بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل محمد زغل السلوم , حياك الله , الموضوع الذي طرحت بين أيدينا موضوع لا أرى له أي قيمة فكرية أوعلمية أو معرفية , وذلك للأسباب الأربعة التالية :
1- أن القرآن الكريم وحي من الله عز وجل وهو ينطوي على قدسية تغطي كل نصوصه بإجماع الأمة .
2- القرآن الكريم آخر الشرائع السماوية نزولاً لذلك جاء مستوعباً لكل معطيات التطوّر الحضاري ومواكباً الزخم العلمي والمعرفي إلى يوم القيامة .
3- أنه الشريعة الصالحة لكل زمان ومكان يلبي حاجات البشر بكل ما يفرزه الواقع الحضاري والاجتماعي من جديد على كافة مناحي الحياة .
4- هذه الطروحات كما لايخفى على أي باحث من ورائها أيد ماكرة تهتدف إلى تجريد القرأن من أهم خاصيتين :
أ - خاصية الإجاز . ب - خاصة القدسية .
وبذلك يغدو مجرد وثيقة تاريخية بل مجرد نصوص عادية لها طابع البشرية وعند ئذ ينزلها أولئك على منهجهم الذي صاغوه والذي يهدف في النهاية إلى سلخ المسلمين عن أحكام القرآن والزج بهم في نفق العلمانية المظلم . ولاننس أن العلمانيين لايقرّون بشيء اسمة القدسية ولا يعترفون أن القرآن وحي سماوي . بل هو كتاب من كتب الثراث العربي , ولعل من تحدثت عنه محمد عابد الجابري واحد من هؤلاء . ومثله أيضاً الدكتور طيّب تيزيني في كتابه الموسوعي من التراث إلى الثورة , حيث يميل إلى اعتبار القرآن واحداً من كتب الثراث العربي , أخي محمد أشكرك على إثارة هذا الموضوع وإن كنت لا أرى له أي قيمة فكرية أوعلمية , لكن يكفي أنه أثار انتباهنا إلى تلك الثلة التي تتربص بالقرآن والسنة معاً لتزاد الأمة بدينها تمسكاً أكثر من أي وقت مضى , جزاك الله خيراً , المأمول أن تطرح مواضيع هادفة في قادمات الأيام , وفقك الله لكل خير .
وما بكم من نعمة فمن الله