لك شكري أستاذ خليل على اهتمامك ومتابعتكالاستاذ العزيز عبد الرزاق
قبل البدء بتحليل مهمة تجديد الخطاب الديني وشرائطه
اود ان اقف عند تفسير حديث القصعة وهو حديث صحيح حمل في غير مناسبته ومغزاه
1/ الحديث لايخص ظرفنا الراهن اليوم فنحن اليوم ربع سكان الارض وهي نسبة كبيرة لايصح ان نطلق عليها كثرة
العبرة - بالنظر إلى مقصد الحديث - بكثرة نكرة ، لا يلزم لتحديدها قياسها إلى غيرها
ولا يخفى أن ( النكرة في سياق الإثبات تفيد العموم إذا وصفت بوصف عام )
والوصف العام هنا : ( غثاء ) ، وهو لفظ عام ، يشمل كل خفيف يحمله السيل
كما لا يخفى أن الكثرة التي يصفها النبي صلى الله عليه وسلم هنا
كثرة فارغة من القيمة المعنوية الحرية باستحقاق ( وأنتم الأعلون )
فيصح أن تُتنقص بها قيمة الجسد الواحد ذي الكتلة الثقيلة والهمة السخيفة فضلا عن أجساد كثيرة
2/ الامم لم تتداعى على جميع اقطار الامة الاسلامية فهذه ماليزيا اثبتت موقفها وموقعها التزاحمي ندا لند مع سائر بلاد التغالب الاقتصادي وهذه تركيا تحاول الولوج لاوربا من النافذة الاقتصادية وهذه اندونيسيا كذلك واما البلاد الاسلامية العربية فلها شان خاص كونها في اغلبها دول بترولية
ليس في الحديث ما يدل على أن تداعي الأمم سيشمل كل البلاد الإسلامية في نفس الوقت
لهذا جاء الإخبار بالتداعي خاليا من لفظ التوكيد
وهذا من أسرار جوامع الكلم في حديث النبي صلى الله عليه وسلم
وتاريخ الإسلام القديم والحديث شاهد في كثير من محطاته على أن البلاد الإسلامية يستهدف - في غالب الأحيان - بعضها دون بعض
3/ الحديث يؤشر لمرض اجتماعي داخل الامة ولم يشر لعلة سياسية ؛ انه يحفزنا ان نحب الحياة لاجل انمائها لا الحب الذي يستغرق جهدنا فيها دون اعتبار التنمية الذاتية
وأي فرق بين العلل الاجتماعية والعلل السياسية إذا كان النظام الحاكم فاسدا ؟
فإذا كان الحاكم إنسانا - وهو اجتماعي بطبعه - ، والوهن سار في البيئة التي نشأ فيها
ألن يصيب وهنه الاجتماعي نظام حكمه السياسي ؟
وهل يخشى الموت أحد أكثر من الحكام البغاة ؟
والحديث يؤشر لمرض اجتماعي يستنزف جهدنا التنموي ؛ انه كراهية الموت في سبيل المبادئ الانسانية التصحيحية
هذا صحيح
لكنه لا يخرج مجال الحكم لأن مجالات التنمية كما تكون اجتماعية تكون سياسية
والإباء من المبادئ الإنسانية الصحيحة التي تستحق أن يموت في سبيلها الحاكم نفسه
وهذا خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم قد كسرت رباعيته الكريمة يوم أحد ، وشج في رأسه حتى سال الدم على وجهه الشريف
فلا وجه لتقييد عموم وصف النبي صلى الله عليه وسلم للأمة ( وليقذفن الله في قلوبكم الوهن )
أو قصره على مجال دون مجال
ماتزال الكراهية تفعل فعلها في صفوف ابناء الامة ومايزال العنف فيما بيننا يتحكم في تفاصيل حياتنا اليومية والعدو يتفرج على ذلك ويستغل تلك الثغرة
بودي ان اكتب عن هذا الحديث وتداعياته الكثير لولا ان الوقت ضيق
تقبل بالغ تقديري
ومودتي وتقديري