منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 32

العرض المتطور

  1. #1
    21

    القاص/ الفيتوري الصادق / ليبيا

    رحيل الأمكنة


    كَبُر الصّغار .. حبيبتي
    كَبُرَ الصّغار
    تألمتالحقيقة عندما رحل النهارعن هنا و اللّيل و السُمّار،
    عندما صغُر الكبار بحزنهم
    عندما كبر الصغار ما عاد حينا كالذي كان .. وكان !!
    هربت ديارنا عن هنا
    رحل المكان عن المكان
    (2)
    من أين أبدأ يا رفيقتي
    من أين أبدأ ؟!
    ومدينتي بترابها
    وسحابها تنوء .. وأنأى
    وعشيرتي برجالها
    ترتدّخلف الصمت
    في الكهف تنام
    ولا حياة لمن تنادي
    3
    عادت كثير الأزمنة
    عادت عصورٌ غابرة
    وماعادت عروبتنا .. ولا عدنا
    (4)
    كيف لي يا من تبقى برفقتي
    ان أُعيد النهار لحيّينا
    والليل والسمّار
    كيف لي أن أرتّب
    الأحزان في قلبي وقافيتي
    وأعيد حيّنا
    كالذي كان .. وكان..؟!

  2. #2
    22

    القاصة: انتصار عبد المنعم/ مصر

    حدث في رحم ما !


    نظراتي الزائغة تحملق فيالأضواء المسلطة على وجهي، همهمات وتأريخ لليوم والعام بالتقوم القمري، همهمات أخرىتطالبني بالكف عن البكاء، ويد تحكم القناع على أنفي وفمي وتأمرني بأن أستنشق الغازالمخدر، أستنشق ولا فائدة مازلت أرى أعينهم الأسيوية الضيقة وأسمع مزاحهم الذي لاينقطع، وأجيب عن أسئلتهم عن اسمي واليوم وبلدي ولا أفقد الوعي، أشعر بأحشائي تنقبضتريد طرد ما فيها، المطارق تدق جانبي وتجتاحني نوبات ألم لا يشعر بها غيري فتسلبروحي وتشل أطرافي ولا أقوى على الحراك ، رحمي صار مقبرة لقطعة مني تشكلت فيه جنيناصغيرا ويأبى أن يلفظها ، أتشبث بوليدي الذي لن يحمل اسما ويتشبث هو بي خائفا منتراب المقبرة الجاف وظلامها الموحش ، أسمعه يلوذ بي من مشرط الجراح الذي يسلبه مني، يصرخ في لأنقذه ، يستعطفني لأجعله يدفن في كما نبت في ، أصرخ ويصرخ معي ولايسمعنا أحد , غبت عن الوعي.
    جاءنييلومني ، ويندس تحت الغطاء بجواري فالبرد شديد في ثلاجة المستشفى المليئة بالغرباءكبار السن الذين لا يكفون عن التذمر من العالم وأحوال المعيشة، ولا يوجد أطفال مثلهليلعب معهم ، شعر بالخوف من منظر يدي اليسرى المقيدة بأنابيب المحلول فضممتهباليمنى، راعتني برودة جسده الصغير الناعم فضممته أكثر حتى التأم بجسدي مرة أخرى ،خبأته بين رئتي وطلبت منه أن يتوارى هناك عن أعينهم ..

  3. #3
    23

    القاصة: ثورة الرزوق/ سوريا

    ببرود

    التقينا في الميكروباص وأنا بطريقي إلى نوبة المساء ( كانتمهنتي دليلا في صالة سينما ، وكنت أستغرق يوميا نوبتين ) . كان يدخن وينفخ سحاباتمن دخان ثقيل يساوي هموم كل من حولنا.
    سألته إلى أين؟
    قاللأصب نسخة من هذا المفتاح. وأبرز في يده شوكة من المعدن المغطاة بعرق الأيام.
    قلت له هل أدلك على فنان في نسخالمعادن..؟
    أغرق بالضحك دونإجابة. وهنا لاحظت أنه دهن شعره بلون فاحم، وكان الدهان أقوى من ناحية السالفين معظلال باهتة عند الغرة ونقرة الرأس. كانت هذه إشارة لي أننا نفقد بالتدريج إحساسناالعاطفي و الفني بالعالم .
    معابتسامة مرة تنطوي على التأنيب قلت له هل تصبغ شعرك..
    قال نعم . وأضاف للتبرير : لزوم الأسرة السعيدة.
    **
    حينما غادرنا الحافلة التي تحاكي الظروف بشكل معكوس، فقدكان عالمنا متجمدا وضيقا وهي متحركة وواسعة بهموم وأحزان من فيها ، وأصبحنا وسطخليط من الرطوبة والغبار وهوامش لشمس دافئة وعليلة، سألته من باب المجاملة ماذايقصد بالأسرة السعيدة؟..
    مجددافاجأني بضحكته المدوية ، ذلك الفحيح المكبوت واليائس ، الصوت الذي يدل غالبا علىفشل روحي ، ثم قال انظر..
    مد يدهاليمنى. وتسنت لي فرصة أن أرى المعدن االآخر الذي يحمله في هذا اليوم ، خاتم من ذهب، الرمز الغامض للخطوبة ، وربما المفتاح إلى حديقة مجهولة لم تشرق عليها الشمس بعد.
    بصعوبة قلت مبروك.
    كنت في الواقع أفكر بحظي السيء معالنساء . لقد وصلت بهذا الخصوص إلى درب مسدود ، ولا سيما بعد وفاة الوالدة فيالربيع الماضي ، الفصل المفروض أنه ضاحك . وضعني ذلك أمام مسؤولياتي تجاه الآخرين ،أشقاء عدد اثنان ، موظف وعاطل عن العمل ، وأخت ، عدد واحد .. كانت تعيش على الحدالفاصل بين أي نقيضين.. الحياة والموت ،الألم والسعادة ، الشك و الإيمان ، وهلمجرا.. وهكذا تحولت من شاب على عتبات الرجولة وبقلب أخضر إلى فرع من شجرة ميتة ،شجرة قديمة تهوي عليها فأس الإحباط والذكريات..
    سألته و نحن نقترب من صالة السينما : من نصحك بالصبغة؟
    قال الخطيبة.
    - ماذا قالت؟
    - إنها تحب الشعر الأسود الغامق.
    - و لماذا ؟.
    - لأن شعر أهلها أشقر بالوراثة.
    طبعا لم نكن نتحاور بهذه الطريقةالعفوية والمباشرة ، كنت شخصيا أفكر بكل سؤال ، أعصر ذهني ، وكأني أعاني من عسر فيالتعبير، ثم أفكر بكل جواب ، وأقارن بين هذه المعاني العقيمة التي تضع الأهداف منالحياة بعيدا عن أسلوب الكفاح من أجلها. لم يكن هناك تناسب بين الجهد الذي نبذلهوالمردود الذي نتلقاه. كنا نعيش دائما بطريقة الوجه والقناع.. وجه نحمله لأنه مفروضعلينا ، وقناع نختاره لنزيف به حقيقتنا..
    ومن مفارقات هذه الحياة المزدوجة أنني كنت أحب الشعر الأشقر ، وحينمافكرت بالخطبة قبل موت الوالدة وضعت في ذهني صورة بنت شقراء بعينين زرق. وربما كنتبذلك أفتش عن عكس ما أملك . أقصد عينين لهما خلاصة الطيف الأسود الذي يجعل العالمبين قوسين ..
    **
    أمام باب الصالة افترقنا..
    طلبت منه أن ينقل تحياتي لوالده. قال مع ابتسامة عجزت عن تفسيرها لا شك. طبعا.
    و كان يستخدم لأول مرة حسب معلوماتي هذه المفردات المفتوحة على شتىالاحتمالات.
    كان والده رجلا أصلعبرأس يشبه بيضة عيد الفصح . وكنت دائما أقارن في ذهني بينهما. الماضي الأجردوالمستقبل المجهول..وهنا لأول مرة واتتني الجرأة لأبتسم في هذا اليوم الحالك.
    ربما يجب أن أعكس بين أطرافالمقارنة. فأقول رأس أجرد أمام مستقبل تحدد لونه امرأة..
    __________________

  4. #4
    24
    القاصة: سمر حمود شيشكلي/ سوريا

    التخــــــــوم
    تخــــــومالألم


    الوحش ! " " حاضر سيدي
    خذه .. أكرمه " " حاضر سيدي
    وجر الفتى من ياقة قميصه بيد فولاذية ... كمن يجر خروفاً إلى الذبح ..
    وانكشفت أسنانه الصفراء النتنة عنابتسامة لؤم جزار محترف ..
    في كلمرة يستلم فيها ضحية جديدة كان يطرب في داخل هذا الكائن الأشوه الوحش الذي يطل فيكل تفصيلة من تفاصيل كيانه شبه البشري.
    لقد استعذب هذا العمل واستمتع به - كمن يستعذب أي عمل يحبه - الرسممثلاً .. التأليف الموسيقي .. ولكن أية لوحة يرسم - وأية سمفونية يعزف ..
    إنه يرسم آلام البشر بكل أنواعهاوألوانها ..
    ويقود صرخاتهموأنينهم كقائد أوركسترا عظيم ..
    ولكنه كان يعرف أين هي الحدود الحمراء .. لا موت ..
    وكان يذهب بضحيته في فضاء الألموالتعذيب اللامتناهي .. إلى حدود الثقب الأسود ثم يعود بهم باسماً - مرضياً غرورالوحش القابع في كيانه والذي ألغى إنسانيته برمتها
    كان الفتى صغير الجسم نحيلاً .. جاءوا به لا لجريمةارتكبها ولا لتورطهِ بنشاط غير مشروع .. ولكن أرادوا أن يعرفوا منه أسماء معينة فقط ..
    “ ... الوحش " ... " إيه سيدي
    كم قبلة فقط " ... " حاضرسيدي
    عند أول قبلة من يدهالفولاذية التي انهالت على صدغه سالت معها دماء غزيرة من فتحتي أنفه ومن فمه ...
    وسالت معها أسماء لها علاقة أوليس لها علاقة
    لا يدري إنما هي كلالأسماء التي عرفها ...
    ولكن عيناالفتى امتلأت ذعراً وارتجف كيانه كله وانتفض كالعصفور متراجعاً إلى الحائط
    " والله يا عمو هذا كل ما أعرف " وأرغى الوحش وأزبد واقترب بعينين جاحظتين من وجه الفتى الدامي وفحَّ في وجهه فحيحاًنتناً وكأنه يريد أن يلعق هذا الدم ..
    فرح بمنظر خوفه .. بارتجافة الهلع في عينيه وبانكسار الذل في عظامهالرقيقة ..
    وانهالت الصفعات ثانيةوثالثة وسقط الفتى أرضاً فاقداً وعيه .. نظر إليه من علياء غروره الوحشي ، وملأبصره بمنظره متكوماً على الأرض كقطة ضربتها سيارة هوجاء على طريق خالٍ
    وأمر عناصره أن .. " شيلوه " ...
    وقذفوا بدلو ماء بارد عليه فانتفضثم همد مرة ثانية ، قال لهم " اتركوه لأراه غداً “ .
    طقطق أصابعَ ما يسمى مجازاً كفيه ، فهما أشبه بأدواتالتعذيب التي يستخدمها .. ونفخ صدره زهواً وخرج .
    وتتالت زياراته لهذا الفتى بالذات .. فكلما كان الذل أكبروالألم أكبر .. كلما تغذى حقده أكثر وأكثر ..
    جرب معه كل أصناف التعذيب .. وكان يذهب به إلى حدود الموت في كل مرة .. كل صرخة ألم مع قلع كل ظفر كانت لحناً جميلاً يشجي أسماعه .. ثم يغمى على الفتى .. ويخرج " الوحش " نافخاً صدره بزهو ...
    لقد ارتحلت به إلى الحدود ثم عدت به ... “
    وماذا يريد منه أن يعترف به لم يعد يتذكر
    هذه المرة كان الفتى يصرخ من ألمالتعذيب بشكل اهتزت معه جدران المعتقل .. لم تعد هناك دماء لتسيل ..
    عصفور علق من ذراعيه إلى السقفوتدلى جسمه عود قصب أجوف يتأرجح .. وفجأة صمت .. وتدلى رأسه على صدره .. وعيناهمفتوحتان .. والألم القاتل يقفز منهما .. كانتا تحدقان بالقاتل مباشرة ..
    توقف " ..... " " الوحش " عن ضربه .. في البداية ظنها حالة إغماء .. أنزله على الأرض ولكزه بحذائه العسكري وما تحرك ... صفعه مرة .. ومرات وما تحرك
    أرغى وأزبد من جديد “ كيف هربت مني ؟ .. كيف ؟ .. أنا لم أسمح لك ؟ ! “
    وشبح ابتسامة ساخرة على وجه الفتىالقتيل .. غافله وهرب منه .. وهرب من نفسه عندما أوصله هذه المرة إلى حدود الثقبالأسود .. انسل داخلاً وابتلعه الثقب إلى الأبد ...
    هرب الغبي ... ماذا سأقول للمعلم ؟

  5. #5
    25
    اقتحام

    قصة قصيرة جدا

    حسين خلف موسى/سوريا
    ترجمها إلى الفرنسية :
    إبراهيم درغوثي/ تونس


    Assaut
    Une mini nouvelle de :
    Houssine Khalef Moussa

    Traduite en Français par :
    Brahim Darghouthi/ Tunisie


    Une soirée, elle a eu assez de sa solitude et elle a décidé de prendre d’assaut sa petite chambre gisant entre les arbustes.
    La porte était fermée et les gens dormaient.
    Elle s’est mise à frapper de sa jolie petite tête alourdie de douleurs et d’inquiétude, la vitre.
    Et, lorsqu’il lui a ouvert la porte, elle a refusé de franchir le seuil. Inquiète et fatiguée, elle l’a observé son visage puis elle a poussé un gémissement sans égal.
    Et elle a continué à se cogner la tête contre la porte.
    Il a hurlé, arrêtez s’il vous plait !
    Mais en vain.
    Et il s’est rappelé qu’elle a juré de mourir un jour entre ses mains.




    اقتحام

    ذات مساء ضاقت بها وحدتها، وقررت أن تقتحم حجرته الصغيرة القابعة بين الشجيرات، كان الباب مقفلا، والناس نيام.
    راحت تضرب برأسها الجميل الرائع المثقل بالأوجاع والهموم على الزجاج ،وعندما جاء ليفتح الباب، أبت أن تدخل، حدقت في وجهه بعتب وحيرة وصرخت صرخة حزينة ،لم يُسمع مثلها من قبل.
    واستمرت تضرب رأسها بالبابِ.
    صرخ بأعلى صوته: قفي أرجوكِ قفي،
    لكن بدون فائدة ،لا من مجيب،لكنه
    تذكر أنها أقسمت ذات يوم أنها ستموت قتيلة بين يديه.


  6. #6
    26
    قصص قصيرة جدا
    القاص/محمود شقير/فلسطين


    خيبة


    المرأة لم تكن أخذت زينتها بعد، حينما اقتحم عليها البابَ موظفُ الفندق، ليخبرها أن الجهة المضيفة قد توقفت عن تسديد الفواتير.
    المرأة بكت، لأن موظف الفندق شاهد بأم عينيه طاقم أسنانها منقوعاً في كأس ماء، قرب سريرها، وهي لم تأخذ زينتها بعد.


    حياة

    المرأة الحامل، التي بقيت على وجه الأرض صدفة بعد أن حصد السلاح النووي كل شيء، ولدت طفلاً وسيماً، غير أنه في اللحظة التالية لولادته، وقعت ذرة من الإشعاع النووي فوق أنفه الصغير، فاستطال الأنف إلى درجة مريعة، ما يضطر الأم كل صباح إلى قطع ثلاثة آلاف ياردة سيراً على الأقدام، للوصول إلى طرف الأنف القصي، كي تغسله بالماء والصابون، ثم تعود لترضع الطفل حليب الصباح.


    امرأة

    المرأة التي أعدت له زاد السفر، وقفت بالباب تحبس دمعها حينما قال: ألقاك قبل أن يحل الخريف.
    المرأة التي وقفت تودعه لم تزل واقفة وهو يقترب الآن من قمة الجبل.
    الرجل الذي قال للمرأة ما قال، يرنو نحوها الآن وهي تقف بالباب عند السفح البعيد، يصلي في أعماقه كي تبارح المرأة الباب بعد أن يغيب.
    يا إلهي! ها هو ذا الرجل يقطع بحوراً سبعة والمرأة ما زالت واقفة هناك بالباب.


    اختطاف

    أحضرت الحصان إلى غرفتها، ثم قيدته من قوائمه وربطت عنقه إلى ساق السرير، وأمرته أن يكف عن الصهيل كي لا يستيقظ الجيران، فتجأر حناجرهم بالصياح والغضب، أو تذهب بهم الظنون حد اتهامها بإحضار كائنات غريبة إلى غرفتها بعد انقطاع السابلة، وانطفاء الأضواء.
    أذعن الحصان لرغبتها كما اعتقدت، ثم نامت مطمئنة فوق سريرها كما لم تنم منذ أجيال. استيقظت صباحاً فلم تجد أثراً للحصان ولا لسريرها الذي فرّ من تحتها تحت جنح الظلام.
    حدث هذا لدهشتها البالغة، والباب ما زال موصداً من الداخل تماماً مثلما كان قبل أن ينام الحصان.


    حب

    لم يقل لها مرة واحدة: أحبك، فهو يكتفي بالنظر في عينيها، وبين الحين والآخر يمد أصابعه بحنو يسوّي خصلات شعرها التي تبعثرها ريح المساء دون استئذان.
    لم تقل له مرة واحدة: أحبك، فهي تكتفي بالسير صامتة إلى جواره، وفي الصباح التالي تأتي وحيدة تلملم آثار خطواتهما خوفاً من قسوة المارة، ثم تعود وعلى رأسها سلة كبيرة لا يدري أحد ماذا خبأت فيها.

    &


  7. #7
    ـــ مختارات قصصية ـــــــــــ
    27

    نقابة الذباب
    القاص: الصديق بودوارة/ ليبيا



    استيقظت النحلة المجتهدةواتجهت إلى حقل الزهور المترع بالرحيق ..

    ـ لا استسيغ هذا الطعم .. وكأنهفاسدٌ هذا الرحيق .

    أصبح العسل فاسداً .. وتحولت الخلية بأكملها إلى إناءمن الفساد الذي يرتدى عباءة العسل .. وصار العسل سلعةً رخيصة وتحولت النحلة إلى عضومجتهد في نقابة الذباب !!


  8. #8
    ـــ مختارات قصصية ـــــــــــ

    27
    عنْـــها

    القاصة: كريمة الفاسي / ليبيا


    وبعتني مرة... ومرة... ومرة، صرت عكازك تتكئ عليه ذنوبك، تنفخ به جيوبك، وألملم أنا

    ‏الهزائم.. حشرجة، اغتيال صِبا.. ورجل (يسحر القمر) يحرمني الذرية، وآخر أحرمه وما ‏بيدي ما

    أمنح، ضفائر يطلبها الشعراء ومهر تطلبه....‏

    أعضُّ يوماً حَمَلتِني عالياً ورَميتِني، وما شفع لي صراخُ أمي.. وأبصقُ آخراً أتدحرج فيه عن


    ‏الرّاحلة، تبتعد النوق، يلْتقطني السيَّارةُ قبل أن تلْتهمني الضواري.. لا يعلمون أنكِ من ‏سيلتهمني؟!.‏

    زوج
    ثالث ورابع.. في يباسي انتفاخك وفي الفاصل.. لا فسحة أتنفسها، لا بيت، لا أغدو، لا

    ‏أروح.. ليس لي سوى أن أمسح حذائهُ وأزرارهُ، إن لم يرى فيها (وجهه) لكمني.. يده‏وحشية..

    سِرٌّ منك.‏

    في صدري شيء تيبَّس.. لا ينقبض، لا ينبسط حينما يحملني هودج نحو احتراقٌ آخر.. ألعنك ‏منهُ

    مرة.. طفلةٌ فزعت حينما أحاطوها يُطبِّلون ويزعقون.. قريناتها يتسللن متهامسات.. ‏تطلقهن الأيام

    نحو رملٍ ساخنٍ يركضنَ فيه حافيات.. وحدها يُشدُّ وثاقها غليظاً نحو مجهولٍ ‏لن تحبه.. منذ يوم

    عقلْتني فيه.. أكثرت اللعب تحت الشمس اللاهبة، فألهبت (طبابيع ‏ومطارق) الإبل.. حينما احمرَّت

    غرزتها في الجسد النحيل، دحرجته بين حمى النار، وحمى ‏النار.‏

    لمَّا نجوت من كل تيكَ الحُمّيَّات.. لتفرّين شعثاء حافية من ذات الدرب.. درب الـ:‏

    خلوه يمشي مقيد

    يدور زهى قايداته

    هذا سيده موصيه

    على كامل
    الزين هاته..

  9. #9
    ـــ مختارات قصصية ـــــــــــ
    29
    جثة في رداء أبيض


    القاص: ياسر عبد الباقي/ اليمن



    في زقاق الشارع ،حيث كانوا ملتفين نصف عراة حول النار ،
    لعلها تدفئهم من البرد ، قام أحدهممترنحاً ، رافعاً بيده زجاجة
    ، وقال بكلمات متعثرة :
    هيه .. يا شباب .. مارأيكم نهجر هذا
    الحي اللعين للأبد .. قذر .. ملطخ بالأوساخ .
    هتف آخر وكانمثله مترنحاً : آه .. لقد تكلمت ما في رأسي يا
    زعيم .. الناس هنا سكارى .
    وضج المكان بالضحك ، بينما كان الرجل الواقف قد شعر بالفخر
    لمناداتهبالزعيم ، والتفت إلى أحدهم وصاح به: أنت أيها الصبي
    ، أما زال والدك يناديكبالبليد ؟ هز الصبي رأسه كان أصغرهم
    سناً فأضاف الزعيم: إذا أذهب يا بليد ،وأحضر لنا مزيد من
    الخمر .
    قال ذلك وضج المكان مرة أخرى بالضحك ، فشربواحتى الثمالة ،
    وراحوا في غناء ورقص ، أقترح أحدهم قائلاً : يا شباب ، لنذهب
    إلى البحر لنحتفل هناك ثم نودعه ، وساروا مترنحين في الظلام
    وفي الطريق هتفأحدهم : أنظروا هناك !
    -
    أين ؟
    -
    امرأة ! .
    -
    لا أرى شيئاً يا عيون البوم، خطوات خفيفة ، حذرة ، المكان
    مخيف هادئ ، امرأة في رداء أبيض ، لا يسمع منهاسوى تنهيدتها ،
    ونظرات مفزوعة غاصة ، ضائعة .
    -
    ها .. أني أراها .. هاتوها ،ركض الجميع نحوها ، خطواتهم
    قوية مسموعة ، التفوا حولها كالتفافهم حول النار ،ضحكات
    شيطانية شهوانية ، يتقدم منها الزعيم حتى كاد يلتصق بها ،
    عرفته رغمسواد المكان ، صرخت : أنت ؟! وتلفتت حولها باحثة عن
    شخص تعرفه جيداً ، حملها لمتستطع مقاومته ، قوياً وصراخها يضيع
    بين ضحكاتهم المتعالية ، أخذوها إلى كوخيملكوا ، قال لهم قبل
    أن يقفل بابه : الزعيم أولاً .
    لم يعترض أحد ، خرجبعد ساعة يمسح أثر الدم على سرواله قال:
    أنها لكم .
    قفز الصبي ليدخل ، إلاأن أحدهم أمسكه وصرخ به : بالدور ،
    تواصلوا في اغتصابها الواحد تلو الأخر ، حتىخرج أحدهم قائلاً:
    لقد ماتت !
    فيهتف الصبي: انه دوري .. أنا الآن أيهاالزعيم .
    فينظر إليه هذا طويلاً ، ويقول: أدخل .. كن سريعاً في عملك حتى لا
    ندعوك بالبليد ..
    قفز الصبي فرحاً ، فيدخل الكوخ ، ويجلس على أرضيته وأخذيحبو
    باحثاً عنهـا في الظلام ..
    كان الفجر قد لاح عندما تم دفن الجثة ، طلبمنهم الزعيم أن لا
    يلتقوا إلا بعد فترة ، وحذر الصبي قائلاً : أن تفوهت بكلمة
    قتلتك .
    -
    لا تخف .. لا تخف ، قال الصبي ذلك ، وعاد إلى منزله حيث كان
    بادئ السكر والإعياء ، وصادف والده الذي كان ينتظره صائحاً
    بقلق: يا بليد .. أين كنت ؟! اذهب وابحث عن أختك...
    دخل الصبي غرفته قائلاً ! ستجدها في عملها .. في المستشفى !.
    أجابه والده وهو يجهش بالبكاء لقد غادرت عملها بعد صلاة
    المغرب .. ونحن الآن قرب الفجر ، إلا أن الصبي لم يسمعه كان قد
    وضع الوسادةعلى رأسه ونام .....


  10. #10
    ـــ مختارات قصصية ـــــــــــ

    أصوات


    القاصة: رحاب حسين الصائغ / العراق


    سحابة دخان تبادلتاللمسات، مع شباك غرفة يسكنها غريب عند ناصية الشارع المخصص للأزبال، كتب وصيته، فيثلاث بنود..
    البند الأول: تظاهر بالتضحية.
    البند الثاني: تظاهر بالاندماج.
    البند الثالث: تظاهر بالفرح.
    أكل صرصار، الوصيةوهرب.


صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مستقبل الترجمة في الوطن العربي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى foreign languages.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-10-2015, 10:23 AM
  2. شعر الأطفال في الوطن العربي
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى دراسات في أدب الأطفال
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 08-22-2014, 04:43 AM
  3. وراثة الحكم فى الوطن العربى
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-11-2011, 08:02 AM
  4. المجلات التاريخية في الوطن العربي
    بواسطة أبو فراس في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-14-2008, 07:42 PM
  5. ثقافة النكد في الوطن العربي
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى استراحة الفرسان
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 06-20-2007, 07:47 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •