منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 7 من 9 الأولىالأولى ... 56789 الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 70 من 83

العرض المتطور

  1. #1

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
    باقي الحلقتين: 178 و179
    * قصة البداية *
    ** الحلقة 180 من السيرة النبوية :


    ** كان من بنود صلح الحديبية أن من أحب أن يدخل في عقد محمد صلى الله عليه وسلم وعهده دخل فيه ، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه ، وأن القبيلة التي تنضم إلى أي الفريقين تعتبر جزءا" من ذلك الفريق ، فأي عدوان تتعرض له أي من تلك القبائل يعتبر عدوانا" على ذلك الفريق ..
    * حسب هذا البند دخلت خزاعة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودخلت بنو بكر في عهد قريش ، وصارت كل من القبيلتين في أمن من الأخرى ، وقد كان بين القبيلتين عداوات وثارات في الجاهلية ..
    * اعتدى أناس من بني بكر على رجال من خزاعة ، وأعانهم على ذلك حشد من قريش فيهم صفوان بن أمية ، وحويطب بن عبد العزى ، ومكرز بن حفص ،، بيتوا لخزاعة ليلا" ، وهم مطمئنون آمنون ، فقتلوا منهم عشرين رجلا" ..
    * خرج رجال من خزاعة يستنصرون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويخبرونه بما أصابهم ، فقام وهو يجر رداءه قائلا" : لانصرت إن لم أنصر بني كعب ، وقال : إن هذا السحاب ليستهل بنصر بني كعب ..
    * ندمت قريش على مابدر منها ، فأرسلت أبا سفيان بن حرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليجدد الهدنة ويماددها ..
    * قدم أبو سفيان على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه ، فلم يرد عليه شيئا" ، فذهب إلى أبي بكر فكلمه أن يكلم له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ماأنا بفاعل ..
    * ثم أتى عمر بن الخطاب فطلب منه أن يكلم رسول الله ، فقال : ءأنا أشفع لكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!!.. فوالله لو لم أجد إلا الذرّ ، لجاهدتكم به (الذر صغار النمل) ..
    * وانطلق أبو سفيان عائدا" إلى مكة خائبا" ، لم يأت بشيء ..
    * وتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم لغزو قريش ، وقد أخفى أمره ، وقال : اللهم خذ على أبصار قريش ، فلا يروني إلا بغتة ..
    * وأجمع عليه الصلاة والسلام فتح مكة ..

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 181 من السيرة النبوية :


    ** مع محاولة رسول الله صلى الله عليه وسلم إخفاء سيرهم لفتح مكة عن قريش ،، كتب حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش كتابا" يخبرهم بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم ، ثم أعطاه امرأة ، وجعل لها جعلا" ، على أن تبلغه قريشا" ، فجعلته في قرون رأسها ، ثم خرجت به ، وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء بما صنع حاطب ، فبعث عليا" والمقداد ، فقال : انطلقا حتى تأتيا روضة خاخ ، فإن بها ظعينة معها كتاب إلى قريش ، فانطلقا تعادى بهما خيلهما ، حتى وجدا المرأة في ذلك المكان ، فاستنزلاها ، وقالا : معك كتاب ؟؟، فقالت : مامعي كتاب ،، ففتشا رحلها فلم يجدا شيئا" ، فقال لها علي : أحلف بالله ، ماكذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذبنا ، والله لتخرجنّ الكتاب ، فلما رأت الجد منه ، قالت : أعرض ، فأعرض ، فحلّت قرون رأسها ، فاستخرجت الكتاب منه ، فدفعته إليهما ، فأتيا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ،، فإذا فيه : من حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش ، يخبرهم بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم ،، فدعا رسول الله حاطبا" ، فقال : ماهذا ياحاطب ؟؟، فقال : لاتعجل عليّ يارسول الله ، والله إني لمؤمن بالله ورسوله ، وماارتددت ولابدّلت ، ولكني كنت امرأً ملصقا" في قريش ، لست من أنفسهم ، ولي فيهم أهل وعشيرة وولد ، وليس لي فيهم قرابة يحمونهم ، وكان من معك لهم قرابات يحمونهم ، فأحببت إذ فاتني ذلك أن أتخذ عندهم يدا" يحمون بها قرابتي ..
    * قال عمر بن الخطاب : دعني يارسول الله أضرب عنقه ، فإنه قد خان الله ورسوله ، وقد نافق ..
    * فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنه قد شهد بدرا" ، ومايدريك ياعمر ، لعل الله قد اطلع على أهل بدر ، فقال : اعملوا ماشئتم فقد غفرت لكم ،، فذرفت عينا عمر ، وقال : الله ورسوله أعلم ..
    * في العاشر من رمضان المبارك سنة ثمانية هجرية ، غادر رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة متجها" إلى مكة ، في عشرة آلاف من الصحابة ، رضي الله عنهم ..
    * لما كان بالجحفة لقيه عمه العباس بن عبد المطلب ، وكان قد خرج بأهله وعياله مسلما" مهاجرا" ، ثم لما كان بالأبواء ، لقيه ابن عمه أبو سفيان بن الحارث وابن عمته عبد الله بن أبي أمية ، فأعرض عنهما ، لما كان يلقاه منهما من شدة الأذى والهجو ، فقالت له أم سلمة : لايكن ابن عمك وابن عمتك أشقى الناس بك ،، وقال علي لأبي سفيان بن الحارث : ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه ، فقل له ماقال إخوة يوسف ليوسف : قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين ..
    * ففعل ذلك أبو سفيان ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    💕


