يُعجبُني مَن إذا حدَّثته جعلَ يُنصِت لك، حتَّى لتشعرَ من حسنِ إنصَاته أنَّ جوارحَه جميعَها مصغيةٌ إِليك، ونفسَه كلَّها معلَّقةٌ بك، كأنَّما يخشَى أن يفوتَه حرفٌ من كلامِك!
وحسنُ الاستمَاع أدبٌ مَحض، وخلقٌ كلُّه، وهو عندِي أَمارة حِلْم، وعلامةٌ للتَّواضع، وقرينةٌ على الأناةِ والرّويَّة، وحسبُ المرءِ مروءةً حسنُ استماعِه لجليسه .