مقطع مميز فوق المميز والله ما تفوت ثانية من جماله جزاه الله خير هذا الشيخ العقد مع الله http://www.safeshare.tv/v/ss567c0885878e0
العقد مع الله رائع اسمعوه
قصة عن سيدنا الشيخ ابو الحسن الكردي الدمشقي رحمه الله .بقلم حفيده بينما كانت جدتي تعد طعام الغداء وضجيج الأولاد يملأ الحارة بعد انصرافهم من المدرسةبعضهم يغني وبعضهم يركضوالآخرون تجمعوا على دكان ( أبي لطفي وأبي حاتم وأبي إبراهيم )ليشتروا ما تبرق عيون الأطفال لرؤيته وخصوصاً بزر دوار الشمسوصدى ضحكاتهم البريئة يتردد في سماء الحيكان جدي الشيخ أبو الحسن الكردي رحمه الله دخل لتوّهوقبل أن يخلع جبّته سمع صوت ابنه الصغير ( بدر ) يبكي أسفل البناءنعم إنه صوت بدر يبكي بشدةأسرع جدي إلى باب البناء ليرى ولده الصغير- شوفي ليش عم تبكي ؟؟- ضربني هاد الولد ... ...وأشار خالي إلى طفل واقف عند مدخل البناء وقد علاه نشوة الانتصار ولا يزال لديه المزيد من التحديصاح جدي بالولد بصوته الحازم :- ليش ضربته ؟؟ مو حرام عليك ؟؟ مو رفيقك ؟؟ يلا من هون على بيتكم ... ... يلاهرب الولد وهو يحمل غير قليل من الخوف بين جنبيه شاكراً لله أن الشيخ لم يضربه ...أمسك جدي بيد صغيره وصعدا البيتوما إن هدأ البدر الجميل حتى بادره جدي مستفهماً :- شو القصة ليش ضربك الولد ؟؟فقصَّ خالي قصّة من قصص الأطفال البريئة ليست ذات بال- من هذا الولد ؟؟ ... ... ما اسمه ؟؟- إنه فلان- ماذا يعمل أبوه ؟؟- أبوه ميت ... ... ...فتح جدي عينيه وقد صدمته الكلمة كمن تلقى خبراً بوفاة عزيز- ماذا ؟؟!!!! يعني الولد يتيم ؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!- نعم- أين يسكن ؟؟- لا أعرفترك جدي صغيره وأخذ بخطوات العجوز الثمانيني يسابق خطوات الشباب بحثاً عن الطفلكان جلّ الأولاد وصلوا بيوتهمبحث يمنة ويسرة دون أن يجد الطفل ... ليعود إلى بيته مهموماً كئيباًلم يكد يدلف من باب الدار حتى لاحت أمامه الآية ( فأما اليتيم فلا تقهر )كيف قهرت هذا اليتيم ؟؟كيف صرخت في وجهه وطردته دون أن أستوضح منه ؟؟وداخله رحمه الله غمٌ ما بعده غموبات ليله ينتظر الصباح بصبر العطاش إلى قطر الغيثوما إن قارب دخول الأولاد إلى المدرسة حتى نزل - رحمه الله - قرب المدرسة التي تفصلها أمتار قليلة عن بيته لعله يحظى بهذا الولد ... ... ولكنه لم يجدهثم عاود الكرّة وقت الانصراف بيد أن أثراً للطفل لم يظهرثلاثة أيام صباحاً وظهراًوالشيخ الجليل والعالم الفقيه والحافظ الجامع يقف في الطريقيقف وقد ناهز الثمانينيقف بجلالة قدره((( ينتظر طفلاً في العاشرة ... ... ))) !!!!!ثلاثة أيام لا يهدأ للشيخ بال ولا يقرّ له قرارفي الليل يرافقه خيال الطفلوفي الطريق يتمنى أن يراه أمامهوفي المسجد يرجو أن يقفز قبالتههل اختفى الطفل ؟؟هل سألقى ربي بعد هذا العمر بقهر يتيم ؟؟لقد كان بحق عذاباً يعزُّ وصفهلعل الطفل لم يكترث كثيراً لما حصلولم يرافقه الضيق أكثر من تجازوه لعتبة بيته ورؤيته لصحن الأكل أمامهفالشيخ لم يضربه ولم يسبه ولا يعيرهلكنّ حساب الشيخ كان مختلفاًوأخيراً ... ...في اليوم الثالث عند الانصراف ظهر الولدنعم إنه هو - نعم بالتأكيدتهلل وجه الشيخ واستبشر وانطلق نحو الطفلنظر الطفل بوجوم وعقله الصغير لا يسعفه بتخمين ما يضمر له الشيخ الكبيرسلم عليه الشيخ وربت على كتفه وبادره بابتسامته الآسرة- أهلين حبيبي كيف حالك ؟؟تلعثمت شفاه الولد بالحمد لله ... وعيونه تسأل ما الذي سيحصل ؟- تعال معي حبيبي أمسك الشيخ بيد الصغير وصعد به البيت وأدخله غرفة الضيوف وألان له الكلام وطيب له العباراتوقدم له طعام الغداء وجلس يلقمه بيدهوما أن امتنع الطفل عن تناول المزيد حتى أخرج الشيخ كيساً فيه ما لذ وطاب مما يحبه الصغار وبعد أن قدمه للطفل أتبع الشيخ ذلك بتقديم مبلغ من المالثم بادر قائلاً :- لا تزعل مني حبيبيأنا ما قصدت عيط عليكقصدي يا ابني انو أنتو بالمدرسة تكونوا رفقاتقصدي تحبوا بعض وما تتخانقوا وتديروا بالكم على بعضونوّع الشيخ في عبارات الاعتذار الراقية التي تتناسب ورقيّ روح الشيخ وقلبه النقيّوما إن اطمأن الشيخ أن قلب الولد قد أترع سروراً وبدا البشر على محيَّاه وطابت نفسه بما نال من إكرامبل وطار عقله بما رأته عيناه من نقود ملأت كفه الطري وطعام يشتهيه الأولاد ملأ الكيس الذي تمسكه الكف الأخرىوشعر الشيخ بذلك دون أن يساوره أدنى شك أن إضافة ما تجب عليه تجاه الصغيرحتى قام يودعه والشعور بإرضاء ربه غمر قلبه المفعم بالإيمانلم يكن الشيخ يبالي هل سيحفظ الولد ذلك أم لالم يكن الشيخ يبالي هل عرف الطفل قدره أم لالم يكن الشيخ يبالي هل سيذكر الطفل ذلك لأحد أم لابل كان همّ الشيخ واحداً ... ...أن يلقى الله دون ذرة مخالفة لما حفِظَ وحفّظ وقرأ وأقرأ من كتاب الله تعالىلعل هذه القصة وأشباهها تحمل بين طياتها بعض السر في أمور ليس شأنها أن نعدها بل أن نتعمق في أغوارها ...إنها بعض السر في .......في انتشار إجازة الشيخ في القرآن الكريم انتشاراً يفوق الوصففي تزاحم الطلاب والطالبات على باب بيتهفي أن يقطع أشخاص مئات الكيلومترات أسبوعياً ليمثلوا بين يديه ويقرؤوا عليه القرآن كاملاً حتى يختموافي أن تَدخُلَ مقاطعةً في كندا تفوق مساحتها سوريا يسكنها عشرة آلاف من البشر علق على جدار مركزها الإسلامي إجازة الشيخ أبي الحسن محيي الدين الكرديوالبعض الآخر يكمن في علاقة فريدة بينه وبين الله تعالىنم قرير العين أيها الشيخ الجليلفلا زالت قصة حياتك مسطَّرة نقرؤها في آيات القرآن الكريمكلما قرأنا آية قفز مشهد من مشاهد حياتك يحاكيها بأبهى ما يتحاكى الفعل والمضمونسأقص بعض قصصك ليسير على دربها الأجيال وينسج على منوالها المتقونلعل الله ادخرك لهذا الزمان ... حتى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجةربنا اجعل القرآن حجة لنا لا عليناوشافعاً لنا يوم الدينآمين اللهم آمينبقلممحمد الطيب سعيد كوكي