كلما أقبل رمضان فلا بد لي أن أذكره
أن أذكر وقفته الشامخةعند باب دكانه، صوت أم كلثوم الصادح من مذياعه عند أصائل الربيع الخالق شاعرية لا مثيل لها، ازدحام المركبات غير الاعتيادي كل يوم من أيام الشهر الكريم قبيل أذان المغرب سعياً من راكبيها نحو عرق السوس المميز المصنوع بيدي أحمد الكراز.
في أصيل صيفي كئيب، دخل أحمد الكراز دكانه ، لم يرفع صوت المذياع بصوت أم كلثوم، ولم يرتفع الصوت الصادح المعتاد منذ ذلك اليوم.
واليوم، بعد سنين قاربت عشراً، يزدحم الشارع الصغيربخلق كثيرين كلَّ يوم من رمضان ، يتهافتون على شراب عرق السوس المميز، وبعد أن يعبوا منه ما وسعهم على موائد الإفطار ينظر بعضهم إلى بعض فيقولون: ينقص الشراب شيء ما"، شيء اعتدناه فيما سلف، شيء خاص، شيء كان أعظم ما يرغبنا في الشراب الرمضاني، شيء أخذه أبو حميد معه يوم مضى.