🍁مقدمه
بين أيدينا سورة عظيمة ، ذات آيات رهيبة، تخاطب العقول، وتشفي أمراض القلوب .
إنها السورة التي كان يقرؤها النبي ، ويخطب بها على المنابر في الجُمَع والأعياد والمجامع الكبار، كما يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله لاشتمالها على ابتداء الخلق، والبعث والنشور، والمعاد والقيامة والحساب، والجنة والنار، والثواب والعقاب، والترغيب والترهيب.. تلكم هي سورة:
ق وَظ±لْقُرْءانِ ظ±لْمَجِيدِ .أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أم هشام بنت حارثة قالت: (لقد كان تنورنا وتنور النبي واحداً سنتين أو سنة أو بعض السنة، وما أخذت ق وَظ±لْقُرْءانِ ظ±لْمَجِيدِ إلا على لسان رسول الله كان يقرؤها كلَّ يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس) .فتعالوا بنا ، نتفيّأ ظلالَ هذه السورةِ إحياءً للسنّة والتماسًا للهداية ووَعظًا للقلوب .
1
🍁 اسم السورة
وهذه السورة تسمى بما يلي :
1ـ سورة ق وذلك : لمفتتحهاولعل ذلك ـ كذلك ـ لما ورد في السنن ، من مثل .. ما أخرجه مسلم وأهل السنن، وأحمد ، عن أبي واقد الليثي، قال : " كان رسول الله يقرأ في العيد بقاف واقتربت" .
2ـ سورة الباسقات وذلك : من قوله تعالى : (والنخل باسقات ) حيث إنه الوصف الوحيد بهذا اللفظ للنخل في القرآن الكريم ، ولم يرد إلا هنا فقط .ويذكر الأستاذ موسى جار الله لها اسماً آخر هو :
3ـ سورة النخل ثم يقول : وحقها أن تسمى :
4ـ سورة القرآن وذلك : كما سميت سورة ( ن ) .. سورة القلم ، بالقسم في أولها. وهذه : ( ق والقرآن ..)والختام بقوله تعالى : (فذكر بالقرآن من يخاف وعيد) .
2
🍁 مكية .. إلا آية [38] فإنها مدنية .
ترتيبها
أ ـ في المصحف .. بعد : سورة "الحجرات" ، وقبل : سورة "الذاريات".
ب ـ في النزول .. بعد : سورة "المرسلات" ، وقبل: سورة "البلد".
4
🍁عدد : آياتها ، وكلماتها، وحروفها
وعدد آياتها : (45) خمس وأربعون آية.
كلماتها : (375) ثلاثمائة وخمس وسبعون كلمة.
حروفها : (1474) ألف وأربعمائة وأربعة وسبعون حرفاً.
3
🍁 صلتها بما قبلها
1ـ إذا كانت سورة "الفتح" : قد بينت ـ من جملة ما بينت ـ خصائص الجماعة المسلمة، ووعدت بانتصارها .وإذا كانت سورة "الحجرات" : قد جاءت لتبني هذه الجماعة بما يكافئ مهمتها .
فإن سورة " ق " : قد عالجت العقبتين اللتين سيصادفهما صاحب الدعوة الأول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والجماعة الإسلامية معه، ومن بعده كذلك .. وهما : التكذيب ، والعجب من مضمون الرسالة .
2ـ هذه السورة تكمل ما ذكرته سورة "الفتح" وسورة "الحجرات" من : بناء لخصائص الجماعة المسلمة وأفرادها.وبيان ذلك :أن سورة "الفتح" : قد حددت خصائص أهل الإيمان .. !! وجاءت الحجرات : فأمرت بما يحفظها ويحافظ عليها، ونهت عما يشوبها أو يعيق التحلي والاتصاف بها .. !!وقد جاءت " ق " تكمل ذلك ، وتدعو إليه ، وتحث عليه، ببيان خصائص أهل الجنة، حينما تقول : (وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد * هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ * من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب * ادخلوها بسلام..)(12).
5
🍁 في فضلها
كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : يقرأ بهذه السورة في المجامع الكبار كالعيد والجمع؛ لاشتمالهما على ابتداء الخلق ، والبعث ، والنشور، والمعاد ، والقيامة، والحساب، والجنة والنار، والثواب والعقاب ، والترغيب والترهيب ، والله أعلم . (13)." عن عبد الله بن عبد الله : أن عمر بن الخطاب ، سأل أبا واقد الليثي .. ما كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقرأ في العيد .. ؟ قال : بقاف واقتربت " (14).وفي رواية لمسلم ." عن أبي واقد قال : سألني عمر ـ رضى الله عنه ـ فذكره " (15) ."وعن أم هشام بنت حارثة ، قالت : لقد كان تنورنا وتنور النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ واحداً ، سنتين ، أو سنة وبعض سنة، وما أخذت ( ق والقرآن المجيد ) إلا على لسان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، كان يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس. (16).مما يدل على أنها من أعظم السورفي حديث مسلم: عن جابر بن سمرة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان كثيراً ما يقرؤها في صلاة الفجر.وعند ابن ماجه: أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها في الركعة الأولى من الفجر.وعند أحمد ومسلم وغيرهما أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيد بـ (ق) و(اقتربت)وروى أبو داود والبيهقي وغيرهما: كان يقرأ بها صلى الله عليه وسلم في كل جمعة ، على المنبر إذا خطب الناس.ابن مردويه (تعلموا ق والقرآن المجيد ).
6
🍁 هدف السورة
معالجة العقبات التي تعترض الدعاة إلى الله تعالى .
7
والفقرة الثالثة :
عبارة عن (8) آيات.من الآية (38) حتى نهاية الآية (45) وهي خاتمة آيات السورة.وفيها :رد ـ ثالث ـ على موقف الكافرين ، من النذير ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن البعث.وذلك : بإثبات صفة القدرة لله تعالى ـ الذي لا يعجزه أن يبعث عباده ـ من خلال: التذكير بقدرته عز وجل، في خلق السموات والأرض، وإحياء الخلق، وإماتتهم، وبعثهم وحشرهم.وبعد أن اكتملت الردود ، وقامت الحجج على منكري البعث.رسمت ـ هذه الفقرة ـ الطريق إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولأهل الإيمان : أن يصبروا ، وأن يعبدوا ، وأن يبلغوا ويذكروا بالقرآن.
9
🍁 تقسيمها
هذه السورة تتكون من : مقدمة ، وثلاث فقرات .المقدمة : عبارة عن (3) آيات.من الآية الأولى ، حتى نهاية الآية (3).وفيها : عرض لموقف الكافرين .. من النذير ، وهو محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن قضية البعث.وهذا الموقف : هو التعجب ، والاستبعاد، والإنكار .. للنذير ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولما جاء به ، ومنه قضية البعث .
والفقرة الأولى : عبارة عن (12) آية .من الآية (4) حتى نهاية الآية (15) .وفيها : رد على موقف الكافرين : من النذير ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن البعث.وذلك : بإثبات صفة القدرة لله عز وجل ، الذي لا يعجزه أن يبعث عباده ـ من خلال آثارها ومظاهرها في السماء والأرض والماء والنبات.وبيان : أن تكذيبهم هذا ليس بدعاً في تاريخ البشر.وإقامة الحجة عليهم : بالإنشاء الأول .
والفقرة الثانية : عبارة عن (22) آية .من الآية (16) حتى نهاية الآية (37).وفيها :رد ـ ثان ـ على موقف الكافرين : من النذير ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ومن البعث.وذلك : بإثبات صفة القدرة، وصفة العلم، لله عز وجل ـ الذي لا يعجزه أن يبعث عباده ـ من خلال : التذكير بعلم الله بما في الأنفس ، وعرض صورة شاخصة واضحة عن الحشر والنشر، والحساب، ومن يربح فيه، ومن يخسر ، وكذلك التذكير بإهلاك الطغاة المكذبين من قبلهم.
8