الواجهة الجنوبية لتربة و مدرسة العالمة أمة اللطيف ، و المشيدة بأحجار غشيمة غير منحوتة ، ولكنها نظيفة ، وخالية من الحجارة الأبلقية البيضاء و المزية ؛ كما هي الواجهة الشمالية المتقنة التشييد .
ونلاحظ فوق النافذة الجنوبية ساكف حجري عليه نقوش تشير الى أنها تربة العالمة أمة اللطيف بنت الشيخ الناصح الحنبلي .
و بالجملة : كان تشييد المدرسة والتربة عام 640 للهجرية ، الموافق 1242 للميلاد ، برأس جادة العفيف في العصر الأيوبي ، وكانت تعرف أيضاً ( بدار الحديث العالمة ) نسبةللعالمة أمة اللطيف ابنة الشيخ الناصح الحنبلي ، ودفنت فيها عند وفاتها سنة 653 للهجرة ، الموافق 1255 للميلاد ، واليوم زالت المدرسة وبقيت التربة فقط ، وجاورها فيما بعد إبان العصر المملوكي التربة الكجكنية من جهة الغرب ، وتربة ريحان من جهة الشمال ، و تربة مجهولة من جهة الغرب .
و من الملاحظ أن المدرسة ( قاعة الدرس ـ دار الحديث العالمة ) قد إختلست منذ زمن بعيد ... وصارت بيوتاً للسكنى ، و لو استطاعوا إختلاس التربة .. وغرفة الضريح لفعلوا ..؟؟ .. كما فعلوا في أوقافها و الأراضي المجاورة لها .
An overview of Damascus painted from Qasiyun Mountain at the end of nineteen century.
2006 University of Washington
وذكر المستشرقان الألمانيان / كارل ولتسينجر و كارل واتسينجر ( Carl Watzinger & Karl Wulzinger ) في كتابهما الآثار الإسلامية في مدينه دمشق ، تعريب عن الألمانية قاسم طوير، تعليق الدكتورعبد القادر الريحاوي عام 1335/1917 أن هناك مجموعة من المباني التي توزعت حول الضفة الشمالية لنهر يزيد ، كما أن طريق التراموي / السكة يلتف حول هذه المجموعة من جهتها الجنوبية الشرقية ، اننا نطل من هذا المكان عبر البساتين على المباني الأربعة التالية من جهة الغرب الى الشرق :
1 ـ تربة صغيرة تعلوها قبة بطيخية الشكل ، لكن هذه التربة مجهولة الهوية لدينا . ( يقول الدكتور الريحاوي أن هذه التربة لا أثر لها اليوم ، و ترجح بأنها التربة الأيدمرية تربة الأمير عز الدين أيدمر بن عبد الله المتوفى سنة 667 للهجرة . ) انتهى ريحاوي
مرجعا لمخطط الأماكن الأثرية المعروفة بين سنة 553 ـ 1153 هجرية لمدينة الصالحية للباحث التاريخي الكبير محمد أحمد دهمان فقد ذكرها تحت رقم ـ 82 ـ بمحلة العفيف ثاني تربة من جهة الغرب تربة أمة اللطيف . انتهى .
ومازالت قائمة حتى يومنا هذا شتاء 2007 للميلاد . وقد رمم البناء في النصف الثاني من عام 1945 للميلاد ، و تشغله اليوم رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان بدمشق .
تربة مدرسة العالمة أمة اللطيف من الشمال الغربي الى الجنوب الشرقي بعدسة الدكتور ( تيري آلان ) عام 1992 ، في جادة عمر صفر من حي الشركسية برأس جادة العفيف بعد فقدان قاعة التدرس منذ زمن بعيد .. وأضحت سكناً من طابقين .
نلاحظ أن الأجزاء العلوية للواجهة الشمالية مشيدة بحجارة منحوته بشكل دقيق يعلوه طنف من الحجر المزي الجميل غاية في الجمال .
وأصبحت جدرانها ملعباً للكتابات ، و لصق الصور ، دون الإكتراث لأهمية هذه الأبدة الرائعة . وتعتبر الواجهة الشمالية المطلة على الجادة هي الواجهة الرئيسية للمدرسة ، و تخترقها النوافذ وأيوان المدخل و حجارتها منحوتة جميلة من الأبلق الأبيض والمزي دون التطرق الى الحجارة السوداء . وما زالت لوحتها الرخامية الحديثة المؤرخة عند بابها تحمل التسمية الخاطئة ( المدرسة اليغمورية ) .
ويعتبر بناء تربة أمة اللطيف اليوم في صالحية دمشق من أضخم الأبنية التي تم بنائها في تلك الفترة ، فيحتل الضريح القسم الشمالي ويبلغ طوله حوالي 15 متراً بارتفاع عشرة أمتار ومبنية من الحجارة الضخمة . و يتوسط بناء التربة باب صغير .
أما بناء غرفة الضريح فهو مبني على قاعدة مربعة الشكل ، فيها نوافذ مفتوحة منفردة و يعلوها الرقاب فيها أقوس يتخللها مشغولات خشبية حديثة معشقة بالزجاج الملون كانت تستخدم لإنارة الضريح ، وتستند على الجذع رقبة القبة فيها نوافذ صماء و نوافذ مفتوحة بكل قوس على شكل محراب أيضاً ، يعلوها قبة نصف مكورة محززة برقبتين قامت مديرية المتاحف و الآثار السورية عام 1989 بترميمها و تجديدها وطلاءها باللون القرميدي ، وعموماً فالتربة في حالة جيدة جداً قائمة وسط المباني السكنية بصالحية دمشق .
تعرف هذه المدرسة باسم مدرسة عز الدين فروخشاه ، و قد أوقفتها على تدريس المذهبين الحنفي والشافعي الأميرة الفاضلة الجليلة الخاتون ـ حظ الخير / خطى الخير ـ ابنة الأمير إبراهيم بن عبد الله .
وهي والدة الملك المنصور عز الدين ( أبو سعيد ) فروخشاه بن شاهنشاه ، وهي أيضاً زوجة الملك الشهيد نور الدولة شاهنشاه بن نجم الدين أيوب شقيق السلطان البطل صلاح الدين الأيوبي ، وقد استشهد نور الدولة شاهنشاه بن نجم الدين أيوب وهو يقارع الصليبيين على تخوم الشام .
قال الصفدي في حرف الشين المعجمة : شاهنشاه بن أيوب بن شاذي بن مروان نور الدين الدولة ابن نجم الدين أخو السلطان صلاح الدين يوسف محرر بيت المقدس ، كان أكبر الأخوة ، واستشهد شاهنشاه في الوقعة ( يعني كسرة نور الدين ابن صاحب أنطاكية ) التي إجتمع فيها الفرنج سبعمائة ألف ما بين فارس وراجل على ما يقال ..
**********
دمشق - باب توما 1921م - قبل ان يتم هدم المنازل المحيطة وتحويله الى ساحة
الواجهة الشمالية الغربية للتربة العادلية البرانية ( تربة السلطان المملوكي زين الدين
رداُ على سؤال السيد ( باسل الدمشقي ) حتى تعم المعرفة على الجميع :
باسل الدمشقي
(( لدي سؤال عن قبتين قرب جرس الرئيس بتجاه مدرسة جودت الهاشمي ومشفى التوفيق عند مبنى فندق الفصول الاربعة الحالي )) .
TOMBEAU DE FARRUKH-SHAH (à droite) ET DE BAHRAM-CHAH (à gauche). — Vue prise du Sud-Est - J. Sauvaget
الواجهتين الشرقية والجنوبية للمدرسة الفروخشاهية والتربة الأمجدية ، والبناء يتألف من قبتين متجاورتين محوريا ، ولكن القبة الشمالية ، وهي الأكبر ، قد انهارت ، أما الجنوبية وهي الأصغر .. فإنها تقع على حافة المنحدر ، و يقوم سبيل للماء بجانبها و كوخ للحارس بها .
مخطط توضيحي للتربة الأمجدية و المدرسة الفروخشاهية للمهندس ارنست هرتسفلد
عند عودتي إلى البيت بعد زيارتي الميدانية و مطابقة ذلك مع مخطط ( هرتسفلد ) فوجدتها تتألف من قبتين متجاورتين ، الأولى منهما ( قبة التربة الفرخشاهية ) كبيرة الحجم لا تزال محافظة على طرازها الأيوبي الأصيل و على غِرار العمائر الأيوبية .
وهي مكونة من رقبة طويلة وليست رقبتان كما هي عليه الآن عام 2010 للميلاد ، ومسدسه الأضلاع ، فيها ستة نوافذ قوسيه ثلاثة منها صماء ، و الثلاثة الباقية فيها زوجين من النوافذ القوسية كانت تستعمل للإنارة ، و القبة ذاتها مكورة ملساء الشكل وليست محززة كما هي عليه الآن عام 2010 للميلاد .
صفاتها المعمارية كما جاء في مشيدات دمشق ذوات الأضرحة :
تتوضع فوق التربة ، وعلى طرفيها قبتان ملساوتان متجاورتان و مجددتان منذ عهد ليس ببعيد . وكانت بينهما في السابق مئذنة ما زالت قاعدتها المربعة ظاهرة للعيان الى اليوم فوق الواجهة الشمالية الغربية .
تستند القبتان الى رقبتين ، كل منهما بطبقة واحدة مثمنة الأضلاع تزينها أربع نوافذ توأم متطاولة ، ضمن قوس ، و أربع نوافذ صماء مقوسة ، و تفتح في واجهة التربة بوابة مرتفعة تنتهي في أعلاها بطاسة مظلية تحتها نسق من الحنايا الضحلة الممتدة فوق مقرنصات بدلايات .
وفوق بابها مدماكان مزرران ، و على طرفي البوابة نافذتان تعلو كل منهما قطعة حجرية مزررة ، فوقها حشوة مستديرة مزررة أيضاً ، و يحيط بالواجهة أفريز زخرفي من الحنايا الضحلة و تحته شريط تزييني من الحجر السود الأملس ، كما يتوضع في الوسط من أعلى الواجهة مدماك مزرر .