عليكم السلام أختي الكريمة أم فراس
أما سؤالك الثاني إلى اي مدى استطاع الباحث التاريخي إنصاف الحقيقة والوصول لها؟ وماذا يعني تعاكس الأبحاث التاريخية (ومن خلال بحاثة مختصين كذلك)؟هل هي حسب المراجع المتاحة؟ أم هو تاثر بالاسرائيليات؟ أم أسباب اخرى تقدمها لنا.
بالنسبة للشطر الأول والأخير منه: من خلال قراءاتي الكثيرة استطيع القول أن الكتاب الأول في العصر الحديث كتبوا للأسف تحت تأثير الهزيمة الفكرية والنفسية وغلب عليهم طابع النقل عن الآخر أكثر منه تدقيق أو تمحيص للمعلومة لذلك جمعوا أو حشوا كتبهم بكم هائل من المعلومات بتناقضها وتعارضها وعدم صحة بعضها أو كثير منها، وبالإجمال لم يكن هدفهم تقديم رؤية علمية أو قراءة صحيحة حول الموضوع الذي يكتبون عنه، وطبعاً كثير منها كان متأثراً بالإسرائليات التي انتشرت حتى في كتب التفسير للقرآن الكريم وفي السيرة النبوية والروايات ذات العلاقة بقصص الأنبياء والرسل السابقين عليهم السلام، ولدى المؤرخين المسلمين بصفة عامة، وجاء الغرب حاملاً حقده الصليبي بمسميات فكرة يوعلمية متعددة وخاصة المستشرقين والآثاريين ليقوموا بالدور المناط بهم في القضاء على الإسلام وتشويه صورته ومحاولة إثبات صحة الخرافات التوراتية عن أطماع اليهود في وطننا، سواء كان أولئك المستشرقون والآثاريون مأجورين أو حاقدين أو عملاء لأجهزة المخابرات العالمية، وقد تم التأثر بهم والنقل عنهم من قبل الكتاب في وطننا، لذلك يبقَ لتلك الكتابات قيمة علمية كمرجع أو مصدر يمكن العودة إليها في حال الحاجة للمختص وليس للقارئ العادي حتى لا يشوه فكره أو معلوماته ..
أما الشطر الثاني من السؤال عن التعاكس في المعلومات في الأبحاث التاريخية باختصار ارجعي وابحثي عن توجه الكاتب أو الباحث فكلُ كتب أو اختار المعلومات التي تخدم توجهه الفكري أو الأيديولوجي، من هنا نجد الاختلاف في الرؤى والاختلاف في الرويات التاريخية وترجيح معلومة على أخرى بحسب توجه الكاتب نفسه، لذلك نحتاج إلى الموضوعية والتجرد لدى البحاث أو تشكيل لجنة أو هيئة من العلماء والباحثين من مختلف التوجهات يمتازوا بالحيادية والعلمية الحرص على مصلحة الأمة والوطن لإعادة كتابة تاريخنا وتاريخ العالم أيضاً، وإذا أتيح لي أنشر بعض الحلقات التي دفعتني للقراءة والكتابة ومحاولة تصحيح ما أستطيع من معلومات خاطئة ستجدي من ضمن ما دفعني لذلك هو تناقض الكاتب في كتاباته من وقت لآخر بحسب الأييولوجيا التي كان يحملها ...
وبالتأكيد هناك أسباب أخرى خاصة بأولئك الكتاب الهوائيين أو التجاريين الذين يهمهم كتابة ما يرضي القراء لتوزيع ونشر ما يكتبون على أكبر عدد ممكن، ومنهم مَنْ ينقل كسابقيه حول الموضوع الذي يكتب عنه ويكرر نفس الأخطاء لأنه لا يملك توجه أو رؤية وليس له هدف يريد تحقيقه، فلا يبالي بمدى صحة المعلومة أو خطأها، وذلك الكم الهائل من الرسائل العلمية (ماجستير ودكتوراخ) التي تحولت إلى كتب وأصحابها إلى كتاب وغالباً كثير منها لا يستحق لأن الطالب ينسخ ويلصق وهمه الحصول على الدرجة العلمية والجامعة همها أن تؤدي ما عليها من تخريج للطلبة المسجلين إن كانت حكومية فالقليل من الأساتذة الذي يهتم أو يدقق، أما الجامعات الاستثمارية فحدث ولا حرج .. وبالتأكيد هناك أسباب أخرى قد تكون لدي غيري بحسب تجاربهم ...
احترامي وتقديري لاهتمامك وحرصك على توفير إجابات على أسئلة كلنا نعاني في البحث عن إجابات شافية لها