الأستاذ عبد الوهاب المحترم
تحية طيبة وبعد
الأفكار تناقش ببراهينها وليس بهوامش تنص على أسماء كتب أومؤلفين، فهذا الأسلوب يكون عندما ينقل الكاتب الفكرة دون برهان فيقوم بذكر المصادر ليحمل المسؤولية للكاتبين ، وليكونوا هم المعنيون بالنقاش وليس الناقل.
لقد ذكرت الفكرة وبرهانها من وجهة نظري ، وأنا مسؤول عنها ، ومستعد لنقاشها حتى تثبت أو يثبت بطلانها.
وحضرتك لم ترد على الفكرة أو تناقشها ، وإنما اكتفيت بذكر أنها مخالفة لفهمك وللموروث الثقافي، وسردت قصص وأخبار تاريخية واهية.
أنا لم أنكر الجن ثم اعترفت به، مازلت أقول إن كلمات الجن والعفريت والشيطان وإبليس هي صفات وليست أجناس، وتتحقق هذه الصفات بالجنس الإنساني قد تجتمع كلها في شخص واحد، وقد يجتمع بعضها فقط.
وما نفيته هو وجود جنس جني شبحي الذي افتراه الهامانات ليدعموا الفراعنة.
وقلت إن الجن هم من الناس ويقابلهم الإنس.
أما قولك ا( منح نفسه منصب أستاذ في علم تفسير القرءان!!) فلا معنى له في الحوار والنقاش ، لأنه يمكن أن أقول لك : وكيف تنصب من نفسك أستاذ منافح عن التفسير وأنت ليس كذلك!!! فكان ينبغي عليك أن تلتزم بما قلته عني وتأخذ جانب الصمت وتقول : لا أدري ، وأنا لست أستاذاً في التفسير. ولكن الذي حصل أنك كنت أستاذاً في التفسير وتصديت للمقال ظناً منك أنك نقضته وأبطلته!.
أخي الكريم أنا مع الدراسة للقرءان ، وهذا الأمر متاح للناس ، فمن وجد في نفسه قوة علمية وبحثية فليتفضل ويعرض دراسته على الآخرين ليقوموها نقاشاً وحواراً، نقداً ونقضاً، ولا يهم الشهادات أو الاعترافات للآخرين بمستوى الباحث ، لأن البحث هو الذي يعطي قيمة لباحثه ويحدد مستواه ( من ثمارهم تعرفونهم).
وأدل ما يدل على نفي العلم بالقرءان والدراسات الإسلامية عند حضرتك( عذراً) هو قولك عني: ( هو بهذا الخلط وصل إلى حيث ينكر ثوابت به معلومة بالضرورة)!!.
من أين لك هذا العلم الذي تغبط عليه؟ وتتجرأ على أن تقول( السنة المصدر الثاني للشريعة)!؟ لو قرأت القرءان بتدبر لعلمت أن الله أنزل وحياً واحداً ومصدراً واحداً فقط متمثلاً بالكتاب العزيز الحكيم الكامل والمحفوظ ، وما سواه اختلف الناس فيه وذهبوا مذاهباً شتى ، ومن هذا الاختلاف ولدت المذاهب والفرق من سنة وشيعة، وإباضية وأحمدية، وصوفية وسلفية.......الخ، لأنهم قالوا بقولك (السنة مصدر تشريعي) فضلوا وتنازعوا وتفرقوا، بينما الرب قال: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ }آل عمران103
وقال: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الزخرف43
{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }يونس
أرأيت مطلب الضالين ( تغيير القرءان أو تبديله) وجاء الأمر الإلهي بالتمسك بالوحي الذي هو القرءان!!1.
أما قولك
لذلك ترى الحمير الجن ولا ترى الملائكة) . لا أريد أن أعلق عليه!!.
وانظر يا أستاذ العلم والمعرفة !!لقولك:
(أما النص التالي( يا معشر الجن والإنس) فالنص يتكلم عن معشر واحد بدليل عدم تكرار كلمة( معشر) في النص، فكلاهما من الناس، ولكن بصفتين أحدهما جن والآخر إنس...)
وأفتيت ولم تعلم أن للمفتى شروط لا تتوفر بك !!
ومنها : حفظ القرآن كاملا على سبعة لهجات وكذا ألف حديث وعليم بعلم البلاغة والنحو:
النص الذى أشرت إليه يا أخى (يا معشر الجن والإنس) نص مترع بالبلاغة الإختصار وليس الإسهاب ومعناه نداء لمعشر الجن و التى تفيد العطف للإنس والمعطوفة على الجن والجنادى منادى والمنادى الفاعل هو الله والمعطوف على المنادى منادى مثله أى يامعشر الجن ويا معشر الأنس
كما نقول هنا احتصارا بعدا عن الإسهاب والإطناب المملين:
يا معشر الشعراء والقاصين والباحثين ....ألخ
فهما ليسا معشرا واحدا لإختلاف طبيعهما.)
سوف أعطيك مثلاً واحداً لتتفكر به وحدك وتراجع معلوماتك القيمة والبليغة!!:
ماذا تقول بقوله تعالى:
1- {قُلْ [COLOR="Red"]
أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ }آل عمران32
2-{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ
أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59
يا أستاذ البلاغة
أخبرني لماذا تكرر فعل الطاعة للرسول في النص الثاني إذا الفعل الأول كاف وشاف!!؟ هل هو حشو ولغو وخلاف البلاغة والنحو ؟ ولماذا لم يتكرر في النص الأول؟ هل هو نسيان وخطأ أوسقط سهواً!!!!؟
ودمت بخير