يا غير مسجل لقاء الصبر والتحدي 5

[خالد جابر]

دكتور جيلالي , الحقيقة لك صبر على الكتابة , وعندك عمق بالفكير , ومنك دائماً نستفيد .
العالم كله شرقي وغربي , رأسمالي واشتراكي , وهما المتحكمان في دول العالم كله , والدول الأخرى لا بد أن تنحاز إلى المعسكر الشرقي أو المعسكر الغربي , وليس لأي دولة من دول العالم تستطيع أن تقول ( لا ) لقرارات دول حق الفيتو , وهنا نحن العرب , ( أيهما أفضل لنا , أن ننضم إلى الشرق أم للغرب ؟ , أم أننا نحارب الشرق والغرب معاً بالحصان والسيف والجمل ؟ شكراً لك على الإجابة .

[بوبكر جيلالي]

السلام عليكم أخي خالد الفارس الشاعر الفذ

الشكر الجزيل لكم على الاهتمام والتواصل وعلى السؤال

العالم الحالي أو المجتمع الدولي الراهن لم يعد بالقطبية الثنائية التي شهدت أوجها في القرن الثاسع عشر وأوائل القرن العشرين، فالقطبية انهارت إلا في الترسنة التسلحية وبصورة نسبية، ففي عصرنا يوجد قطب واحد رأسمالي لبيرالي ديمقراطي غربي أروبي أمريكي إسرائيلي سياسيا وعسكريا وثقافيا محرك قوة هذا القطب العلم والتكنولوجيا ومحرك السياسة في العالم المال والأعمال بدعم وخدمة وسائل الإعلام والاتصال والإشهار وتحت مظلة العولمة التي تقودها توجهات فكرية وفلسفية ودينية متطرفة تتجه نحو خدمة مصالح الكبار والأوقوياء من مشفقة على الضعاف والصغار.

العالم اليوم في بلدانه وشعوبه وأممه فكريا وسياسيا ودينيا منقسم وفي موقفه كسلط وأنظمة حاكمة وشعوب من الاستقطاب الراهن في السياسة والاقتصاد والعسكر وحتى في الثقافة منقسم إلى مؤيد وإلى معارض حسب منطق الولاء والبراء، ويوجد الموقف الوسط، وجتى الموقف الواحد يتعدد في مستويات ويظهر في درجات، والبلدان العربية والإسلامية انقسمت في موالاتها أو في براءتها للاستقطاب، وتنقسم شعوبنا وتختلف عن اللأنظمة السائدة فيها في مواقفها من الاستقطاب دوما.

منذ وجد الإنسان حتى الغلبة للقوي والقرار في يده والضعيف لا حول له ولا قوة، هذا ليس جديدا في التاريخ وفي الحياة، مادام القوة العلمية والتكنولوجية والاقتصادية والعسكرية في يد الفرب فله حق النقض وله كل الحقوق ومن رغب في نيل احترام الأوقياء والكبار لابد من بلوغ مصفهم.

الانضمام إلى الشرق أو الغرب إلى هذه الدولة أو تلك أمر محسوم، أي دولة معاصرة في العالم لابد لها من علاقات سياسية واقتصادية وثقافية وعسكرية في سياق النظام الدولي الجديد تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة التي يقودها الأقوياء في العالم، وتوجد دول تعمل أنظمتها على إبراز العداء للكبار لتعارض مصالحها مع مصالحهم.

نحن في عالمنا العربي دولا وشعوبا نغرق في أزمة عميقة ولا نستطيع مواجهة أي خطر علينا يأتينا من الشرق أو من الغرب، لا نأكل ما نزرع ولا نلبس ما ننسج ولا نركب ما ننتج، أكبر حركة مسلحة معادية للغرب الأوروبي الأمريكي وإسرائيل تعيش على ما ينتجه الغرب لباسا وطعاما وسلاحا، ولعل خارقة ما تقودنا إلى التفوق والتألق بالحصان والسيف والجمل.

[راما]

السلام عليكم جميعا ويبدو انني تاخرت كثيرا عن الركب:
أليس صحيحا ان الحرب علينا فكرية اولا ونحن نرى نتائجها فقط؟ومتاخرين نفطن للعبة...
وشكرا للصبر والتحدي ورائع جدا.
تحيتي للجميع.

[بوبكر جيلالي]

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

أختي الكريمة راما تحياتي الخالصة

إجابة على سؤالك الكريم أحيلك على مقال كتبته منشورا في منتدى الفرسان للدراسات الفكرية والنقدية، عنوانه الأزمة الأصل الأزمة الورم الولود، بالتأكيد خلال قراءته تجدي ما يعالج سؤالك بنوع من االتفصيل.

دمت قلما نشيطا وأولى خريجات الرقمي

[رهام فتوش]

أخي الفاضل الكريم دكتور بوبكر , أخشى من ثقل أسئلتنا عليك , والله لا نقصد إلا أن نستفيد من علمك , وغور معرفتك , ولدي هذا السؤال :
هل أنت متفائل بالعرب وتوحيهم على كلمة واحدة , ومتى ؟ هل تظن أن الأمر يسير ويمكن تحقيقه , شكراً

[بوبكر جيلالي]

السلام عليكم ورحمة الله

أختي الكريمة رهام وفقك الله

استنادا إلى ديننا الحنيف الإسلام وإلى العقل والمنطق وإلى التاريخ تاريخ الأفكار وتاريخ الحضارات لا نتشائم بل يظل الأمل يحدونا ، أملنا في ربنا وفي أخيار وأبرار وأطهار أمتنا عقولا وعلماء ومفكرين ومثقفين وقادة في السياسة والعسكر ومن عامة الناس، فيعمل الجميع على تحقيق وحدة العرب والمسلمين من خلال وعي صحيح يفهم ويفسر الواقع وينهض به من خلال مشروع نهضوي لا يهم الزمن فيه قد يطول جدا، فالنهضة الأروبية تشكلت خلال أكثر من خمسة قرون، وأعتقد أن ما يوحد العرب والمسلمين أكثر مما يشتتهم، ولهم من الامكانيات الروحية والبشرية والمادية ما يمكنهم من النهوض الحضاري.

حاليا وفي ظل الظروف المأزومة لا أمل في تغيير جذري انقلابي، ولا أمل في وحدة عربية إسلامية عاجلة وسريعة تقلب الوضع الحالي وما فيه من فرقة وتشتت، لكن العمل على المدى البعيد أمر وارد وممكن، مع مراعاة كافة العوامل والظروف التاريخية والمعاصرة والمستقبلية.

[خالد جابر]

الدكتور الفاضل بوبكر , أدامه الله وحفظه آمين . هل تؤمن بأن الشعر والعروض مهما جرى عليه من مؤامرات انقلابية وأفكار خبيثة , وتحديث المحدثين سيبقى رغم من أشاء ومن أبى , شعراً عمودياً أصيلاً تنشده الأجيال إلى ما شاء الله من العقود , وتتغنى به النساء في كل المناسبات , ؟ أم أنه سيندثر ليحل محله نوع ثقافي آخر ؟ ولماذا
شكراً لك على الإجابة , تحياتي

[بوبكر جيلالي]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أخي خالد تحياتي الخالصة

أنا لست متخصصا في العروض ولا في الأدب ولا في اللغة أنا درست الفلسفة وأدرسها، ومن دون شك أهل الاختصاص مثل الأستاذ الفاضل غالب أحمد الغول هم أدرى بالموضوع وأكثر إلماما بالإجابة على سؤالكم الكريم.

وسؤالكم ينم عن وجود اتجاهين فكريين متعارضين: اتجاه حداثي يقول بضرورة تجديد علوم اللغة العربية وعلوم العقل وعلوم النقل لدى العرب وكل هذا يمثل التراث العربي الإسلامي، فتوجد دعوة لتجديد علم العروض وعلوم البلاغة والأدب شعرا ونثرا وغيره، ودعوة تدعو إلى تجديد علم الفقه وعلم أصول الفقه، ودعوة إلى تجديد علم الكلام والفلسفة والتصوف وغيره، والتجديد حسب هذا الاتجاه أمر ضروري لمواكبة العصر، هذا الاتجاه له وعليه له من يقوده ويتبعه وله من يعارضه ويحاربه. أما الاتجاه الثاني فيرى عكس مايراه الاتجاه الأول مستندا إلى ضرورة المحافظة على التراث اللغوي والأدبي و العلمي العربي الإسلامي ويربط ذلك بالهوية التاريخية العربية الإسلامية.

التغيير سنة كونية والتجديد حتمية تاريخية وضرورة إنساية أقرها الدين ومارسها العقل والفكر والعلم وأثبتها التاريخ ونشاهدها في الواقع، والتجديد له أصوله وفلسفته وميادينه ومجالاته وأهدافه، فإذا كان العلم قابلا للتجديد فأهله والمختصون فيه هم الذين يضطلعون بالمهمة، فأهل الاختصاص هم من يقرر قابلية العلم للتطور أم لا.

[خالد جابر]

أخي الدكتور بوبكر , أنت أجبت على السؤال بمعرفة تاريخية , ثم لحاجة الناس إلى التجديد , ولكن بعد أن درست كتاباً عروضياً للأستاذ غالب الغول , وجدت له رأياً آخر , يقول فيه :
((( ما هو التجديد في الشعر الذي يطلبه المحدثون ؟ إن العروض والشعر كالنحو والصرف , لا يمكن أن تطال يد الإنسان لتشويههما ) فالنحو فيه الإعراب , والإعراب يساعد على فهم المعنى , والعروض فيه الشعر , والشعر فيه الغناء بالإيقاع , ولا يمكن أن تكون القصيدة شعرية إلا إذا ترجمها المنشد إلى إيقاع غنائي إنشادي , ) وهذه خاصية لغتنا العربية , لكن يمكن التجديد بالإسلوب وليس بالجوهر , كأن نجدد الأوزان الإيقاعية , ونكتشف وحدات إيقاعية أخرى تصلح للغناء والإنشاد .))
وأنا طبعاً مع رأي الأستاذ غالب الغول , لأن شعرنا العربي شعر إنشادي , لكي نفرق بينه وبين النثر الخالي من وحدات إيقاعية منتظمة في الحركة والزمن . لك التحية دكتور بوبكر .