منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 21 إلى 23 من 23
  1. #21
    جولــة في ديوان "مدائن ا لفجــر"
    للدكتور صابر عبد الدايم

    بقلم: أ.د. خليل أبو ذياب

    غبَّ الهزيع الأخير من الليل عدت من إحدى سياحاتي في عالم " الغفران الجديد " بصحبة شيخي العظيم أبي العلاء المعري ، ولما هممت أن أودعه طفح على سطح ذاكرتي هذا البيت :
    معلّقٌ بين تاريخي وأحلامي وواقعي خنجر في صدر أيامي !
    فأنشدته وأنا أودّع الشيخ فبدت على وجهه وفي يده آثار ارتياح وإعجاب ظاهرة ، فاندفع ينشد البيت مرة أخرى متسائلا عن الشاعر الذي أبدعه فأعلمته به ، وذكرت له أنه من قصيدة للشاعر بعنوان " مدائن الفجر" ، وذكرت له أيضا أنه العنوان الذي اختاره لديوانه الجديد .. ثم استزادني فزدته بعض الأبيات .. ومضى يستزيدني حتى أتيت على القصيدة كلها ، وهممت أن أخرج منها إلى غيرها لولا أن بادرني الشيخ قائلا : حسبك الليلة ما أنشدتني ، وموعدنا الليلة القادمة لنتجول في هذه المدائن الجميلة الحالمة نستنشق عبيرها الطيب ، ونلتقط جناها الشهيّ ، ونتعرف على هذا الشاعر المبدع ، ونتحسس أبعاد عبقريته الملهمة !! وودعته وانصرفت !
    وحان اللقاء المنتظر وطرقت باب الشيخ فآنست في أساريره ارتياحا عجيبا وتشوقا بالغا ، واستحثني على مواصلة الإنشاد ، واندفعت أنشد القصيدة تلو القصيدة ، يستوقفني تارة ، ويتعجلني تارة أخرى حتى أتيت على القصيدة العاشرة وهي الأخيرة .. وكنت كلما أنشدته شيئا من الشعر كان يهزّ رأسه حينا ، ويرفع حاجبيه آنا ، ويبسم طورا ، ويقطّب جبينه تارة .. حتى إذا فرغت من الإنشاد أثنى على الشاعر بما هو أهله ، وأشاد بعبقريته الشعرية وإبداعه المتميز .. ثم لمح على وجهي طيف تساؤل أو آثار رغبة في القول فبادرني : ما شأنك ؟ وماذا تريد أن تقول ؟
    فترددت قليلا ثم تلجلجت وأنا أقول له : هل يأذن الشيخ فيضمّ هذا الديوان إلى نظائره من دواوين أكابر الشعراء أمثال " المتنبي وأبي تمام والبحتري " الذين خلّد شعرهم بما وضع عليها من شروح وتعليقات في كتبه المشهورة " ذكرى حبيب " و" معجز أحمد " وعبث الوليد " !
    وبدا على وجه الشيخ ارتياح ورغبة .. ولمح على وجهي آثار تساؤل ، فبادرني بقوله : كأنك تريد أن أخبرك بالعنوان الذي سأختاره لهذا الديوان وهذا الشاعر ؛ فأومأت إليه أن : أجلْ !
    فقال : ليكن " آلام صابر" ! ومضى يحرر هذا العنوان ويحدد أبعاده ومقاصده قائلا : فأما " الصابر " فيمكن أن يكون الشاعر نفسه لكونه اسمه ، ويمكن أن يكون اسما أو وصفا ينطبق على سائر القطاعات التي تحدث عنها في الديوان وطرح همومها وآلامها وعذاباتها فصبرت عليها كما صبر هو عليها ! وقد بدا لي أن آلام هذا الصابر قد استغرقته ، وتعددت تعددا هائلا وكثرت وتكاثرت عليه حتى كادت تأخذ بتلابيبه وتمسك بخناقه .. واندفع الشيخ يعرض أطرافا من هذه الآلام والمصائب والأحزان التي عانى منها هذا الصابر ومن وراءه من الصابرين ، ويشرح همومهم .. فعلى مستوى الفرد/ الإنسان ـ عربيا كان أم مسلما ـ فقد استغرقته الآلام والأحزان لما كان يعانيه من سوء الواقع الذي قصصت عليّ شيئا منه في لقاءات سابقة ، وبالتأكيد أغفلت أشياء كثيرة منه قد حكاها هذا الشاعر وغيره من أبناء عصركم الشقيّ النكد ! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ! وقد استوقفني ما جاء في هذه القصيدة الأولى حيث يقول :
    معـلق بين تا ريخي وأ حلا مي ووا قعي خنجر في صد ر ا يا مي
    أ خطو.. فيرتدّ خطوي دون غايته وما بأ فـقـي سوى أ نقا ض أ نغا م
    تناثرت في شعاب الحلم أورد تي وفي د ما ئي نمت أ شجار أوها مي
    مد ا ئن ا لفجر لم تُفتح لقا فلتي والخيل .. والليل .. والبيد اء قدّ امي
    والسيف والرمح في كفّيّ من زمن لكنني لم أغاد ر وقع أ قــد ا مـــــي
    تشدّ ني لمد ا ر الجدي أسئلــــــة يـشبُّها سرطا ن الحيرة ا لد ا مـــي
    وتحتمي با ستواء الريح أ شرعتي والموج يقذ فني أ شلاءَ أ نســــــا م
    أ د ور منقسما في غير د ا ئرتي ولست أ بصر إلاّ ظلَّ آ لا مــي ..
    هكذا عاش الشاعر معلقا بين آلامه وأحلامه ، بين واقعه المحطوم ، وبين ماضيه الماجد الذي صنعه الآباء والأجداد وضيعه الأحفاد .. وبالتأكيد هذه هي حال الأمة التي لم تجد إلا التحسر على تلك الأمجاد الغابرة .. وانظر إلى هذا الشاعر الصابر وهو لا يرى أمامه إلا ذلك الفضاء اللانهائي المثقل بالهموم والآلام والأحزان التي تأخذ بخناقه وتكاد تقضي عليه وتمزق نفسه تمزيقا .. على أن ما يلفت النظر ما يملأ نفس هذا الصابر من أمل ضخم في المستقبل ، فإذا لم تفتح له وللأمة " مدائن الفجر" هذه ، فلا بدّ أن تفتح لا محالة في يوم آ ت إن شاء الله !
    ويلاحظ الشيخ أن آلام الشاعر الصابر تختلط بآلام الأمة وآلام الوطن ، ويعجبه رصده للأسباب والدوافع التي صنعت تلك الآلام وبذرتها في نفسه ونفوس غيره من أبناء هذا العصر حيث ضاعت هوية الوطن والإنسان في هذا الزمن الرديء ـ زمن الهزيمة والانكسار فحوّلت الجميع أشلاء أشباح ، أو بقايا أقوام انتزِعت الحياة منهم ، وجُرِّدوا من الكرامة والكبرياء التي ورثوها عن الآباء والأجداد .. وكل ما بقي له ولهم ذلك الركام الهائل من الزيف والوهم والخداع النفسي المرهق والتخلف والجبن ؛ ألا ترا ه يقول :
    وغِبْتَ يا وطناً ضا عت هويّتُه والأ رض تنبش عن أ شلاء أ قــوا م
    هذ ا لسا نُــك مسجون تـقيّــد ه موا قف الوهم من زيف وإ حـجــا م
    وذي خطـا ك بلا د رب يصاحبها وذي رؤا ك بلا لون وأ عـــــــــلا م
    وذي حد ود ك بالنيرا ن مضرمة وخلفها ا لنا س ترعى مثلَ أ عنـــا م!
    ويلتفت إلى هذا الوطن الذي تبدلت هويته وضاعت معالمه ونسي ماضيه العريق وأمجاده الغابرة مدّرعا كل هذا الركام من الزيف الذي صنعته الحضارة الاستعمارية لتبديل جلده وطمس معالم صورته الماجدة وتغيير شخصيته عبر تلك الحجج الزائفة والأباطيل الواهمة والافتراءات الخادعة ، يقول :
    غيّرت جلد ك ، لا شيءٌ أ ميّزه به سوى أ نه من صنع أ عجـــــــا م
    أ عرتهم منك أُ ذ نا غيرَ واعيــة فحنّطوك ، وقالوا : الصا عد النا مـــي
    وما وعيتَ سوى ا مشاج فلسفة وكـنـت سـهـما بهـا لــم يرمه را م
    وكنتَ قرد ا نمت أ ظفاره صُعدا حتى غد ا في د جاها العنصر السامي
    وكنت تخطر في الأرجاء منطلقا فصرت"عبدَ الحد ود"الحارس الحامي
    فكم رُميتَ على الشطآ ن يا وطنا ضاعــت هـويـّتــه في تـيـه آ كــا م
    هكذا صارت صورة الوطن بعد أن طمست معالم هويته وملامح صورته الماجدة بسيل الأكاذيب
    التي ملأت كيانه وأعمته عن الحقيقة التي ملأت كيانه المتهدم وأعمته عن الحقيقة المرة والواقع الأسود الكئيب الذي يعيشه ؛ وهكذا تحلى هذا الإنسان ـ ومن ورائه الشعب أو الأمة كلها ـ عن كل مبادئه وقيمه الرفيعة ليستبدل بها قيما حقيرة ومبادئ وضيعة تهافت على تقديسها وعبادتها من دون الله والالتزام بها والدعاية لها .. وهكذا ضاعت معالم جلده بعد أن صنع له المزيفون جلدا آخر لا يحمل بصمته الحقيقية الأصيلة ، فأغرَوْه بالشعارات الزائفة والتعاليم الجوفاء ، وأوهموه بضرورة الإيمان بها وتصديقها بعد أن عطّلوا عقله ونشروا في جوانبه الوهم والباطل .. وربما كان أسوأ ما زيّفه المزيفون من حقائق هذا الوطن

  2. #22
    مع أ.د. صابر عبد الدايم
    حول نظرية الأدب الإسلامى

    حاوره: محمد عبدالشافى القوصي

    إضاءات
    * الأدب الإسلامى مشروع تطهيرى لتنقية الكلمة من شوائب العلمانيين والماديين
    * الأدب الإسلامى يأبى الانحراف والإغراق فى الذات والزيف
    * الأدب الإسلامى يتعامل مع العديد من الحقائق الإلهية والكونية والإنسانية
    مدخل :
    منذ سنين خلت ، ارتفعت أصوات بعض المخلصين من الأدباء بضرورة إنشاء رابطة للأدب الإسلامى، تبرز خصائص هذا الأدب وتذود عن شخصيتنا الحضارية، وتدافع عن حقوق الأدباء الإسلاميين وكان فى مقدمة هؤلاء الرجال، الشيخ أبو الحسن الندوى، والراحل نجيب الكيلانى، وآخرون من دونهم نحن نعلمهم0
    * وللأسف الشديد، فإن هذه الفكرة، حتى وإن خرجت إلى حيز التنفيذ لم تجد رجالا يتعهدونها بالرعاية والمتابعة حتى تشب وتترعرع، فسرعان ما اندثر الملتفون حول الراية، وراحت جهودهم سدى، وذهبت ريحهم، وهناك من يرجع ذلك لعدم كفاءة هؤلاء القائمين على أمر رابطة الأدب الإسلامى، أو ربما لعدم كفاءة هؤلاء القائمين على أمر رابطة الأدب الإسلامى ، أو ربما لعدم معايشتهم للقضية، فهم يتكلمون بحرارة . ولكن طبقات الجليد تعلو أفعالهم .. أو ربما لأسباب أخرى كما يرى الأدباء الشبان!
    أد/ صابر عبدالدايم وكيل كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر أكد فى حديث لـ العالم الإسلامى أن فكرة ايجاد مثل هذه الرابطة كانت تريد أن تؤكد أن الأدب الإسلامى هو مشروع تطهيرى يحاول تنقية الكلمة من الشوائب لأنه يؤكد على صدق المحتوى وشرف الغاية وسلامة الوسيلة، وجمال العرض، ويعترف ببشرية الإنسان الناقصة وحاجتها إلى الترويح البرئ. موضحا أن الأدب العربى المعاصر لا ينهض بكل هذه الملامح0
    وقال إن هناك تبعية فى الأدب العربى لا ينكرها أحد. وهذه التبعية تتمثل فى المناهج الأدبية كالرومانتيكية، والكلاسيكية، والواقعية والرمزية وغيرها، التى ترمى إلى فصل الأدب عن الفكر الإسلامى، وبإعلاء الشخصيات المشبوهة، وبالسقوط الأخلاقى، وبضرب لغة القرآن، ومحاكمة الشخصيات الإسلامية بمعايير مادية، وكسر الثوابت، والإيمان بشمولية التغيير واستمراره0
    نظرية الأدب الإسلامى :
    ونظرية الأدب الإسلامى لم تجتث من الأرض ولم تكن طارئة إنها تمتد بجذورها فى عمق تاريخى لا مثيل له فى كل الآداب العالمية، وجذور الأدب الإسلامى مسوغات لاستمراره ، فالقرآن بكل ما يحفل به من مدد بيانى معين لا ينضب يتدفق فى شرايين الأدب، ويمده بأرقى الأساليب، وأشرف الأفكار، وأنبل الغايات، والحديث النبوى يفيض بفصاحة عربية، والشعر العربى الذى نافح عن الإسلام جنبا إلى جنب مع المجاهدين فى سبيل الله، تمتد وشائجه إلى اليوم ليضخ فكره وجمالياته فى محيط الأدب الإسلامى الحديث 0
    وأكد د. عبدالدائم أن أدبنا الإسلامى الذى له هذه الجذور الراسخة، لماذا تقام المحاذير من حوله، ولماذا يثار الجدل فيما بيننا عن مدى مشروعية المصطلح، لقد أدلج الغرب أدبه وسخره لخدمة مبادئه وأفكاره، وأكسبه بهذا قيمة دلالية وجعله رسول دعوة يتخطف الناس ببريقه، ولم يقل أحد عن هذا ما قاله المتحفظون الرافضون لمشروعية الأدب الإسلامى0
    وقال إن الأدب الإسلامى يريد فقط تميز الأديب المسلم بأدائه وذلك بإبراز الحس الإسلامى وتجلية جماليات الكون للالتفات إلى مبدع الكون0
    مشيرا إلى أن على المبدع أن يمارس إبداعه بحرية مطلقة ولكن عليه أن يستحضر عظمة الخالق، فالكون صنع الله الذى أتقن كل شىء وهذا الاستحضار كفيل بإنتاج أدب إسلامى رفيع المستوى0
    وفيما يلى تفاصيل هذا الحوار 0
    ما هى معالم التجربة الأدبية فى ظل خصائص التصور الإسلامى من وجهة نظركم ؟
    نعم .. إن الشخصية الإسلامية لها مقوماتها التى لا تتجزأ، ولها تصوراتها التى لا تقبل التشتت، وهذه المعالم تنطلق من منظور كلى شامل. فى العقيدة والكون والأدب والحياة، فموقف المسلم من هذه المعالم. موقف متماسك غير مجزأ والتأمل فى خصائص التصور الإسلامى لا يكون بمنأى عن حقل التجربة الأدبية فى ظل التصور الإسلامى، لأن المنهج لا يختص بالتصور الدينى فقط، بل يعالج ويدرس فكرة الإسلام عن الله والكون والحياة والإنسان0
    والأديب المسلم فى ظل هذا التصور تنطلق تجاربه من منبع إيمانه الفياض بالتسليم المطلق لخلاق الكون جل وعلا ، وهو يمزج هذه الانطلاقة الإيمانية بالتأمل فى مشاهد الكون، والنظر فى ملكوت السموات والأرض، واستجلاء معالم القدرة الإلهية فى صنعة هذا الكون البديع المتناسق0
    وهو فى غمرة تجاربه الإيمانية والتأملية لا يكون بمعزل عن واقع الحياة ومشاغل الإنسان وآماله وأحلامه، فهو فى إيمانه يتأمل ما خفى من أسرار الكون، وهو فى تأملاته يستجلى أسرار الحياة ويبحث عن منافذ الخلاص للإنسان عبر رؤية إسلامية متميزة. متفردة تصاغ معالمها فى قالب فنى مؤثر0
    ويستطرد الدكتور صابر عبدالدايم المسلم حين يمتزج وجدانه بأضواء الحقائق السابقة وتتشرب مشاعره معالمها، وتأتى تجاربه شاملة مؤثرة، تتجاوز الخاص إلى العام، وتسمو فوق الرغبات الدنيا، تشتاق إلى معانقة الوجود، المثالى، الوجود المسلم بكل ما يحمله من خير للإنسان. وخصوبة للمشاعر، ونقاء للأحاسيس، وبذلك ندرك أهمية تعرف الشباب المسلم على هذه الخصائص، والسير فى ظلها، وفى أضوائها حين يسافر فى مدائن التجارب الإبداعية محملا بشحنات العواطف وثمار الأفكار0
    الإخلاص فى القضية :
    .(يتبع)

  3. #23
    (القسم الثاني من الحوار)
    * كيف ترون الإخلاص لقضية تصفية التصور الإسلامى من الشوائب .. وهل يمكن تحقيق ذلك ؟
    إن مأساة الجيل الحاضر أنه تاه فى دروب الفلسفات المتباينة وتاهت هنا معالمه الحقيقية ، وهى المعالم التى حددها القرآن العظيم0
    وأعتقد أن حماسنا لقضية تصفية التصور الإسلامى من كل شائبة، قد دفعا بنا إلى الموقف الرافض لثمار الفكر الإسلامى فى أزهى عصور الحضارة الإسلامية، حيث اصطدم التصور الإسلامى بالفلسفات والثقافات الأخرى، واشتغل الناس بالفلسفة الإغريقية وبالمباحث اللاهوتية، التى ترجمت إلى اللغة العربية، ونشأ عن هذا الاشتغال الذى لا يخلو من طابع الترف العقلى فى عهد العباسيين وفى الأندلس أيضا انحرافات واتجاهات غريبة على التصور الإسلامى الأصيل0
    ومشكلة الفلسفة الإسلامية أن رجالها فتنوا بالفلسفة الإغريقية وبالمباحث اللاهوتية وظنوا أن الفكر الإسلامى لا يستكمل مظاهر نضوجه واكتماله أو مظاهر أبهته وعظمته إلا إذا ارتدى هذا الزى. زى التفلسف والفلسفة، ولذا نحن نرفض بشدة تغريب الفكر الإسلامى وتذويب هوية حضارتنا العربية 0
    وفى الحقيقة إننا لا نستطيع أن نلغى كل الجهود الفكرية لعلماء الإسلام، فهم لم يكونوا نسخا مشوهة من فلسفة الإغريق، وإنما وجدناهم يصفون ما يترجمونه ويحاولون الانتفاع بما يجدونه نافعا فى مجالات التفكير، وقد وقف علماء الإسلام فى وجه الملاحدة والزنادقة وناظروهم وأفحموهم، ففكرهم برغم ما شابه من تأثر بالفلسفات الأخرى كان صورة لمقومات الشخصية الإسلامية، ومكونات التصور الإسلامى، ولا أحد يستطيع أن ينكر جهود ابن رشد والكندى والفارابى وابن سينا والغزالى، وكذلك جهود المحدثين والمفسرين والفقهاء وعلماء اللغة والأدب والبلاغة، وكتب التراث حافلة بالمناظرات والحوارات والمناهج التى دافع من خلالها علماء الإسلام وفلاسفته عن عقيدة الإسلام الصافية0
    وفى المجال الأدبى لم يقلد النقاد والشعراء الأدب الإغريقى "الوثنى" لأنه لم يترجم لهم كاملا، وكذلك لا يتوافق هذا الأدب بما يحوى من تصور أسطورى ، ورؤية وثنية مع وجدان الشاعر المسلم، وبرغم هذا الحذر لم ينج الشعراء والكتاب من إصابتهم بسهام هذه الثقافات الملحدة، فظاهرة المجون فى العصر العباسى وسريان الخيط الفلسفى فى النسيج الشعرى عن أبىتمام والمتنبى وأبىالعلاء يعد أثرا من آثار هذه الثقافات اليونانية والفارسية والهندية وغيرها0
    وبرغم هذه السمات السلبية للتأثر بالثقافات الأجنبية فى الفكر الإسلامى ، لا نستطيع عزل التراث جملة عن التصور الإسلامى، لأن التأثير سمة كل حضارة زاهية مشرقة، والحضارة الإسلامية لها سماتها المميزة فى الفكر والأدب والعمارة والفنون، وقد أثرت فى ازدهار الحضارات الأوربية فى العصر الحديث 0
    الوعى والحذر :
    ترى ما هو موقف الأديب المسلم من التراث الإنسانى الموروث أو المعاصر . هل يقبله أم يرفضه ؟
    الحقيقة أن الأديب المسلم مطالب بالوعى التام، والحذر الشديد وهو يقرأ التراث الإنسانى، مطالب بهضم ذلك التراث وتصفيته من الشوائب حتى لا تتحول تجاربه إلى مسخ شائه، لا طعم لها ولا لون ولا رائحة، فتجربة الأديب المسلم موشاة بإطار العقيدة السمحة، فالعقيدة الإسلامية بوجه خاص تخاطب الكينونة الإنسانية بأسلوبها الخاص، وهو أسلوب يمتاز بالحيوية والإيقاع واللمسة المباشرة والإيحاء بالحقائق الكبرى التى لا تتمثل كلها فى العبادة، ولكن توحى بها العبادة، كما يمتاز هذا الأسلوب بمخاطبة الكينونة الإنسانية بكل جوانبها وطاقاتها ومنافذ المعرفة فيها، ولا يخاطب الفكر وحده فى الكائن البشرى0" كما يقول الأستاذ سيد قطب " 0
    والأديب المسلم ثمرة هذا التكوين الإسلامى المميز، فأسلوبه شعاع من ذلك الأسلوب، الذى كونه وامتاز بالحيوية والإيقاع واللمسة المباشرة والإيحاء بالحقائق الكبيرة التى لا تتمثل كلها فى العبارة، ولكن توحى بها العبارة0
    وهذه السمات من أدق الخصائص التى يجب أن توشى التجربة الأدبية فى ظل التصور الإسلامى 0
    النمو الروحى .. ضرورة:
    كيف ترون إيجابية التصور الإسلامى التى تختلف . بالطبع . عن الفلسفات والمذاهب الشاذة من وجهة نظركم ومن خلال الرؤية الإسلامية الصادقة؟
    والمعروف أن إيجابية التصور الإسلامى تتعلق بالمعتقد والفكر والأدب والحياة والسلوك. عامة . فى هذه الحياة .. وهذه الإيجابية فى التصور تراها سارية فى تجارب الأدباء الإسلاميين رؤية وأداء أو من شأنها أنها تسرى وتصبغ ابداعهم بصبغة السمو الروحى، والتفاؤل المشرق حيث لا تغرق الرؤى فى ضباب الأحزان ولا تحرق بنار الألم المبدعة، ولا تستعذب الألم لذاته0
    فالصفات الإلهية فى التصور الإسلامى ليست صفات سلبية، والكمال الإلهى ليس فى الصورة السلبية التى جالت فى تصور أرسطو، وليست مقصورة على بعض جوانب الخلق والتدبير كما تصور الفرس فى صفات "هرمز" إله النور والخير، واختصاصاته، وليست محدودة بدرجة من درجات الخلق كما تصور أفلاطون، وليست محدودة بحدود شعب كتصورات بنى إسرائيل، وليست مختلطة أو متلبسة بارادة كينونة أخرى كبعض تصورات الفرق المسيحية، وليست معدومة على الإطلاق كما تقول المذاهب المادية التى تنفى وجود الإله الحى المريد ، إلى آخر هذا الركام الزائف من الرؤى العمياء0
    إذن فالتجربة الإبداعية الإسلامية تنبثق من خصائص التصور الإسلامى، وتموج بكل ما تحمله التجارب الأدبية من عاطفة جياشة، وخيال متوقد وبصيرة نافذة، ورؤى متفتحة على الآفاق الكونية، والطموحات الإنسانية، وفى تفتحها المستنير لا تنفصل عن دائرتها الكبرى دائرة "الإسلام" ومع ذلك فهى ليست بمنأى عن البيان العربى المشرق، لا تنطفئ فى أدواتها اشراقة الفن، ولا يخبو وهج الأداء فى تعاملها مع الله والكون والحياة !
    والدعوة إلى معرفة النقيض أو اكتشاف معالم الوجه المضاد تفتح أمام المفكر المسلم، والأديب المسلم أبوابا متعددة للدخول منها إلى عوالم الثقافة القديمة والحديثة، فالأديب المسلم ليس بمعزل عن التيارات السائدة، بل عليه أن يتحصن ضد المعرفة بالمعرفة، فيصغى، ويحلل، ويفحص ما يقدم إليه، ويقبل ما يتوافق مع فطرته الإنسانية، ورؤاه الفنية ، ويكشف زيف الفكر الدخيل، والرؤى الهدامة، وهذه هى "الحركة الإيجابية" التى يتجاوز بها المسلم دائرة المعرفة الجامدة الباردة0
    وصدق الله العظيم إذ يقول : }أفمن يمشى مكبا على وجهه أهدى أم من يمشى سويا على صراط مستقيم{ 0
    التحقق فى عالم الواقع :
    * هناك فريق من أدبائنا الإسلاميين أمثال حلمى القاعود، ومحمد بركة، وأنت منهم ، يرددون مصطلح الواقعية الإسلامية، فهل هى مضاهاة وتقليد وتأثر بالواقعية فى المذاهب الغربية أو المستوردة من حوارى أوروبا أم ماذا ترى؟
    * المقصود بالواقعية فى الإسلام هو التحقق فى عالم الواقع، وهذا المفهوم مجرد من كل ما علق بالواقعية من معنى اصطلاحى تاريخى فى البيئات الأخرى، وليست الواقعية اقرارا بما يدور فى عالم الواقع من ايجابيات وسلبيات، وانضباطات وانحرافات ولكنها مثالية واقعية لأنها تهدف إلى أرفع مستوى وأكمل نموذج تملك البشرية أن تصعد إليه . وللواقعية فى التصور الإسلامى ثلاثة مظاهر:كما يرى صاحب " خصائص التصور الإسلامى " 0
    1 - التعامل مع الحقيقة الإلهية متمثلة فى آثارها الإيجابية وفاعليتها الواقعية 0
    2 - التعامل مع الحقيقة الكونية متمثلة فى مشاهدها المحسوسة المؤثرة أو المتأثرة 0
    3 - التعامل مع الحقيقة الإنسانية متمثلة فى الأناس كما هم فى عالم الواقع 0
    وهذه الآفاق الواقعية فى التصور الإسلامى تمثل مرتكزات الرؤية الإسلامية فى مجال الإبداع الأدبى، حيث تتفتح مدارك الأديب المسلم على معالم قدرة الله وآثاره فى هذا الكون0
    إن التعامل مع الحقيقة الكونية متمثلة فى مشاهدها المحسوسة المؤثرة .. يقود الأديب المسلم إلى منافذ الإبداع الحقيقى .. فالكون مسرح التأملات، وإشراق الرؤى، وإبداع الصورة المبتكرة المؤثرة، والعودة من رحلة التأملات بزاد روحى عميق، وزاد أدبى مؤثر، ناضج بخصائص التجربة الإسلامية، وهذه التأملات لا تقود الأديب المسلم إلى الهروب والارتماء فى أحضان الطبيعة، ولا تجعل من الطبيعة الها يعبده الأدباء، ولا تجعل من الغاب فردوس الشاعر المفقود، ومهاجره الآمن . ومستقر أحلامه هربا من عالم الناس ودنيا الواقع ، بل تصبح هذه الطبيعة مرآة مجلوة يرى فيها الأديب نفسه وأمانيه وأحلامه، من جبالها يستمد مفردات الشموخ والآباء، ومن بحارها يستلهم مشاعر الحب، والنقاء والصفاء، ويتلقى دروس السمو والعطاء، ومن تقلبات فصولها يرسم للنفس طريق رؤاها، فهى صورة من وهج الصيف، ودفء الربيع وجدب الخريف، ودكنة الشتاء وأعاصيره، وصقيعه وغيوثه، ففى الصيف عطاء الثمار، وفى الربيع عبق الأزهار، وفى لخريف عطش الحرمان. وفى الشتاء رى الظمآن، وتهاليل الإنسان للغيث الآتى من السحاب المضئ بالبروق الصاهل بالرعود .. هذه هى واقعية الإنسان فى تعامله مع الكون .. ومع الناس أيضا .. فهو يحمل لهم فى حنايا نفسه بذور الخير، ويجاهد ما استطاع فى اقتلاع سهام الشر من خطاهم، وشوقا إلى الإنسان الواقعى المثالى أو المثالى الواقعى0
    إن هذه الواقعية لا تلتقى مع الواقعية التى اصطلح عليها النقاد فى العصر الحديث لأنها تمثل وجهة نظر تخالف قيم الإنسان حيث ترى الحياة من خلال منظار أسود، وترى أن الشر هو أساس الحياة، وأن التشاؤم والحذر هما الأجدر ببنى البشر لا المثالية والتفاؤل، ولذا نحن ضد واقعية "فولتير" و"بلزاك" اللذين يمثلان الواقعية باصطلاحها الأوروبى البغيض، والتى أثر فى أدبنا العربى تأثيرا جذريا لم يعد قادرا على النجاة بنفسه منه، وإنتاج نجيب محفوظ الروائى، وإنتاج توفيق الحكيم المسرحى، وكذلك وإنتاج يوسف ادريس القصصى يعد محاكاة وصدى لقيم الواقعية المحزنة الفنية والموضوعية، وقد سار على دربهم وحاكاهم المبدعون الشباب فى العالم العربى ، بل توغلوا فى واقعيتهم المشوهة التى لونت الأدب والفن0
    * كيف تنظرون إلى أبعاد الرؤية الإسلامية فى الشعر المعاصر؟
    * لا شك أن الأدب فى ظل التصور الإسلامى يستطيع أن يعبر عن أدق الانفعالات وأدق العواطف، وأنبل المشاعر وأسماها، فى إطار النفس السوية التى نجت من أمراض النفسيين والاقتصاديين والوجوديين 0
    كما أن الفن الإسلامى، وفى مقدمته فن التعبير بالقول ـ شعرا ونثرا ـ فن متفتح على شتى المذاهب الفنية، ما دامت منسجمة فى اتجاهها مع حركة الكون والإنسان والإيجابية فى سبيل الحق والعدل الأزليين وفى إطار الجمال المبدع، بعيدا عن التزييف والكذب والتناقض0
    إن الأدب الإسلامى، وفى مقدمته "فن الشعر" كما يقول د/ عماد الدين خليل يأبى الانحراف، يأبى مثلا تاليه الإنسان: "كلاسيكيا" وإغراقه الذاتى رومانسيا، وتمجيد لحظات الضعف البشرى "واقعيا" ويأبى تصوير الانحراف الفكرى أو النفسى أو الأخلاقى "وجوديا" وذلك لأن الفن الإسلامى يستمد تجاربه الباطنية من خلال الحقيقة لا الزيف، ومن الاستقامة لا الانحراف، فللوجود غاية }أفحسبتم انما خلقناكم عبثا{ ولكدح الإنسان جدوى }يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه { 0
    وأرى أن الحاجة ملحة الآن إلى العكوف على استخراج كنوز الأدب الإسلامى وتبصير المتأدبين بآفاقه ، حتى يكتسب الوجدان الإسلامى ثراء وعمقا0
    وقد تمثلت القيم الإسلامية فى كثير من شعر القدماء، ولكنها جاءت مباشرة بعيدة عن الإيحاء والقوالب الفنية المتعددة0
    وحين نحاول بعث هذه الروح الإسلامية فى الأدب، فإننا نحارب الروح الانهزامية التى جعلت كثيرا من أدباء هذه الأمة ونقادها يضعون كل قيم الأدب الأجنبى فى صورة النموذج الأعلى، وصاروا يقلدون حتى كدنا نفقد الحس الإبداعى الحقيقى النابع من رؤيتنا الإسلامية، وقد بدأت هذه الموجة فى العصر الحديث على أحمد باكثير، فى نتاجه المتعدد الناطق بالرؤية الإسلامية وهو فى قمة أدائه الفنى وكذلك "الرافعى" فى بعض نتاجه الإبداعى، ومجال الدراسات الأدبية ، فكتابه "إعجاز القرآن والبلاغة النبوية" ترمان صادق لمنهجه الإسلامى .. ودفاعه عن تراث الأمة الإسلامية وأصالتها مع احتفاظه فى مقالاته وخواطره وبحوثه بوهج الفن والتشكيل اللغوى الراصد لأدق الانفعالات وأعمق المشاعر، هذا الدفاع الحميم الممزوج بالسموق الفنى المتشبع بالرؤية الإسلامية يضع الرافعى فى قمة المعانقين للرؤية الإسلامية شعورا وفكرا وفنا، ولأن الرافعى ينطلق من الإسلام فى كل ما يكتب نجده غير حذر فى لجوئه إلى العقل، لأنه كاتب مسلم اعتنق الفكر الإسلامى مذهبا فى حياته العملية والعلمية، لا يخشى إذا اختط لنفسه طريق العقل، أن تتضارب النتائج العقلية التى يتوصل إليها مع فكره الإسلامى لأنه يؤمن أن الإسلام والعقل متكاملان مترافقان، وأن تقدم العلم وتطور الفكر البشرى لا يمكن أن يتناقضا مع جوهر الدين الإسلامى، بل على العكس نجدهما يقدمان التفسير تلو التفسير والتأكيد تلو التأكيد، لما غمض من هذا الدين، أو احتاج وتطلع إلى البحث والاستكشاف والمزيد من التأكيد والكشف0
    وفى أدب الرافعى لا نستطيع فصل عنصر الخيال عن عنصر اللغة، ومن قبله عنصر الفكر فليست الأفكار وحدها تتوالد عنده، بل الصور كذلك أيضا، وهى صور نادرا ما تحققها الإبداعات العربية قديما أو حديثا، إن توالد الصورة عند الرافعى يواكب توالد الفكرة ثم العبارة ليحقق هذا التواكب انسجاما بديعا بين المقومات الرئيسية الثلاثة لأى إبداع أدبى0
    والرؤية الإسلامية فى الشعر المعاصر فى النموذج الأمثل لها تبتعد عن الشعر الدينى المباشر فى شعر المناجاة والتضرع، وشعر الوعظ، والحث على التعاليم الإسلامية، فذلك مجال تعليمى فى الاتجاه الأخير منه، ولكن هذه الرؤية تتمثل روح الإسلامى، وتستجيب لأثره الفعال فى تغيير الوجدان ، وفى تغير رؤية الإنسان للأشياء، وكذلك تستوحى هذه الرؤية جو الحضارة الإسلامية، وفى مواقفه وشخوصه، وأماكنه وأزمنته، ولا تروى هذه الرؤية فى صياغتها الفنية التاريخ فى صورة سريعة تقريرية، بل تمتزج بروح ذلك التاريخ، وتشكل منه واقعا حضاريا له شخصيته ونفاذه وتأثيره 0
    والصياغة الفنية لمكونات هذه الرؤية الشعرية الحضارية الإسلامية تتأثر إلى حد كبير بالبيان القرآنى ، والبيان النبوى، والتراث الإسلامى، وكذلك لا تنفصل عن إيقاع العصر لغة وأسلوبا وتصويرا ورؤية كونية شاملة0
    وهناك جيل من الشعراء الجدد يتشكل فى إطار هذه الرؤية الشعرية الإسلامية على امتداد الوطن الإسلامى والعربى، ومنهم على سبيل المثال محمد بن عمارة، ومحمد على الرباوى، وعبدالله شرف، وعبدالرحمن صالح العشماوى، وصابر عبدالدايم، وجابر قميحة، والدكتور عدنان النحوى ود/ وليد قصاب ، وغيرهم من الشعراء السائرين فى وهج التيار الإسلامى0
    * ترى من أهم أبرز الأدباء النقاد فى رابطة الأدب الإسلامى العالمية فى وقتنا الحاضر0
    اعتقد أننا سنظلم بعض الأسماء إما سهوا او نسيانا، ولكن على سبيل المثال هم كثيرون، وفى مقدمتهم د. عبدالباسط بدر، د.حسن بن فهد الهويمل، د. جابر قميحة، د. عدنان النحوى، د. عبدالقدوس أبوصالح، د.كاظم الظواهرى، د. محمد كمال إمام، الأستاذ محمد سيد بركة،د/ سعد أبو الرضا ، د / وليد قصاب ، د / أحمد زلط ، د/ عبدالمنعم يونس وغيرهم من المشاهير على امتداد العالم الإسلامى0
    ..........................

    *من كتاب «العصف والريحان» تحت الطبع

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123

المواضيع المتشابهه

  1. صابر حجازى يحاور الشاعر د.محمد ابراهيم الدسوقى
    بواسطة صابر حجازى في المنتدى لقاءات الفرسان
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-05-2015, 09:42 AM
  2. صابر حجازى يحاورالأديب الاردني الدكتور فوزي بيترو
    بواسطة صابر حجازى في المنتدى لقاءات الفرسان
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 05-30-2015, 05:00 PM
  3. صابر حجازى يحاور ..الشاعر الاديب الفلسطيني علي أبوحجر
    بواسطة صابر حجازى في المنتدى لقاءات الفرسان
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-27-2015, 12:23 PM
  4. صابر حجازى يحاور..الشاعر د. هاني أبو الفتوح
    بواسطة صابر حجازى في المنتدى لقاءات الفرسان
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 02-19-2015, 10:42 AM
  5. د . صابر عبدالدايم
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-15-2008, 10:20 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •