* قصة البداية *
** الحلقة 20 من السيرة النبوية :
* أنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبادة الأصنام منذ أن عقل الأصنام ، فلم يسجد لصنم قط ، بل كان يكره الأصنام منذ نعومة أظفاره .. ولاننسى جوابه للراهب بحيرى يوم صحبه عمه أبو طالب إلى بصرى من بلاد الشام وعمره تسع سنوات ، فنزلوا قريبا" منه ، فدعاهم بحيرى إلى طعام ، ولما حضروا ، بدأ يتفحص الطفل محمد ببصره ، ثم قال : ياغلام ، أسألك بحق اللات والعزى ألا أخبرتني عما أسألك عنه ، فماكان من الطفل محمد إلا أن انتفض غاضبا" ، وأجاب : لاتسألني باللات والعزى ، فوالله ماأبغضت شيئا" قط بغضهما ..
* كذلك أنكر اضطهاد المرأة والتعير منها ووأدها وهي حية ، ولم يزل العالم اليوم يردد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من كانت له أنثى ، فلم يئدها ولم يهنها ، ولم يؤثر ولده -يعني الذكور- عليها ، أدخله الله الجنة ..
* وأنكر الجهل والأمية ، لأنه لايمكن أن يجتمع نور العقل وظلام الجهل في قلب ،، وكانت أول محاولة جدّية له في مكافحة الجهل والأمية ، إقدامه عليه الصلاة والسلام على فداء المتعلمين من أسرى بدر ، من المشركين ، بتعليم كل واحد منهم القراءة والكتابة ، لعشرة من المسلمين ..
* ناصر النبي صلى الله عليه وسلم الشعر البنّاء الذي يدعو للفضيلة ، ويدافع عن الحق ، ويندد بالباطل ... ولكنه أنكر هتك حرمة شرف الكلمة على لسان شعراء لايرعون لشرف الكلمة حرمة ،، يتخذونها عدة للباطل وسلاحا" على الحق ... وهؤلاء هم الذين قال الله عز وجل فيهم :"والشعراء يتبعهم الغاوون ، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ، وأنهم يقولون مالايفعلون"،، هؤلاء هم الشعراء الذين نذروا أنفسهم للشعر ، فجنّوا به جنونا" ، واستبدلوا الواقع بخيالاته وأوهامه ، وتركوا أسرهم وأولادهم ، وراحوا يضربون آباط الإبل ، من نجد إلى عكاظ في الحجاز ، ذهابهم شهر ، ورجوعهم شهر ، ليسمعوا الناس في سوقهم قصيدة نظموها ، ولو أن الواحد منهم عكف على أولاده ، فرباهم ، أو على عمله ، فعمل به ، لصنع شيئا" ، أما أن يملك الشعر عليه عقله وقلبه ، فيعلق به ، ويترك ماسواه من الواجبات ، فذلك أمر غير مرضيّ ،، يقول عليه الصلاة والسلام :"لأن يمتلىء جوف أحدكم قيحا" ، خير له من أن يمتلىء شعرا" "..
* هذا ليس تحريما" للشعر ، إنما لأن يملأ الشعر حياة المرء وقلبه ، فيشغله عن كل أمور حياته وآخرته ، وأيضاً انتقاد لما كان يصنع بعض الشعراء ، من ترك لشؤون العمل والأسرة ، وإهمال لهم ، من أجل إلقاء الشعر وإسماعه للناس ..
* وأنكر عليه الصلاة والسلام التعصب للنسب والقبيلة ، والتفاخر بهما ،، فقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام :" إن الله يقول يوم القيامة : إني جعلت نسبا" ، وجعلتم نسبا" ، فجعلت أكرمكم أتقاكم ، وأبيتم إلا أن تقولوا فلان بن فلان ، وأنا اليوم أرفع نسبي ، وأضع نسبكم : أين المتقون ، أين المتقون "..
* خلق الله عز وجل محمدا" صلى الله عليه وسلم بعقلية عبقرية متميزة .. مع ذلك فإن شخصية رسول الله لم ترسمها البيئة التي نشأ فيها ، بما فيها من خير وشر ، ولم يكن إنكاره للشر ردة فعل منه على البيئة فقط ، لكنها العناية الإلهية أولا" وآخرا" ..
* فمثلا" حين همّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صبياً أن يسمر كما يسمر الصبيان ، ألقي عليه النوم أول وثاني يوم ، هذه عناية إلهية ،، وغير ذلك من الأمثلة كثير ..
* في هذا رد على مايريد بعض المستشرقين من لفت للنظر إلى عبقرية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لينكروا بذلك أمر الوحي ، ويحجبوا الأنظار عنه ،، ونحن نقول : الوحي أولا" ، وعبقريته صلى الله عليه وسلم ثانيا" ..