    * قصة البداية *
    ** الحلقة 178 من السيرة النبوية :


    ** بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث بن عمير الأزدي بكتابه إلى عظيم بصرى يدعوه فيه إلى الإسلام ، فعرض له شرحبيل بن عمرو الغساني ، وكان عاملا" على البلقاء من أرض الشام من قبل قيصر ، فأوثقه رباطا" ، ثم قدّمه ، فضرب عنقه ..
    * كان قتل السفراء والرسل من أشنع الجرائم ، يساوي بل يزيد على إعلان حالة الحرب ..
    ** حدثت بسبب هذا الاعتداء غزوة مؤته ،، كانت في سنة ثمان من الهجرة ، مؤته قرية على مشارف الشام تسمى اليوم الكرك ..
    * اشتد ذلك الاعتداء على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجهز جيشا" ، قوامه ثلاثة آلاف مقاتل ، وهو أكبر جيش إسلامي ، لم يجتمع قبل ذلك إلا في غزوة الأحزاب ..
    * لم يخرج النبي صلى الله عليه وسلم معهم ، وبذلك فهي في الحقيقة ليست غزوة وإنما هي سريّة .. ولكن عامة علماء السيرة أطلقوا عليها اسم الغزوة لكثرة عدد المسلمين فيها ، ولما كان لها من أهمية بالغة ..
    * وهذه المعركة هي أكبر لقاء مثخن ، وأعظم حرب دامية ، خاضها المسلمون في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وهي مقدمة للفتوحات العظيمة التي حدثت بعدها ..
    * قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمير الناس زيد بن حارثة ، فإن قتل فجعفر بن أبي طالب ، فإن قتل فعبد الله بن رواحة ، فإن قتل فليرتضِ المسلمون منهم رجلا" ، فليجعلوه عليهم ،، وأوصاهم أن يدعو من هناك إلى الإسلام ، فإن أجابوا ، وإلا استعانوا عليهم بالله وقاتلوهم .. وقال لهم : اغزوا بسم الله في سبيل الله من كفر بالله ، لاتغدروا ولاتغيروا ولاتقتلوا وليدا" ولاامرأة ولاكبيرا" فانيا" ، ولامنعزلا" بصومعة ، ولاتقطعوا نخلا" ولاشجرة ، ولاتهدموا بناء ..
    * لما تهيأ الجيش الإسلامي للخروج ، حضر الناس ، ودّعوا أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسلّموا عليهم ، حينئذ بكى أحد أمراء الجيش ، عبد الله بن رواحة ، فقالوا : مايبكيك ؟؟، فقال : أما والله مابي حب الدنيا ، ولاصبابة بكم ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ آية من كتاب الله يذكر فيها النار : "وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما" مقضيا" ".. فلست أدري كيف لي بالصدور بعد الورود ؟؟ ..
    * خرج القوم ، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مشيعا" لهم ، حتى بلغ ثنية الوداع ، فوقف وودعهم ..
    * قال لهم المسلمون : صحبكم الله بالسلامة ، ودفع عنكم ، وردكم إلينا صالحين غانمين ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 179 من السيرة النبوية :


    ** تحرك الجيش الإسلامي في اتجاه الشمال ، حتى نزل بمعان من أرض الشام ، حينئذ نقلت إليهم الأخبار بأن هرقل قد جمع لهم أكثر من مئة ألف مقاتل من الروم ، مع مئة ألف من قبائل العرب ..
    * أقام المسلمون ليلتين يفكرون في أمرهم ، فلم يكونوا قد أدخلوا في حسابهم لقاء مثل هذا الجيش العرمرم ، الذي بوغتوا به ، فكيف يواجه ثلاثة آلاف مقاتل جيشا" كبيرا" قوامه مئتا ألف من المقاتلين ،، وقالوا : نكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنخبره بعدد عدونا ،، وحاروا في أمرهم .. لكن عبد الله بن رواحة عارض هذا الرأي ، وشجع الناس ، قائلا" : ياقوم والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون : الشهادة .. ومانقاتل الناس بعدد ولاقوة ولاكثرة ، ومانقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به ،، فانطلقوا ، فإنما هي إحدى الحسنيين ، إما ظهور وإما شهادة ..
    * أخيرا" استقر الرأي على مادعا إليه عبد الله بن رواحة ..
    * هناك في مؤته التقى الفريقان ، وبدأ القتال المرير ، ثلاثة آلاف رجل يواجهون هجمات مئتي ألف مقاتل ، معركة عجيبة تشاهدها الدنيا بالدهشة والحيرة ، ولكن إذا هبت ريح الإيمان جاءت بالعجائب ..
    * أخذ الراية زيد بن حارثة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجعل يقاتل بضراوة بالغة ، وبسالة قلّ أن يوجد لها نظير ، فلم يزل يقاتل ويقاتل حتى خرّ صريعا" ..
    * ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب فأبلى بلاء عظيما" ، حتى إذا ألحمه القتال نزل عن فرسه ، ثم انطلق يشتد في قتال القوم ، وظل يقاتل حتى قُتل رضي الله عنه ،، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة وانطلق ، وظل يقاتل ويقاتل حتى قُتل رضي الله عنه ، ثم اتفق الناس على إمرة خالد بن الوليد ، فأخذ اللواء ، وقاتل المشركين حتى انهزموا ، فانحاز بجيشه حينئذ عائدا" إلى المدينة ..
    * روى البخاري عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيدا" ، وجعفر وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم ، فقال :"أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذ الراية جعفر فأصيب ، ثم أخذ الراية ابن رواحة فأصيب -وعيناه تذرفان- حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله ، حتى فتح الله عليهم ..
    * زوى الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم الأرض ، فأصبح يرى من شأن المسلمين الذين يقاتلون على مشارف الشام ، وهي من جملة الخوارق الكثيرة التي أكرم الله تعالى بها حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم ..
    * عندما تولى خالد غيّر هيئة العسكر ، فجعل الميمنة ميسرة والميسرة ميمنة ، ليتوهم العدو أن مددا" قد جاء المسلمين ، فحمل عليهم خالد ، فولوا ، فلم يتبعهم ، ورأى الرجوع بالمسلمين هي الغنيمة الكبرى ..
    * كانت تلك أول وقعة يحضرها خالد رضي الله عنه في صف المسلمين ، إذ لم يكن قد مضى على إسلامه إلا مدة يسيرة ..
    * لم يتبع خالد الروم في هزيمتهم ، ولم يكن ذلك شأنهم في الغزوات الأخرى ، لكنه كان تدبيرا" حكيما" من خالد بن الوليد رضي الله عنه حفظا" للمسلمين وهيبتهم التي انطبعت في أفئدة الروم ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #4

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 182 من السيرة النبوية :


    ** واصل رسول الله صلى الله عليه وسلم مسيره نحو مكة ..
    * ركب العباس بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء ، وخرج يلتمس لعله يجد بعض الحطّابة أو أحدا" يخبر قريشا" بمسيره إليهم ، ليخرجوا يستأمنوا رسول الله قبل أن يدخلها ..
    ** كان أبو سفيان بن حرب يخرج هو وحكيم بن حزام ، وبديل بن ورقاء يتجسسون الأخبار .. رآهم العباس ، فقال لأبي سفيان : والله لئن ظفر بك رسول الله ليضربنّ عنقك ، فاركب في عجز هذه البغلة ، حتى آتي بك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستأمنه لك ، فركب خلفه ، ورجع صاحباه ..
    * قال العباس : فجئت به ، فلما رآه عمر بن الخطاب قال : أبو سفيان ، عدو الله ؟ ، الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولاعهد ، ثم خرج يشتد نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : يارسول الله ، هذا أبو سفيان فدعني أضرب عنقه ، قال : قلت : يارسول الله ، إني قد أجرته ..
    * فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اذهب به ياعباس إلى رحلك ، فإذا أصبحت فأتني به ،، فذهبت ،، فلما أصبحت غدوت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رآه قال : ويحك ياأبا سفيان ، الم يأن لك أن تعلم أن لاإله إلا الله ؟ ، قال أبو سفيان : بأبي أنت وأمي ، ماأحلمك وأكرمك وأوصلك ! لقد ظننت أن لو كان مع الله إله غيره لقد أغنى عني شيئا" بعد ..
    * قال : ويحك ياأبا سفيان ، ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله ،، قال : بأبي أنت وأمي ، ماأحلمك وأكرمك وأوصلك ، أما هذه فإن في النفس حتى الآن منها شيئا" ، فقال له العباس ، ويحك أسلم ، واشهد أن لاإله إلا الله ، وأن محمدا" رسول الله ، قبل أن تضرب عنقك ،، فأسلم وشهد شهادة الحق ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  5. #5

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 183 من السيرة النبوية :


    ** قال العباس : يارسول الله ! إن أبو سفيان رجل يحب الفخر ، فاجعل له شيئا" ،، قال : نعم ، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، من أغلق عليه بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن ..
    * فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم المسير فاتحاً مكة ، قال للعباس : احبس أبا سفيان بمضيق الوادي ، حتى تمر به جنود الله فيراها ، قال : فخرجت ، فحبسته عند مضيق الوادي ، حيث أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أحبسه ، ومرت القبائل عليها راياتها ، كلما مرت قبيلة ، قال : ياعباس من هذه ؟؟، فأقول : سليم ، فيقول : مالي ولسليم ؟؟، وهكذا ،،، حتى مرت به كل القبائل ، ثم مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبة فيها المهاجرون الأنصار ، لايرى منهم إلا الحدق من الحديد ، فقال : سبحان الله ، ياعباس من هؤلاء ؟؟، قلت : هذا رسول الله في المهاجرين والأنصار .. قال : ومالأحد بهؤلاء قبل ولاطاقة ، والله ياأبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيما" .. فقال : ياأبا سفيان إنها النبوة .. قال : فنعم إذن ..
    * ثم قال له العباس : النجاة إلى قومك .. فأسرع أبو سفيان حتى دخل مكة قبل ان يصلها رسول الله ، وصرخ بأعلى صوته : يامعشر قريش ، هذا محمد قد جاءكم فيما لاقبل لكم به ، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ..
    * فأقبلت إليه امرأته هند بنت عتبة ، فأخذت بشاربه وهي تقول : اقتلوا الحميت الدسم الأحمس ، قُبّح من طليعة قوم .. فقال : ويلكم لاتغرنكم هذه من نفوسكم ، فإنه قد جاءكم مالاقبل لكم به ، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، قالوا : قاتلك الله ، وماتغني عنا دارك ؟؟، قال : ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن ،، فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد ..
    * وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سعد بن عبادة قال لأبي سفيان : اليوم يوم الملحمة ، اليوم تستحل الحرمة ، اليوم أذلّ الله قريشا" ، فلم يرضَ عليه الصلاة والسلام بقوله هذا ، وقال : بل اليوم يوم المرحمة ، اليوم يعظم الله الكعبة ، اليوم يوم أعز الله فيه قريشا" .. وأمر قادة جيوشه ألا يقاتلوا إلا من قاتلهم ،، إلا ستة رجال وأربعة نسوة ، أمر بقتلهم حيثما وجدوا ، وهم : عكرمة بن أبي جهل ، وهبار بن الأسود ، وعبد الله بن سعد بن أبي السرح ، ومقيس بن صبابة الليثي ، والحويرث بن نقيد ، وعبد الله بن هلال ، وهند بنت عتبة ، وسارة مولاة عمرو بن هشام ، وفرتنى وقرينة (وكانتا جاريتين تتغنيان دائما" بهجاء النبي صلى الله عليه وسلم) ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #6

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 184 من السيرة النبوية :


    ** دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة من أعلاها ، وأمر خالد بن الوليد أن يدخل بمن معه من أسفلها ، بعد أن أوصى الجميع ألا يبدأوا أحداً بقتال ، إلا دفاعاً عن النفس ،، فدخل المسلمون مكة ، ولم يجد أحد منهم مقاومة ، إلا خالد بن الوليد ، فقد قاتله جمع من المشركين ، فيهم عكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية ، فقاتلهم خالد ، ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بارقة السيوف من بعيد ، فأنكر ذلك ، فقيل له : إنه خالد قوتل فقاتل ،، فقال : قضاء الله خير ..
    * أما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمضى حتى انتهى إلى ذي طوى ، وكان يضع رأسه تواضعا" لله ، حين رأى ماأكرمه الله به من الفتح ، حتى إن شعر لحيته ليكاد يمس واسطة الرحل ، دخل وهو يتلو سورة الفتح ..
    * وسار صلى الله عليه وسلم ، والمهاجرون والأنصار بين يديه وخلفه وحوله ، حتى دخل المسجد الحرام ، فأقبل إلى الحجر الأسود فاستلمه ، ثم طاف بالبيت ، وفي يده قوس ، وحول البيت ، وعليه ثلاثمئة وستون صنما" ، فجعل يطعنها بالقوس الواحدة تلو الأخرى ، ويقول : جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا" . جاء الحق ومايبدىء الحق ومايعيد .. والأصنام تتساقط على وجوهها ..
    * وكان طوافه على راحلته ، ولم يكن محرما" يومئذ ، فاقتصر على الطواف ، فلما أكمله دعا عثمان بن طلحة ، فأخذ منه مفتاح الكعبة ، فأمر بها ففُتحت ، وأمر بالأصنام فأُخرجت من داخلها ، وأُخرجت صور لابراهيم واسماعيل عليهما الصلاة والسلام ، يستقسمان بالأزلام ، فقال :" قاتلهم الله ، والله مااستقسما بها قط ، ورأى في الكعبة حمامة من عيدان ، فكسرها بيده ، وأمر بالصور فمحيت ،، ثم أغلق الباب عليه ، وعلى أسامة وبلال ، فاستقبل الجدار الذي يقابل الباب ، وصلى هناك ، وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة ، ثم دار في البيت ، دار في نواحيه ووحد الله ، ثم فتح الباب ، وقريش قد ملأت المسجد صفوفا" ، ينتظرون ماذا يصنع ..
    * ودعا صلى الله عليه وسلم عثمان بن طلحة (وهو من حجبة البيت) ، فدفع إليه المفتاح ، وقال له : خذوها خالدة مخلدة ، إني لم أدفعها إليكم (أي حجابة البيت) ، ولكن الله دفعها إليكم ، ولاينزعها منكم إلا ظالم ، يشير بقوله هذا إلى قول الله تعالى :"إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها"..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  7. #7

