منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 6 من 9 الأولىالأولى ... 45678 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 51 إلى 60 من 84
  1. #51
    فرنسا والحجاب .. إنهم أناس يتطهرون !!

    بقلم: د.حلمى محمد القاعود
    ..............................

    كان قوم لوط من الشواذ ، يمارسون الفحشاء مع أمثالهم من الرجال ، وعدوا الشذوذ هو الأصل ، والطهارة هى الاستثناء ، ولذا حاربوها وحاربوا الداعين إليها ، وعلى رأسهم سيدنا لوط عليه السلام ، وكانت تساعدهم فى حربهم ضد الطهارة زوجه التى كانت تنقل أخباره إلى قومه ،وكانت نهاية هؤلاء القوم طبيعية حين انقلبت بهم الأرض فصار عاليها سافلها ، ومعهم زوج لوط ، الذى أنجاه الله ومن آمن به .
    وقد وردت قصة لوط وقومه فى أكثر من سورة على امتداد القرآن الكريم ، وأكدت القصة دائما على النهاية التى يستحقونها وهى التدمير بخسف الأرض وإمطارهم بحجارة من سجيل لقد وردت القصة فى سور منها :هود ،والحجر ،والأنبياء ،والشعراء ،والعنكبوت .والنمل ،والصافات ،وسأكتفى بإيراد آيات سورة النمل لكشف التفكير المعوج الذى يجادل به قوم لوط ، مع أنهم كانوا أصحاب عقل وبصر : (ولوطاً إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون .أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون .فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم ،إنهم أناس يتطهرون .فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين .وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين) (النمل:54- 58 ).
    وتكشف الآيات أن قوم لوط أصروا على شذوذهم وإجرامهم ،وكان ردهم على الاستفهام الإنكارى التوبيخى من جانب لوط عليه السلام هو طلب إخراج لوط ومن معه لأنهم أناس يتطهرون ، الطهارة والعفة والنقاء مسوغات الطرد من الديار عند الشواذ والمنحرفين ..
    معاناة المسلمين في فرنسا
    وهذه المسوغات بعينها هى ما يرفعه الصليبيون الاستعماريون المتعصبون فى فرنسا ضد المسلمين ، دع قضية الحجاب جانبا ، وانظر إلى مجمل ما يعانيه المسلمون من تمييز عنصرى بشع وكريه فى أرجاء البلاد الفرنسية ،مع أنهم يمثلون القوة الثانية بعد الكاثوليك ،ويبلغ عددهم أكثر من خمسة ملايين مسلم ،منهم ثلاثة ملايين يحملون الجنسية الفرنسية ،والباقى من المقيمين الذين قضوا فترات طويلة هناك فلا يوجد وزير مسلم واحد فى فرنسا ،ولا يوجد مسئولون مسلمون فى الإدارات الفرنسية حتى المستويات الدنيا ..والمسلمون يسكنون غالبا فى الأحياء الفقيرة ،ويعيشون مستوى اقتصاديا أقل من اليهود والكاثوليك ..ومع ذلك فهم يخدمون الدولة الفرنسية بإخلاص ، ويعطونها جهدهم وعمرهم ، ويأبى عليهم المتعصبون أن يكون لهم وجود إنسانى أو كيان محترم ..بل يريدونهم عبيدا بلا دين ولا عقيدة ولا ثقافة ولا هوية !.
    الحجاب يقضي على النظام الجمهوري!!
    إن فرنسا تمتلئ بالنساء العاريات والداعرات والمدمنين والشواذ والإباحيين ، ولكن ذلك لا يشغلها ولا يمثل لها مشكلة خطيرة ، فقط يشغلها استراتيجيا وقوميا حجاب المرأة الفرنسية المسلمة الذى يعلن من وجهة نظرهاعن هوية صاحبتها الإسلامية ..صار الحجاب علامة وشارة لدى فرنسا المتعصبة الظلامية ،وليس جزءا من العقيدة الإسلامية التى تلزم المرأة بالطهارة والعفة والنقاء ..ويجب التخلص من هذه الشارة وتلك العلامة لأن ذلك يخل بالمعادلة العلمانية ويقضى على النظام الجمهورى ؟!.
    مشابهة بين منطقين
    ولا ريب أن المشابهة قائمة بين قوم لوط فى منطقهم المعوج ضد المتطهرين ،و المتعصبين الفرنسيين ضد الحجاب ،وكلا الطرفين يملك عقلا وبصرا وعلما وفقها ،ولكن الشذوذ والتعصب ضربا بظلامها على الجميع ،وإذا كان قوم لوط قد نالوا جزاءهم قديما ،فلا أظن المتعصبين الفرنسيين سيفلتون من العقاب الإلهى قريبا أو بعيدا.. وصدق الله إذ يقول " وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا " الكهف ، فالظلم هو سبب الهلاك ومقدمته فى كل مكان وزمان !.
    ليست قضية حجاب
    القضية فى كل الأحوال ليست قضية الحجاب ، وإن كان الحجاب جزءا منها ، إنها قضية الإسلام الذى يكرهه الصليبيون المتعصبون ، ويحاربونه ليل نهار ، ويحققون انتصارات عظيمة ( في هذا المضمار ) .. .. ومع كل هذه الانتصارات الصليبية الاستعمارية ، فإنهم يخافون الإسلام والمسلمين ،لأن قيمه ضد طموحاتهم الشريرة وغاياتهم العدوانية وسلوكهم الإجرامى ضد الآخر استعمارا ونهبا وإذلالا واستعبادا .
    المفارقة!!
    والمفارقة أن الإسلام ينتشر فى عقر دارهم ،وبين أبنائهم الذين يهديهم الله تعالى إلى التعرف عليه وعلى مبادئه وتشريعاته ، وقد كثر القول مؤخرا عن دخول عدد كبير من الأوربيين والأمريكان إلى الإسلام عقب أحداث سبتمبر (2001) الغامضة ،التي اتهم المسلمون بتدبيرها ،حيث تهافت عدد كبير من أهل أوربا وأمريكا على شراء نسخ القرآن الكريم ومحاولة التعرف على ما فيه وكانت النتيجة إسلام بعضهم ، وتحجب نسائهم المسلمات ،مما أثار ذعرا وقلقا فى دوائر المتعصبين الصليبيين الظلاميين الذين مازالوا يعيشون بمنهج بطرس الحافى !!.
    والمسيحية أبعد ما تكون عن الصليبية الاستعمارية ،ولقد اتخذ الاستعماريون الهمج من الصليب شارة وعلامة على المسيحية ،وهم يذبحون ويقتلون المسلمين والنصارى على السواء( الحملة الصليبية الثالثة توجهت إلى بيزنطة بدلا من القدس ،فأعملت فى أهلها النصارى قتلا وتشريدا ونهبا مما تقشعر له الأبدان).
    وهو ما يكرره الصليبيون المعاصرون فى هيستريا لا تقل خطورة عن الهيستريا الصليبية القديمة ، حين يرون فى الحجاب تدل على تمدد الإسلام داخل المجتمع الصليبى الاستعمارى ،وهو ما يضعه الاستراتيجيون الغربيون تحت دائرة الضوء والتشريح لمعرفة مستقبله وتأثيره على المعادلة الاجتماعية والثقافية والسياسية فى الغرب ،كما يرى بعض الباحثين .إن الإسلام اليوم وهو حاضر المسلمين دائما فى الشارع الأوروبى يجعل الأوربيين يتساءلون دائما عن الإسلام ، وعن أولئك القوم الذين يتطهرون بالحجاب والعفة والنقاء ولا ينضوون تحت لواء الإباحية أو الإدمان أو الشذوذ ..وهذا ما تراه الحكومات الاستعمارية المتعصبة خطرا على وجودها فى المدى القريب أو البعيد .. ومهما يكن من أمر ،فإن الحملة المسعورة ضد الحجاب لن تزيد المسلمين إلا تمسكا بدينهم وحرصا عليه ودفاعا عنه وانتماء إليه ، والله غالب على أمره.
    ....................................
    *الشبكة الإسلامية ـ في 19/1/2001م.


    </i>

  2. #52
    بركاتك يا شيخ رجب !

    بقلم: أ.د. حلمي محمد القاعود
    .......................................

    كان مهرجاناً شاملاً ، انتقل من تلفزة النظام البوليسي الفاشي ، إلى قنوات رجال القروض ، إلى صحف لاظوغلى وطشة الملوخية ولحم البعرور وتبولة الشام .. كان المهرجان بسبب موافقة رئيس الدولة على علاج الشيخ " رجب هلال حميدة عضو مجلس الشعب ( المعارض !) على نفقة الحكومة لمدة ستة شهور في عاصمة أجنبية .. أسهبت أجهزة الدعاية الحكومية وشبه الحكومية في الحديث عن كرم الدولة وسخائها مع مواطنيها الذين لا تفرق بينهم على أساس الموالاة والمعارضة ، فمع أن الشيخ رجب ( معارض !) وصوته عال ضد الحكومة، وضد الفساد، وضد محاربتها للأحرار، فقد اتصل به سيادة الرئيس، بعد أن نقل إليه سيادة اللواء رئيس الديوان الجمهورية خبر الموافقة على العلاج .
    قالت أجهزة الدعاية إن الشيخ رجب فوجئ بالرئيس يتصل به، ويتحدث معه حديثاً أبوياً ويطمئن عليه وعلى أسرته ويتمنى له الشفاء، ويُعبّر عن تضامن الدولة معه حتى يرجع بالسلامة عائداً في إهاب الصحة والعافية وطول العمر.
    الشيخ رجب عبّر هو الآخر عن شكره وامتنانه واعتزازه بأبوة السيد الرئيس، وقال ذلك في الاتصالات الهاتفية التلفزيونية والصحفية التي انهالت عليه عقب إذاعة خبر علاجه على نفقة الدولة، وقال الشيخ رجب إنه كتب طلبا – مجرد طلب على ورقة بيضاء – وأرسله إلى السيد الرئيس، فجاءت الموافقة بأسرع مما يتوقع، وحققت حلمه في العلاج خارج البلاد.
    فرحت – والله – لموقف الدولة ، وموافقتها على علاج مواطن مصرى ، قبل أن يكون عضواً أو نائبا بمجلس الشعب ، مؤيداً أو معارضاً ، حقيقيا أو مستأنسا ، فهذا لا يعنينى ، بقدر ما يعنينى أن من جرّب الألم وعاش محنة المرض ، يتمنى العافية لكل الناس ، ولو كانوا من خصومه وأعدائه ، فلا شىء يقهر الإنسان إلا الدّاء والدواء . كلاهما مرّ وقاس ، وكلاهما يُعيد الإنسان إلى ربّه ليستشعر قدرته وعظمته ورحمته ، حيث لا يُساوى المريض وهو سليم جناح بعوضة ، ولا يزن مثقال ذرة عند ربّه حتى وهو سليم معافى ، ولكنه كرّمه وأعطاه العقل وأفاض عليه نعمة الدين ليتعرف على خالقه ، فيسمع له ويُطيع ، ويبتعد عن الطغيان والجبروت وقهر أخيه الإنسان .
    ويبدو أن بركات الشيخ رجب كانت حاضرة ، حيث غابت عن الدكتور عبدالوهاب المسيرى ، مثقف الأمة ، الذى أبت نفسه أن تذلّ لأحد غير لله ، وتعفف عن قبول التبرعات من الشعب لعلاجه ، ورضى بقدره مستسلماً لإرادة الله . فى حين صمتت السلطة البوليسية الفاشية عن نداءات من يملكون الأقلام والأصوات لمعالجته على حساب الشعب ومن ميزانيته ، لأنه فى أبسط الأحوال مواطن مصرى خدم بلاده خدمة جليلة تفوق ما يقدمه أعضاء مجلس الشعب أجمعين ، مع احترامى لهم جميعاً ، فالذى أنجزه لا يقدرون جميعاً على إنجاز بعضه ، وفى الوقت ذاته كان ينفق من جيبه وميراثه على موسوعته – كما أشرت فى المقال السابق – ثم إنه كان أكثر تطبيقا عمليا لما تعلمه ولما يؤمن به ، حين نزل إلى الشارع ليتظاهر ضد الطغيان والفرعنة وإهدار كرامة الإنسان ، مع أن من فى مثل عمره – وقد قارب السبعين – يجب أن يخلد إلى الراحة والهدوء ، ولكنه أبى أن يقعد مع القاعدين ، أو يكتفى بكلام يذهب مع الريح ، وراح يتقدم الشباب والرجال والنساء الذين واجهوا الخوذات الغبية والنبابيت البلهاء والبيادة العمياء !
    المسيرى معارض للدولة ، ولكن معارضته – كما يرى النظام البوليسى – تخرجه من سياق المعارضة إلى نوع آخر ، لا أعرف كيف أسميه ، بدليل أنها فرّقت بينه وبين المؤيدين ، ورفضت أن تعالجه على نفقتها ، وتركته أو تركت أمره ، ليتولاه أمير سعودى ، أو تاجر مصرى يعرف قيمة الرجل ، فرقّ لحاله ، وتبرع من ممتلكاته أو ثروته ، ليقوم بما كان ينبغى أن تقوم به الدولة تجاه أحد مواطنيها اسمه عبدالوهاب المسيرى !
    كان الرجل منتسباً إلى إحدى الجامعات المصرية ، وأستاذا بها ، ولا أدرى أظل مرتبطاً بها ، أم انفصل عنها ، وإن كانت السيدة حرمه مازالت – فيما أعلم – أستاذة بإحدى الكليات الجامعية ، ويُفترض أن الجامعة التى تنتسب إليها أو ينتسب هو إليها ، أن تعالجه وتتولى شئونه الصحية ، ولكن أمر علاج أساتذة الجامعة ، يمثل جرحاً غائراً فى أعماق هيئة التدريس عموماً ، باستثناء من التحقوا ببلاط النظام ، وعاشوا على أعتابه ، وعيّنوا أنفسهم فى وظيفة " مسوّغاتى " أو " مشعللاتى " على رأى " سعاد حسنى " حين عيّنت " فريد شوقى " فى وظيفة " مشعللاتى " !
    أستاذ الجامعة البعيد عن النظام البوليسى الفاشى ، أمامه طريقان للعلاج لا ثالث لهما ، أولهما ما يُسمى بالتأمين الصحى ، نظير الخصم الإجبارى الذى يُستقطع من مرتبه الشهرى المحدود ، وعليه إذا أراد الكشف والتشخيص والعلاج ، أن يأخذ بطاقته ، ويذهب بعد طلوع الشمس – لا أبالغ – ليحجز مكانه وسط طوابير الموظفين والعمال والطلاب الذين حضروا للعلاج ، وحتى يأتى موعد الكشف عليه يكون النهار قد بدأ يميل إلى الشيخوخة والشمس تستعد للغروب ، ناهيك عن " بهدلة " الزحام و " بعثرة " الكرامة !
    أما الطريق الآخر ، فهو اختراع أخذت به بعض الجامعات – أو كلها لا أعرف – وهو خصم مبلغ إضافى من المرتب ، نظير ما يُسمى الرعاية الصحية ، حيث تتعاقد الجامعة مع بعض المستشفيات الخاصة على علاج الأساتذة وحدهم دون أسرهم . فيأخذ الأستاذ خطابا من كليته ويذهب إلى المستشفى التى تُحوّله إلى طبيب متعاقد معها حيث يجلس فى انتظار دوره .. ثم يقرر له العلاج المطلوب ، وقد يسبق ذلك تحاليل وأشعة ونحوها ، فيضطر للذهاب – وهو غالباً شيخ مهدّم تجاوز الستين – إلى مستشفى الجامعة التعليمى لينتظر دوره أو أدواره وسط الزحام القادم من التأمين الصحى والأقسام الاقتصادية ( يعنى التى تعالج بالفلوس ) ثم يعود ليكتب طلباً بالعلاج إلى رئيس الجامعة الذى يُحوّله إلى لجنة طبية التى تقرر الاستحقاق من عدمه ، وبعدئذ يدخل متاهة الموافقات والمراجعات والبحث عن الأصناف الموجودة فى صيدلية الجامعة ، أو شراء البديل ، وتحرير طلب بقيمتها مع الفواتير التى تصرف أو لا تصرف بعد شهور ومشاوير تهدّ الحيل ، إذا كان هذا " الحيل " موجوداً أصلاً !
    أما العلاج فى الخارج ، فأيامه "بيضاء" . " أبيض " من قرن الخروب ! وقد رأيتم ما جرى للمسيرى !
    ولكن الأساتذة المحظوظين من أهل البلاط أو الحرملك ، فالطريق أمامهم مفتوح ، والتسهيلات بلا حدود ، وباقات الورد ، ولو فى باريس – بلا عدد !
    لا تحدثنى عن بقية الناس من الذين أنهكتهم الأغذية المسرطنة والمياه الملوثة ، والغلاء الفاحش ، والمجارى الطافحة ، والمخدرات المنتشرة ، والمساكن الزدحمة ، والأيام الخانقة .. فهؤلاء الذين يمثلون الأكثرية الساحقة التى لا تعرف السلطة البوليسية الفاشية عنها شيئاً ، ولا تُريد ، وبالتالى ، فإن حلمهم بالعلاج المجانى أو شبه المجانى ، قد تم وأده تماماً ، فأقل تذكرة دواء لا تقل قيمتها اليوم عن مائة أو مائتى جنيه . مرتب شهر كامل للشخص المحظوظ الذي يجد عملا ؛ وربما أكثر ..ومع ذلك فإن كتاب لاظوغلى لا يذكرونهم بكلمة ، وإن كان أحدهم سخر بوقاحة من المسيرى وتمنى له الشفاء !
    .................................
    *المصريون ـ في 5/6/2007م.


    </i>

  3. #53
    سعيكم مشكور.. " على جزمتنا" !

    بقلم: أ. د . حلمي محمد القاعود
    ........................................

    لم أكن أنوي الإشارة إلى ما يسمى بانتخابات مجلس الشورى . فمعروف سلفا ؛ أنها ليست انتخابات " ولا يحزنون " ، بل هي تمثيلية سخيفة اخترعها النظام البوليسي الفاشي ، ليجمّل وجهه القبيح أمام العالم ، وليس لاصطفاء نخبة حقيقية من ذوي الخبرة والإخلاص تؤدي دورا حقيقيا يخدم البلاد والعباد .والبسطاء الأميون في أعماق الريف يدركون جيدا أن مثل هذه المجالس ؛ لاتخدم سوى أعضائها والنظام الذي أتي بها ، وتحليل – من الحلال – كل ما يقترفه النظام من محرّمات ضد الشعب والأمة جميعا .
    كنت أتمنى أن تنفق المائة مليون جنيه – وقيل ثلاثمائة مليون – المخصصة للانتخابات على مصالح الناس ، بدلا من إنفاقها على انتخابات صورية ، يعلم الناس جميعا أنها مزورة ، وأنها تتم بإرادة البوليس وإشرافه ، وليس القضاء ؛ كما يكذبون علينا صباح مساء .
    عاجلني صوت المذيعة الكذابة في نشرة التاسعة مساء الأحد 11/6/2007م، وهي تجزم بصيغة قاطعة أن خمسة وثلاثين مليونا من الناخبين المصريين قد توجهوا إلى لجان الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى ، بعد أن فاز أحد عشر عضوا بالتزكية . المذيعة الكذابة كانت تستخدم صيغة الفعل الماضى التي تفيد التقرير والحدوث ، وكان الواقع يكذب كلامها والصحف الحكومية نفسها التي صدرت في اليوم التالى تؤكد أن نسبة الحضور 22% مع أن الواقع يؤكد أن الذين ذهبوا أقل من واحد بالمائة من مجموع الناخبين !
    كنت أتمني أن يستفيد الناس بما أنفق على هذه الانتخابات الصورية في مشروعات مفيدة مثل الصرف الصحى وتنقية المياه الملوثة التي أهلكت كُلى المصريين وأكبادهم وأمعائهم ، ثم تقوم بتعيين من تختارهم وتجد لديهم الاستعداد للتصفيق الحاد ، والهتاف القوي ، والردح الأصيل لخصوم السلطة البوليسية الفاشية .
    لن يعارضها أحد ،ولن يقف في طريقها أحد ، فكل الناس تخشى منهج " الفرم" الذي ظهر مع أزهى عصور الحرية والديمقراطية والرخاء والعدل والإنصاف !
    كنت أتمنى أن تريح الحكومة البوليسية نفسها ، ولا تعلن عن انتخابات صورية ، لا يحضرها أحد ، بل تعتقل من يترشح لها من الإخوان المسلمين " قمة المواطنة " ! وتلقي بهم مع الأنصار والأتباع في السجون ، وتحرمهم من ذويهم ، وأقاربهم دون جريمة تذكر ، فهم مثلا لم يغرقوا أكثر من ألف مصري في البحر ، ولم يقتلوا أحدا في حوادث القطارات والسيارات ، ولم ينهبوا أموال الدولة بالقانون في صفقات مشبوهة ، ولم يسرطنوا الغذاء ، ولم يسمموا الدواء ، ولم يتصوروا على السيديهات المخلة ، ولم يقدموا للناس دما مغشوشا ، ولم يستولوا على أراضي الدولة بأقل من سعر التراب .
    كنت أود من النظام البوليسى الفاشي أن يريح ويستريح ، ويعلن أنه سيختار الأعضاء الذين يعجبونه شكلا ومضمونا ، ويصدر قرارا بتعيينهم وكفى الله المؤمنين القتال .. فالناس تعلم جيدا أنه لا المعارضة مؤثرة ، ولا الصحافة مقلقة ، ولا تصريحات " مجرم الحرب " جورج بوش " مغيرة .
    الناس واثقون تماما أنهم سيظلون هكذا تحت رحمة النظام البوليسي الفاشي حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا .. وهم واثقون أيضا أنهم يستحقون ذلك ؛ لأنهم صمتوا طويلا أمام القهر والعسف والتنكيل ، بل إنهم صفقوا لذلك وهتفوا .. هل نسينا ذلك الذي رقص في مجلس الأمة غداة الهزيمة ابتهاجا ببقاء الزعيم ، ونسى أن سيناء ضاعت مع القدس والضفة والقطاع والجولان ؟
    الناس يعلمون أن مجلس الشعب ومجلس الشورى وبقية المجالس التى صنعها النظام البوليسي الفاشي على " جزمة" أصغر جلاد في دائرة اسطنها منوفية !!
    عضو مجلس الشعب عن عن هذه الدائرة طبيب بيطري ، مرّغوه في الوحل ، ومزقوا ملابسه ، وسحلوه فى الشارع ؛ وهو خارج من سرادق عزاء ، وقالوا له : سعيكم مشكور ! وقال له الجلاد الصغير : أنت ومجلس الشعب "على جزمتنا" ! . نشرت ذلك الصحف والمواقع الألكترونية !
    لم يغضب نواب الحصانة في الوطنى ، ولا أحزاب بير السلم ، لأن " جزمة " النظام ممثلا في أصغر جلاد فوق الجميع أوتحتهم ، شرف وعز ومجد وتقدير .. يالها من جزمة !! ولم تغضب صحافة لاظوغلى أو الحديد والصلب أو السيراميك أو التوكيلات أو الأراضى المنهوبة ، لأن جزمة البوليس تختلف عن الجزم الأخرى التي يؤلفون حولها الحكايات ، وينسجون عنها الأساطير .. أما جزمة البوليس ، فهي طاهرة ونقية ورائحتها زكية وتردّ روح أى صحفي من الخدم وأىّ عضو من الوطني وبير لسلم !
    صحيح أن نواب الإخوان غضبوا واعتصموا وصدقوا ما قاله الرجل الثاني في البروتوكول عن حضور وزير الداخلية للاعتذار ، ولكن الأنباء جاءت بما لا يشتهى الرجل ، فالوزير لم ولن يعتذر ، وصحف لا ظوغلى قالت إن النائب هو الغلطان، لأنه سدّ الطريق بسيارته ، وأن الجلاد الصغير لم يتفوه بكلمة ، ولم يلمس العضو المحترم !واخبطوا دماغكم في أقرب حائط يابتوع الإخوان ، والمستقلين كمان !
    ومع ذلك يخرج الصديق عصام العريان ليقول إن في الانتخابات سبع فوائد ومآرب أخرى !
    إني أختلف معك يا دكتور عصام ، وأحرجك – على طريقة محاور العبارة 98!- فدخول الانتخابات في ظل الأوضاع الجديدة غطاء شرعي للنظام البوليسي أمام العالم ، وفي ظل غياب الإشراف القضائى الحقيقي الكامل فلن ينجح أحد من الإخوان وربما ينجح واحد أو اثنان ، ولكن لن تتكر تجربة مجلس الشعب 2005م ، وإحساسي يقول إن النظام سيحل المجلس ليتخلص من مجموعة ال88 ، ويأتي بمجلس آخر غير مزعج لن يتسرب إليه عضو واحد من الإخوان ، فالتزوير سيكون علنيا وواضحا ، وعلى عينك يا تاجر !
    ومن باب أولى أن يستجيب أعضاء ال88 لكرامتهم قبل كرامة زميلهم المسحول ، ويقدموا استقالة جماعية قبل أن يقيلهم النظام من خلال حل المجلس في تغييرات بدت بشائرها في ظهور نجل الرئيس قبل الرجل الثاني في البروتوكول على شاشة التليفزيون في أثناء الإدلاء بأصواتهم !
    وأظنك تذكر يادكتور عصام أن الجلاد الذي أعلن ذات يوم أن سيضرب في سويداء القلب ، وأنه على استعداد لقتل خمسمائة ألف مواطن من أجل الاستقرار ، لم يقل ذلك عبثا ، أو كان فلتة لسان ، أو تعبيرا عن رؤية شخصية ، ولولا أن فضحته جريدة "الشعب" – المغلقة - وهو يسبّ أصحاب المناصب الكبيرة والصغيرة ، يومها كتب "عادل حسين" – رحمه الله – خذوا السكين من يد هذا المجرم ! لولا ذلك لمضى الأمر كما يريد المجرم الجلاد ، ولقتل من شاء ، دون أن يسائله أحد !
    الانتخابات لا فوائد لها في ظل هذا الوضع الشائن الشاذ ، والضحايا يدفعون ثمنا بلا مقابل ، والأولى في هذه المرحلة على الأقل ؛ تحرير الناس ، والشباب خاصة ، من الغيبوبة التي يصنعها النظام بالكذب والتزييف والتزوير والقهر ، والاعتماد على أحزاب بير السلم التى يديرها أصحاب مصالح صغيرة ، وخاصة سلالة هنري كورييل !
    علموا الناس كيف تتحرر بالقرآن وقيمه وسلوكه من عبودية الجبابرة والطغاة ، ربّوا الأجيال تربية قرآنية ،حرمت منها في المدرسة والجامعة والإعلام والثقافة ، وهي مهمة صعبة للغاية ، وأصعب من السياسة بكثير ، ولكنها أكثر جدوي ، وأكثر تأثيرا .. وساعتها سيسقط الجلادون الفاشيون تلقائيا .. واسلمي يامصر !
    .................................................
    *المصريون ـ في 12/6/2007م.

  4. #54
    النقد الأدبي الحديث... بداياته وتطوراته
    ...............................................

    الكتاب: النقد الأدبي الحديث... بداياته وتطوراته
    الكاتب: د. حلمي محمد القاعود
    الناشر: الرياض: دار النشر الدولي ـ 2006م.

    يناقش الكتاب، في مستهله، نشأة النقد العربي القديم وصولاً الى بدايات النقد الحديث على يد حسين المرصفي وآخرين. ويتناول جماعة "الديوان" ورواد المذهب الرومانطيقي، معالجاً ما يسميه التوجه الوصفي التحليلي ونموذجه طه حسين. ويتطرّق أيضاً الى المذهب الواقعي في النقد، وجهود الناقد محمد مندور في هذا الإطار.
    يتميّز الكتاب في ابتعاده عن السرد الكلاسيكي والتصنيف الجامد للمدارس النقدية. وهو يعزو الضعف العام الذي يتخلل تدريس هذه المادة الصعبة في الجامعات، الى ميل الأساتذة الى جعلها مقصورة، أما على مؤلفاتهم الذاتية، وإما على نصوص محددة تفتقر الى التنوّع وعمق التحليل والمقارنة الحيوية بين الأجناس الأدبية المختلفة. ويرى أن الخطوة الأولى المطلوبة في هذا الاتجاه، تكمن في تذليل الصعاب المتمثلة في الناحية النظرية التجريدية للنقد الأدبي ليتمكن الطلاب من استيعاب مرتكزاتها الأساسية.

  5. #55
    الوعي والغيبوبة.. كتاب حول الرواية المعاصرة
    .................................................. .........

    صدر مؤخرا في السعودية كتاب تحت عنوان الوعي والغيبوبة.. دراسات في الرواية المعاصرة للدكتور حلمي محمد القاعود .يؤكدالدكتور القاعود في المقدمة علي انطلاقه في الكتاب من الأهمية التي باتت منعقدة علي فن الرواية الذي صار بامتياز ديوانا آخر للعرب إلي جانب ديوان الشعر، ويشير إلي سلسلة الكتب التي أصدرها في هذا السياق مثل الرواية التاريخية في أدبنا الحديث، الواقعية الإسلامية في روايات نجيب الكيلاني، الرواية الإسلامية المعاصرة، الرؤية الإسلامية في الرواية، وحوار مع الرواية في مصر وسورية .ويشير القاعود الي أن ما شجعه علي إصدار هذه السلسلة من الكتب حول الرواية، هو أن هذا الفن بات يرصد الحياة بصورة بانورامية، ويعرض لصراع الأفكار والمعتقدات والتصورات، وذلك من منطلق أن الرواية مجال خصب وفسيح ـ حسب الكاتب ـ بحكم قرابتها من مخاطبة الوجدان، ومناغاة النظرة، وإشباع الرغبة والتشويق إلي معرفة المصائر والنهايات، ولذا وجدت اهتماما نقديا ودراسيا عظيما في المجال الثقافي والأكاديمي.ويؤكد المؤلف أن فكرة الكتاب جاءت امتدادا للكتب التي سبق أن أصدرها في تقديم الرواية الإسلامية ، والرواية المضادة لها، كي يري الأدباء الإسلاميون تأثير الرواية الإسلامية ونقيضها علي القارئ، وفي الوقت ذاته ـ علي حد تعبير المؤلف ـ ينهضون للاهتمام بهذا الفن والاستفادة منه في خدمة التصور الإسلامي وقضايا الأمة الإسلامية.
    في الفصل الأول يناقش القاعود رواية ثريا في غيبوبة للكاتب إسماعيل فصيح، وهي رواية ترصد صورة المجتمع الإيراني عقب انهيار نظام السافاك في إيران. يعرض المؤلف لفكرة الرواية ثم يناقش دور مجموعة المثقفين الهاربين في باريس كأبطال متعددين، ثم وصف لحال ثريا المضطربة حسب وصفه ووصف الرواية ثم المكان متعدد الدلالة، ويري القاعود أن جزءا أساسيا من أهمية تلك يكمن في الفترة الزمنية التي تناولتها، حيث تعتبر مرصدا للواقع الإيراني عقب انهيار نظام الشاه حيث تبدأ أحداثها عام 1979 حين انطلقت الجمهورية الإسلامية ونشبت الحرب العراقية الإيرانية.ثم ينتقل القاعود إلي رواية للكاتب علي أبو المكارم هي أشجان العاشق وهي ـ كما يقول ـ جزء من ثلاثية في العشق كتبها مؤلفها علي مدي خمس عشرة سنة، حيث كان الجزء الأول قد صدر تحت عنوان الموت عشقا ، والثاني العاشق ينتظر ، والثالث هو موضوع الدراسة، ويشير المؤلف إلي تناوله للجزء الثاني بالذات لأنه يتعرض للفساد الثقافي الذي يعيشه المجتمع بينما كان الجزء الأول قد تناول الفساد السياسي ومقاومة المجتمع له، أما الجزء الثالث فقد تناول ما أسماه تجليات الاستبداد علي قطاعات الشعب المختلفة، مع إضافة عنصر الهيمنة الأمريكية وتجلياتها العنصرية الاستعلائية علي حد تعبير المؤلف.
    وفي فصل تحت عنوان محنة الاستلاب وتشويه الإسلام يتناول المؤلف رواية ليلة القدر للروائي المغربي الطاهر بن جلون وهي الرواية الفائزة بجائزة الجونكور وهي المرة الأولي ـ حسب المؤلف ـ التي تمنح فيها الجائزة لرواية غير فرنسية الأصل، مع أن الكاتب بن جلون يكتب بالفرنسية، وقد قام بترجمة الراوي الناقد فتحي العشري وصدرت في العام 1988.
    ويعترض القاعود علي مقدمة المترجم فيما يتعلق بحديثه حول الرواية العربية التي حققت العالمية، حسبما يراها.
    ويشير القاعود الي أن اعتراضه مؤسس علي أن العالمية تحكمها مواصفات غير دقيقة أو غير مؤسسة علي قواعد ثابتة، ويضيف: ان كل كاتب شريف أو مثقف حقيقي يرفض محاكم التفتيش التي دخلت إلي ضمائر المسلمين وغيرهم وحاسبتهم علي ما عدته نوايا ومعتقدات تخالف أفكار الصليبيين الغزاة المنتصرين في الأندلس، ويضيف المؤلف ـ فيما يشبه المانيفستو ـ كما نري نؤمن برفض الوصاية والمصادرة والكتابة الجنسية، لأنها ضد الحرية والأخلاق، وفي المقابل نطلب التسامح والحوار والعقلانية مع التصور الإسلامي ومعطياته، خاصة أن السادة المهيمنين علي الساحة الثقافية في العالم العربي والإسلامي، يصادرونه ويفرضون عليه الوصاية، ويتعاملون معه غالبا بعدوانية مقيتة لا يملكها إلا خصومه من مثقفي الدول الاستعمارية المتوحشة.ثم يستعرض المؤلف بعد ذلك جانبا من سيرة مؤلف الرواية (الطاهر بن جلون)، يستعرض الرواية وتكوينها وفصولها ثم يستعرض المكان الروائي الذي أتي غير محدود رغم أن الإشارة عنت بعضه، ثم ما أسماه لعبة الزمان التي ترتبط عنده بصورة المكان، ثم يستعرض ما أسماه بالشخصيات المجهولة حيث يقول عنها: إنها شخصيات لا أسماء لها ولا هوية مميزة أو محددة علي امتداد الصفحات التي ضمت أحداث الرواية وشخصياتها.
    أما من حيث الموضوع الروائي فيشن المؤلف هجوما لاذعا علي بن جلون ويراه نجح في تقديم أبشع الصور للإسلام من خلال عملية الختان وفضح مرجعيتها وطقوسها، ولم يغفر للكاتب محاولته نفي تلك البشاعة التي تخلفها مثل هذه الصورة، ويأتي تحفظ القاعود علي القضية من زاوية أن الغرب يروج لها وكأنها القضية الاستراتيجية الأولي لهم، ويري كذلك أن شخصية البطلة تقدم صورة متناقضة مع الغايات التي يطمح إليها الكاتب، ويرصد العديد من أوصافها القاسية التي يراها تناقض فطرة المرأة، حيث تبدو صورة التمرد والرفض لكل الأعراف والتقاليد قائمة في سلوك البطلة بشكل دائم، ويشير الي ذلك قائلا: لا تكف البطلة في رحلتها الدامية عن هجاء المجتمع المسلم ورجاله، ويربط بين رواية بن جلون ورواية السوري خيري الذهبي حسيبة للتماثل بين البطلتين حيث تتحول البطلة في هذه الرواية أيضا إلي رجل.
    وفي النهاية يري القاعود أن المؤلف الطاهر بن جلون حول شخصياته إلي أبواق دعائية تتكلم باسمه أكثر مما تتكلم بمنطق الفن الروائي، ويضيف قائلا: لقد حول مقولاتهم وأفكارهم الي منشورات سياسية تشارك الفكر الاستعماري والتصور الاستشراقي الحملة المزمنة والظالمة ضد الإسلام وقيمه.ثم يتناول القاعود رواية احترس من الدولار للكاتب محمد نور الدين التي تعالج فكرة السفر الي الخارج والرغبة في جمع المال لمواجهة الظروف المادية القاسية، وما يتخلف عن ذلك من مشكلات مادية، ثم يتناول بعد ذلك، من خلال وقائع الرواية، ما أسماه زمن التحولات الذي يأتي مكثفا جدا في الرواية ولا يستغرق أكثر من يومين ثم يستعرض المكان وتغيراته، وفكرة المباشرة في السرد ويري الرواية نكهة جديدة في الكتابة الروائية. ثم ينتقل الكاتب الي رواية جديدة للكاتب نهاد رضا تحت عنوان منافسة في باريس في فصل تحت عنوان صراع الهوية وفساد الطوية ثم ينسي، بعد أن يأخذه الاستطراد التاريخي، أن يذكر اسم المؤلف.وتحت عنوان وحشية الرغبات وإخفاق الطموحات يتناول المؤلف حياة الكاتب محمد صدقي وأعماله .

  6. #56
    اللهو الخفي!: الفتاوى المتلفزة والفتاوى الفضائية
    بقلم: أ.د .حلمي محمد القاعود
    .........................
    أعتذر إلى القراء الكرام لاستخدام هذا العنوان ؛ فهو مما يدور في الواقع الشعبي تعبيرا عن المتاعب والمصاعب التي تهبط على رءوس الناس ، دون أن يعرفوا لها مصدرا أو سببا ..وإن كان بعضهم يعرف مغزاها ومنتهاها!
    و" اللهو الخفي"؛ هو أقرب التعبيرات إلى الدقة فيما تواجهه الأمة عامة ، ومصر خاصة في هذه الأيام ، حيث تجد قضايا تُطرح على نطاق واسع ، ولا تدري السر في ذلك .. أو الهدف من تفجيرها في هذا الوقت بالذات ؟
    ومن هذا اللهو الخفي ما عرف بقضية " إرضاع الكبار " . من الذي كان وراءها بالضبط؟ ولماذا حظيت بهذا الزخم الإعلامي الكبير في التلفزة والإذاعة والصحافة والمستوى الشعبي العام ؟ ثم ذلك الإلحاح على ما يسمى بمسألة الفتاوى الفضائية وموضوعاتها الهامشية التي لاتعني جموع الناس ، ولا مصائرهم ، ولا مستقبلهم ؟
    ولنفترض أن شخصا دفعه الهوى إلى تناول مسألة من هذه المسائل الهامشية التي تغطي على قضايا كبرى تهم جموع الناس وترتبط بقضاياهم اليومية في الطعام والشراب والأسعار الملتهبة وتوفير الضروريات الأساسية للأبناء والحصول على العلاج ،ومقاومة الأزمات التي يصنعها بالقانون كبار اللصوص والمحتكرين والفاسدين والمفسدين.. فماذا يعني إرضاع الكبير ليحل له الاختلاء بزميلته في العمل ، هل قضية هذه الزميلة أهم من من قضايا الوجود ذاته ؟
    ومن هذا اللهو الخفى ، قضية مثل عروبة مصر أو فرعونيتها . ما معنى إثارتها في هذا الوقت الذي لا توجد فيه عروبة ولا فرعونية من أساسه ؟
    إن الموجود فعلا أمة مستباحة من الغزاة النازيين اليهود والمستعمرين الصليبيين المتوحشين ، القادمين من وراء البحار ، يعيثون في أرضها فسادا وإفسادا ، وقتلا وتدميرا ، ونهبا وسرقة ؟ ثم إن هذه الأمة المستعبدة لا تملك من أمرها شيئا ، فقد وكلت مصائرها إلى طغاة مستبدين في معظمهم ؛ يستخدمون العنف والغدر والخسة والمكر للإجهاز على ما تبقى من من قيمها وكرامتها ورموزها ..
    لنفترض أن كاتب مسلسلات حانقا على بعض العرب ، لأنهم لم يحققوا له ما يريد في مجال "البيزنس " المسلسلاتي ، فهل يستحق ذلك أن ننفى عن مصر عروبتها وإسلامها ، ونرفع المذكور إلى مرتبة سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم –الذي يفتري عليه المفترون بأنه غيّر من قراره ، وعدّل من رأيه وحوّل القبلة من القدس إلى مكة المكرمة ، كما افترى المفترون على عمر بن الخطاب ، وادّعوا أنه أوقف حد السرقة في في عام الرمادة، ومنع نصيب المؤلفة قلوبهم من الزكاة ؟ أين وجه المقارنة بين كاتب المسلسلات صاحب "البيزنس " ، ونبي الإسلام – صلى الله عليه وسلم – الذي لاينطق عن الهوى ويمتثل في أقواله وأفعاله لوحي ربه ؟
    ثم هل يملك عمر أو غيره أن يوقف حدا من حدود الله ؟ أم نفهم المسألة على وجهها الصحيح ؟ حيث لم تتوفر الأسباب لإقامة الحد على اللصوص ، ولم يعد هناك مؤلفة قلوبهم يستحقون الزكاة ؟
    ومن هذا اللهو الخفى ما يثيره كتّاب غشاء البكارة والختان والعجز االجنسي من آن لآخر ، حول الإسلام وقيمه ، والتشكيك فيه بمناسبة وغير مناسبة , أحدهم ادعى أن طفله تعلم في حصة الدين بالمدرسة أن المغضوب عليهم في سورة الفاتحة هم اليهود والنصارى ، وأنه رجع إلى بعض التفاسير فوجد كلام الطفل الذي سمعه من مدرّسه صحيحا . وأقام صاحبنا مناحة من أجل تنقية كتب التفسير والتراث من هذه الآراء التي تدعو إلى الفتنة والتطرف والإرهاب !.
    وبالطبع فإن صاحبنا لا يكلّ ولا يملّ من الكلام عما يسميه حرية الرأ ي، وحق التعبير ، وطلاقة الإبداع ، وكم تبنى الدفاع عن الأعمال المدنّسة التي تسبّ الله والرسول – صلى الله عليه وسلم – والإسلام والمسلمين ، وقد نشرت الصحيفة التي يكتب بها صاحبنا في العدد نفسه، نصف صفحة عن كاهن بإحدي الكنائس المصرية يلعن الإسلام والمسلمين ، وأظنه لن يجد في ذلك غضاضة لأنها حرية تختلف عما يفعله المسلمون الظلاميون في كتبهم ومؤلفاتهم !
    وأسأله أولا : هل هناك حصة دين أصلا في مدارس مصر الإسلامية ؟ أم إنها انتهت تماما أيام وزير التنظيم الطليعى الذي جعل الإسلام مرادفا للإرهاب والقتل ، وحول مدرسى الدين الإسلامي إلى أعمال إدارية ، وجعل حصة الدين لا تُدرس ولا تضاف إلى المجموع ، وآخر ما تفكر فيه المدرسة ؛ لأنها حصة مستباحة لمدرسى الرياضيات والاجتماعيات والألعاب والرسم ..ومجموعات الدروس الخصوصية !
    أما المغضوب عليهم ، فهم بالتأكيد يا كاتب الاستنارة ليسوا اليهود الغزاة النازيين الذين يقتلون الفلسطينيين والعرب والأسرى ( برفق وحنان ) ، ويدوسون بالدبابات على الأجساد الحية والميتة ، ويعذبون الآن أحد عشر ألفا من الأسري في سجونهم بأحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا ( ولكن في إنسانية زائدة عن الحد !).
    وهم بالتأكيد أيضا ليسوا الصليبيين الاستعماريين الذين دمروا – وما زالوا – أفغانستان والعراق ولبنان ، ومزقوا السودان والصومال ، وزرعوا الفتنة في مصر والجزائر وتونس والمغرب واليمن ، وفعلوا كل ذلك بالدبابات بقنابلهم الذكية ( الجميلة ) وطيرانهم ( الوديع ) وصواريخهم ( الرشيقة ) ودولاراتهم( الخضراء)!
    ومن قضايا اللهو الخفى التي تصل من خارج الحدود ما قام به وزير الثقافة التونسي ، حين منع ثمانية آلاف عنوان ( إسلامي ) من العرض في معرض الكتاب بتونس الخضراء ، وأعادها من حيث أتت !! ، لأنها – كما قال معاليه – كتب ظلامية !( أين أنتم يا بتوع حرية التعبير .. شكر الله سعيكم ) ،خادم سيده يقول إنه ليس ضد الكتاب الدينى ( كذا ! ) ، ولكنه ضد الكتب الظلامية ؟ ثمانية آلاف عنوان كلها ظلامية " يامفتري"؟ لا شك أن "خادم سيده" تعلم من سادة سيده أن الإسلام هو الإظلام كما سبق إلى ذلك مثقفو الحظيرة في بلادنا ، وقد اقتدي برفيقه الشيوعى المتأمرك في الرباط ( ويسمى الأشعرى !)في منع الكتب الإسلامية من العرض ، وسمح للكتب الصهونية في الوقت نفسه بالوجود !ولكن خادم سيده التونسي ، أضاف إلى ذلك منع المحجبات التونسيات وغيرهن من دخول المعرض أو شراء الكتب .
    قضايا اللهو الخفى لا تنتهي ، ويفرضها علينا مجهولون أو معلومون مثل المجهولين ، كي ننسى أمورا في غاية ( البساطة !) ؛ مثل الاستمرار في تدمير أفغانستان والعراق ، وقتل شعبيهما بوساطة المرتزقة والقصف الجوي الذي لا يستثني مدنيا أو مقاوما ، مع هدم البيوت والمستشفيات والمساجد ، وذبح العلماء والمخطوفين بعد تعذيبهم بطريقة وحشية يعف عنها الحيوان .. مع سرقة البترول والتراث والثروات ، وزرع الفتنة الطائفية والعرقية ، وإنشاء الكيانات والكانتونات الانعزالية لإقامة دويلات جديدة في الوقت القريب المناسب .
    ومثل تزويد آية الله محمود عباس رئيس مايسمي السلطة الفلسطينية في جمهورية دحلانستان بستين مليون دولار أمريكي، لاغتيال ( حماس ) وتدميرها ، وإيقاف صواريخ القسام ، كي لا تزعج ( غير المغضوب عليهم حتى لا يغضب كاتب غشاء البكارة ) ، وإنهاء قضية اللاجئين والقدس والمياه، اكتفاء بجمهورية دحلانستان !
    ومثل – وهو الأهم – الانتهاء من قانون الأحكام العرفية الذي نصت عليه التعديلات الدستورية الأخيرة ؛ وهو القانون الذي سيجعل أمين شرطة يقبض على أمين الجامعة العربية دون إذن من النيابة ؛ بتهمة الإرهاب ،أو أية تهمة تعجب سيادته!!
    وما زال الإعلام مشغولا بقضايا اللهو الخفى ، وطشة الملوخية ، ولحم البعرور ، وشرب البول ، وتجليات شرم الشيخ الشقيقة !
    ........................
    *المصريون ـ في 22/5/2007م.

  7. #57
    الأدب الإسلامي
    كتاب جديد للناقد الكبير د.حلمي محمد القاعود

    أحدث مؤلفات الناقد الكبير د.حلمي محمد القاعود في قضية الأدب الإسلامي الذي عرض له القاعود في كتب سابقة. موضحاً منهجه وأبعاده وخصائصه. والفوارق بينه وبين ما يطالعنا من ألوان أدبية أخري. يشير القاعود إلي أنه انشغل علي مدي ثلاثين عاماً بقضية الأدب الإسلامي. وحاول أن يسهم في تقديمه بصورة علمية وعملية من خلال النقد التطبيقي الذي يقدم نصوصاً جيدة تقول للناس : ها هو الأدب الإسلامي الذي تبحثون عنه. وينكره البعض بغضاً أو تعصباً أو جهلاً أو سوء فهم. ويري الكاتب أن الدعوة إلي الأدب الإسلامي تجدد الأدب العربي الحديث وآداب الشعوب الإسلامية المعاصرة. بما يشكل ضرورة علمية لدعم الصحوة الإسلامية في مجملها. وبناء الإنسان المسلم بناء صحياً. بعيداً عن الأفكار المنحرفة. والدعوات المشبوهة. الناشر : دار النشر الدولي بالرياض.

  8. #58
    صنّاع الفتنة .. لن يربحوا كثيرا !

    بقلم: أ. د. حلمي محمد القاعود
    ...........................

    التحدي الذي أظهره رجل القروض المتعصّب على شاشة التلفزة الرسمية ، وتهديده بأنه " حيطلع دين اللي خلفوا " من يضايقه ؛ لن يجعله أو يجعل المتعصّبين من طائفته يربحون كثيراً ، أو يكسبون أكثر .. بل العكس هو الصحيح .. وأتصوّر لو أن النار اشتعلت : من الذي سيقدر على إطفائها ، بل حتى يحصى ضحاياها وخسائرها ؟
    إن الاستقواء بالشيطان الأكبر، والاعتماد على المال في شراء بعض الصحف والأقلام والأبواق الإعلامية والإصرار على تحدى إرادة الأغلبية الساحقة ودينها وثقافتها، لن يجدي فتيلاً، ولن يحقق أهداف الأشرار التي يسعون إليها..
    وأود أن أذكر بما فعله البعض أيام الحملات الصليبية الأولى، وخاصة في بلاد الشام ومصر، حين استغلوا وجود الغزاة واحتلالهم للأرض المقدسة، فخانوا أشقاءهم ومواطنيهم، في الوقت الذي كان فيه البعض الآخر منهم يجاهد مع إخوانه المسلمين ، ويموت دفاعاً عن الأرض والعرض .. الفريق الأول سجل له التاريخ خياناته وجرائمه ، ولعل رواسب ما جرى منذ هذه الحملات مازالت قائمة حتى اليوم ، وخاصة في سوريا ولبنان .. أما الفريق الآخر ، فقد سجل له التاريخ أيضاً جهاده وإخلاصه ، وفى كل الأحوال ذهب الصليبيون الغزاة مدحورين ، ولم يبق إلا الأشقاء والوطن الذي يضم الناس جميعاً .
    ويوم جاء السفاح " نابليون بونابرت " ، وغزا مصر ، وربط خيوله في الأزهر الشريف ، وقهر الناس ، وأذلهم ، تراءى لنفرٍ أن ينضموا إليه بقيادة " المعلم يعقوب حنا " الذي خان وطنه وأمته وأهله ، وحاربهم ، وأطلق عليهم النار والبارود ، و " كرنك في الرويعى " حسب تعبير جدّنا الشيخ " عبد الرحمن الجبرتي " ، أي تحصّن في منطقة الرويعى القريبة من الأزهر ، وساعد الغزاة وقاتل إلى جانبهم ، وظن أنه والغزاة سينتصرون وسيصير أميراً على البلاد والعباد ، ولكن الله أخزاه ، وخيّب ظنه ، فضل مسعاه وكانت نهايته مع نهاية الغزاة ، مخزية وفاجعة ومُذلة ، وخرج مع المهزومين ، ليموت في عرض البحر ، وتم حفظ جثته في دن من الخمر حتى لا تتعفن ثم أُلقى بها في مدفن مجهول في مرسيليا !
    غريب أمر هؤلاء الانتهازيين المتعصّبين ، الذين صارت غايتهم هي تشويه الإسلام ، وتحقيره ، والتحرش بالمسلمين ، لسبب وآخر ، والإصرار على أن يخلع المسلمون إسلامهم وعقيدتهم وثقافتهم وشريعتهم ..
    ما الذي يُضيرهم من الحجاب أو الجلباب ؟ وما الذي يضايقهم من اللغة العربية ؟ وما الذي يقض مضاجعهم من قراءة القرآن أو نداء الأذان ؟ وهل التمسك بالإسلام يعنى العودة إلى القرون الوسطى المظلمة ؟ ويُمثل ظلامية أو رجعية أو تخلفاً تجب مقاومته كما يكتب بعضهم ؟
    ما معنى أن يتخصص محامون طائفيون متعصّبون في تعقب الكتّاب والمفكرين وأساتذة الجامعات الذين يُدافعون عن الإسلام ، ورفع قضايا أمام المحاكم ضدهم ، لأن لهم رأياً في هذا الموضوع أو ذاك ؟ ألم ينادوا بحرية التعبير والتفكير والاعتقاد ؟ لماذا إذاً يُحرّمون على المسلمين أن يفكروا وفقا لما جاء فى قرآنهم وسنّتهم ؟ هل نلغى القرآن والسنة ؟
    ثم ما هذه القنوات الطائفية العديدة التي تُبث من قبرص وإيطاليا ولندن وبيروت وغيرها ولا غاية لها إلا أن تهاجم الإسلام والرسول - صلى الله عليه وسلم - جهاراً نهاراً ؟ وما هذا الشخص البذيء الذي يُدعى " زكريا بطرس " ويرتدى ملابس الكهنوت ، ويُهاجم الإسلام في وقاحة غير مسبوقة في التاريخ ، ويتنصل من يعنيهم الأمر من أفعاله - وهم قادرون على وقفه لو أرادوا .. ويكفى أنه يعتمد في مواده التلفزيونية ، مع الدعم المعنوي ، على ما يُقدم له من مصر ؟
    ثم ما هذه المواقع الإليكترونية بالمئات التي تسبّ الإسلام والمسلمين مباشرة ودون تورية أو إبهام ؟
    ثم ما هذا الجيتو الذي حرّضوا عليه شبابهم داخل الكنائس والجامعات والمؤسسات المختلفة ؟
    صارت الكنيسة وطناً للشباب يفصلهم عن الوطن الأم ، ويملؤهم تعصّباً وتميّزاً وبُعداً عن نظرائهم ورفاقهم في الوطن – لدرجة أن بعضهم أوصاهم بعدم التبرع بالدم لأنه يذهب للمسلمين !!
    وصارت بعض أركان الجامعة مقراً أو معازل اختيارية للشباب الطائفي ، بعيداً عن زملائهم وأقرانهم في الأقسام والتخصصات .. وصار الشباب الطائفي من الجنسين يحرص على ارتداء الصلبان أو دقها على الأيدي أو تمييز ملابسه وأدواته وسيارته بالصليب ؟
    لقد قامت القيامة ، يوم وضع بعض الناس آيات قرآنية أو عبارات إسلامية على سياراتهم ، وهب دراويش اليسار والعلمانية يتطوحون في حلقة ذكر بغير وضوء ، وينشدون أشعار " الورقة الطائفية " ، ويتهمون المسلمين بالتطرف والعدوانية والظلامية واضطهاد الآخر ..
    بالأمس القريب ظهرت أستاذة جامعية فاضلة هي الدكتورة " زينب عبد العزيز " ، أستاذ الحضارة الفرنسية ، على شاشة أحد البرامج الحوارية ، وتحدثت السيدة الأستاذة بعلم وموضوعية عن موقف الفاتيكان من المسلمين ، ومن بعض طوائف النصارى أنفسهم ، وهو موقف عدواني تعصبي صليبي لا يمت للمسيحية الغرّاء بسبب ، ولا للمسيح بن مريم عليه السلام بصلة ، فهبّت أقلام فاسدة ، وأبواق رخيصة تهاجم الأستاذة الفضلى ، والبرنامج ، والقناة ، وقالوا أن المذيع صار من قيادات " الإخوان " ! وراحت هذه الأقلام تهدد وتتوعد ، حتى كتاب الختان والعادة السرية والمثلية الجنسية ، وجدوا لهم مكاناً في هذه الحملة التحريضية الخسيسة !
    إنّ صناع الفتنة الذين يعتقدون أن مصر هي وطنهم وحدهم ، وأن المسلمين غزاة يجب أن يرحلوا منها ، ويتصوّرون أنهم يمكن أن يفعلوا مثلما فعل اليهود في فلسطين ، أو المبشرون في جنوب السودان ، أو غيرهم في أماكن أخرى ، واهمون وضالون ، ويجب أن يعودوا إلى الصواب ، لأن ذلك لن يحدث أبدا ، ولأنهم لن يربحوا كثيراً .
    ولا أظن أن بعض الأقلام التي تلعب بالورقة الطائفية ، أو تتحدث عن الغزو العربي لمصر ، أو الهجمة البدوية العربية على مصر ، تخدم الوطن أو المواطنة أو التعايش .. يجب على أصحابها أن يقولوا لمن يستقوى بعدوّ الأمة وأمواله : لقد أخطأت ، وهذا ليس الطريق الصحيح .. فالأعداء لا تهمهم إلا مصلحتهم الخاصة وحدها ، وهم يلعبون على وتر التفرقة والطائفية والعرقية والمذهبية ، بل استغل عملاؤهم الانتماء " الكروي " ليفسدوا العلاقة بين الأشقاء ، ويورثوا الضغائن والأحقاد بين الجميع ليخلوا لهم الميدان كي ينزحوا الثروات ، ويسيطروا على المصائر ، ويلعبوا بالأوطان ، وما جرى في العراق – ولما يزل - ليس ببعيد ، وكان أول من دفع الثمن من عادوا إلى العراق على ظهر الدبابات الصليبية العدوانية .. ولعل العقلاء يقنعون الطائفيين المتعصبين أن الوطن مسئولية كل فرد فيه .

  9. #59
    المومس العمياء .. وخيانة الشيوعيين !

    بقلم:أ. د. حلمي محمد القاعود
    .......................

    الشاعر العراقى الراحل " بدر شاكر السياب " ( 1924-1964م ) ، من رواد الشعر الحرّ فى العصر الحديث ، ومن أصحاب التجارب العميقة والتحولات المثيرة ، ومع أنه عاش عمراً قصيراً نسبيّاً ، ( أربعين عاما ) ، فقد ترك تراثا ضخما من الشعر والنثر ، وقد جمع شعره فى مجلد ضخم يتجاوز سبعمائة صفحة من القطع الصغير ، وله مجموعة من الكتب ، أخطرها ما نُشر مؤخراً عن دار الجمل فى ألمانيا بعنوان " كنت شيوعيا " يتضمن مقالاته التى كتبها عام 1959م ، فى جريدة الحرية البغدادية ، ووصلت إلى أربعين مقالاً يرصد من خلالها تجربته مع الحزب الشيوعى العراقى ؛ التى انتهى فيها صدامه مع الشيوعيين إلى الانفصال عنهم ، وكشف فضائحهم وخيانتهم للأوطان والدين .
    لقد اشتعل الصدام عندما كتب السيّاب قصيدته الشهيرة " المومس العمياء " ، وفيها يرصد تجربة قطاع من النساء تستباح أجسادهن نظير لقمة العيش المغموسة بالذل والعار، ويربط تلك الاستباحة باستباحة الأوطان والأمة العربية ، والقصيدة ذات نفس طويل ، يحتشد بالرموز والأساطير والإشارات .. وقد جاءت إشارته إلى العروبة فى القصيدة لتكون قشة تقصم ظهر البعير الشيوعى ، وتجعل السيّاب يترك البعير وأصحابه ، وينتقل إلى عالم آخر عالم الجذور العربية الإسلامية التى تجلت فيما بعد فى قصيدته الأشهر : سفر أيوب .
    كانت إشارته فى " المومس العمياء " تقول :
    " كالقمح لونك ياابنة العرب / كالفجر بين عرائش العنب : /أو كالفرات على ملامحه / دعة الثرى وضراوة الذهب / لا تتركونى .. فالضحى نسبى : / من فاتح ، ومجاهد ، ونبى ! / عربية أنا أمتى دمها / خير الدماء .. كما يقول أبى "
    ولم يكتف السيّاب بهذه الإشارة، بل علّق عليها فى هامش القصيدة بقوله : " ضاع مفهوم القومية عندنا بين الشعوبيين والشوفينيين يجب أن تكون القومية شعبية ، والشعبية قومية . يجب جعل أحفاد محمد وعمر وعلى وأبى ذر والخوارج والشيعة الأوائل والمعتزلة يعيشون عيشة تليق بهم كبشر وكورثة لأمجاد الأمة العربية "
    كانت تلك الإشارة وهذا التعليق ، بداية الانفصال بين الشيوعيين العراقيين والسيّاب ، مما جعله يفيق من وهم الدعاية الشيوعية السوداء ، فيكشف معاناته ومشاهداته فى خضم التجربة الشيوعية ، أو الحداثية كما يُسميها بعضهم ، وفى عام 1959م أخذ يكتب سلسلة مقالاته الأربعين التى ضمها كتابه الذى صدر مؤخراً ، وأعده وليد خالد أحمد حسن .
    وهناك تشابه بين تجربة الحزب الشيوعى فى مصر ، ونظيره فى العراق ، فالقادة والمؤسسون هنا وهناك من اليهود . فى مصر كان " هنرى كورييل " اليهودى الغامض وآخرون يمثّلون الآباء الروحيين للشيوعيين المصريين . وفى العراق كان رؤساء الحزب الشيوعى من اليهود أيضاًُ ، أبرزهم : يهودا صديق ، ساسون دلال ، إبراهيم يوسف زلخة ، ناجى شميل .. وقد وصمهم السيّاب بالخونة الذين دفعوه مع أقاربه لتوزيع منشورات تخدم الحركة الصهيونية ، من خلال شعار يقول فى أثناء حرب فلسطين ونكبتها " نحن إخوان اليهود " وقد اتفق الشيوعيون العرب فى البلاد العربية ، وخاصة مصر والعراق على الوقوف إلى جانب الصهاينة ، مهاجمين القوات العربية التى شاركت فى معارك 1948 دعما للفلسطينيين الذين هجّرهم اليهود بالقوة . وقد وصف الشيوعيون هذه المشاركة بالقذرة لأن المعسكر الشيوعى آنذاك بقيادة موسكو كان يؤيد قيام دولة العدو .
    لقد كانت صحوة السيّاب بعد ثمانى سنوات قضاها مخلصا للحزب الشيوعى العراقى ، وعيا جديداً بالإسلام والعروبة ، وهو ما جعله يرى الإسلام أفضل الأديان ، ومحمداً – عليه الصلاة والسلام – أفضل الأنبياء ، مؤكداً أنه يُدافع عن الدين والقومية والتقاليد والتراث ..
    لقد تجلت هذه الصحوة فى الروح الإيمانية التى تخللت قصيدته " سفر أيوب " ، وهى تفيض تسليماً بالقضاء ، والقدر ، وترى فى تجربة المرض العضال التى أقعدته وآلمته " هدية " من هدايا الخالق المحبوب :
    " ولكن أيوب إن صاح صاح : لك الحمد إن الرزايا ندى / وإن الجراح هدايا الحبيب " / أضم إلى الصدر باقاتها ، هداياك فى خافقى لا تغيب ، / هداياك مقبولةٌ ، هاتها ! "
    كما تجلت هذه الصحوة فى كشفه للطبيعة الشيوعية الخسيسة ، فالشيوعيون العراقيون لصوص وقتلة ( مجازر كركوك ) ومنحلون خلقيا وخاصة النساء ، ولا يتورعون عن الاغتصاب كما فعل أحد القياديين مع الرفيقة اليهودية " مادلين مير " ، وهم كذبة ومخادعون .. ويعترف أنه شاركهم فى خداع الفلاحين ، حيث أوهمهم أنهم سيمتلكون الأراضى ، ويعيشون فى رفاهية إذا انضموا إلى الحزب الشيوعى ، وقضوا على حكم نورى السعيد !
    إنه يُشبّه الشيوعيين بالقرامطة ، وهو ما يذكرنا برواية الأديب العبقرى الراحل " على أحمد باكثير " المسماة " الثائر الأحمر " التى عبّر فيها عن ثورة حمدان قرمط ، وتنبأ فيها بسقوط الشيوعية وقد تحققت نبوءته بسقوط الاتحاد السيوفياتى أوائل التسعينيات !
    لقد وصف السيّاب " كارل ماركس " فيلسوف الشيوعية باليهودى التائه ، أو اليهودى القذر قاسى القلب الذى ألف " رأس المال " بدافع الحقد والحسد والتعصب اليهودى ، وتأثير التوراة .
    كما هاجم لينين أيضا ، وحزب " تودة " الشيوعى الإيرانى الذى تآمر على أعضائه عام 1952 مما أدى إلى إعدام 732ضابطاً شيوعياً فى إيران .. ولم يكتف السيّاب بالهجوم على زعماء الشيوعية وأحزابها ، بل امتد هجومه إلى الشعراء الشيوعيين الأجانب والعرب ، مثل ناظم حكمت ، حيث يراه شاعراً تافها ، وكونستانتين سيمونوف ، وبابلونيرودا ، وعبدالوهاب البياتى ، فهؤلاء وأمثالهم أصحاب شعر سخيف .
    لقد كان هجومه الصاعق على الشيوعيين العراقيين دافعاً لوصفهم بالجبن والقسوة والإجرام والسرقة وخداع الجماهير. .(وهل أغلبية نظرائهم في مصر والبلاد العربية غير ذلك؟) ..!
    لقد كان السيّاب كما قال فى قصيدته" حفار القبور " :
    " .. فى ساعة الشفق الملون كان إنسان يثورْ / بين الجنادل والقبورْ ، / نفس معذبة تثورْ / بين الجنادل والقبور :
    " أأظل أحلم بالنعوش ، وأنفض الدرب البعيدْ
    بالنظرة الشزراء ، واليأس المظلل بالرجاءْ
    يطفو ويرسب ، والسماء كأنها صنمٌ بليدْ
    لا مأملٌ فى مقلتيه .. ولا شواظ .. ولا رثاءْ؟ .... "
    تمزّق السيّاب فى أحضان الشيوعية ، ولكنه تدارك نفسه ، وأدركته رحمة الله ، فاستيقظ من غفوته ، ليكشف الأكاذيب التى ما زال يدمنها الشيوعيون المعاصرون ، ومازالوا يُصرّون أنهم يملكون الحقيقة المطلقة ، والنقاء الكامل ، والاستنارة الحقيقة ..
    وللأسف الشديد ، فإن ما نراه فى أيامنا ، من تصرفاتهم وأدبياتهم ، يؤكد ما قاله السيّاب فى كتابه الجديد / القديم .. حيث يرون أن اليهود إخوانهم ، وأن وجودهم فى أرض فلسطين مسألة منتهية ، وأن عودة الفلسطينيين إلى فلسطين وهم كبير يجب أن يطرده العرب والمسلمون من أذهانهم . وأن اعتماد اليهود على التوراة والتلمود مسألة لا غضاضة فيها ، بينما يُقيم الشيوعيون الدنيا ، ولا يقعدونها إذا تلفظ أحد باسم " الإسلام " فهو ظلامى أو إظلامى ، وهو إرهابى ومتطرف ومتحجر ومتخلف وسلفى .. إلى غير ذلك من أوصاف ونعوت تُهين الإسلام والمسلمين جميعاً .
    لقد وصل بهم الأمر فى أيامنا إلى وصف الإسلام بأنه أخطر على المجتمعات العربية من الغزو النازى اليهودى ، واختلقوا معارك مفتعلة مع " الدولة الدينية " المتوهمة التى سيُقيمها المسلمون ، وراحوا يُسقطون الدولة الكنسية الأوروبية على الدولة الإسلامية ، وأغرقوا فى أكاذيبهم حول الحضارة العربية لدرجة أن جعلوا الإسلام عدوّاً للمساواة والمواطنة وغير المسلمين .. وقد رأينا مؤخراً حملتهم الضارية على جعل الإسلام ديناً رسمياً للدولة ومصدراً رئيسياً للتشريع بحجة أن هناك أقليات غير إسلامية تعيش مع المسلمين ...
    لقد جاء كتاب السيّاب " كنت شيوعياً " فى أوانه ، ليفضح أكذوبة كبرى اسمها الشيوعية ، أو الحداثة كما يتجمل بعضهم فى تسميتها .


    </i>

  10. #60
    فضيلة الجنرال وفقه الأولويات!
    بقلم: أ.د. حلمي محمد القاعود
    .......................................

    من المؤكد أن فضيلة الجنرال زقزوق يملك قدرة جيدة على الكلام والجدل، ومحاولة الإقناع بما يقول . وقد خرج علينا مؤخرا بمقال يتحدث فيه عن ترتيب الأولويات ، ويحمل على الذين يحجون ويعتمرون مرات عديدة ، والذين يبنون المساجد والمعاهد الدينية تقربا إلى الله بوصف ذلك من الهامشيات التي تسبق الضرورات مثل التكافل الاجتماعي ، وتوفير الموارد المالية من العملات الصعبة للدولة. فمصر بها مائة ألف مسجد وثمانية آلاف معهد ديني ، وليست في حاجة إلى مزيد ، ولكن المطلوب هو حماية المحرومين من الوقوع فريسة في يد من لا يرحم بتجنيدهم لأغراض دنيئة لنشر الفوضى والتطرف والإرهاب ، وتدمير المجتمع بالمخدرات ، والأعمال المنافية للآداب!
    ولاشك أن معاليه يحتاج في هذا السياق أن يطبق مايقول على نفسه أولا ، قبل أن يقوله للناس ليقتدوا به وينفذوا رؤيته على أرض الواقع .. أما وهو لايطبق شيئا مما يقول على نفسه ؛ فلن يجد صدى لكلامه ، ولن تسمع أذن ممايقوله شيئا .
    ومنذ عشرات السنين ؛تكلم الدعاة والفقهاء عن فقه الأولويات الذي يسبق الثانويات ، وفقه الضرورات الذي يأتي قبل فقه الهامشيات ، ولكن الواقع القائم لم يستجب لهذا الكلام ،لأن المسألة بها ظروف وملابسات على قدر كبير من العداء للإسلام والمسلمين .
    وأول أعداء الإسلام هو الاستبداد الذي يجعل الإسلام تهمة وجريمة وإرهابا وخروجا على الإنسانية ، وما أكثرالذين سجنوا واعتقلوا وعذّبوا بسبب تمسكهم بالإسلام دينا وعقيدة وشريعة ، وما أكثر الذين فقدوا أوراحهم وأعمارهم وأموالهم بسبب انتمائهم إلى الإسلام ؛ وما أكثرالذين حوربوا ، وعتّم عليهم ، وتم إقصاؤهم لكونهم لا يقبلون بغير الإسلام بديلا ..
    وللتمثيل لا الحصر ، أقول لفضيلة الجنرال زقزوق الذي علق عليه الناس يوما بعض الأمل في خدمة الأسلام والمسلمين ففجعهم بوقوفه في صف الاستبداد وأعوانه ؛ إن مصر المسلمة ،شهدت على مدي نصف قرن أو يزيد ما يلى :
    - إقصاء للإسلام وقيمه بتدمير الأزهر ، وتلويث الإعلام ، وتغريب التعليم .
    - صاركل من يؤمن بالإسلام منهجا للحياة والمستقبل يوضع في خانة ( مطلوب!).
    - صار الخطاب الديني الأميركي هو البديل العملى للإسلام ،ومن يخرج عليه فهو إرهابي يجب سحقه وتدميره .
    ومن اللافت أن يدعو معالى الجنرال إلى معالجة الخلل في ترتيبات لأولويات ، وهو أول من يمارس هذا الخلل ، ويتعامل بالمقلوب في ترتيب الهامشيات والضرورات ، وسأضرب مثالا على ذلك تمثل في إصراره الغريب والمريب على توحيد الأذان في مدينة القاهرة ، وإنفاق أموال المسلمين ( الأوقاف ) على أمر لا يمثل ضرورة ملحة ، مع أن هذه الأموال يمكن إنفاقها على " المحرومين " ورعاية الفقراء ،أو الدفاع عن الإسلام في مواجهة الهجمة الصليبية العاتية التي لم تبق للإسلام فضيلة واحدة ، وتدعو الناس صراحة إلى التخلى عن دينهم وعقيدتهم باسم التنوير – الذي يعني في مفهومه الغربي الإلحاد وعدم الإيمان بما وراء الطبيعة – أو التقدمية التي تعني الشيوعية ، أو التحرر الذي يعني الإباحية بمفهوم الغرب طبعا !
    هل توحيد الأذان يمثل أولوية لها أهمية على رعاية المحرومين والفقراء والدفاع عن الإسلام ؟
    لنفترض أن القاهرة كلها لا يوجد بها غير مؤذن واحد في مسجد الكخيا .. ألا يكفي شرعا لإعلام من حول المسجد في القاهرة كلها بموعد الصلاة ودخولها ؟ هل تعدم القاهرة ذات الملايين العشرين في النهار ؛ أن تجد شخصا متطوعا في كل مسجد يقيم الأذان حسبة لله تعالى ، بدلا من "الريسيفيرات " وأجهزة الاتصال مع الإذاعات والتلفزيونات ؟
    هل تجسدت مشكلات الإسلام والمسلمين في قضية واحدة هي توحيد الأذان ؟ أو إن المسألة لها وجه آخر؛ يخدم الاستبداد ، ويؤصل للخطاب الديني الأميركي الذي تفرضه أميركا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر الشهيرة ؟ثم أليس من الواجب على مولانا فضيلة الجنرال المنزعج من مائة ألف مسجد وثمانية آلاف معهد ديني ،أن يأخذ بمنهج الخطاب الديني الأميركي الذي يتبناه فضيلته، ويسيرعلى خطى "أصحاب البلد" الذين يرفعون شعار " كنيسة لكل مواطن" ، فيكون هناك شعار " مسجد لكل ألف مواطن " على الأقل؟
    إن أصحاب الكنائس يا فضيلة الجنرال يفتحونها ليل نهار، أربعا وعشرين ساعة ،ويمارسون فيها الأنشطة الدينية والثقافية والفكرية ، ولايستطيع أحد أن يعترض على أي نشاط منها حتى لو كان دعوة إلى نفي اللغة العربية ،أو طرد المسلمين الغزاة من مصر ، أوتعميق الإيمان بأن أصحاب الكنائس هم أصحاب البلد الأصليون الذين يجب أن يتحرروا من المسلمين الغزاة !
    ولعلك ياصاحب المعالى تطالع مثلا جريدة الكنيسة " وطني "في عددهاالصادر بتاريخ الأحد 21/1/2007م = 13طوبة1723ش =2 محرم 148ه- لترى على صفحتهاالأخيرة برنامجا مطولا باسم " أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين " يبدأ من 22/1/2007 حتى 31/1/2007، وتتوزع فعالياته على جميع الكنائس التي تصلى من أجل الوحدة ، وتتنوع موضوعاته ومحاضراته التي تبدأ في وقت واحد هو تمام السابعة مساء ..
    هل يستطيع مسجد من المساجد المائة ألف أن يعقد ندوة وعظية دون موافقة ( حبايبنا الحلوين ) ،ولوكان صاحبها في مثل علمك ومركزك وجاهك؟
    الضرورة الأهم يافضيلة الجنرال ، هي تحرير الإسلام من قبضة الاستبداد الذي ينفذ الخطاب الديني الأميركي بصرامة غير معهودة ، ويصر على نفى الخطاب الإسلامي الحقيقي ومطاردته ووصمه بكل النعوت البشعة لتنفير الناس من الإسلام والمسلمين ،وهو مايجعلهم على غير وعي بالأولويات والثانويات ،بل يدفع الكثيرين إلى تدمير المجتمع بالمخدرات والأعمال المنافية للآداب!
    لوأنك ياصاحب المعالى تأملت الأمر جيدا لعرفت أن الخطاب الديني الأميركي يحرم الناس من عمل الخيرات ، والدخول في ميدان التكافل الاجتماعي ،لأنه يعدهم " أصوليين " أي متطرفين ،أي إرهابيين ، أي مجرمين ، أي لا يحق لهم الوجود فضلا عن التعبير عن أنفسهم ،لذا يبحث كثير منهم عن إنفاق ماله في الحج والعمرة حتي لايتهم بتمويل تنظيمات غير مشروعة ،أو تمويل الإرهاب ،وأظنك تعلم يا فضيلة الجنرل ؛ أن أميركا فرضت على دولة إسلامية لها مكانتها أن تحل جمعية خيرية كبيرة كانت تعالج الفقر والجوع في البلاد العربية وإفريقية وآسيا،بعد أن اتهموها كذبا بتمويل الإرهاب!
    وكثيرا ما تخرج الأبواق الموالية للاستبداد والخطاب الديني الأميركي باتهام من يقيمون المستوصفات المجانية للفقراء أو تقديم المساعدات للمحتاجين والمعدمين ،بأنهم إرهابيون تأتيهم الأموال من الخارج (!) لتجنيد هؤلاء من أجل الوصول إلى الحكم !
    ألا قاتل الله الاستبداد وأعوانه!
    هناك من الضرورات – يامعالى الجنرال – الكثير ممايتعلق بك وبوزارتك ،وفى مقدمته استرداد الأوقاف المنهوبة من جانب الكبار، وليس البسطاء الذين أقاموابيوتا متواضعة على أرض الأوقاف تحمى لحمهم من البرد والقيظ ،أو راحوا يستغلون مساحات زراعية محدودة يتعيشون عليها..هناك أوقاف ضائعة يجب استردادها ،وهناك أوقاف يجب إعادتها إلى الأزهر ليؤدي رسالته كما ينبغي مثلما أعيدت أوقاف النصارى ،وهناك أموال يجب توفيرها بدلامن الإسراف ، وهناك واجبات على وزارة الأوقاف يجب أن تقوم بها وخاصة في زماننا ، ليس أهمها الدعوة إلى عدم تكرار الحج والعمرة أوعدم بناء المساجد والمعاهد .. هذه الواجبات أنت أعرف الناس بها، ولكنك فيما يبدولاتقدر على أدائها بسبب الاستبداد اللعين ،والخطاب الدينى الأميركي المهين .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم !
    ..........................................
    *المصريون : بتاريخ 6 - 2 - 2007م.

صفحة 6 من 9 الأولىالأولى ... 45678 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. الفنان أحمد حلمي مصاب بالسرطان
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-13-2014, 07:05 AM
  2. كتاب 28 حرف /لـ أحمد حلمي
    بواسطة عبد الرحمن سليمان في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-15-2013, 09:19 PM
  3. نرحب بالأستاذ/أحمد حلمي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-15-2012, 06:45 AM
  4. قراءة أ.د / حلمي القاعود ، في محموعة قصصية للشاعر الدكتور / عزت سراج
    بواسطة الدكتور/عزت سراج في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-05-2010, 04:12 PM
  5. الف مبروك أحمد حلمي...
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-12-2009, 12:14 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •