عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من احتبسفرسًافيسبيلاللهِ،إيمانًا بالله، وتصديقًا بوعده، فإن شبعَه وريَه وروثه وبولَه في ميزانِه يومَ القيامةِ" صحيح البخاري 2853، صحيح النسائي 3584معاني ألفاظ الحديث من كتاب عمدة القاري شرح صحيح البخاري
(احتبس) أي جعله خالصا لله تعالى امتثالا لأمره قوله وتصديقا بوعده عبارة عن الثواب المترتب على الاحتباس
يعقب فتح الله كولن في كتابه روح الجهاد في الإسلام معقبا على هذا الحديث قائلا:قد ذُكر الخيل في الحديث لأنها أَسرع واسطة للنقل والحرب لعصر معين. أما في الوقت الحاضر فقد تغير الزمان، والناس يستعملون السيارة وغيرها من وسائط النقل والحرب، لذا يمكن أن ينسحب الحكم الوارد للخيل على وسائط النقل المستعملة في وقتنا الحاضر.نعم، قد تكون سيارة وزرًا على صاحبها، حيث يستعملها في السفاهة والآثام، وربما وسيلة للعداء للإسلام. وسيارة تكون ستراً لصاحبها حيث يستعملها في أمور مشروعة، وربما واسطة لرزقه ولا ينسى حق الله فيه. وسيارة أخرى نُذرت في سبيل الله. يتنقل بها صاحبها من قرية إلى أخرى ويصطحب فيها المرشدين والوعاظ إلى مواضع المحتاجين إليهم. فكل قطرةِ وقودٍ تحرقها هذه السيارة، وكل قرش يصرف عليها، وحتى الغازات العادمة الخارجة منها، والأصوات الصادرة منها، والطين الذي الْتصق بعجَلاتها.. كل ذلك يُكتب حسنات في سجل حسنات صاحبها، وكأن حركة العجلات تولد الحسنات وتسجلها كتروس المعمل. فكل ما يدخل فيها وما يخرج منها وحتى الآثار التي تتركها على الأرض تؤدي وظيفة قلم يكتب الحسنات باستمرار.
فنحن نقدر فائق التقدير ذلك المحظوظ الذي نذر سيارته لخدمة الإيمان والقرآن وحمّلها أعباء دعوة الحق، ولسان حاله يقول: إن الغاية من شرائي هذه السيارة هي نشر الحقائق. وغني عن التعريف أن هذا تهيئة وتحضير ومقدمة للأعمال الجليلة التي تتحقق بإذنه تعالى في المستقبل." انتهى الاقتباس من فتح الله كولن
من فاته أو تعذر عليه الجهاد بالنفس فلا يحرم نفسه من الجهاد بالمال، عن زيد بن خالد الجهني أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال :"منجهَّزَغازيًافي سبيلِ اللهِ فقد غزا ، ومن خلَفَ غازيًا في سبيلِ اللهِ بخيرٍ فقد غزا"صحيح البخاري 2843، صحيح مسلم 1895منقول للفائدة – أخوكم أبو رندلا تنسوا إخوانكم في سوريا من صالح الدعاء