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 185 من السيرة النبوية :


    ** أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا" فصعد فوق الكعبة ، فأذّن للصلاة ،، صلاة الفتح ،، وأقبل الناس كلهم يدخلون في دين الله أفواجا"..
    * وأمسك النبي صلى الله عليه وسلم بعضادتي باب الكعبة ، وقد اجتمع الناس من حوله ، مايعلمون ماذا يفعل بهم ، فخطب فيهم قائلا" : لاإله إلا الله وحده ، لاشريك له ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، ألا كل مأثرة أو مال أو دم فهو تحت قدميّ هاتين ، إلا سدانة البيت وسقاية الحاج .. يامعشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية ، وتعظمها بالآباء ، الناس من آدم وآدم من تراب ، وتلا قوله تعالى : ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ، وجعلناكم شعوبا" وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ..
    * ثم قال : يامعشر قريش ، ماترون أني فاعل بكم ؟؟، قالوا : خيرا" ، أخ كريم وابن أخ كريم ،، قال : فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته : لاتثريب عليكم اليوم .. اذهبوا فأنتم الطلقاء ..
    * وحانت الصلاة ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا" أن يصعد فيؤذن على الكعبة ، وأبو سفيان بن حرب ، وعتاب بن أسيد ، والحارث بن هشام جلوس بفناء الكعبة ، فقال عتاب : لقد أكرم الله أسيدا" أن لايكون سمع هذا ، فيسمع منه مايغيظه ، فقال الحارث : أما والله لو أعلم أنه حق لاتبعته ، فقال أبو سفيان : أما والله لاأقول شيئا" ، لو تكلمت لأخبرت عني هذه الحصباء ، فخرج عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لهم : قد علمت الذي قلتم ،، ثم ذكر ذلك لهم ،، فقال الحارث وعتاب : نشهد أنك رسول الله ، والله مااطّلع على هذا أحد كان معنا فنقول أخبرك ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  8. #8

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    💕


    * قصة البداية *
    ** الحلقة 186 من السيرة النبوية :


    ** كان مما خاطب به رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم الفتح :"إن مكة حرمها الله ، ولم يحرمها أناس ، لايحل لامرىء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما" أو يعضد بها شجرا" ، فإن أحد قال : ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ، فقولوا له : إن الله أذن لرسوله ، ولم يأذن لكم ، وإنما أذن له فيه ساعة من نهار ، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس ، وليبلغ الشاهد الغائب" .. (ذلك أن الله تعالى أذن لرسوله صلى الله عليه وسلم بالقتال يوم فتح مكة فقط) ..
    * ثم إن الناس اجتمعوا بمكة لمبايعة رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة لله ورسوله ، فلما فرغ صلى الله عليه وسلم من بيعة الرجال بايع النساء ، واجتمع إليه نساء من قريش ، فيهن هند بنت عتبة متنقبة متنكرة لما كان من صنيعها بحمزة رضي الله عنه ، فلما دنون منه ليبايعنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تبايعنني على ألا تشركن بالله شيئا" ، فقال هند : والله إنك لتأخذ علينا أمرا" ماأخذته على الرجال ، وسنؤتيكه ، قال : ولاتسرقن ، قالت : والله إن كنت لأصيب من مال أبي سفيان الهنة والهنة ، وماأدري أكان حلا" لي أم لا ، فقال أبو سفيان : أما ماأصبت فيما مضى فأنت منه في حل ،، فقال عليه الصلاة والسلام : وإنك لهند بنت عتبة ،، فقالت : أنا هند بنت عتبة ، فاعفُ عما سلف عفا الله عنك .. قال : ولاتزنين ،، قالت : وهل تزني الحرة !!،، قال : ولاتقتلن أولادكن ، قالت : قد ربيناهم صغارا" ، وقتلتهم يوم بدر كبارا" ، فأنت وهم أعلم ،، فضحك عمر من قولها حتى استغرب ، قال : ولاتأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن ، فقالت : والله إن إتيان البهتان لقبيح ، ولبعض التجاوز أمثل ..
    * قال : ولاتعصينني في معروف ..
    * بايعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن يصافحهن ،، وقال : إني لاأصافح النساء ..
    * أما أولئك النفر الذين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد هدر دمهم ، فقد قُتل بعضهم ، وأسلم الآخرون ، أسلمت إحدى الجاريتين المغنيتين ، وعبد الله بن أبي السرح ، وعكرمة وهبار وهند بنت عتبة ..
    * أراد فضالة بن عمير قتل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالبيت عام الفتح ، فلما دنا منه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفضالة ؟؟، قال : نعم فضالة يارسول الله ، قال : ماذا كنت تحدث به نفسك ؟ قال : لاشيء ، كنت أذكر الله ،، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : استغفر الله ، ثم وضع يده على صدره فسكن قلبه ، فكان فضالة يقول : والله مارفع يده عن صدري حتى مامن خلق الله شيء أحب إلي منه ..

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 187 من السيرة النبوية :


    ** أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة تسعة عشر يوما" ، يجدد معالم الإسلام ، ويرشد الناس إلى الهدى والتقى ، وخلال هذه الأيام بث عليه الصلاة والسلام سراياه للدعوة إلى الإسلام ، ولكسر الأوثان التي كانت حول مكة ، فكُسرت كلها ، ونادى مناديه بمكة : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلايدع في بيته صنما" إلا كسره ..
    * تلك هي غزوة فتح مكة ، وهي المعركة الفاصلة والفتح الأعظم الذي قضى على كيان الوثنية قضاء باتا" ، لم يترك لبقائها مجالا" ولامبررا" في ربوع الجزيرة العربية ، وفتحت هذه الغزوة أعين الناس ، وأزالت عنها آخر الستور التي كانت تحول بينها وبين الإسلام ، وسيطر المسلمون بهذا الفتح على الموقف السياسي والديني في طول جزيرة العرب وعرضها ، فقد انتقلت إليهم الصدارة الدينية والزعامة الدنيوية ..
    * فالطور الذي كان قد بدأ بعد هدنة الحديبية لصالح المسلمين قد تم ، وكمل بهذا الفتح المبين ،، وبدأ بعد ذلك طور آخر كان لصالح المسلمين تماما" ، وكان لهم فيه السيطرة على الموقف تماما" ، ولم يبقَ لأقوام العرب إلا أن يفدوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، فيعتنقوا الإسلام ، ويحملوا دعوته إلى العالم ، وقد تم استعدادهم لذلك في سنتين آتيتين ..
    * إذا تأملنا أحداث هذا الفتح الأكبر ، نستطيع أن ندرك تماما" قيمة الجهاد والاستشهاد والمحن التي تمت من قبله ، تلك هي سنة الله في عباده ، لانصر بدون إسلام صحيح ، ولاإسلام بدون عبودية لله ، ولاعبودية بدون بذل وتضحية وضراعة على بابه وجهاد في سبيله ..
    *يوم خرج النبي صلى الله عليه وسلم من وطنه مكة ، مستخفيا" في بطون الشعاب والأودية ، مهاجرا" إلى يثرب ، وقد سبقه من قبله ولحقه من بعده من أصحابه القلة المستضعفين ، يتسللون مهاجرين ، وقد تركوا المال والأهل والأرض ، من أجل أن يبقى لهم الدين ..
    * هاهم أولاء قد رجعوا إلى الوطن والأهل والمال ، وقد كثروا بعد قلة ، وتقووا بعد ضعف ، واستقبلهم أولئك الذين أخرجوهم بالأمس خاشعين أذلاء خاضعين ..
    * ودخل أهل مكة في دين الله أفواجا" ، وأقبل بلال الحبشي ، وهو الذي طالما عذب في رمضاء مكة على أيدي المشركين ، فصعد على الكعبة المشرفة ينادي بأعلى صوته : الله أكبر .. الله أكبر ..
    * ذلك الصوت الذي كان يهمس يوما" ما تحت أسواط العذاب : أحد أحد أحد ، هاهو اليوم يجلجل فوق كعبة الله تعالى قائلا" : لاإله إلا الله محمد رسول الله ، والكل خاشع منصت خاضع ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  9. #9

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    *‏قصة البداية*
    ** ‏الحلقة 188 من السيرة النبوية :


    ** ‏العجيب في أمر أبي سفيان يوم الفتح ، أن يكون هو أول وطليعة ‏المحذرين لقومه من قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن يكون في مقدمة الداخلين في دين الله أفواجا" يومئذ ، وهو الذي لم تخرج غزوة من مكة لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بإشرافه وتوجيهه وتهييجه !..
    * ‏تألّف رسول الله صلى الله وسلم لقلب أبي سفيان ، بأن قال : من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، فظنّ الأنصار أنه صلى الله عليه وسلم شعر بالميل والعاطفة نحو بلدته وجماعته ،
    فقال الأنصار بعضهم لبعض : أما الرجل فقد أدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته ،، قال أبو هريرة : وجاء الوحي ، وكان إذا جاء الوحي لا يخفى علينا ، فإذا جاء فليس أحد يرفع طرفه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ينقضي الوحي ..
    * ‏قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا معشر الأنصار ،، قالوا : لبيك يا رسول الله ،، قال : قلتم أما الرجل فأدركته رغبة في قريته ، قالوا : قد كان ذلك ،، قال : كلا أنا عبد الله ورسوله ، هاجرت إلى الله وإليكم ، والمحيا محياكُم والممات مماتكم ،، فأقبلوا إليه يبكون ويقولون : والله ما قلنا إلّا ضنّاً بالله ورسوله ..
    * ‏لقد كان من حكمة النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن أعلن أبو سفيان إسلامه أن أمر العباس أن يقف به ، عند مضيق الوادي ، الذي ستمر فيه جنود الله تعالى ، حتى يبصر بعينه كيف أصبحت قوة الإسلام ، وإلام انقلبت حال أولئك الذين هاجروا من مكة قلة مشتتين مستضعفين ، وحتى تكون هذه العبرة البالغة أول مثبت لدينه ومؤكد لعقيدته ..
    * ‏أخذ أبو سفيان يتأمل الكتائب التي تمر واحدة إثر الأخرى وهو في دهشة وذهول مما يرى ،، والتفت يقول للعباس ، وهو لا يزال تحت تأثير بقايا من الفكر الجاهلي وأوهامه : لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيماً ، فأيقظه والعباس من بقايا غفلته السابقة ، قائلاً : يا أبا سفيان إنها النبوة !!.. أي ملك هذا الذي تقول ؟؟ ،، لقد ألقى ‏الملك والجاه والمال تحت قدميه يوم أن عرضتم ذلك كله عليه في مكة ، وهو يعاني من تعذيبكم وإيذائكم له ،، وهل ألجأتموه إلى الهجرة من بلده إلا لأنه رفض أن يستبدل الملك الذي عرضتموه عليه بالنبوة التي كان يدعوكم إلى الإيمان بها ؟؟..
    ** إنها النبوة : تلك هي الكلمة التي إدارتها الحكمة الإلهية على لسان العباس حتى تصبح الرد الباقي ‏إلى يوم القيامة على كل من يتوهم أو يوهم أن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم إنما كانت ‏ابتغاء ملك أو زعامة ، او إحياء قومية أو عصبية ، وهي كلمة جاءت عنواناً لحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أولها لآخرها ، فقد كانت ساعات عمره ومراحلها كلها دليلاً ناطقاً على أنه إنما بعث لتبليغ الرسالة إلى الناس ، لا لإشادة ملك لنفسه في الارض ..
    * ‏دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وهو يقرأ سورة الفتح وما كان لنشوة الظفر والنصر العظيم إلى نفسه من سبيل ، ولما يكن شي من التعاظم أو التجبر ليستولي على مشاعره ، إنما هو الانسجام التام مع شهود الله تعالى والشكر على نصره وتأييده ..
    ** دخل وهو يضع رأسه تواضعاً لله حين رأى ماأكرمه الله به من الفتح حتى أن عثنونه ليكاد يمس واسطة الرحل ..
    * كان عليه الصلاة والسلام مندمجاً في حالة من العبودية ‏التامة لله تعالى إذ رأى ثمرة القيام بأمر ربه ، ونظر إلى نتيجة كل ماقد لقيه من العذاب من قومه ، وكيف أن الله تعالى أعاده إلى البلدة التي أخرجته عزيزاً منصوراً ،،إنها الساعة التي ينبغي أن تمتلئ بشكر الله تعالى وحده ، وينبغي أن يفيض المرء فيها بمعنى العبودية التامة لله تعالى ..
    ** وهكذا يجب أن يكون حال المسلمين دائماً ،، عبودية مطلقة لله في السراء والضراء في الرخاء والشدة ، عند الضعف والقوة ،، وليس من شأن المسلمين ‏إطلاقاً أن يتظاهروا بالذل لله تعالى كلما حاقت بهم مصيبة أو كرب ، حتى إذا انكشف الكرب ، وزال الضر ، أسكرتهم الفرحة ، بل أسكرهم الطغيان عن كل شيء ، ومروا من جنب أوامر الله تعالى وأحكامه ساهين لاهين ،، كأن لم يدعوه ويتذللوا له في كشف ضر مسّهم ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  10. #10

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    *قصة البداية*
    ** الحلقة 189 من السيرة النبوية :


    ** كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الفتح ، وهو على مشارف مكة ، ويرجّع في تلاوتها ، والترجيع كيفية معينة في القراءة ، يترنم بها القارىء ..
    * يدلنا ذلك على مشروعية الترنم والتغني بالقرآن ، وهذا لايناقض النهي عن التطريب الذي يطغى على سلامة الأداء ويذهب بالحروف والكلمات عن مخارجها العربية الصحيحة ، إذ إن مثل هذه التلاوة غير جائزة باتفاق ..
    * كان من التدبير الحكيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ماأمر به أصحابه من أن يتفرقوا حين دخول مكة ، من مداخلها المختلفة ، ذلك بغية تفويت فرصة القتال على أهل مكة ، إن أرادوا ذلك ، إذ يضطرون حينئذ إلى تشتيت جماعاتهم وتبديد قواهم في جهات مكة وأطرافها ، فتضعف لديهم أسباب المقاومة ومغرياتها ..
    * فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حقنا" للدماء ماأمكن ، وحفظا" لمعنى السلامة والأمن في البلد الحرام ، من أجل ذلك أمر المسلمين ألا يقاتلوا إلا من قاتلهم ، وأعلن أن من دخل داره وأغلق بابه فهو آمن ..
    * لم يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة ، حتى أخرجوا منها الصور المجسمة القائمة ، ومحوا الرسوم المخطوطة على الجدران .. وذلك يدل على حكم الإسلام في حق رسم صور الحيوان والإنسان ، المجسمة وغير المجسمة ..
    * فإن كانت الصورة معلقة على الحائط أو ثوبا" ملبوسا" ، مما لايعد ممتهنا" فحرام .. وإن كان في بساط يداس ومخدة ووسادة مما يمتهن ، فليس بحرام ..
    * ويدل على ذلك إنكار النبي صلى الله عليه وسلم على السيدة عائشة اتخاذ ستائر رقيقة عليها صور ، وقال : إن من أشد الناس عذابا" يوم القيامة الذين يشبّهون بخلق الله ..
    * حين أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم مفتاح البيت إلى عثمان بن طلحة ، قال له :"خذوها خالدة مخلدة (يقصد بني عبد الدار وبني شيبة) ، لاينزعها منكم إلا ظالم ..
    * أي لايجوز لأحد أن ينتزع حجابة البيت وسدانته منهم إلى يوم القيامة .. وهي لاتزال إلى اليوم في أيديهم طبق وصية النبي صلى الله عليه وسلم ..
    * دفنت في ساعة الفتح بقايا المآثر الجاهلية وطويت معها سائر عاداتها وتقاليدها ، من التفاخر بالآباء والأجداد ، والتباهي بالقومية والقبلية والعصبيات ، والاعتداد بفوارق الشكل واللغة والأنساب ، فالناس كلهم لآدم ، وآدم من تراب .. وبايعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام ، على أنه لافضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى ، وعلى أنه لاتعاظم إلا بحلة الإسلام ، ولامباهاة إلا بالتمسك بنظامه .. بناء على ذلك ملّكهم الله زمام العالم ، وأخضع لهم الدنيا ..
    * دلت أحاديث البيعة أن مصافحة الرجل للمرأة حرام ، وأن صوت المرأة ليس بعورة ، إن كان كلاما" جادا" ، ليس فيه تغني أو ترقيق للصوت ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

صفحة 7 من 9 الأولىالأولى ... 56789 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات الجزء الثالث
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 08-10-2018, 04:19 AM
  2. مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 112
    آخر مشاركة: 11-26-2017, 04:14 AM
  3. يا ريمه الخاني مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات2
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 45
    آخر مشاركة: 07-30-2017, 12:47 PM
  4. يا غير مسجل مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات
    بواسطة أسامه الحموي في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 114
    آخر مشاركة: 06-05-2017, 11:40 AM
  5. البداية والنهاية في ربيع
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان المناسبات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-16-2011, 05:41 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •