منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 4 من 8 الأولىالأولى ... 23456 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 73

العرض المتطور

  1. #1

    رد: رواية/الخندق بعد الأخير/عبد الإله الخاني

    أصبحت مصدرا ثانويا.. هنا مكان الاغتراف .. يكفي إذا أراد , أن يعلم صاحب المحل بأنه وقع في ورطة ليسرع هذا ويدلي له بما ينقذه منها هذا صاحب عملية في الانتخابات المرشح النائب في المجلس النيابي ذو النفوذ , ومن يدري , فقد يغدو هذا المرشح وزيرا لا ترد له كلمة.
    وقال صقر لنفسه :
    - هم م م م الآن عرفت كيف أتصرف . يبدو أن الدنيا هي هكذا دائما في كل زمان ومكان.
    وانتظر بضع دقائق قبل أن يظهر أمام عملية صاحب المحل .. وإذا كان في السابق يعامل "صاحب المحل" بشيء من الاحترام, فقد زاد الآن هذا التقدير وزادت معه مداراته . صار لزاما عليه أن يوفق سلوكه مع وضع رجل ذي شأن كهذا الرجل الذي يمثل هو امامه ,وعلى كل حال , فقد تجنب ان يبدو امامه عارفا بما جرى من حوار بينه وبين الزائر الكريم ..
    -خل علمك هذا إلى الوقت المناسب
    هكذا خاطب نفسه .
    وزاد زهوا بنفسه حين بادهه صاحب المحل يسأله:
    -كم عمرك يا صقر؟..
    -خمسة عشر عاما .
    -غن عقلك يا صقر أكبر من جسمك بكثير.
    هو نفسه , حين يتذكر ما كان عليه حاله حين كان عند أم محمد يدرك انه كان مغغلا , والآن يشعر بأن إهابة الذي كان له من قبل قد تمزق ليخرج منه كائن واع لوجوده ووجود الحياة على حقيقتها , إنه في كل يوم ينمو نموا مطردا وسريعا , هذا ما قاله له الرجل وهذا ما يعنيه أيضا.
    ليس في قول صاحب المحل جديد, إن هذا الرجل يسرق فكرته عن نفسه , فلو تأخر عن التعبير عن هذا الرأي لعبر عن هذه الفكرة قبله.
    ولعل هذا الاتفاق الذي عقده مع"صاحب المحل" كان فتحا له فقد فتح له نافذة جديدة على العالم ..نافذة واسعة ..واسعة يطل منها على مجال أرحب لا عهد له به. أليس في هذا العالم أشخاص ذوو أعمال غير "صاحب المحل"ولماذا لا يكون هو صاحب عمل . إنه رئيس عصابه , إلا ان ثمة فرقا كبيرا بين صاحب أعمال ورئيس عصابه , ثم أدرك حجر بثاقب نظره ان أصحاب الأعمال لهم صفات مميزة أخرى فأولها السن , غنه بالرغم من كل شيء مازال صغيرا ومن ذا الذي يتعامل مع صبي اتفق مجرد اتفاق ولحاجة في النفس ان هذا الرجل استعان به وبعصابته فأراد ان يستخدمه لمصلحته ..هو لا يريد البقاء في هذا النطاق إنه راش بصورة موقوتة ولو كان صاحب المحل يستثمره فإنه سينتظر فرصته كل فرصة لايد آتية لابد آتية ..لا ,لا,
    لابد من الاستمرار في هذا النشاط فترة من الزمن , هذا الخط إلى أن يتاح له مع الزمن الخروج منه إلى الفضاء الأرحب, إلا انه أكد لنفسه منذ الآن أن عمليات السطو للاسترباح ستزيد عددات وتتضخم حجما , ذلك أن من صفات أصحاب الأعمال إنهم يمتلكون رأس مال كاف .. فمن أين له ؟ هذا ما لابد منه ,وما دام يعوزه المال فإن العصابه تتطلب أكثر فأكثر .أفرادها يكبرون وقد يكبر معهم تمرد هم او قل طموحهم فالمال هو المسكت الوحيد ..وهو ؟ إن متطلباته تعادل متطلباتهم مجتمعة.
    ص52
    وعاد يستعرض محصول اليوم الواحد من النشل والسرقة وجمع أعقاب السكاير ..وقال :
    مستحيل العودة إلى جمع الأعقاب فهذه وسيلة طفولية لم تعد تدر المال اللازم.. يجب التفكير في وسائل للطو أضخم وأعظم.
    في تلك اللحظة جرت في الشارع عاصفة .. صخب وصياح وتحلق الناس حول نقطة واحدة فحجبوا ماتحلقوا حوله . وأسرع صقر فغدا بين المتحلقين ونظر فإذا رجلان يتشاجران بالأيدي ويتبادلان الكلمات بشكل عنيف , لم يعرف عن أسباب الحادث شيئا , إلا انه سمع احدهما يقول للىخر:
    -اعد لي طير الحمام أقول لك يا ...يا...
    ويرد عليه الآخر:
    -هذا الطير من نصيبي تعبت عليه حتى ربيته.
    ابتسم صقر لما سمع هذا الحوار وقال في نفسه:
    -قلائل أولئك الذين فهموا ما يعنيه هذان الرجلان بتعبير "طير الحمام" إن السامعين ولا ريب يعتقدون بان الرجلين من كشاشي الحمام وكش الحمام هواية مفضلة عند نفر من قاطني بعض الأحياء القديمة في المدينة . إلا أن الحقيقة هنا هي غير ذلك.. هو نفسه صقر كان في يوم من الأيام ..ولكن ماله وما لهذه الذكرى المهينة.
    وهم صقر بأن يغادر المكان ويبتعد , ماله وما لهذين الرجلين أمرهما لا يعنيه , إلا أن بصره اختطف صورة واحد من الرجلين المتشاجرين , غنه يعرفه بالتأكيد ,فعاد وظل يتفرس في وجههما..
    يا للصدفة , احد الرجلين هو أبو معروف معلمه القديم.
    في تلك اللحظة سمع أبا معروف يقول لغلام واقف عن بعد قليل من المتشاجرين:
    -اذهب واختف.
    ونظر الغلام مفتوح الفم , إلى الرجلين وكأنه لم يفهم شيئا.
    وجاء صوت أبو معروف مرة ثانية موعدا مزيدا:
    -اختف قلت لك ..ألم تسمع يا.. اذهب لك اذهب..
    وإذا بالغلام في هذه المرة يبتعد بسرعة ويختفي وبرز من المتجمهرين رجل دخل بين المتشاجرين , وقبل ان يسدد واحد منهما إليه كلمة أخرج من جيبه جامعة حديدية حين شاهد الدماء تنزف من احدهما بغزارة وجمع يديهما فيها.
    وأدرك صقر أن الرجل من الشرطة السرية. عندها حق على صقر أن يبتعد فالمشنوق يخشى جرة الحبل.
    ص 53

  2. #2

    رد: رواية/الخندق بعد الأخير/عبد الإله الخاني

    أسرع بالابتعاد عن مكان الشجار , فلما غاب المتشاجران عن نظره , عاد إلى مشيته العادية , فشاهد امرأة تمسك بيد ابنها وتمشي به على حذر وكأنها تشفق عليه من أذى.
    لقد كان هو صقر ذاته طير حمام فيما مضى .. لماذا يشفق من هذه الذكرى؟.. كان طير حمام مهملا في بادئ الأمر ثم طير حمام مما يتشاجر عليه أمثال أبي معروف.لأنه ينشل ويأتي بمورد جيج .. لقد مر بهذا الدور وكان ساذجا يسرق ويأتي بما جناه طول نهاره من جيوب الناس إلى أبي معروف فيرمي أمامه "باغلة" يأخذ منها أبو معروف ما يشاء ويدع له مايشاء.ثم صار طير حمام بيد أبي لبادة . وجنى طول النهار وعاد يرمي بالغلة أمامه يأخذ منها أبو لبادة ما يشاء ويدع له ما يشاء.
    وشعر بقشعريرة تغزو جسمه كله من رأسه إلى قدمه . وأدركته شفقة على ذلك الغلام الذي أمره أحد الرجلين بالاختفاء .. وفجأة تذكر .. وأفراد عصابته؟لا إنه ملهم كطيور حمام .. وسوف يرتقي بأساليب العمل
    .. حتى لايعود هناك طير حمام.
    وود لو أنه لحق بالغلام وتعرف به وكشف له عن عن تجربته الخاصة كاملة وأغراه بأن يعصي صاحبه ويستقل عنه..وفكر قليلا ثم قال :أجد ما تقول؟.. وأفراد عصابتك؟ هذه هي الحياة ..هذا الغلام اليوم طير حمام وغدا رئيس عصابة.
    بدي عيش أعمل كل شيء وليكن ما يكون حتى ولو كلفني ذلك تكسير الرؤوس.
    *****
    في الأيام التالية زادت شهية صقر للسطو بغية الحصول على المال , زادتها وأرهفتها الوقائع التي شاهدها وعاينها , كان يعيش في وسط غني بالاعتداء , بالخطف بالاستيلاء غلام يستخلص من آخر ماسرقه ثم يلطم إذا مانع , الكبير يأكل الصغير , فلا يجد هذا الأخير سوى البكاء.
    مجت نفسه الغلام الباكي , لقد كان عليه أن يلتمس الوسائل ليلطم بدوره ليستولي ,ليسرق . ليضرب .كاد يقول : ليقتل إذا اقتضى الأمر ووجد نفسه في نهاية الأسبوع وفي جيبه محصلة ضخمة , وفي صباح أحد الأيام وجد نفسه مستيقظا , عيناه منفتحتين وقد هرب النوم منهما فلا أثر فيهما للنعاس, فهو يملك أعصابه جيدا, قفز من مكانه وأيقظ رفاقه الذين لا يزالون نائمين,كان فؤاد غائبا ,لقد خرج قبل الجميع .إنه أنشطهم وأشدهم ذكاء , ولم يبتعد عن المكان إلا قليلا حتى شعر بيد على كتفه , وحين التفت وجد شرطيا وبيده غلام آخر إنه فؤاد , كيف تأتى لفؤاد رغم ذكائه أن يقع؟.وأحس كأن ماء باردا انسكب عليه من عل , كان إحساسا داخليا بأن بناء شامخا قد انهار في لحظة واحدة , أين الآمال المعقودة على صفقات كان يحلم بها, كان المال بين أطراف أنامله يعب فيه عبا, يأخذ منه مايشتهي , صاحب المحل يحفظ له رصيده وأفراد عصابته يأتونه بحصصه مما جنوه وهو مستريح.
    أدرك للوهلة الأولى أن المرة هي غير المرات السابقة , كان يومئذ قد وقف أمام قاضي التحقيق مرتاحا , ليس عليه يخسر شيئا وليس لأحد عنده التزام , فهو مجهول الوجه والملامح ممن نشل من جيوبهم,ص55
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3

    رد: رواية/الخندق بعد الأخير/عبد الإله الخاني

    لنجاح الرواية العربية يشترط اتصاف الحدث بمنطق الحدث ارتباط العلة بالمعلول والنتيجة بالسبب والفعل بالظرف ، والتسلسل الزمني وعدم
    القفز الزمني وترك الفراغات ، وتنامى الحدث ، وعدم القفز الدرامي والحركي بدون مسوغ منطقي ، وأن يقول الكاتب ما يريد لخدمة فكرة تضيف قيمة إيجابية للمجتمع أو تحذف نقيصة سلوكية منه ، لن أدخل بنقد مطول للنص ، لكن لغته أعجبتني ، أرجو النجاح للأخ الكاتب المحترم .

  4. #4

    رد: رواية/الخندق بعد الأخير/عبد الإله الخاني

    السلام عليكم
    بالعكس أستاذنا الكبير عبد الرحيم يهمنا وجهة نظرك ونقدك , ربما العنصر الدرامي كان غير بارز بقوة, وربما هناك ثغرات , ولكن لم يعد بالإمكان افضل مما كان وقد رحل صاحب النص إلى ربه:
    شكرا لمرورك الكريم والهام جدا.
    ***********
    تتمة:
    علاقته مع شخص واحد هو أبو معروف كان أبو معروف أول من تعرف عليه,صقر لهذا يترامى تفكيره إليه
    في كل مناسبة , لعل الأمر الآن كما كان في السابق وكما ذكره له رفيقة في نظارة القصر العدلي :كل ما في الأمر إقامة في معهد الأحداث ودربة على إحدى المهن ثم خروج من جديد إلى هذا العالم الزاخر وسعي فيه.
    عندما دخل مكتب قاضي التحقيق قال له هذا الأخير:
    -أهلا وسهلا بصقر,يظهر أنك اشتقت سريعا إلى مكان التوقيف طيب لك ما تريد.
    كان هذا الاستقبال المتحدي كافيا فإثارة أعصابه إثارة بالغة.فكزت نفسه وصعد أمام الاستجواب.
    -اسمك ..اسمك أبيك ..اسم أمك ..عمرك..
    أجاب صقر على هذه الأسئلة وهو ينظر نظرة جامدة إلى القاضي .
    لم يناقشه قاضي التحقيق , فهو يعرفه حق المعرفة ويعرف وضعه جيدا.
    -يسند إليك جرم السطو على المصرف ..فماذا تقول؟
    من أين عرف القاضي أنني سطوت على المصرف ؟ إنه أحد أفراد عصابتي ولا ريب,أريد أن أعرفه,يجب أن اعرفه.
    ظل صامدا مصرا على إنكاره حتى جاء قاضي التحقيق بفؤاد فقابله معه.كشف فؤاد النقاب عن كل شيء ,وسرد أسماء أفراد العصابة بكاملهم وأبان تفاصيل سلوك صقر بدقة متناهية ولكنه لم يأت على ذكر صاحب المحل.
    -هم م م م صاحب المحل توصل إلى "سحب" العصابة و ورفسني بقدمه و أراد التخلص مني. استثقل نصيبي في الشركة..م م م
    ونظر قاضي التحقيق إلى صقر كالمستفسر , ولكن صقر بقي صامتا وعبثا حاول القاضي استخلاص كلمة واحدة منه وكان قد واصل استجواب ساعة كاملة إلا أن جهده ذهب هباء , ويبدو انه عاد يحلل وضع هذا الفتى الصغير وسوابقه واستعرض مرة أخرى ما فاه به أفراد عصابته من عنفوانه وجبروته فوقع على ما أتى هذه النفس المتمردة.
    قال القاضي:
    -أ أ أنت رئيس عصابة ..أنت؟ هل تعلم بما أفاد به أبو لبادة؟
    لقد وصف لي وهو في أشد حالات الزهو مراحل نشاطه, وماذا يضيره أن يتلكم؟غني لمعجب بالمرء يأخذ على عاتقه تبعة ما يفعله ..فلا يتكئ على أطفال صغار لم يبلغوا بعد مبلغه من القوة والجأش , غن الاتكال على الآخرين من أخلاق الضعفاء.
    حين وصل القاضي إلى هذا الحد كان الحد كان وجه صقر قد تغير وعيناه أصبحنا جمرتين متقدتين , ونظر إلى القاضي نظرة ثم قال:

  5. #5

    رد: رواية/الخندق بعد الأخير/عبد الإله الخاني

    وتهيأ القاضي لتلقي اعتراف صقر كما تهيأ مساعده للتدوين ولكن عناد صقر عاوده , فابتسم بسمة صفراوية
    ثم قال:
    -هل صدقت أن لي نشاطا إجراميا؟أنا لم أفعل شيئا
    وبهت القاضي ,فإن هذه النفس القاسية لن تلين بهذا الأسلوب وقال القاضي:
    -اسمع قصة ما فعلته أنت بلسان فؤاد , أنطق يا فؤاد.
    وقال فؤاد:
    -رسم لنا صقر خطة ما يتوجب علينا تنفيذه , فسرنا على خط مستقيم متفرقين متهيئين ,عند إشارة مخصوصة,ومتى أعطى صقر هذه الإشارة التأم شملنا وأصبحنا كتلة واحدة.وكان الشهر شهر رمضان وكان الوقت قبل المغيب .كان الطريق كلما مرت الدقائق يقذف بمشاته إلى دورهم سواء بالسيارات أو على الدراجات أو على الدواب.
    وكنا نحن ننتظر حظنا واتفق أن الطريق في تلك الساعة قد خلا من أي شرطي , فلما وصلنا إلى مكان منعزل بصرنا برجل على دراجته مسرعة وبإشارة من صقر وقفت ووقف معي اثنان آخرين من العصابة أمام الدراجة فترنحت يمينا ويسارا بسبب استعمال راكبها للكابح استعمالا مفاجئا وعنيفا , ثم انقلب على جنبه وهو يشتم:
    -كلب بن كلب. لعنة الله عليكم كدتم أن تبلوني فيكم.
    وأجابه صقر:
    -اخرس وإلا أخرسناك.
    كان الرجل أطول منا جميعا وأكثر امتلاء,فما أن سمع ما وجهه إليه صقر من هجر القول حتى ارقد دراجته على الأرض ونهض كسبع. ورمى نفسه على صقر,وبإشارة من صقر تلقفناه بالضرب بينما كانت يدا صقر تلعب في جيوبه.وقد صدق حدسنا, فالرجل كان عائدا من عمله في تعهد بناء وهو معلم في ذلك التعهد تبين لنا ذلك من الأوراق التي كانت في جيوبه , وقد قبض"خمسيته"أي تعويضاته الأسبوعية ويبدو أن صقر يعلم أن العمال إنما يتقاضون أجورهم كل يوم خميس.
    وبان اليأس على الرجل فمد يده إلى جيبه . وخشي صقر وخشينا أن تخرج بسلاح فكان أسرع منه فطعنه بخاصرته فتكوم على الأرض وتناولنا غنيمتنا وأسلم كل واحد منا ساقيه للريح. لم تمض أقل من ربع ساعة, حتى اجتمعنا في المكان المتفق عليه, وتقاسمنا الغنيمة.
    وسأل القاضي صقرا:
    -ماذا تقول بإفادة رفيقك؟
    -كلها ملفقة ولا صحة لها.
    -حسنا, ستجدها عما قليل أصح من الصحيح.ص 59

  6. #6

    رد: رواية/الخندق بعد الأخير/عبد الإله الخاني

    وأوجز القاضي إلى آذنه فإذا بباب المكتب ينفتح ويدخله منه رجل ملفوف الرأس بالشاش.وسأل فؤاد:
    -هل تعرف هذا الرجل؟
    وأفاد فؤاد:
    -نعم ,إنه الرجل صاحب الدراجة الذي قصصت عليكم قصته.
    وسأل القاضي صقرا:
    -ماذا تقول في كل هذا؟
    -...........
    وسأل القاضي الرجل:
    - هل تعرف هؤلاء؟
    - -نعم , إنهم الأشخاص الذين سلبوني على الطريق..
    - وبينما كان صقر ينظر بنظرة ملتهبة إلى فؤاد كانت يد القاضي تقلب ملفات كثيرة أمامه, فاستخرج منها ملفا وجعل يقرأ فيه. وقال القاضي:
    - -أتدري يا صقر من أمر هذه الملفات شيئا؟
    - كان صقر مقطبا جهم الوجه فلم يجب:
    - -إنها ملفات يتيمة ,هل تدري ما هي الملفات اليتيمة؟
    وظل صقر متجهم الوجه صامتا..

    -هي الملفات التي لم يعثر في الماضي على فاعل الجريمة فيها ولكن من حسن حظك أن الرجل لم يمت.
    وتوقف القاضي قليلا ثم وجه كلامه لفؤاد:
    -أتمم حد يشك يا فؤاد..
    -في أحد الأيام رأينا سيارة تقف في جوار دار وكان زجاجها مفتوحا لم تكن نفقه شيئا في قيادة السيارة.. ولكن أخذنا حقد لم نعرف مأتاه على صاحبها الغائب, فدخلت أنا فيها وخربت بعض أجهزتها , وكسر واحد آخر منا الأنتين, الكائن على رفرافها, إلا أنني اهتديت إلى تحريرها من كابحها وتمكنا جميعا من دفعها حتى أصبحت في رأس طرق منحدر حتى تركناها تهوي رويدا رويدا, واختبأنا في ناصية الشارع.
    فشاهدنا الناس يتسابقون في الفرار من وجهها وهم يتصايحون ويشتمون ويلعنون.وظلت السيارة في انحداهرها حتى وصلت إلى مستقر لها في شارع آخر.
    وسأله القاضي:
    -هل دهست السيارة أحدا؟
    -مطلقا.
    -يبدو أن حسن الطالع يحالفكم في كل جرائمكم ياصقر.
    وأضاف فؤاد:
    -في مرة ثانية لم نعن بمثل ذلك وإنما خربنا الأجهزة ,وبقرار واحدمنا بموسى إطارات العجلات.
    ص 62

  7. #7

    رد: رواية/الخندق بعد الأخير/عبد الإله الخاني

    في تلك اللحظة فتح الباب قاضي التحقيق ودخل رجل الضابطة وبيده غلام لم يتجاوز الثانية عشرة وقال:
    - سيادة القاضي , هذا "حبيب" الغلام المدعي عليه في قضية سرقة الدراجات.
    وأوعز القاضي للغلام بالجلوس , ولم يمض على دخوله ثانيتان حتى طرق الباب . وحين سمح القاضي للطارق بالدخول فتح الباب وظهر فيه رجل بادن ربعة غليظ العنق , بدا وكأنه قام من فوره عن وليمة دسمة وظل وهو وإن كان حيا قائلا صباح الخير سيادة القاضي , إلا انه بدا وكأنه يتفضل على الآخرين بتحيته.
    رد القاضي التحية ودعا القادم إلى الجلوس , فجلس , والتفت فإذا الاهتمام باد على كل من تقاطيع وجهه صقر بهذا الرجل.
    بلى .. لقد عرف صقر هذا الرجل
    بلى ..لقد عرف صقر هذا صقر هذا الرجل كما عرف أنه ممن يدخلون مثل هذا الدخول .لقد كان شاهده في مكان ما وسمعه يتحدث كأنه جدول منحدر من جبل ,كان في ذلك المكان يتحدث إلى صاحب محل تصريف الحشيش المخدر , ألم يتخل هذا له عن مقعده فيجلس عليه بدون كلمة شكرا؟ألم يطلب منه وكأنه يأمره بأن يضاعف جهده لإنجاحه في الانتخابات النيابية؟
    الآن وضحت الصورة في ذهن صقر بعد أن خفت ذاكرته إلى نجدته . واستخفه شعور جديد كل الجدة , فإنه ليبدو له من المحقق أن القاضي سيتحدث مع الرجل على مسمع منه,وإذن فلا بد أن يعلم جلية الأمر واشرأب الفضول في عينيه ظمآن.
    لم يخيب الرجل ظن صقر , فإنه خرق جدار الصمت وقال للقاضي:
    -جئت بشأن مخدومك "حبيب"
    -إنه يخصك ولاشك.
    -إنه ابني
    -أتعلم ما الذي اجترحه غلامك هذا؟
    -أعلم .. وأعلم أيضا أن الأمر لا يعدو كونه نشاطا صبيانيا.
    -لقد تعدى الأمر هذا الحد , فأصبح جريمة.. محاولة قتل.
    -ماكنت أعلم هذا , وإذن فالأمر يستحق عطفك ياقضينا.
    شعر صقر أن هذه اللهجة لم ترق للقاضي , لقد وجد فيها شيئا من الخفض وبدا أنه يحاول كبح جماح غضبه فقال للرجل:
    -كنت أتوقع أن تطلب مني وضع الغلام في الإصلاحية كيما يصار إلى تأديبه , فذلك أدعى إلى أن تجتث جذور الشر من نفسه.
    -وماذا أفعل ؟قلت أن الأمر لايعدو أن يكون نشاطا صبيانيا
    -هذا النشاط الذي من هذا النوع هو الذي عينوني لمكافحته . إنه غدا من نوع الجناية.
    -أنت متعصب أكثر من اللازم للقواعد.ص 63

  8. #8

    رد: رواية/الخندق بعد الأخير/عبد الإله الخاني

    -من الخير أن ينتهي حديثنا عند هذا الحد.
    خرجت هذه الكلمات الأخيرة من فم القاضي وهو أكثر ما يكون هدوء إلا أن الرجل تغير لونه لدى سماعة أيها وقد بدت بوادر النذر من خلالها . فنهض الرجل دفعة واحدة وخرج . وتابع القاضي عمله.
    أما صقر فقد فتنه أن يرى ولد المرشح للنيابة معه في نطاق واحد وقامت بينه وبين نفسه محاورة . كانت على "حبيب" سراويل من الجلد مخرقة وقميص مهلهل . وقال صقر لنفسه:
    -الآن أتساوى أنا وهذا الغلام ,فإنني وإن لم أكن أعرفه قبل هذه الساعة , إلا أنني أشعر بأنني أعرفه منذ وفد إلى هذه الدنيا .إنه صنو لي لا فرق بيني وبينه , وقد جاء أبوه ليستنقذه من يد القاضي.
    وود صقر لو بقي بين يدي القاضي حتى ينجز استجواب الغلام حبيب.. فمن المحقق أن وراءه أسرارا يروق له استجلاؤها..إنه زميل له
    - وإن لم يعرفه قبل ذلك –في العمل. وكل صاحب مهنة يلذ له أن ينكشف أمامه زميله في المهنة.
    وجاء قرار القاضي باستجواب حبيب محققا لأمل صقر وإن لم يدرك هذا الأخير السر الذي جعل استجواب حبيب يتقدم استجوابه هو عن الوقائع التي كشف عنها فؤاد أخيرا.
    ولبث صقر وكله آذان يستمع إلى حبيب وهو يسرد أمام القاضي بدون أن يتحرج كل ما اجترحه وإذا به هو يستشعر كرها لهذا الغلام.
    وأرسل بقرار التوقيف إلى رئيس النيابه لمشاهدته, وجاء فورا نبأ سعى به أحد الكتاب يفيد أن النائب العام قد استأنف قراره بالتوقيف , ولبث القاضي ينتظر ما سيقرر عند قاضي الإحالة الذي سينتظر في هذا الاستئناف.
    وإذا بدهشة تتعاظم عندما عادت الأوراق وقد اقترنت بقرار من قاضي الإحالة بفسخ قراره بتوقيف "حبيب" ثم بإطلاق سراحه لصغره لصغره , وهو مانم عليه بتقرير طبي ينزل بسنة إلى ماتحت السابقة.
    وبان الغضب على وجه القاضي فاتخذ قرارا بتوقيف صقر, وهو يقول:
    -الآن سنرى أين طالعك من حظ زميلك حبيب.
    وعادت الأوراق بعد إرسالها إلى النائب العام مقترنة بالموافقة على التوقيف .
    وأوعز القاضي إلى رجل الضابطة بنقل صقر إلى دار.
    الأحداث , إلا أن ما حدث بعد ذلك أن صقر تملص من يد رجل الضابطة الذي ما إن بغته الأمر حتى سد الطريق على صقر , فما كان من هذا الأخير إلا أن انزلق على الأرض ودخل بين ساقي الشرطي ليخرج من الجهة الثانية ويختفي.
    ....ص 67


  9. #9
    عندما أصبح صقر حرا طليقا , كان همه التواري عن الأنظار رجال الشرطة لأنهم أصبحوا يعرفونه, ولم يخف عليه أنه ملاحق فهو هارب.
    ولكن ثقته بنفسه كانت بالغة حد الكفاية فقد اكتسب في أيمه السالفة مرانا على اجتناب الأماكن ذات الخطر , فتفادى من دخول دور السينما ولم يظهر في أي موقف باص, ولكنه ما لبث أن شعر بضيق ..فمكان نومه أصبح أكثر من مكان في ليلة واحدة ,/ كان متشوقا إلى تنسم أخباره هو, الأخبار التي تدور حوله أو التي يدور هو في فلكها,وراجع حسابه الماضي مستعرضا وجوه أفراد عصابته فردا فردا ولكنه كشر وبان الاشمئزاز على وجهه , فهو لن يقبل بعد اليوم واحدا منهم , وفجأة صورة أبي لبادة تطالعه وتداعبه.
    -ما رأيك فيه؟
    صحيح أن أبا لبادة تلكأ بل أهمل أن يسعفه في وقت الضيق ولكنه رجل يعتمد عليه ,إنه زئبق بكل ما تعطي هذه الكلمة من معنى فإذا قرن مصيره بمصيره نتج خليط جيد من المرونة والتفكير المنتج.
    من لي بأبي لبادة؟بلى إنه في ذلك المكان ممثلا بفرد من أفراد عصابته , ولكن هل يقبله أبو لبادة , هل يغفر له؟
    استبعد صقر الفكرة نهائيا إنه جوعان فليسطو ليأكل , كمثل أسد جريح لجأ إلى استغفال بائعي الطعام الباسطين بضاعتهم على الأرصفة ..فالطعام غير مرئي ولكنه مقيم للأولاد أكثره فواكه في سوق الخيل.
    عادت إليه فكرة الانتقام بعد أن شبع بعض الشبع,الانتقام من صاحب المحل ومن فؤاد الذي جاء ليكبل يديه بالحديد , أين فؤاد الآن تذكر أن فؤادا ذهب إلى أهله وقد نفض عن أذياله عددا لا يحصى من عمليات السطو والسرقة والنشل , الوغد..كان سنه أقل من سبع سنوات لهذا استقدم القاضي عم فؤاد وسلمه إليه , إنه يعرف مكانه.
    عندما وصل إلى أول حارة في كفر سوسة وجد دكانا قيد الإنشاء فاختبأ فيها , بقي على هذا ساعات طويلة , امتنع عن سؤال أي طفل أو غلام عن فؤاد حتى عثر به في الهواء قائلا :
    دخيلك ..
    كانت يدا صقر أسرع وأشد قبضت على فؤاد فرفعته وفعة فوق رأسه وضرب الأرض به.
    فبدا فؤاد بلا حراك ولاحس , شاهد العملية غلام آخر هم صقر بوضع نعله على عنق فؤاد , وضع النعل وضغط فإذا بعم الغلام مقبل.
    اختفى صقر , وهو يقول:
    -إلى وقت ياقؤاد.
    أما صاحب المحل فقد فكر فيه صقر تفكيرا أكبر .. وتفتقت قريحته عن طريقة مستحدثة : صاحب المحل اعتاد أن يسكر عند العصر , إذن يمكن استدراجه إلى بيت قرب نهر تورا حيث الكبير , وهناك وبمسعدة شخصين توضع قد ما صاحب المحل في صفيحة ملأى بالاسكنت المجبول حديثا, حتى إذا جف الاسمنت على القدمين ألقي بصاحب المحل في النهر , إذن فالخطوة الأولى هي استصحاب شخصين آخرين , ليس هناك عجلة من الأمر , معه كل الوقت مادام يحسن التخفي , ليكتفي الآن بمراقبة صاحب المحل وياعين أين يذهب ,
    ص 69

  10. #10

    ولتحديد توقيت رواحه ومجيئه وأماكن وجوده في مختلف ساعات النهار , الذي أكد له سلامة هذه الفكرة هو أن صاحب المحل لم يرد ذكره على لسان أي مستجوب أمام القاضي.
    فلقاضي لا يدري من نشاط صاحب المحل في الاتجار بالحشيش شيئا,إذن فهو يستطيع أن يرود حول المحل بحرية بشرط أن لا يلمحه صاحب المحل.
    كانت فكرة إغراق الرجل أنيابا تنهش في جوف صقر حتى ينفذها , نام مع الفكرة , قام مع الفكرة , شرب مع الفكرة .. الحقيقة أنها أعجبته , وأعجب بذهنه الذي أبدعها, فكرة لا تكلف شيئا ولايدري بها احد, مأمونة العاقبة إلى أقصى حد,إذا ما ابتلع النهر الرجل فلن يطفو أبدا.
    لا مانع من تهيئة وسائل التنفيذ .. دخل بين البساتين, وعاين شاطئ النهر شبرا شبرا , انتقل إلى الشاطئ الآخر, هناك في مكان ما مزبلة فيها أكوام من التنك المهجور, أما الإسمنت فيمكن سرقته مع الرمل من إحدى ورشات البناء وما أكثر هذه الورشات في المدينه .. تابع صقر تجواله على الشاطئين فوجئ بغرفة مهجورة , عاين مدخلها ,وحدودها وموقعها , قرر في النهاية أنها صالحة لتنفيذ الخطة.
    في الأيام التالية حرص صقر على التعرف على أعوانه المقبلين، فكان لا بد منه أن يرود أمام أبواب دور السينما و الملاهي ليستطلع الوجوه الغادية الرائحة هناك مستعينة بما أوتي به من فراسة و أقحم نفسه في المشاحنات الجارية هناك بينهم ليعجم عود المتشاحنين حتى اهتدى إلى عنصر توصم به الاستجابة لما يطلبه منذ أيام و عندما اطمأن إليه أو كاد وجه الحديث بينه و بينه إلى النشاط الذي اعتاد عليه فلمس عنده استعدادا منقطع النظير ،فترك الحذر و فاتحه بالأمر عارضا عليه مبلغا من المال.
    كانت هذه المفاوضات وبالا على صقر فإن طيره في الحقيقة كان باشقا ،أطلقته المباحث الجنائية ليصطاد العصفور الملاحق و كان حظ صقر في هذه المرة حسنا،فإن إدارة المباحث لم تشأ أن تمشي مع صقر إلى نهاية الشوط لتقضي عليه متلبسا بجريمته ، و عقلها عن ذلك اجتهاد القضاء الذي لا يأخذه إلى ذلك الاستدراج ، كدليل على نية إتمام الجريمة ففضلت القبض عليه كهارب من وجه العدالة.
    و هكذا عاد إلى قاضي التحقيق ليستجوبه عن جرم جديد هو فراره من وجه العدالة.
    سار الرجل الضابطة من صقر من نظارة التوقيف إلى محكمة الأحداث و حين دخل كان قاضي التحقيق منهمكا في استجواب إحدى الأحداث البنات ،فلم ينتبه لوجوده و تلقفه المساعد فأوعز له بالجلوس ،وخرج رجل الضابطة ينتظر أما باب قاعة المحاكمات .
    كان الاستجواب شبيها بما وجهه إليه قاضي التحقيق و جعل صقر يردد بينه و بين نفسه ما كتب على اليافطة المعلقة على باب القاعة عندما غشيها : (محكمة الأحداث الجناحين) ، و كان قد دخل المدرسة و بقي فيها لمدة سنتين و ذلك ما أـسعفه أن يهجي هذه الجملة فهجاها بصعوبة و لكنه لم يفهم معناها .
    (الأحداث الجانحين )ما معنى هذه الجملة ..لم يهم منها سوى لفظ ( ذكرها أحد أترابه في نظرة التوقيف أول مرة .. محكمة تعني المكان الذي يرسل منه إلى الحبس.و لكن، ما أغلق على فهمه أكثر من أي شي آخر هو ما سمعه من رجال معه في نظارة التوقيف إذ ذاك ، قال هؤلاء الرجال إن هناك محكمة سقفها مرتفع جدا،في فنائها حواجز خشبية مزخرفة عالية جدا يجلس عليها ثلاثة أشخاص في الوسط و شخص رابع بمواجهتهم على يمينهم يصيح كثيرا و يضرب الحاجز بقبضته و شخص خامس بمواجهتهم أيضا و على يسارهم يكتب، و هم جميعا يلبسون ألبسة غريبة . القاعة فسيحة جدا وهي بما فيها ومن فيها مرعبة.
    تذكر صقر أن الموقوفين قالوا على مسمع منه ك
    أن هذه القاعة وصفوفها اسمها محكمة الجنـ الجنايات.. هذا ما يذكره , ما معنى الجنايات؟
    إلا أن صقر صحح معلوماته الآن حين سمع القاضي يقول لمساعده :هذه الأفعال من نوع الجنايات
    فافتح لها ضبطا خاصا ..صحيح الآن تذكر أن تلك كانت محكمة الجنايات , ولكن ما معنى جنايات؟
    ثم إذا كانت هذه محكمة , فليست الغرفة من السعة بحيث ينطبق وصفها على تلك ..ليس فيها سوى قاضي واحد,لا يجلس على حاجز خشبي مرتفع بل وراء مكتب.
    هذا ما عرفه حين دخل رجل يخاطب الرجل الجالس وراء المكتب قائلا:
    سيادة القاضي , صحيح أن على يسار هذا القاضي شخص يكتب ما يمليه عليه القاضي , ولكن هل حقا هذه محكمة؟.
    ص 72


صفحة 4 من 8 الأولىالأولى ... 23456 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تحميل رواية ياسين قلب الخلافة - عبد الإله بن عرفة pdf
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-03-2015, 05:10 AM
  2. وفاة المحكم الدولي/عبد الإله الخاني
    بواسطة فراس الحكيم في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 85
    آخر مشاركة: 11-14-2010, 04:30 PM
  3. وفاة المحكم الدولي/عبد الإله الخاني
    بواسطة عقاب اسماعيل بحمد في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-13-2010, 07:41 AM
  4. حصريا/مسرحية الملك نقمد/عبد الإله الخاني
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 38
    آخر مشاركة: 04-07-2010, 05:41 PM
  5. المحكم الدولي /عبد الإله الخاني
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 08-25-2009, 06:55 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •