|
هي ابنة العلم والحضارة .. نشأت في بيت محاط بسياج الثقافة والعقل الرشيد .. نمت الموهبة بداخلها منذ نعومة اظافرها فاكتشفت الابداع بداخلها فصارت في درب الكلمة محملة بالقيم والتقاليد العربية الاصيلة فكانت من النماذج المشرفة للمرآة العربية المبدعة .. انها الشاعرة الاديبة .. السورية العربية ( ريمة الخاني ) ولذا اجرينا معها هذا الحوار وهذه هي التفاصيل :
_________
اجرى الحوار :
ابراهيم خليل ابراهيم
_________
_ المبدعة ريمة الخانى في البداية نود التعرف علي المولد و النشاة ومسيرك العلمي ؟
ريمه عبد الإله الخاني .. من مواليد دمشق عاصمة سوريا .. والدي هو دكتور الحقوق والرسام والكاتب والشاعر ( عبد الإله الخاني ) والذي ادى رسالته بصمت وفي ا لظل. .. قمت بالتدريس للمرحلة الابتدائية فترة .. ودرست هندسة الشبكات
وانا وداعية حديثة العهد .. وقد بدات مشوارى الادبي منذ سنوات عبر النت .. وهو الذي فتح لى افاقا معرفية واسعة وعرفنى على عالم الأدب .. ولى مجموعة قصصية بعنوان ( باب الخزانه ) وتوزع بدار الكتب المصرية .. وايضا صدر لى ( تجارب من الحياة ) عن دار الفارابي بدمشق .. وهذا الاصدار يضم مجموعة من التجارب الادبية- وهو تدقيق الدكتور نزار اباظة والصحفية ملدا شويكاني .. وفى مجال الشعر لى ديوان شعري بعنوان ( طيف المشاعر ) و نشر بمصر .. ولى تحت الطبع سلسلة ( صباح الخير ) ومجموعة قصصيه بعنوان ( طموح قاتل )
_ من اكتشف موهبتك ومن وجهك في صقلها ؟
سؤال وجيه جدا أخي الكريم .. اعتبر أول من اكتشفني .. معلمتى اثناء دراستى فى المرحلة الابتدائية وكنت حينئذ فى الصف السادس و المعلمة كانت تطرح فكرة لموضوع التعبير وكانت الطالبات الاخريات يغرقن في الثرثرة .. اما انا فكنت احملها على محمل الجديد وابقى معها في مناورات كتابية .. وانا أدين بأول فضل لمعلمتى ( نعمة الزين ) و والدي شجعنى بقوة لكنه ولكبر سنه لم يستطع متابعتي –اما عبر النت - فبدأ مشواري الأساسي الذي فتح لي آفاقا قصصيةفأخذت من كل كاتب روحه و ملاحظاته وكنه كتاباته لكن جميعهم شجعونني.. -أما فى المجال الشعرى فقد شجعنى الشعراء : عادل العاني و خشان خشان والدكتور جمال مرسي و محمد ابراهيم الحريري ..وغيرهم
_ من وجهة نظرك ما هو الدور المتمثل في الاسرة و المدرسة و الانسان و المجتمع تجاه المواهب ؟
حقيقة هناك تقصير ليس في دعم المواهب لكن في دعم العربية فمعظم من يدخل الادب يدخله بلغة فجة يحتاج لمشوار طويل لصقله .. ومن هنا نعرف ان النت قد قدم الكثير لهؤلاء.. ولكن امتنا امة شعراء قبل الكتاب ورغم هذا ألوم كل صاحب موقع يجعل من موقعه عالم ادبي خالص ويغفل عن مناحي هامة ايضا غير الادب فامتنا العربية تملك من البلاغة مالا يمكن لامة اخرى مجاراتها .. لذلك اقول دوما .. هل نحن بحاجة لشعراء ام لعلماء؟
_ تكتبين القصة والخاطرة والمقال والشعر والنقد فايهم الاقرب الى قلبك ؟
اشكرك على هذا السؤال وعلى رصدك لكل المجالات .. واذكر ان الاستاذ الدكتور( محمد حسن السمان) قد تعجب من المامى بكل هذا وعدم تخصص قلمي باحدها ..وربما بوجهة نظري الكاتب المجيد يجب ان يكون له دراية في جميع تلك الفنون لكنه سيبرز باحداها بالتأكيد .. وانا اعتبر ان الشعر اولا رغم حداثة تجربتي فيه الا انني اركن اليه واستعذب واستغل أي موقف شعوري خاص لاجد قلمي يخط بسرعة مااشعر به وبخيال يدهشني شخصيا.. ومن هنا فالشعر اول اهتماماتى ثم المقال والدراسات النقدية ثم القصة برغم براعتي فى القصة .. وهذا الترتيب لا اعرف سره.
_ ما هي رسالتك التي تبغينها من كتاباتك ؟
اخى العزيز والمحاور الرائع ابراهيم خليل ابراهيم .. لقد لمست جرحا غائرا في نفسي لأنني دوما أواجه الكتاب عبر كتاباتهم .. بقولى : هل تكتب لتنتظر ردا (االله يعطيك العافيه؟) أم ثناءا أم نقدا؟ .. ومجمل القول .. ان الكاتب هوية لا حرف ...فقل لي مارسالتك ؟ .. اعرف من أنت .. وللأسف ان الكثيرين من الكتاب يكتبون تنفيسا أو للشهرة او لابراز عضلاتهم الادبية لذلك يقعوا في خلافات مخجلة فعلا مع اقرانهم .. ولانهاية لها و نشم رائحة حريقها عبر المواقع .. ولكل صاحب كلمة اقول : ان لم تكن كلمتك بلسما لمريض او مهموم .. او حافزا للجيل الواعد .. او دعما لديننا الحنيف فمن الافضل ان يكسر قلم صاحب كل ذي قلم فنحن فلسنا بحاجة لمثرثرين .
_ هل تتذكرين أول ما نشر من كتاباتك ورقيا ؟ وماذا كان شعورك وقت أن طالعت عينيك كتاباتك لاول مرة منشورة ورقيا ؟
سؤال جميل جدا .. و بصراحة اعتقدت انني لن اكتب بعده ابدا وان ابداعي توقف هنا لان النجاح ان لم يتبعه خطوة مماثلة فهي طفرة .. نزعة .. رغبة لاغير .. وقد وزعت مجموعتي الاولى والتي نشرت اولا عبر دار الفكر ثم انتقلت لدار الكتب هدايا .. و كنت فرحة فعلا واريد ان اعرف قلمى للقراء .. ولكن الآن وبصراحة انتقلت لمرحلة اخرى فتحت لي آفاقا.. وانا دوما اقول : ماذا اريد ان اقول وليس ماذا اريد ان اكتب ؟ لانني اريد ان اسمع صوتي لمن يدعى الصمم .
_ ايهما تفضلين .. النشر الورقي ام النشر الالكتروني ام الاثنان معا ؟ ولماذا ؟
حاليا يعاني الكتاب من سوق كاسدة على جميع الاصعده حتى طالب العلم يبحث عن الاستعارة لا الشراء .. .لاحظ كم كتابا تملك وتابع كم مرة تقرا الكتاب؟ اعتبره لن يندثر فهو وثيقة لك لاثبات حقك فقط فالجهات المعنية لم تصل الى المستوى يكفل حمايتنا .. ولكن الكتاب الورقى سيبقى هو الأصل .. اما النشر الالكتروني فهو خطوة للانتشار متعة حقيقية واكثر اقتصادا واسرع تناولا وتداولا ويساعد على تواصلك مع الاخرين وهذا مالا يملكه الكتاب الورقي.
_ هل النشر الالكتروني ساهم في القضاء علي صعوبات النشر الورقي التي كانت تقابل المواهب الواعدة ؟
نعم .. هذا صحيح ولكنه ادخل الغث بالثمين وشوش المفاهيم فالعناوين تشابهت والمضامين اختلفت وان لم تكن تعلم يقين المعرفة عن ماذا تبحث اظنك ستضيع تماما خاصة في عالم البحوث .. فمثلا ابحث عن الصوفة النظيفة و للاسف لن تجد مرجعا كاملا سوى ما اورده الوهابيون عنها وهم هنا يمهاجمون لا يؤيدون...هنا يجب ان تشتغل المنتديات للتقارب ..وللاسف اجد العكس تماما .. علاقات اجتماعية معظمها منحرف ولم تضف لنا أي جديد او خطوة للامام سوى مزيد من الحروف!! شللية الى حد الغثيان و القرف.
_ من الذين كان لهم الاثر الفعال في بداية المسير الادبي لريمة الخانى ؟
يصعب ان احدد .. ولكن اذكر هنا اننى بعد عدة سنوات من البحث عن مواقع جيدة تفتح لي مجال الاحتكاك باقلام تشجع تجربتي المتواضعة التقيت بالشاعر ( عمر هزاع ) عبر موقع منتديات العز وفرحت انه من بلدي وراسلته على الخاص لكي يرشح لي الاسماء الجيدة .. وقد شجعنى كثيرا وقد زودنى بنخبة من المواقع الادبية و بدات انشر من خلالها .. وكنت استفيد من ملاحظات كل من علق على كتاباتى حتى استقام الحرف معي فنيا .. و من المواقع اذكر ايضا :رابطة الواحة الثقافية و منتديات العزالثقافية و منابر الثقافية وعندما طرحت من 3 سنوات سلسلتى الصباحية اعتبرت ها خطوة جديدة لامتحان قلمي ونشرتها فى مواقع كثيرة وحجبتها عن اخرى لانها لاتملك سوى تعليقات تقول ( الله يعطيك العافية ) و ( مشكورة ) ومن هنا كان لابد من وقفة لاعادة النظر لفكري وقلمي .. و السلسله هى تربوية .. اجتماعة رصدت فيها اوجاع المواطن و معاناته .. وقد استنزفت مني الكثير من الجهد والمطالعات والتدابير الصحفية.
_ هل تؤيدين من يرددوا ان الرواية اصبحت ديوان العرب وانها اخذت الريادة من الشعر العربي ؟
لا مقارنه ابدا ..ولكن ورقيا تفوقت ...فعندما تذهب الى مكتبة انظر الى روادها و الى ابن يتجهوا .. ؟ قل من يشتري ديوانا شعريا ..اما الرواية فسوقها اكبر خاصة ان لها طريقا لفن التليفزيون او السينما ومن هنا الطريق للوصول للنجاح والانتشار .. .ولكن نحن شعراء في الاصل ولدينا كوادر ضخمة لكن جيلنا للاسف لايقرا فمتى يدرك اهل التربية والعلم اهمية هذا الامر؟
_ هل توافقين على من يقسم الانتاج الادبى الى نسائى وذكورى ؟ وايهما الاقدر فى التعبير عن هموم المرأة فى الكتابة الرجل ام المراة ؟
حقيقة كنت اؤمن بالتقسيم .. ومن خلال تجوالي عبر المواقع وجدت الظلم للمراة .. وانها ظل لقلم الرجل .. اسيرة لحبه ونزعاته المتغيرة كل يوم وخواطر اللوعة والحرمان .. اتعبتنا حتى قلت فعلا .. ان هناك ادب نسائي بحت ..
ولا اكذبك الحديث ان قلت ان المرأة انتقلت للافضل عبر كتاباتها عبر النت واثبتت جدارة قلمها وقد لامني الكتاب عبر صبا حياتي لفكرتى هذه .. وانا اقول .. ان القلم واحد ولكن الا ترى معي انك لو دققت قليلا لوجدت اختلافا في رقة القلم النسائي والالم الدائم ؟ لاأجد باحثة واحدة او رائدة مقال اللهم الا النادر .. ولكن انا افتخر بصديقتى ( نوريةالعبيدي )ابنة العراق والتى التقى بها عبر النت وهى تعد من رائدات الرسالة الراقية .. و بشكل عام اقول .. ان
النجاح واحد والقلم واحد ولكن من الذي سيثبت نجاحه فى عالم الادب منفصلا عن الاخر؟يجب ان نستفيد من النت بشكل اقوى وانفع..
_ ماهي الرواية او القصة او الديوان الشعري الذي قرأته ريمة الخانى اكثر من مرة ؟ وما السبب ؟
حقيقة ان قراءاتي الاساسية دينية فانا هاوية للادب ولازلت و لن اتخذه حرفة ولا طريقا ..لذلك عندما اقرأ كتابا لمرة واحدة قد يوحي لي بنص جديد لكن ابدا لن اعيد قراءته فعالم النشر واسع .. ولكن احتفظ بالكتب البحثية والدينية
_ ماهي رؤيتك للمواهب الواعدة في سوريا والوطن العربي ؟
حقيقة هناك الكثير و الكثير و يعجز المقام عن ذكرهم .. وفى الواقع انا مقصرة في علاقاتي الادبية لامور عائلية .. واسجل ان هناك قصورا في اللغة العربية فكيف سنفسح لهم الطريق دون ان يملكوا استعدادا لسماع ملاحظاتنا؟ او ادوات تمكنهم من قبول تجربتنا ؟ورغم كل هذا انا عندى الامال فى نخبة من الاقلام الواعدة واتمنى من يعلم فى العقول والمسيرة الادبية
_ مارؤيتك لغد سوريا والامة العربية ؟ وكيف الخلاص من الهموم القومية التى يعانيها الانسان على المستوى العربى ؟
لابد ان تطابق الافعال الاقوال .. فكيف سننتصر بشعر لم يشعل أي فتيل لمقاومه او عالج مشاكلنا واؤكد على ان القيود موجوده وهناك خطوطا حمراء لانستطع تجاوزها..لذلك افضل طريق العلم رغم صعوبته
_ حدثينا عن الجوائز والتكريمات التي حصلت عليها ريمة الخانى ؟ وما هي اكثرها اعتزازا لديك ؟ولما ؟
هى تكريمات معنويه وكانت موقع عناقيد الادب و دموع لبنان ....واخشى ان اكتب لنفسي فقط وهذا لم يكن هدفي يوما ما وليست غايتى الشهرة او المال ...لكن التقدير هو حافز لاريب, واظنني حصلت عليه والحمد لله ولااريد المزيدغير رضى الله.
_ من هو الكاتب والقاص والشاعر المفضل لريمة الخانى ؟
انا ابحث عن النص لا الكاتب. . و.يلفت نظري العنوان .. وغالبا الاسلوب يدريك بصاحبه ..لكن ولازدحام الساحه اكاد اجزم ان الاقلام على معظمها رائعه وانا مقصرة بايفائها حقها لما يستهلكه موقعي من وقت للادارة فهو ستنزف كل الوقت
_ لمن تسمع ريمة الخانى من قراء القران و من اهل المغنى ؟
استمع لاهل المغنى بدون قصد فاطرب لهم . .. ولكن.مازلت افضل القديم
واحب ان اسمع القرآن من الشيخ :المنشاوي والشيخ محمود الحصري والشيخ عبد الباسط عبد الصمد .. .و يشجيني صوت السديسى ..
_ من وجهة نظرك لماذا توارت القصيدة المغناة ؟
لقد تراجعت امام هجمة الشعر العامي المطلوب للغناء .. ولكن القصيدة موجوده و لكننا لانبحث عنها للاسف و مازال عالم الفن يغرينا بملوثاته ..
_ لك منتدى فماهى الرسالة التى كانت انشاء هذا المنتدى ؟
هدفي من المنتدى هو رضى الله تعالى .. واتمنى ان يبقى منتداى نظيفا دوما اما العائد المادي فلا ابحث عنه ولكن الاسمى ان نعطي دونما اى مقابل .. واشكرك على سؤالك هذا الذى يهمنى جدا .. واذكر ان البعض لامنى .. ومنهم من طلب ضم منتداي لمنتدى اخر له وهذا احزننى كثرا .. فقلت : هل المراة عاجزة عن ادارة منتدى؟
_ ماذا تعني هذه الكلمات لريمة الخانى : الرواية :مشروع يعطي للكاتب بصمة قوية لمسيرته
القصة :نفحة من فن شديد التركيز و سهل التناول للقراء و يمكنك ان تحكي من خلاله الكثير.
الكتابة فن صعب جدا ولو استخدمت لصالح الامة لكانت النتائج ممتازة .
الخاطرة:فن قائم بذاته قل من اتقنه
المقال:نص قوي يعطيك مالم يعطك الكتاب .. هو وجبة خفيفة ومفيدة
القلم:كم ظلمناه ببوحنا .. وكم بكى وضحك معنا دون طائل ولافائدة ...متى نحسن له؟
الاسرة:جذورنا .. تتحدث عنا .. وهى مصدر الدفء الذى لامثيل له.
الرجل: ظلم نفسه بكلمة حب فوقع اما م الجميع ولم يعد مثالا يحتذى إلا مارحم ربي.
الأمومة : كلمة كبيرة جدا جدا منها تصدر الاجيال .
الجوائز والتكريمات: مقصرون مقصرون مقصرون.
كتاباتك : وثيقة.
سوريا : بلدي وحبيبتي اتمنى لخا الشموخ دوما
مصر : ام الدنيا ... واشكر من تواجد معى فى موقعى من اهل مصر الكرام
الامة العربية: امة مغلوب على امرها تلهيها اللقمة.
_ ما هي الحكمة التي دوما بخاطرك ؟
اتق شر من احسنت اليه.
_هل زرت بعض الدول وما هي انطباعاتك بعد زياراتك ؟
اعتبر نفسي زرت نصف الكرة الارضية وتبين لي ان العالم واحد والانسانية واحدة عبر كل العالم والاختلاف في منبع الثقافة والتوجيه والظروف المحيطة.
_ بيت من الشعر او الحكمة تردده ريمة الخانى بين الحين والاخر ؟
قول الامام الشافعى رضى الله عنه :
ضاقت فلما استحمت حلقاتها فرجت وكنت اظنها لاتفرج
_ رسائل توجهها ريمة الخانى فلمن ترسلها وماذا تقول فيها ؟
ياعباد الله افيقوا.. هذا النداء اوجهه للعالم كله .
_ نأمل في الختام تقديم بعضا من كتاباتك للقراء الاعزاء ؟
لن اجد افضل من اول قصة لى وقد حازت على محبة الجمهور تحكي عني وكانت اول من فتحت لي باب التأليف:
كان هواء الشرفة عليلا.... حقيبة يدها جاهزة دائما وكذلك ملابسها هي على استعداد دائما لأي نزهة لأي مساعدة ..الخوف من الفراغ صعب , والخوف من الوحدة أصعب ... الأطفال الذين كانوا أطفالا , كبروا وطاروا , والنفس الكسيرة برئت وتحسنت وأصبح كل شيء على ما يرام , لكن المشكلة .....إن المحفظة دائما خفيفة الظل كصاحبتها ......لا ترتاح حتى تنفق ما بيدها ......عقلها المفتوح على جميع الأوجه..... كل الناس أصدقاء ......سطحية كانت العلاقة أم عميقة ........المهم أنها متصالحة مع نفسها ......ومع العالم.
لا تحب المشاحنات .......سلام دائما ......و إن تعكر صفو الأيام تستعد له بيوم آخر......
وقعت عينها على غرفتها المرتبة دائما والنظيفة ....ولكن هناك شيء ناقص....ما هو ؟ رمت نفسها على أريكتها المريحة بانتظار صديقتها.....لقد طال الانتظار ....
هيا ,فتيار الأشغال لا ينتهي .. ألقت نظرة إلى باب الخزانة .. منذ متى وهي على هذه الحال ؟.. الأغراض فيها لا تستقر على حال..
ضوضاء نفسها لا تسمح لها بالهدوء تشدها إلى الخروج إلى أي مكان السكون لا تحبه حتى في اللغة العربية... الحركة الدائمة مع كل العثرات تجدي , ولو نفعا قليلا...
هكذا كانت تفكر ... عادت آخر النهار وقد أنهت كل ما اختزنته من طاقة ... هكذا أفضل.. أحب أن أنام ملئ جفوني...
كتبت رسائلها المعتادة إلى أصدقائها في الغربة إلى أبنائها المسافرين, آه آن الوقت لمراجعة برنامجها اليومي:
غريب هذا اليوم ! لا موعد لا زيارة هذا اليوم غير بقية الأيام ...
قلبت مكتبتها فوجدت كتبا كثيرة لم تقرأها , ووجدت أوراقا كذلك لم ترمها ووجدت قصصا كثيرة لم تكملها ... ربما أسماء أصدقاء نسيتها مضت الساعات سريعة لم تجد سوى خيوط الليل.....
فعلا.. كيف حصل ذلك ولم تشعر بالوقت؟
كانت تحتال على الساعات وهي تحتال عليها...
عادت إلى النوم وإذا بها تنظر إلى باب خزانتها المكسور .... لم تدر حينها كيف قررت إصلاحه بنفسها ..... ياه لا يحتاج إلا لمسمارين.... كيف أهملته كل هذا الوقت؟؟........
وهذه من ( باب الخزانة ) وقد فازت بجائزة القصة القصيرة في (برنامج أوراق) فى bbc بلندن . |
|