الأخت أم فراس
عمرة مباركة وحمدا لله على السلامة
و بك الدار هنا يعمر .
الأخت أم فراس
عمرة مباركة وحمدا لله على السلامة
و بك الدار هنا يعمر .
أنا الجاهلي الجهول إذا جهل
فوق كل ذي علم علم
قرأت في سفر الخلق
في صفحة مع محمد تحت ظل كرم
السلام عليكم
تشرفت بمرورك العطر أذاقكم الله ما ذقته من روعة حقيقية يعجز اللسان والحرف عن وصفها
غفر الله لنا ولكم وتقبل قبولا حسنا وتقبل الله منا رمضاننا بالغفران والاعتاق.
[align=center]
( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
[/align]
يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقليوإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتيوإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي*******لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .
أَسْرِي سَقَى شِعْرِي الْعُلا فَتَحَرَّرَا = وَرَقَى بِتَالِيهِ الْمُنَى فَتَجَاسَرَا
كما أسلفت سابقاً سأقول بعض الكلام عن مجريات عمرة أديتها منذ بضع سنوات
هي عمرة فردية لم تكن ضمن جماعة لها قائد وبرنامج تسير عليه
لقد توجهت بالبرّ إلى جدة حيث يقيم شقيقي الأصغر وأقمت هناك شهراً كاملاً ينقص منه يوماً أو يومان
سأدوّن هنا بعض المواقف والملاحظات والمشاهدات اللافته التي استوقفتني أثناء رحلتي وإقامتي القصيرة :
- في طريق ذهابي وإيابي وأثناء سير الحافلة في أراضي المملكة العربية السعودية لاحظت قسوة الطبيعة وانتشار الصحارى وكثبان الرمال وندرة النباتات والمساحات الخضراء جداً على طول الطريق الذي قطعناه والذي يقارب الألف من الكيلو مترات وفي بعض الأماكن المتفرقة رأيت نوعاً من النباتات والأشجار غريبة الشكل عارية عن الأوراق ولها لون يشابه لون الرمال الصفراء
- ندرة التجمعات البشرية والقرى وتوزعها بشكل متناثر متباعد جداً في فيافي موحشة خالية من المياه والنباتات فعجبت حقاً كيف لأناس أن يعيشوا في مثل هذه الأماكن المنقطعة التي لا أثر للحياة فيها
- لاحظت اعتماد الشعب السعودي بشكل لافتٍ جداً على العمالة الأجنبية - خاصةً الهندية والباكستانية والبنغالية - اعتماداً كبيراً حتى بتّ شبه مقتنع أن هذا الشعب لايمكن أن ينجز أي عمل بيده مهما كان صغيراً أو بسيطاً , وتخيلت لو أن الوافدين إلى المملكة والذين يبلغ عددهم ما يقارب ستة ملايين وافد أي ثلث عدد سكان المملكة الأصليين قد غادروا جميعاً إلى بلدانهم ماذا يحلّ بالشعب السعودي وكيف يمكن أن تسير شؤون وطنه .
- خبرتُ طبع الخشونة والجفاء والاستعلاء عند أغلب أفراد الشعب السعودي وقد لاحظت أنها طباع أصيلة وطبيعية فيهم من غير تكلف واصطناع وتأكدت هنا أن قسوة المناخ وجدب الطبيعة لهما أشدّ الأثر على النفس البشرية فهي حين تقسو وتشتد ينعكس ذلك على نفوس أبنائها وعلى أخلاقهم وسلوكهم , ولن أنسَ يوماً كنت فيه جالسأً لوحدي في مقهى في أحد المجمعات التجارية في مدينة جدّة فنسي أحدهم عندما همّ بالمغادرة من على طاولة مقابلة كيساً يخصّه كان يضعه أسفل الطاولة عند إحدى قوائمها فابتعد مغادراً دون أن يأخذ الكيس معه فذكّرته به فرجع وأخذه دون أن يوجّه لي ولو كلمة شكرٍ بسيطة بل ولا حتى نظرة امتنان وعزا الأمر إلى حالة الأمان المنتشرة في البلد وأن لا شيىء يمكن أن يفقد فيها
- صدمني النمط الاستهلاكي الذي يتبعه الشعب السعودي بغالبيته في حياته بشكل طاغٍ ومسيطر على كل مناحي حياته واعتقاده أنه بالمال يمكن أن يحصل على أي شيىء مهما كان وبدون أن يبذل أي عناء أو جهد يذكر
- لم ألحظ مطعماً واحداً يقدم أطعمة سعودية تقليدية متنوعة عدا أكلة الكبسة المعروفة وأنواع من اللحوم قد تكون مشوية أو مقلية وتنبّهت إلى انتشار المطاعم ذات الجنسيات المتنوعة مما يدل على فقر في المطبخ السعودي إلا من بعض الأطعمة التي تعتمد بغالبيتهاعلى اللحم والأرز تطبخ بطرق مختلفة اختلافاً طفيف جداً وبنفس المكونات تقريباً وهذا قادني إلى استنتاج يؤكّد ندرة الخضروات في مآكلهم .
- هي مشاهدات عامة استوقفتني في البيئة العامة السعودية ومن ثم سأعود إلى تفاصيل أخرى في العمرة التي أديتها -
http://dc09.arabsh.com/i/02062/qm4x4aormryt.jpg
ماذا يستفيد المرء لو ربح العالم كله ..
وخسر نفسه ... ؟
العمرة التي أديتها كانت في أحد الأيام الأولى لشهر رمضان المبارك , بعد أن لبسنا لباس الإحرام وأدينا صلاةً من ركعتين إيذاناً بنيتنا أداء مناسك العمرة انتقلنا بالسيارة من جدة إلى مكة المكرّمة أنا وأخي وصديق له ووصلنا مكة قبيل الغروب بفترة وجيزة جداً وكنا في الحرم المكي نأخذ مكاننا بين المصلين قبل أذان المغرب بدقائق معدودات ومن المشاهد التي استوقفتني :
- وجود دوريات متحركة لسيارات من شرطة المرور على طول الطريق بين جدة ومكة تراقب حركة السيارات ويبدو أنها تحتسب لوقوع حوادث مرورية هي على أهبة الاستعداد لمعالجتها
- استوقفنا حاجز أمني ثابت يدقق في هويات ركاب السيارات والحافلات نظر إلينا أحد عناصره نظرة مستطلعة فقط وبدون أن يسبب لنا أي إزعاج سمح لنا بالمرور
- عندما وصلنا إلى أطراف مكة ركنًا السيارة في موقف مخصص للسيارات لأنه لا يسمح للسيارات الوافدة من خارج المدينة بالدخول إلى قلبها تجنباً للزحام وتوجهنا إلى حافلات مخصصة لنقل الركاب إلى جوار الحرم المكي
- في هذا الموقف شاهدت مجموعات من الشبان تتوزع قرب الحافلات وتعطي لكل شخص علبة كرتونية في كل منها تمور وعدة أنواع من الحلويات المغلفة وزجاجة صغيرة من العصير
- عند وصولنا إلى أبواب الحرم المكي أخفينا محتويات العلب تحت إزارنا لأنه لا يسمح بإدخال أي نوع من الطعام إلى داخل الحرم
- شققنا طريقنا بين المصلين في المسجد الحرام وعلى طول الممشى رأينا شيباً وشباباً يحمل كل منهم طبقاً من التمر يقدمه للصائمين
- أُخذت بمشهد الحشود الضخمة من البشر وتعدد أعراقهم وألوانهم وسحناتهم وأشكالهم وعجبت لهذا الرابط الإيماني الذي يجمعهم ويأتى بكل منهم من أقطار الأرض المختلفة
- بعد أداء صلاة المغرب تقدم منا رجال وشباب يقدمون لنا في مشهد يدل على الأريحية وكرم الضيافة القهوة العربية التي تتكون في غالبيتها من حب الهال
- قبل البدء بالطواف حول الكعبة المشرّفة طلب مني أخي ورفيقه أن أحمل حذائي بيدي ( وهو مشاية خفيفة ) وأبدأ بالطواف معهم فرفضت بإصرار وأفهمتهم بأن هذا الفعل يتنافى مع قدسية عملية الطواف أجابوني بأن كل الناس تقوم بهذا العمل , تركت حذائي في مكانه وعند انتهاء الطواف وكان عدد الطائفين قد ازداد أضعافاً لم استطع الوصول إلى مكان الحذاء فتابعت أداء المناسك حتى اذا انتهينا من السعي وأردنا الخروج لم أجد حذاءً أضعه في قدمي وهنا بدأ أخي وصاحبه بالتندر عليّ بطرافة وذكراني بنصيحتهما لي بحمل الحذاء ثم طلبا مني مازحين أن ألبس أحد الأحذية المتناثرة خارج المدخل أفهمتهم أن هذه سرقة ولا يمكن أن آخذ ما لست أملكه , ذهب أخي واشترى لي حذاءً فانتعلته
- بعد الخروج من الباب الذي ينتهي عنده السعي واجهنا صف من دكاكين الحلاقين وكلهم من الجنسيات الباكستانية أو الهندية حيث يقومون بقص شعر المعتمر بعد أدائه مناسك العمرة الطريف في الأمر أن أمام المحلات يقف شبان يجلبون الزبائن بنداءات أضحكتني من القلب بكلماتها العربية المكسرة وبطريقة تقليد أخي ورفيقه لها
- من الطرائف الأخرى أننا كنا نطوف ملاصقين لمجموعة من الأتراك فيبدو أن شيخاً مسناً منهم اشتبه بأن أخي أحد أفراد مجموعتهم ربما بسبب أن له عينان خضراوتان وملامح جميلة وبسطة في الجسم فأخذ يرطن معه بالتركية باهتمام وحماس وأخي لا يعي شيئاً مما يقوله الرجل ولم يحرِ جواباً فضحكنا من هذا الموقف وتمنينا لو كنا نعرف لغة هذا الشيخ الجليل لنجيبه على كلامه
- بعد الانتقال إلى المدينة المنورة ذهبت إلى المسجد النبوي الشريف وحدي بعد أن دلني عليه ابن عم لي يقطن هناك , دخلت الباحة الخارجية للمسجد , ثم صرت أمام أحد الأبواب فقرأت على لوحة معلقة على الجدار اسم الباب ودخلت منه إلى داخل المسجد لم أتجاوز المدخل إلا بخطوات عديدة حتى صارت الدموع تذرف من عيني ورحت أمشي وأنا لا أعرف طريقي حتى سألت رجلاً يستند على أحد الأعمدة عن موقع القبر الشريف فأشار لي قطعت مسافة لابأس بها حتى وصلت قبر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ورأيت جموع الناس بين باكِ ومصلٍ وداعٍ مررت من أمام المرقد المبارك ضمن صف طويل ثم قلت السلام عليك يارسوال الله
- أعجبتني جداً المدينة المنورة بأجوائها النورانية وطيبة أهلها وبساطة عيشها وتمنيت لو أبقى مجاوراً فيها
ولكن هيهات منا الأماني
*****
http://dc09.arabsh.com/i/02062/qm4x4aormryt.jpg
ماذا يستفيد المرء لو ربح العالم كله ..
وخسر نفسه ... ؟
السلام عليكم
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
على ذكر الاحذية استاذ سامي كنا دوما ننفرد انا واخي اوس وابن عمتي في الطواف والصلاة فمرة وعند طواف الوداع وكما تعودنا من اخي الصغير ومن فرحته بالاجواء القدسية ان تحمله رجلاه دوننا لنبحث عنه فنجتمع دوما في الفندق ولامناص لكن عند طواف الوداع مللنا تبادل كيس الاحذية فاعطبناه اياها على ان ننتهي لنعود للفندة بانتظار وجبة الطعام الشهية من والدي وغالبا دجاج وارز لنفطن ان اوس اختفى ونعود ادراجنا حفاة !! لكن كنا اشطر منه فدفعنا اجرة سيارة اجرة لنخفي ماحصل لنا ههه!فما الاغلى الاحذية ام اجرة السيارة؟
وسلامي وقبلاتي لعبد الله الطفل ذو 6 اشهر ولد الزوجين الليبيين في جامعة دمشق لدكتوراه اللغة العربية الذي كان رجلا مرحا اكثر منه طفلا رافقنا رحلتنا من اولها لاخرها لم يصمت ولا لحظة بكاء وضحكا وغناء...طفل من اذكى كا رايت عمري...
ونتابع معك استاذ سامي
( تابعوا مسلسل سقوط الخلافة على النيل الثقافية الساعة 5 ونصف بعد ظهر كل يوم)
أخي فراس
كل عام وأنت بخير
هي ذي ملاحظاتي ومشاهداتي التي وقفت عندها قد أكتملت وأنا لم أقصد إلا أن أصف بعض الواقع الذي عاينته بأمانة وموضوعية
ولكن خلصت إلى نتيجة ثمينة
إن الديار المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة هي أرض مباركة طاهرة بمجرد وجودك عليها فإن حالاً من الطمأنينة والأمان والروحانية تشيع في نفسك وقد تقلبك رأساً على عقب وهذا ما لا تجده في مكان آخر
فسبحان الله الذي جعل لها هذه الميزة الفريدة
http://dc09.arabsh.com/i/02062/qm4x4aormryt.jpg
ماذا يستفيد المرء لو ربح العالم كله ..
وخسر نفسه ... ؟
سلام الله عليكم
يشرفني ويسعدني أن أقرأ تلك المذكرات الصادقة والدسمة المليئة بخيوط الفجر والإيمان النوراني. .
سلامي لكل من شارك من الأساتذة. فيها سأقرأ تباعا.
( شكرا لدعوتي لهذا المنتدى الراقي فعلا)
د.ياسمين الجمـّال.