هكذا تبدأ الحكايات أيتها الغائبة عن سحري
ومثلما جاءت زعفرانة تركب حلم الأمير، وتلُبِسه سلسلة الأمان، جاءتني على مركب من قش.
قالت: حدثني عنها.
قلت: أحاول أن أمسك شتات نفسي، فأجدني بعيداً عن نفسي.
قالت: إنها على نافذة الانتظار، تعطيكَ عمراً من الفرح لن ينتهي
وأنبتت أمام أوهامي السابحة في ظلام البعد حورية ما رأيت أجمل منها، باسقة كسنديانة، حُضنها يسع قبيلة من الشحارير، وثغرها يقطر ماء مصفى، وقوارير شهد. إنها حبيبتي
رأيتُها.. فتبدّدت سحابات الوهم.
فتّشتُ عن وجهها في مرايا السلسلة التي حسبتها ذات لحظة تفقد حلقة منها، كانت على تلك النافذة تنتظر حصاني الأبيض، وتحلم بقارورة من عسل.
حملتني حكايات زعفرانة إليها.. إلى عالم من نور، فأدركت أن الحقيقة أحلى.. فعشت قريباً من حديقة الروح.
أمسكت يديها فأحسستُ برعشةِ سلسلةٍ تترابط حلقاتها وتمتدّ إلى شراييني، تغوص في كياني.
أدركتُ لحظتها أن إرادة القدر عندما أوثق رباط السلسة بيننا، مهرها بعهد وفاء منّا لن يفّك حلقاتها، بل سيحملها ونحن إلى أقانيم الذكرى شاهدةً على حكاية عاشقَين، وسلسلة ملوّنة ستبقى تقيم بينهما طقوس العناق.
كانت زعفرانة تبتسم، تودّعنا.. وتُرسي بيننا مواسم خفقاتٍ بين قلبين من عقيق أعلنا براءة التوحّد، وتعاهدا من جديد أن لا يفترقا.. أبداً
ع.ك