بسم الله الرحمن الرحيم
إن المفردة العربية , تأخذ حروفها أو مقاطعها ــ عند النطق بها بشكل عفوي واعتيادي ــ أزمنة محدودة , هذه الأزمنة تتفق مع الإنشاد الشعري , وتختلف مع الغناء ومع الترتيل أو التجويد ,ولسنا الآن بصدد الغناء أو الترتيل أو التجويد , لأن ذلك لها دراسة خاصة تتعلق بها وأحكاماً خاصة تتقيد بها , لذا نحن الآن بصدد نطق الكلمة شعراً ونثراً وإنشاداً , ونحاول تفسير المقاطع العروضية الشعرية لأنها هي محور الحديث .
عندما بدأ الخليل في تقطيع العروض تقطيعاً موسيقياً , اتخذ من المقطع القصير ( الحركة مثل بّ فّ دّ عّ ذ وغيرها من الحروف ) الحد الأدني من أزمنتها اللفظية ووضع لها مقياساً موسيقياً مقدارها حركة واحدة , تقدر بأزمنة الموسيقى بنصف وحدة زمنية , وهو المقطع القصير , أو المقصور , ووضعوا له رمزاً مخصصاً يميزه عن غيره دون النظر إلى فتحته أو ضمته أو كسرته , وهذا الرمز له عدة أشكال منها ( (بَ )غير منقوطة , ومنها ( / ) وأشكال أخرى لا تهمنا كثيراً . ووضع الموسيقيون للمقدار الزمني لهذا المقطع رمزاً خاصاً لها يسمى بلغة الموسيقى ( ذات السن ) وحسابه الزمني يقدر حسب سرعة الآلة الموسيقية , قد تكون نصف ثانية تقريباً
ثم يأتي المقطع الطويل ورمزه العروضي ( ــ ) أو ( /0 ) وأشكال أخرى , وهو السبب الخفيف , أو السبب الثقيل , ورصدوا له من الزمن ضعف زمن المقطع القصير , أي إن كان المقطع القصير زنته ( 1 ) فإن المقطع الطويل ( متحرك + ساكن ) ومهما كان نوعه فله من الزمن ( 2 ) , ورمزه الموسيقي يشبه الحرف الإنجليزي ( بي ) بتشديد الباء , وأطلقوا عليه اسم( السوداء ) ومن هذا المنطلق نقول أن الوتد مفروقاً أو مجموعاً له زنة المقطعين معاً القصير والطويل = 3 .
شكراً لكم . وعلى سعة صدوركم