26
قصص قصيرة جدا
القاص/محمود شقير/فلسطين
خيبة
المرأة لم تكن أخذت زينتها بعد، حينما اقتحم عليها البابَ موظفُ الفندق، ليخبرها أن الجهة المضيفة قد توقفت عن تسديد الفواتير.
المرأة بكت، لأن موظف الفندق شاهد بأم عينيه طاقم أسنانها منقوعاً في كأس ماء، قرب سريرها، وهي لم تأخذ زينتها بعد.
حياة
المرأة الحامل، التي بقيت على وجه الأرض صدفة بعد أن حصد السلاح النووي كل شيء، ولدت طفلاً وسيماً، غير أنه في اللحظة التالية لولادته، وقعت ذرة من الإشعاع النووي فوق أنفه الصغير، فاستطال الأنف إلى درجة مريعة، ما يضطر الأم كل صباح إلى قطع ثلاثة آلاف ياردة سيراً على الأقدام، للوصول إلى طرف الأنف القصي، كي تغسله بالماء والصابون، ثم تعود لترضع الطفل حليب الصباح.
امرأة
المرأة التي أعدت له زاد السفر، وقفت بالباب تحبس دمعها حينما قال: ألقاك قبل أن يحل الخريف.
المرأة التي وقفت تودعه لم تزل واقفة وهو يقترب الآن من قمة الجبل.
الرجل الذي قال للمرأة ما قال، يرنو نحوها الآن وهي تقف بالباب عند السفح البعيد، يصلي في أعماقه كي تبارح المرأة الباب بعد أن يغيب.
يا إلهي! ها هو ذا الرجل يقطع بحوراً سبعة والمرأة ما زالت واقفة هناك بالباب.
اختطاف
أحضرت الحصان إلى غرفتها، ثم قيدته من قوائمه وربطت عنقه إلى ساق السرير، وأمرته أن يكف عن الصهيل كي لا يستيقظ الجيران، فتجأر حناجرهم بالصياح والغضب، أو تذهب بهم الظنون حد اتهامها بإحضار كائنات غريبة إلى غرفتها بعد انقطاع السابلة، وانطفاء الأضواء.
أذعن الحصان لرغبتها كما اعتقدت، ثم نامت مطمئنة فوق سريرها كما لم تنم منذ أجيال. استيقظت صباحاً فلم تجد أثراً للحصان ولا لسريرها الذي فرّ من تحتها تحت جنح الظلام.
حدث هذا لدهشتها البالغة، والباب ما زال موصداً من الداخل تماماً مثلما كان قبل أن ينام الحصان.
حب
لم يقل لها مرة واحدة: أحبك، فهو يكتفي بالنظر في عينيها، وبين الحين والآخر يمد أصابعه بحنو يسوّي خصلات شعرها التي تبعثرها ريح المساء دون استئذان.
لم تقل له مرة واحدة: أحبك، فهي تكتفي بالسير صامتة إلى جواره، وفي الصباح التالي تأتي وحيدة تلملم آثار خطواتهما خوفاً من قسوة المارة، ثم تعود وعلى رأسها سلة كبيرة لا يدري أحد ماذا خبأت فيها.
&