الالتفات من الغيبة إلى التكلم.
ومن هذا الأسلوب قوله تعالى " وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا ". الآية (12) من سورة فصلت.
انتقل الخطاب هنا من قوله (وأوحى) وهو أسلوب غيبة، إلى قوله (وزينا) وهو أسلوب تكلم، وقد عقب ابن الأثير على هذه الآية فقال : "فانظر إلى هذه الالتفاتات المترادفة في هذه الآية الواحدة التي جاءت لمعانٍ اختصت بها، يعرفها من عرفها ويجهلها من جهلها" (32).
ومن هذا قوله تعالى " سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله". الآية (1) من سورة الإسراء.
والالتفات في الآية هو بين (أسرى) وهو يدل على الغيبة وبين (باركنا) وهو يدل على التكلم، والسر البلاغي يتمثل في التعظيم.
ومن هذا القبيل أيضاً قوله تعالى " وأنزل من السماء ماءً فأخرجنا به أزواجاً من نبات شتى. " الآية (53) من سورة طه.
الالتفات هنا بين (أنزل) وهو يختص بالغيبة وبين (أخرجنا) وهو يختص بالمتكلم.
والسر البلاغي هنا هوالتنبيه على تخصيص الله سبحانه وتعالى بالمقدرة.
*************
انتقال الفعل من المستقبل إلى الأمر :
كقوله تعالى : " قال إني أُشهدُ اللهَ واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه فكيد وني جميعاً ثم لا تنظرون " الآيتان (54 و 55) من سورة هود.
الالتفات في الآية (أُشهدُ الله واشهدوا) ولم يقل (وأشهدكم) كما كان يقتضي سياق المساواة بين الفعلين، فلذلك عدل عن اللفظ الأول؛ لاختلاف ما بينهما وجيء به على لفظ الأمر، وهذا النوع يكون لسر بلاغي هو لغرض التفخيم والتعظيم في البلاغة العربية.