وكان قتالاً شديدًا عنيفًا ، تأخر فيه النصر على المسلمين ، فتوجه المثنى إلى الله تعالى وهو في قلب المعركة بالدعاء أن ينصر المسلمين، ثم انتخب جماعة من أبطال المسلمين وهجموا بصدق على الفرس فهزموهم ، وعندما استشهد " مسعود بن حارثة " وكان من قادة المسلمين وشجعانهم وهو أخو المثنى قال المثنى : " يا معشر المسلمين لا يرعكم أخي ؛ فإن مصارع خياركم هكذا "، فنشط المسلمون للقتال ، حتى هزم الله الفرس . وقاتل مع المثنى في هذه المعركة أنس بن هلال النمري وكان نصرانيًّا ، قاتل حمية للعرب ، وكان صادقًا في قتاله ، وتمكن أحد المسلمين من قتل " مهران " قائد الفرس ، فخارت صفوف الفرس ، وولوا هاربين ، فلحقهم المثنى على الجسر، وقتل منهم أعدادًا ضخمة ، قدرها البعض بمائة ألف ، ولكن هذا الرقم لا يشير إلى العدد الفعلي، ولكنه كناية عن الكثرة فقط . وقد سميت معركة البويب بـ" يوم الأعشار" ؛ لأنه وجد من المسلمين مائة رجل قتل كل منهم عشرة من الفرس ، ورأى المسلمون أن البويب كانت أول وأهم معركة فاصلة بين المسلمين والفرس ، وأنها لا تقل أهمية عن معركة اليرموك في الشام . ومن روعة المثنى أنه اعترف بخطأ ارتكبه أثناء المعركة رغم أنه حسم نتيجة المعركة ، فقال : " عجزت عجزة وقى الله شرها بمسابقتي إياهم إلى الجسر حتى أحرجتهم ؛ فلا تعودوا أيها الناس إلى مثلها ؛ فإنها كانت زلة فلا ينبغي إحراج من لا يقوى على امتناع " .




    بعض مواقف المثنى بن حارثة مع الرسول : ذكر قاسم بن ثابت فيما رأيته عنه من حديث عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب في خروجهما هو وأبو بكر مع رسول الله لذلك قال علي : وكان أبو بكر في كل خير مقدمًا فقال : ممن القوم ؟ فقالوا : من شيبان بن ثعلبة, فالتفت أبو بكر إلى رسول الله فقال: بأبي أنت وأمي ، هؤلاء غرر في قومهم وفيهم مفروق بن عمر وهانئ بن قبيصة ومثنى بن حارثة و النعمان بن شريك, وكان مفروق بن عمر قد غلبهم جمالاً ولسانًا وكانت له غديرتان وكان أدنى القوم مجلسًا من أبي بكر فقال له أبو بكر : كيف العدد فيكم ؟ فقال مفروق : إنا لنزيد على الألف ولن تغلب الألف من قلة , فقال أبو بكر : كيف المنعة فيكم؟ فقال مفروق : علينا الجهد ولكل قوم جد , فقال أبو بكر : فكيف الحرب بينكم وبين عدوكم ؟ فقال مفروق : إنا لأشد ما نكون غضبًا لحين نلقى وأنا لأشد ما نكون لقاء حين نغضب وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد والسلاح على اللقاح والنصر من عند الله يديلنا ويديل علينا أخرى لعلك أخو قريش .. فقال أبو بكر: أوقد بلغكم أنه رسول الله فها هو ذا , فقال مفروق : قد بلغنا أنه يذكر ذلك فإلام تدعو يا أخا قريش ؟ فتقدم رسول الله : " أدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأني رسول الله وأن تؤوني وتنصروني , فإن قريشًا قد تظاهرت على أمر الله وكذبت رسله واستغنت بالباطل عن الحق والله هو الغني الحميد ", فقال مفروق : وإلام تدعو أيضًا يا أخا قريش ؟ فقال رسول الله : {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الأنعام: 151] , فقال مفروق : وإلام تدعو أيضًا يا أخا قريش ؟ فقال رسول الله : {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90] .فقال مفروق : دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال , ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك , وكأنه أراد أن يشركه في الكلام هانئ بن قبيصة , فقال : هذا هانئ بن قبيصة شيخنا وصاحب ديننا, فقال هانئ : قد سمعنا مقالتك يا أخا قريش وإني أرى أن تركنا ديننا واتباعنا إياك على دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر زلة في الرأي وقلة نظر في العاقبة , وإنما تكون الزلة مع العجلة , ومن ورائنا قوم نكره أن نعقد عليهم عقدًا ولكن نرجع وترجع وننظر وتنظر, وكأنه أحب أن يشركه في الكلام المثنى بن حارثة , فقال : وهذا المثنى بن حارثة شيخنا وصاحب حربنا , فقال المثنى : قد سمعت مقالتك يا أخا قريش والجواب هو جواب هانئ بن قبيصة في تركنا ديننا و اتباعنا دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر وإنا إنما نزلنا بين صريي اليمامة و السمامة فقال رسول الله : " ما هذان الصريان ", فقال : أنهار كسرى ومياه العرب, فأما ما كان من أنهار كسرى فذنب صاحبه غير مغفور وعذره غير مقبول , وأما ما كان من مياه العرب فذنب صاحبه مغفور وعذره مقبول , وإنا إنما نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى أن لا نحدث حدثًا ولا نؤوي محدثًا , وإني أرى أن هذا الأمر الذي تدعونا إليه أنت هو مما يكرهه الملوك , فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فعلنا, فقال رسول الله : " ما أسأتم في الرد إذ فصحتم في الصدق , وإن دين الله لن ينصره إلا من حاط من جميع جوانبه, أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلاً حتى يورثكم الله أرضهم وديارهم وأموالهم ويفرشكم نسائهم أتسبحون الله وتقدسونه ", فقال النعمان بن شريك : اللهم لك ذا , فتلا رسول الله : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [الأحزاب: 45، 46] ثم نهض رسول الله فأخذ بيدي , فقال : " يا أبا بكر، أية أخلاق في الجاهلية ما أشرفها بها يدفع الله بأس بعضهم عن بعض , وبها يتجاوزون فيما بينهم ".




    بعض مواقف المثنى بن حارثة مع الصحابة : عندما أسلم المثنى بن حارثة كان يغِير هو ورجال من قومه على تخوم ممتلكات فارس ، فبلغ ذلك الصديق أبا بكر ، فسأل عن المثنى، فقيل له : " هذا رجل غير خامل الذكر ، ولا مجهول النسب، ولا ذليل العماد ". و لم يلبث المثنى أن قدم على المدينة المنورة ، وقال للصديق : " يا خليفة رسول الله استعملني على من أسلم من قومي أقاتل بهم هذه الأعاجم من أهل فارس " ، فكتب له الصديق عهدًا ، ولم يمضِ وقت طويل حتى أسلم قوم المثنى .




    أثر المثنى بن حارثة في الآخرين : وعندما رأى المثنى البطء في الاستجابة للنفير قام خطيبًا في الناس فقال : " أيها الناس لا يعظمن عليكم هذا الوجه ؛ فإنا قد فتحنا ريف فارس ، وغلبناهم على خير شقي السواد ، ونلنا منهم ، واجترأنا عليهم ، ولنا إن شاء الله ما بعده ".




    بعض كلمات المثنى بن حارثة : وقال المرزباني : كان مخضرمًا وهو الذي يقول : سألوا البقية والرماح تنوشهم *** شرقي الأسنة والنحور من الدمفتركت في نقع العجاجة منهم *** جزرًا لساغبة ونسـر قشعم


    وفاة المثنى بن حارثة : لمّا ولي عمر بن الخطاب الخلافة سيّر أبا عبيد بن مسعود الثقفي في جيش إلى المثنى ، فاستقبله المثنى واجتمعوا ولقوا الفرس بـ ( قس الناطف ) واقتتلوا فاستشهد أبو عبيد ، وجُرِحَ المثنى فمات من جراحته قبل القادسية ، رضي الله عنهما .


    المصادر : الإصابة في تمييز الصحابة .عيون الأثر في المغازي والسير .موقع إسلام أون لاين .
    --

  2. #2


    الأقرع بن حابس الدرامي







    اسمه ولقبه

    هو الأقرع بن حابس بن عقال التميمي المجاشعي الدارمي ، اسمه فراس بن حابس ؛ ولقب الأقرع لقرع كان به في رأسه . وهو عم الشاعر المشهور الفرزدق .




    حاله في الجاهلية كان من سادات العرب في الجاهلية ، إذ كان من وجوه قومه بني تميم . وهو أحد حكام العرب في الجاهلية ، كان يحكم في كل موسم ، وهو أول من حرَّم القمار .


    قصة إسلامه لما قدم وفد تميم كان معهم ، فلما قدموا المدينة قال الأقرع بن حابس حين نادى: يا محمد ، إِنَّ مدحي زَيْنٌ ، وَإِنَّ ذَمِّي شَيْنٌ . فقال رسول الله : " ذَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ " . و قيل : بل الوفد كلهم نادوا بذلك ، فخرج إليهم رسول الله وقال : " ذلكم الله ، فما تريدون ؟" قالوا : نحن ناس من تميم جئنا بشاعرنا وخطيبنا لنشاعرك و نفاخرك . فقال النبي : " ما بالشعر بعثنا ، ولا بالفخار أمرنا ، ولكن هاتوا ". فقال الأقرع بن حابس لشاب منهم : قم يا فلان ، فاذكر فضلك وقومك . فقال : الحمد لله الذي جعلنا خير خلقه ، وآتانا أموالاً نفعل فيها ما نشاء ، فنحن خير من أهل الأرض ، أكثرهم عددًا ، وأكثرهم سلاحًا، فمن أنكر علينا قولنا فليأتِ بقول هو أحسن من قولنا ، وبفعال هو أفضل من فعالنا ". فقال رسول الله لثابت بن قيس بن شماس الأنصاري - وكان خطيب النبي - : " قم فأجبه " . فقام ثابت فقال : الحمد لله أحمده و أستعينه وأؤمن به وأتوكل عليه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، دعا المهاجرين من بني عمه أحسن الناس وجوهًا ، وأعظم الناس أحلامًا، فأجابوه . والحمد لله الذي جعلنا أنصاره ووزراء رسوله وعزًّا لدينه ، فنحن نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، فمن قالها مُنع منا نفسه وماله ، ومن أباها قاتلناه ، و كان رغمُه في الله تعالى علينا هيّنًا . أقول قولي هذا ، وأستغفر الله للمؤمنين والمؤمنات . فقال الزبرقان بن بدر لرجل منهم : يا فلان ، قم فقُلْ أبياتًا تذكر فيها فضلك وفضل قومك . فقال :نحن الكرام فلا حي يعادلنـا *** نحن الرءوس وفينا يقسم الربـعونطعم الناس عند المحل كلهم *** من السديف إذا لم يؤنس القزعإذا أبيـنا فلا يأبى لنا أحـد *** إنا كذلك عند الفـخر نرتفـعفقال رسول الله : " عليَّ بحسان بن ثابت " . فحضر، وقال : قد آن لكم أن تبعثوا إلى هذا العود [1]. فقال له رسول الله : " ثَمَّ، فأجبه ". فقال : أسمعني ما قلت . فأسمعه ، فقال حسان : نصرنا رسـول الله والدين عنـوة *** على رغم عات من معد وحاضربضرب كإبزاغ المخاض مشاشـة *** وطعن كأفواه اللقـاح الصـوادرألسنا نخوض الموت في حومة الوغى *** إذا طاب ورد الموت بين العساكرفأحياؤنا من خير من وطئ الحصى *** وأمـواتنا من خير أهل المقـابرفلولا حيـاء الله قلنـا تكرمـًا *** على الناس بالخَيْفين هل من منافـرفقام الأقرع بن حابس فقال : إني والله يا محمد ، لقد جئت لأمر ما جاء له هؤلاء ، قد قلت شعرًا فاسمعه . قال : " هات " . فقال : أتيناك كيما يعرف الناس فضلنا *** إذا خالفونا عند ذكـر المكـارموأنَّا رءوس الناس من كل معسر *** وأن ليس في أرض الحجاز كدارمفقال رسول الله : " قم يا حسان ، فأجبه ". فقال :بني دارم لا تفخروا إن فخركم *** يعود وبالاً عند ذكر المكارمهبلتم علينا تفخرون وأنتـم *** لنا خول من بين ظئـر وخادمفقال رسول الله: " لقد كنت غنيًّا يا أخا بني دارم أن يذكر منك ما كنت ترى أن الناس قد نسوه ". فكان رسول الله أشد عليهما من قول حسان .فقام الأقرع بن حابس فقال : يا هؤلاء ، ما أدري ما هذا الأمر، تكلم خطيبنا فكان خطيبهم أرفع صوتًا، وتكلم شاعرنا فكان شاعرهم أرفع صوتًا ، وأحسن قولاً . ثم دنا إلى النبي فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله . فقال رسول الله : " لا يضرّك ما كان قبل هذا " .وفي وفد بني تميم نزل قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } [الحجرات: 4] .ثم أسلم القوم وبقوا بالمدينة مدةً يتعلمون القرآن والدين ، ثم أرادوا الخروج إلى قومهم ، فأعطاهم النبي وكساهم .


    بعض المواقف من حياته مع الرسول شهد مع رسول الله فتح مكة وحنينًا والطائف . ومن مواقفه مع النبي :حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ قَدِمَ رَكْبٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عَلَى النَّبِيِّ، فَقَالَ أَبُو بَكْر: أَمِّرِ الْقَعْقَاعَ بْنَ مَعْبَدِ بْنِ زُرَارَةَ . قَالَ عُمَرُ : بَلْ أَمِّرِ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ . قَالَ أَبُو بَكْر ٍ: مَا أَرَدْتَ إِلاَّ خِلاَفِي . قَالَ عُمَرُ : مَا أَرَدْتُ خِلاَفَكَ . فَتَمَارَيَا حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا ، فَنَزَلَ فِي ذَلِكَ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا} حَتَّى انْقَضَتْ .حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ : قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا ، فَقَالَ الأَقْرَعُ : إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا. فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ: " مَنْ لاَ يَرْحَمُ لاَ يُرْحَمُ ".أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا مُوسَى بْنُ سَلَمَةَ ، قَال َ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ حُمَيْدٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَامَ فَقَالَ: " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى كَتَبَ عَلَيْكُمُ الْحَجَ ّ" . فَقَالَ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ : كُلُّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَسَكَتَ فَقَالَ : " لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ ، ثُمَّ إِذًا لاَ تَسْمَعُونَ وَلاَ تُطِيعُونَ ، وَلَكِنَّهُ حَجَّةٌ وَاحِدَةٌ ".وكان من المؤلفة قلوبهم ؛ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : كانت المؤلفة قلوبهم خمسة عشر رجلاً ، منهم : أبو سفيان بن حرب ، والأقرع بن حابس ، وعيينة بن حصن الفزاري ، وسهيل بن عمرو العامري ( رضي الله عنهم أجمعين ) .


    بعض المواقف من حياته مع الصحابة شهد الأقرع بن حابس مع خالد بن الوليد حروب العراق ، وأبلى فيها بلاءً حسنًا ، وكان على مقدمة خالد بن الوليد . واستعمله عبد الله بن عامر على جيش سيَّره إلى خراسان ، فأصيب بالجوزجان هو والجيش ، وذلك في زمن عثمان . ويُروى أن عيينة والأقرع استقطعا أبا بكر أرضًا ، فقال لهما عمر: إنما كان النبي يتألفكما على الإسلام ، فأما الآن فأجهدا جهدكما ؛ وقطع الكتاب .








    وفاته استشهد بجوزجان سنة 31هـ .
    --

  3. #3
    النعمان بن عمرو بن مقرن نسبه


    هو النعمان بن عمرو بن مقرن بن عائذ بن مزينة.



    قصة إسلام النعمان بن مقرن :
    كان يوم إسلامه يومًا مشهودًا , إذ أسلم معه عشرة أخوة له ومعهم أربعمائة فارس بين يدي رسول الله فقال فيهم : " إن للإيمان بيوتًا وللنفاق بيوتًا وإن بيـت بني مقرن من بيوت الإيمان ". بعض مواقف النعمان بن مقرن مع الرسول :

    ولقد شهد النعمان الغزوات كلها مع الرسول وكان له ولقبيلته دور بارز في محاربة المرتدين .وأخرج ابن شاهين من طريق يحيى بن عطية ، عن أبيه ، عن عمرو بن النعمان بن مقرن قال : قدم رجال من مزينة فاعتلوا على النبي أنهم لا أموال لهم يتصدقون منها ، وقدم النعمان بن مقرن بغنم يسوقها إلى النبي فنزلت فيه : {وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 99] .



    بعض مواقف النعمان بن مقرن مع الصحابة : وكان النعمان بطل معركة نهاوند يوم أن ندبه أمير المؤمنين عمر لهذه المهمة الجليلة إذ كتب إليه قائلاً : " فإنه قد بلغني أن جموعًا من الأعاجم كثيرة قد جمعوا لكم بمدينة نهاوند ، فإذا أتاك كتابي هذا فسر بأمر الله وبنصر الله بمن معك من المسلمين ، ولا توطئهم وعرًا فتؤذيهم ولا تمنعهم حقًّا فتكفرهم ولا تدخلهم غيضة , فإن رجلاً من المسلمين أحب إلي من مائة ألف دينار والسلام عليكم ".. فسار النعمان بالجيش والتقى الجمعان ، ودارت المعركة حتى ألجـأ المسلمون الفـرس إلى التحصـن فحاصروهم وطال الحصـار عدة أسابيع وفكر المسلمون في طريقة يستخرجون فيها الفرس من حصونهم لمنجزتهم ، فبعثوا عليهم خيـلاً تقاتلهم بقيـادة القعقاع حتى إذا خرجـوا من خنادقهم تراجـع القعقاع فطمعوا وظنوا أن المسلمين قد هزموا، وكان النعمان قد أمـر جيش المسلمين ألا يقاتلوا حتى يأذن لهم وخاطبهم قائلاً : " إني مكبر ثلاثًا فإذا كبرت الثالثة فإني حامل فاحملوا ، وإن قتلت فالأمر بعدي لحذيفة فإن قتل ففلان " , حتى عد سبعة آخرهم المغيرة ، ثم دعا ربه قائلاً : " اللهم أعزز دينك وانصر عبادك واجعل النعمان أول شهيد اليوم ، اللهم إني أسألك أن تقر عيني بفتح يكون فيه عز الإسلام و اقبضني شهيدًا "..فبكى الناس من شدة التأثر ودارت المعركة على مشارف نهاوند ، وقاد النعمان المعركة بشجاعة نادرة وظفر بالشهادة التي كان يتمناها ، وتحقق الفتح العظيم الذي طلبه من الله ، فأخذ أخوه نعيم بن مقرن الراية وسلمها لحذيفة ، فكتم أمر استشهاده حتى تنتهي المعركة, وذهب البشير يخبر أمير المؤمنين عمر ويقول له : " فتح الله عليك، وأعظم الفتح ، واستشهد الأمير" , فقال عمر : إنا لله وإنا إليه راجعون , واعتلى المنبر ونعى إلى المسلمين النعمان بن المقرن أمير نهاوند و شهيدها , وبكى , وبكى حتى علا صوته بالبكاء رضي الله عن النعمان القائد المنتصر شهيد معركة فتح الفتوح .
    بعض الأحاديث التي نقلها النعمان بن مقرن عن الرسول : عن النعمان بن عمرو بن مقرن قال : قال رسول الله : "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" .وعن معقل بن يسار، عن النعمان بن مقرن أنه قال : شهدت رسول الله إذا لم يقاتل أول النهار، انتظر حتى تزول الشمس صححه الترمذي .وعن أبي خالد الوالبي عن النعمان بن مقرن قال : قال رسول الله وسب رجل رجلاً عنده قال فجعل الرجل المسبوب يقول : عليك السلام قال : قال رسول الله : "أما إن ملكًا بينكما يذب عنك كلما يشتمك هذا قال له : بل أنت وأنت أحق به , وإذا قال له : عليك السلام قال : لا بل لك أنت أحق به " .وعن النعمان بن مقرن قال : قدمنا على رسول الله في أربعمائة من مزينة فأمرنا رسول الله بأمره فقال بعض القوم : يا رسول الله ما لنا طعام نتزوده فقال النبي لعمر : " زودهم " , فقال : ما عندي إلا فاضلة من تمر وما أراها تغني عنهم شيئًا, فقال : " انطلق فزودهم " , فانطلق بنا إلى علية له فإذا فيها تمر مثل البكر الأورق , فقال : خذوا , فأخذ القوم حاجتهم قال : وكنت أنا في آخر القوم قال : فالتفت وما أفقد موضع تمرة وقد احتمل منه أربعمائة رجل .



    استشهاد النعمان بن مقرن : عن معقل بن يسار: أن عمر شاور الهرمزان في أصبهان وفارس وأذربيجان فقال : أصبهان : الرأس ، وفارس وأذربيجان : الجناحان ، فإذا قطعت جناحًا فاء الرأس وجناح ، وإن قطعت الرأس ، وقع الجناحان . فقال عمر للنعمان بن مقرن : إني مستعملك ، فقال : أما جابيًا ، فلا ، وأما غازيًا ، فنعم ، قال : فإنك غازٍ , فسرحه .. وبعث إلى أهل الكوفة ليمدوه وفيهم حذيفة والزبير والمغيرة ، والأشعث ، وعمرو بن معدي كرب . فذكر الحديث بطوله . وهو في " مستدرك الحاكم " وفيه : فقال : " اللهم ارزق النعمان الشهادة بنصر المسلمين ، وافتح عليهم " , فأمنوا ، وهز لواءه ثلاثًا , ثم حمل ، فكان أول صريع . ووقع ذو الحاجبين من بغلته الشهباء ، فانشق بطنه ، وفتح الله ، ثم أتيت النعمان و به رمق ، فأتيته بماء ، فصببت على وجهه أغسل التراب ، فقال : من ذا ؟ قلت : معقل , قال : ما فعل الناس ؟ قلت : فتح الله . فقال : الحمد لله , اكتبوا إلى عمر بذلك ، وفاضت نفسه .
    -- .

  4. #4
    عندما نقرأ عن هؤلاء الأفذاذ نستصغر أنفسنا ، ونستحقر من يقابل الله وعلى يديه دم مسلم ، أودموعه ، بهؤلاء انتصرنا ، فأين من هؤلاء من يقتل ويسلب ، من أجل شيء فان ، فما القاتل سيخلد بعد من قتل ، ولا الظالم سيطول به العمر وراء من ظلم ، فالجهالة كل الجهالة فيمن يسر بحزن غيره ويتمتع بمال سلبه من فم الفقراء، هؤلاء قوم عاشوا لله وفي الله ، والناس الآن تعيش في الدنيا ولأجلها ، بوركت كاتبنا الغالي.

  5. #5
    سعيد جدا بحضورك مستشارنا الغالي بوركت وحفظك الله لنا
    نكمل:
    ****************


    الفضل بن العباس

    النسب و القبيلة


    الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي ، يكنى أبا عبد الله ، وقيل : بل يكنى أبا محمد . أمه أم الفضل لبابة الصغرى بنت الحارث ، أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي . وهو ابن عم رسول الله ، وهو أكبر ولد العباس بن عبد المطلب ، وبه كان العباس يكنى [1].


    بعض المواقف من حياته مع الرسول قيل: إن الفضل بن العباس غسل إبراهيم - يعني ابن النبي - ونزل في قبره مع أسامة ابن زيد [2] . وكان ممن ثبت مع رسول الله في غزوة حنين ؛ إذ أقبل رسول الله وأصحابه وانحط بهم الوادي في عماية الصبح ، فلما انحط الناس ثارت في وجوههم الخيل فشدت عليهم ، فانكفأ الناس منهزمين ، وركبت الإبل بعضها بعضًا ، فلما رأى رسول الله أمر الناس ومعه رهط من أهل بيته ورهط من المهاجرين والعباس آخذ بحكمة البغلة البيضاء وقد شجرها . وثبت معه من أهل بيته : علي بن أبي طالب ، وأبو سفيان بن الحارث ، والفضل بن العباس ، وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، وغيرهم . وثبت معه من المهاجرين : أبو بكر وعمر . فثبتوا حتى عاد الناس [3] . وفي سنن الدارمي "... وَأَرْدَفَ الْفَضْلَ بْنَ الْعَبَّاسِ وَكَانَ رَجُلاً حَسَنَ الشَّعْرِ أَبْيَضَ وَسِيمًا، فَلَمَّا دَفَعَ النَّبِيُّ مَرَّ بِالظُّعُنِ يَجْرِينَ ، فَطَفِقَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهِنَّ ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ يَدَهُ فَوَضَعَهَا عَلَى وَجْهِ الْفَضْلِ ، فَحَوَّلَ الْفَضْلُ رَأْسَهُ مِنْ الشِّقِّ الآخَرِ، فَوَضَعَ النَّبِيُّ يَدَهُ مِنْ الشِّقِّ الآخَر ِ" [4].وروى الإمام أحمد بسنده عن علي بن أبي طالب ، أن النبي وقف بعرفة وهو مردف أسامة بن زيد فقال : "هذا الموقف وكل عرفة موقف..." . وفي آخر الحديث "... ثُمَّ جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ شَابَّةٌ مِنْ خَثْعَمَ، فَقَالَتْ : إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ ، وَقَدْ أَفْنَدَ ، وَأَدْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ اللهِ فِي الْحَجِّ ، وَلا يَسْتَطِيعُ أَدَاءَهَا ، فَيُجْزِئُ عَنْهُ أَنْ أُؤَدِّيَهَا عَنْهُ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ: "نَعَمْ". وَجَعَلَ يَصْرِفُ وَجْهَ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْهَا ". قال العباس : يا رسول الله ، إني رأيتك تصرف وجه ابن أخيك . قال: " إني رأيت غلامًا شابًّا وجارية شابة ، فخشيت عليهما الشيطان " [5] .وقد غزا مع رسول الله حنينًا ، وشهد معه حجة الوداع ، وشهد غسله ، وهو الذي كان يصب الماء على عليٍّ يومئذ [6] . وكان فيمن غسّل رسول الله ، وولي دفنه [7] .



    أثره في الآخرين من تلاميذه والذين رووا عنه أحاديث النبي :1- ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب . 2- رفيع بن مهران .3- سليمان بن يسار. 4- عامر بن واثلة . 5- عباس بن عبيد الله بن عباس القرشي الهاشمي . 6- أبو هريرة (عبد الرحمن بن صخر).7- عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي .8- عكرمة مولى ابن عباس .9- كريب بن أبي مسلم مولى ابن عباس .




    بعض الأحاديث التي نقلها عن رسول الله روى البخاري بسنده عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي أردف الفضل ، فأخبر الفضل أنه لم يزل يلبي حتى رمى الجمرة [8] .وروى مسلم بسنده عن ابن عباس ، عن الفضل بن عباس وكان رديف رسول الله أنه قال في عشية عرفة وغداة جمع للناس حين دفعوا "عليكم بالسكينة " وهو كافٌّ ناقته حتى دخل محسرًا وهو من منى ، قال: "عليكم بحصى الخذف الذي يُرمى به الجمرة ". وقال: لم يزل رسول الله يلبي حتى رمى الجمرة .و حدثنيه زهير بن حرب ، حدثنا يحيى بن سعيد ، عن ابن جريج ، أخبرني أبو الزبير بهذا الإسناد غير أنه لم يذكر في الحديث " ولم يزل رسول الله يلبي حتى رمى الجمرة " ، وزاد في حديثه : والنبي يشير بيده كما يخذف الإنسان [9] .وفي سنن النسائي عن الفضل بن العباس أنه كان رديف النبي فجاءه رجل فقال : يا رسول الله ، إن أمي عجوز كبيرة إن حملتها لم تستمسك ، وإن ربطتها خشيت أن أقتلها . فقال رسول الله : " أرأيت لو كان على أمك دين ، أكنت قاضيه ؟" قال : نعم . قال : " فحج عن أمك" [10] .


    وفاته خرج مجاهدًا إلى الشام، فمات بناحية الأردن في طاعون عمواس سنة 18هـ في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب[11] . لم يترك ولدًا إلا أم كلثوم تزوجها الحسن بن علي - رضي الله عنهما - ثم فارقها ، فتزوجها أبو موسى الأشعري [12] .

    المصادر : [1] ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 5/375، ابن الأثير: أسد الغابة 4/388 ، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/1269.[2] ابن الأثير: أسد الغابة 1/64، ابن عبد البر: الاستيعاب 1/59 .[3] ابن الأثير: أسد الغابة 6/155.[4] سنن الدارمي: حديث رقم (1850)، 2/67.[5] مسند أحمد: حديث رقم (564)، 2/8، 9.[6] ابن عبد البر: الاستيعاب 3/1269.[7] ابن سعد: الطبقات الكبرى 7/399.[8] رواه البخاري: باب التلبية والتكبير غداة النحر حين يرمي الجمرة و الارتداف في السير رقم (1601) ، 2/605.[9] رواه مسلم: باب استحباب إدامة الحاج التلبية حتى يشرع في رمي جمرة العقبة يوم النحر رقم (3149، 3150) ، 4/71.[10] رواه النسائي في سننه، باب حج الرجل عن المرأة رقم (2643، 5394)، 5/119، 8/229، وقال الألباني: شاذ .[11] ابن سعد: الطبقات الكبرى 4/54 .[12] ابن الأثير: أسد الغابة 4/388، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/1270.

  6. #6

    أبو بصير

    نسبه

    هو أبو بصير عتبة بن أسيد بن جارية الثقفي حليف بني زهرة .


    موقف أبي بصير مع الرسول : لما قدم رسول الله المدينة واطمأن بها أقبل إليه أبو بصير عتبة بن أسيد بن جارية الثقفي حليف بني زهرة , فكتب إلى رسول الله الأخنس بن شريق الثقفي ولأزهر بن عبد عوف وبعثا بكتابهما مع مولى لهما ورجل من بني عامر بن لؤي استأجره ليرد عليهم صاحبهم أبا بصير , فقدما على رسول الله ودفعا إليه كتابهما فدعا رسول الله أبا بصير فقال له : " يا أبا بصير إن هؤلاء القوم قد صالحونا على ما قد عملت وإنا لا نغدر فالحق بقومك " . فقال : يا رسول الله تردني إلى المشركين يفتنوني في ديني !فقال رسول الله : " اصبر يا أبا بصير واحتسب فإن الله جاعلاً لك و لمن معك من المستضعفين من المؤمنين فرجًا ومخرجًا " . قال : فخرج أبو بصير وخرجا حتى إذا كانوا بذي الحليفة جلسوا إلى سور جدار فقال أبو بصير للعامري : أصارم سيفك قال : نعم . قال : أنظر إليه , قال : إن شئت , فاستله فضرب به عنقه وخرج المولى يشتد, وطلع على رسول الله وهو جالس في المسجد , فلما رآه قال : " هذا رجل قد رأى فزعًا " . فلما انتهى إليه قال : قتل صاحبكم صاحبي . فما برح حتى طلع أبو بصير متوشحًا السيف , فوقف على رسول الله فقال : يا رسول الله , وفت ذمتك وقد امتنعت بنفسي , فقال رسول الله : " ويل أمه ! محش حرب لو كان معه رجال " .فخرج أبو بصير حتى نزل بالعيص وكان طريق أهل مكة إلى الشام فسمع به من كان بمكة من المسلمين فلحقوا به , حتى كان في عصبة من المسلمين قريبًا من ستين أو سبعين , وكانوا لا يظفرون برجل من قريش إلا قتلوه ولم يمر بهم عير إلا اقتطعوها , حتى كتبت فيهم قريش إلى رسول الله يسألونه بأرحامهم لما آواهم فلا حاجة لنا بهم , ففعل رسول الله فقدموا عليه المدينة , وقيل : إن أبا جندل بن سهيل بن عمرو كان ممن لحق بأبي بصير وكان عنده .

    وفاة أبي بصير : قدم كتاب رسول الله على أبي جندل وأبو بصير يموت , فمات وكتاب رسول الله بيده يقرؤه , فدفنه أبو جندل مكانه وصلى عليه و بنى على قبره مسجدًا ، وذكر ابن إسحاق هذا الخبر بهذا المعنى وبعضهم يزيد فيه على بعض والمعنى متقارب إن شاء الله تعالى .



    المراجع : - سنن البيهقي الكبرى .- أسد الغابة .- الاستيعاب .

  7. #7
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    يسكنني العراق
    المشاركات
    1,581
    الرائع فراس الحكيم

    ما أروع موضوعك الذي يعطر ذائقتنا بسير الصحابة

    التي نستد منها الزهو والتفاخر والخلق الكريم

    والثبات على المبادئ والقيم الأصيلة

    فتحية لك ولك التقدير

    على جهودك المتميزة
    حين تحترم الآخرين إنما تحترم نفسك
    فحاذر أن تكون في مكان ليس فيه محترمين

  8. #8
    جهد مميز
    تشكر عليه
    في ميزان أعمالك الطيبة
    تحيتي

    هيام

  9. #9


    أبو دجانة

    نسبه

    أبو دجانة هو سماك بن خرشة بن الخزرج أسلم مبكرًا مع قومه الأنصار , وقد آخى رسول الله بينه وبين عتبة بن غزوان , وشهد معركة بدر مع رسول الله .



    أثر الرسول في تربية أبي دجانة : عن الزبير بن العوام قال : عرض رسول الله سيفًا يوم أحد فقال : " من يأخذ هذا السيف بحقه ؟" , فقمت فقلت : أنا يا رسول الله , فأعرض عني , ثم قال : " من يأخذ هذا السيف بحقه ؟" , فقلت : أنا يا رسول الله , فأعرض عني , ثم قال : " من يأخذ هذا السيف بحقه ؟" , فقام أبو دجانة سماك بن خرشة , فقال : أنا آخذه يا رسول الله بحقه , فما حقه ؟ قال : " ألا تقتل به مسلمًا , ولا تفر به عن كافر" , قال : فدفعه إليه , وكان إذا كان أراد القتال أعلم بعصابة .فلما أخذ أبو دجانة السيف من يد رسول الله أخرج عصابته تلك فعصبها برأسه , فجعل يتبختر بين الصفين - قال ابن إسحاق : إن رسول الله قال حين رأى أبا دجانة يتبختر: " إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن ".قال : قلت : لأنظرن إليه اليوم كيف يصنع ؟ قال : فجعل لا يرتفع له شيء إلا هتكه و أفراه حتى انتهى إلى نسوة في سفح الجبل معهن دفوف لهن فيهن امرأة تقول : نحن بنات طارق *** نمشي على النمارقإن تقبلوا نعـانق *** ونبسـط النمارقأو تدبروا نفـارق *** فـراقًا غير وامققال : فأهوى بالسيف إلى امرأة ليضربها , ثم كف عنها , فلما انكشف له القتال , قلت له : كل عملك قد رأيت, ما خلا رفعك السيف على المرأة لم تضربها , قال : إني والله أكرمت سيف رسول الله أن أقتل به امرأة .

    من مواقف أبي دجانة مع الرسول: عن قتادة بن النعمان قال : كنت نصب وجه رسول الله يوم أحد أقي وجه رسول الله وجهي , وكان أبو دجانة سماك بن خرشة موقيًا لظهر رسول الله بظهره , حتى امتلأ ظهره سهامًا وكان ذلك يوم أحد .



    من مواقف أبي دجانة مع الصحابة : قال زيد بن أسلم : دُخل على أبي دجانة وهو مريض - وكان وجهه يتهلل - فقيل له : ما لوجهك يتهلل , فقال : ما من عملي شيء أوثق عندي من اثنتين : كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني , أما الأخرى فكان قلبي للمسلمين سليمًا . ما قيل عن أبي دجانة : عن ابن عباس قال : دخل عليٌّ بسيفه على فاطمة رضي الله عنهما , وهي تغسل الدم عن وجه رسول الله فقال : خذيه , فلقد أحسنت به القتال , فقال رسول الله : " إن كنت قد أحسنت القتال اليوم , فلقد أحسن سهل بن حنيف وعاصم بن ثابت والحارث بن الصمة وأبو دجانة " .


    وفاة أبي دجانة : شهد اليمامة , ويقال : إنه كان ممن اقتحم على بني حنيفة يومئذ الحديقة , فانكسرت رجله فلم يزل يقاتل حتى قتل يومئذ , وقد قتل مسيلمة وحشي بن حرب , رماه وحشي بالحربة , وعلاه أبو دجانة بالسيف , قال وحشي : فربك أعلم أيُّنا قتله .توفي أبو دجانة سنة 12هـ = 633م . المراجع : أسد الغابة ابن الأثير .البداية والنهاية ابن كثير .المستدرك الحاكم النيسابوري .

  10. #10

    أبو أمامة بن سهل


    نسبه وقبيلته :

    أبو أمامة بن سهل بن حنيف بن وهب الأنصاري من بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس اسمه أسعد سماه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) باسم جده أبي أمامة أسعد بن زرارة أبي أمه وكناه بكنيته ودعا له وبرك عليه .(1)

    من الأحاديث التي رواها عن رسول الله : عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف : أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بامرأة قد زنت فقال ممن قالت من المقعد الذي في حائط سعد فأرسل إليه فأتي به محمولا فوضع بين يديه فاعترف فدعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) باثكال فضربه ورحمه لزمانته وخفف عنه .(2)وروي ابن ماجة في سننه عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن رجلا رمى رجلا بسهم فقتله . وليس له وارث إلا خال . فكتب في ذلك أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر . فكتب إليه عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الله و رسوله مولى من لا مولى له ، والخال وارث من لا وارث له) .


    الوفاة :

    وتوفي أبو أمامة بن سهل بن حنيف سنة مائة وهو ابن نيف وتسعين سنة (3) .

    المصادر: 1- الاستيعاب [ جزء 1 - صفحة 509 ]2- سنن النسائي [ جزء 8 - صفحة 242 ]3- الاستيعاب [ جزء 1 - صفحة 27 ]
    --

صفحة 9 من 12 الأولىالأولى ... 7891011 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. محاكمة الصحابة
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-31-2019, 07:18 AM
  2. هل هم من الصحابة؟
    بواسطة Husni Meho في المنتدى فرسان التجارب الدعوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-18-2015, 06:18 PM
  3. أسد الغابة في معرفة الصحابة
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-26-2014, 04:37 AM
  4. الفتنة بين الصحابة
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-21-2014, 06:14 AM
  5. السحابة الحزينة-ترجمة
    بواسطة سارة الحكيم في المنتدى foreign languages.
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-19-2012, 12:14 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •