منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 21 إلى 26 من 26

الموضوع: فتاة غير عاديه

العرض المتطور

  1. #1
    المواجهه 2
    -------------
    لقد أصبحت فيلسوفه الأغنياء ، فما هو الحال مع الفقراء ؟!!
    الأمر واضح وبسيط ، الفقراء فقراء ، يبحثون دائما عن المساعدات والمنح والمعونات , ولا تجد دولة غنية تصادق دولة فقيرة ، فالدول المعدمة تصادق بعضها ، يتقاسمون الهموم والآلام ويلعنوا الدول الغنية ، صباح ، مساء ، كما الفقراء من الأفراد ، حيث لا تتزوج الفقيرة إلا فقيرا مثلها ، وإذا فكر الفقير في الزواج من الغنية ، فلا بد أن تكون معيبة في خلقها أو خلقها لترضى بفقير زوجا لها ،والغني إن تزوج فقيرة، فان أهله لن يقبلوا بها بينهم !!
    نظريه اقتصاديه في الحب ، تدرس الآن في العلاقات الدولية المعاصرة بين الأمم ، بقصد تجيير العالم الفقير ، للتبعية تحت مسمى العولمة ، أو الفوضى المدمرة للدول الفقيرة المعارضة !!
    أنا لا أفهم في السياسة والاقتصاد ، لكني درست علم الاجتماع ،وهنا أتكلم عنك وعني ، عن الطبقة المتوسطة ، المتعلمة والمثقفة ، الباحثة عن الثراء ، الهاربة من الفقر والفقراء ، ما هو مفهوم الحب عندنا ؟ هو في النهاية جزء من ثقافتنا المتطلعة إلى الأفضل ، أحبك لأنك تحبني ، وتحبني لجمالي ، أو لصفات معينه تميزني عن غيري ، لكنها في النهاية ، تمثل منفعة لك ، وستجد الحب محكوما في النهاية لعناصر ومتطلبات ماديه ، لكي يستمر !!
    لم أفهم قصدك ، لأن بعضا منه ، شدني إليك , فأحببتك !!!
    مثلا ، أقول مثلا ، أنت تناديني بحبيبتي ، على الفور أتفاعل معك ، ولكنني بعد لحظات ، لا أجد لها تأثيرا قهريا على نفسي ، ولا تشكل أي آثار حسنة كانت أو سيئة ، سلبية أو ايجابيه ، كلمة من حقك أن تقولها ومن حقي أن ارفضها أو اقبلها ، ولكني بالتأكيد اهتم بها وأناقشها مع نفسي ، فيمتد قبولها ن لساعة ، أو لسهرة ، أو ليوم وليله ، وقد يطول اهتمامي بها ، أسبوعا وشهرا ، حسب حاجتي إليها ، ولكنها لن تكون قيدا علي ، ملزمة لي بعلاقة تأسرني ، فالحب العصري ، حاجه تحقيقها يحقق منفعة ، وإذا انتهت الحاجة إليها انتهت ، وباتت ذكرى ، بالنسبة لي ، أتعمد نسيانها !!!
    حقيقة ، أنت شيطانه ، قد تدمر إنسانا ،نطق بكلمة الحب أمامك ، وتجاوبت معها ، لساعة أو لسهرة أو لليله ، ثم رفضت الحب كله فما الذي سيكون حال المحب ؟ سينهار وتسحق إرادته !!!
    أنا غير مسئوله عن ضعف إرادته ، وكان عليه أن يأخذ حذره !!! إن كلامك يعني انك قد تتوددين لشخص ما ، وللحظه زمنيه ، تشعرين خلالها بحاجتك إليه ،ثم تبتعدين عنه بعد قضاء حاجتك ؟؟
    هو المسئول عن غبائه عندما بدا علاقته معي ، دون أن يعرفني جيدا ، أو يتعرف على شخصيتي ، فأنا فتاة عصريه ، احتاج الحب وعلى من يحبني ، أن يكون عصريا مثلي ، يطور نفسه ، ويغير في سلوكه ، ويقنعني دائما انه الأفضل بالنسبة لي !!!
    أنت تعيشين في برج نرجسيتك العالي ، وتحيطين نفسك بأسوار الأنانية القائمة على قانون الحاجة والمنفعة السائدة بين الدول الاستكباريه ، التي تبيع وتشتري في الدول الفقيرة ، وتدفعها للتقاتل بينها ، ومثلك قد تتقرب دولة عظيمه وتتودد لدولة صغيره لكي تكسر أنفها أو انف دول أخرى معاديه لها ،ثم تضع عليها الديون والقروض بفوائدها ، وتستمر في إذلالها إلى ما لا نهاية ، هكذا أنت ، امبرياليه الطبع والتطبع ، وتحولين علاقات الأفراد إلى علاقات منفعة ، قاسيه ، فهل هذه هي العولمة العاطفية ؟؟؟
    إذا لم يكن الحبيب قادرا على إرضاء حبيبته ، فعليه أن يقبل بعيوبها ، بفلسفتها في الحياة ، وربما يغيرها ، وربما تغيره !!!
    هذا مفهوم الأقوياء مع الضعفاء ، ولن يكون للحب دخلا بين النقيضين ، بل هي المذلة والهوان ، وأنا أفضل الموت ، على الإذلال ، وربما علاقتي المتناقضة مع مزاجية مثلك ، جعلتني أفهم الآن ، لماذا يفضل البعض الشهادة على الحياة ، في صراع الأمم ،
    كيف لي أن اقبل بحبيبة تراقص غيري في المساء ، وتقبل غزل المدير في الصباح ، وتواعد دون جوان في شقته ، وتسرح في الطرقات مع رابع داخل سيارته ، وتمنحني وقتا عابرا لتسمع مني الأشعار ، وكأنني المطهر لخطاياها السابقة كلها ، فأعطيها صك البراءة والعفاف ، ويبقى راضيا دون أن تهتز أعصابه ، أو يغار ، فيرتجف ،ثم ينتقم ، لن افعلها ، مهما كان حبي كبيرا لك !!!!!
    ولكنك لا تستطيع المقاومة فأنا قادرة على إعادتك إلي دائما !!!
    القوي دائما يفعل ما يحلو له بين الدول !!!
    الأفراد كما الدول ، العلاقات بينهم تباع وتشترى !!!

  2. #2
    فتاة عصرية
    الطموح علامة من العلامات الإيجابية في شخصية الإنسان , بل إنه المحرك للحياة , والدافع المؤثر للتغيير والتطور الإنساني الدائم .. ولا يمكن أن نقول عن كل إنسان في هذه الدنيا طموحا , لأن الطموح لا يولد مع ولادة الإنسان , بل ينمو مع النمو البشري بالتدريج من الطفولة إلى الصبا ثم الشباب , حيث تكون الأحلام في هذه المرحلة من الحياة قوية وعنيفة , وقوة الأحلام وعنفها تتغير من إنسان إلى آخر حسب كفاءته العقلية .. والكفاءة العقلية تتفاوت بين الأنماط البشرية فتنحصر بين العقول العادية والعقول الذكية .. وما بين هاتين الكفاءتين تعيش الأنماط غير العادية.
    فالإنسان العادي هو من لا يعيش بطموح , ويقضي يومه في كسل وتراخ دائم , ويقبل بالمقسوم ولو كان أقل بكثير من مؤهلاته .. أما الإنسان غير العادي فهو الذي يقفز على سنه , ومؤهلاته , ويحقق بالطموح ما لم يحققه أمثاله من الناس .. وحول هذا النمط البشري كانت أحداث قصتنا , عن "نهال" الفتاة التي تبلغ من العمر ثمانية عشر عندما بدأت حياتها العليمة كطابعة في إحدى المؤسسات الصحيفة , بالرغم أن ذلك لم يكن في طموحها يوما من الأيام إلا أنها كانت مجبرة على هذا الاختيار تحت ضغط الأحوال , ولم يكن هذا الأمر ليدفعها إلى التقوقع والخذلان , بل وجدت فيه بداية طيبة لحياة عملية جديدة عليها , فاهتمت أن تكون مجدة مجتهدة في عملها , يشيد بها الجميع من أصغر الموظفين إلى أكبرهم .. فلفتت الانتباه إليها بجدها واجتهادها وكان أكثر الذين أعجبوا بها من زملائها ورؤسائها , اثنان وهما المدير وسامر زميلها , بالمؤسسة الذي ينظر إليها بحب وإعجاب بالغين , ويداوم على الاهتمام بها والسؤال عنها صباحا ومساء ,وقدم لها شحنة عواطفه اتجاهها في قصيدة شعرية عن اسمها ,وقصيدة ثانية عن عينيها وثالثة عن حياتها .. فحرك مشاعرها الأنثوية , وفجر فيها العواطف المكبوتة , لتبدأ في تغيير ملامحها وطريقة ملابسها , بعد أن كانت لا تهتم بالنواحي الجمالية في شخصيتها , ربما عن ثقة بسحر عينيها العسليتين ولون بشرتها البرونزية , وربما كان ذلك عن قصد منها حتى تلفت النظر لكفاءتها قبل جمالها , وهي في هذا التصرف توحي بأنها فتاة غير عادية , فمن في جمالها يحاولن إثارة الاهتمام بمحاسنهن , أما هي فقد اختارت أن تهمل جمالها وتثير اهتمام الجميع باجتهادها .. وبعد أن تحرك زميلها وكتب إليها شعرا من أشعاره العاطفية عنها , فلا بد أن تتأثر وتؤثر على كل زملائها وليس سامر وحده , خاصة أن هذا الإعجاب الصريح المعلن من جانب "سامر" إزائها قد جاء في نفس الوقت الذي حصلت فيه على تقدير المدير برفعها إلى درجة سكرتيرة بدلا من طابعة , وفي وقت قصير اكتسبت محبة جميع زملائها في المؤسسة , وأصبحت فتاة الأحلام للعديد منهم , ولكنها لم تكن تثق في أحد منهم بل إن عواطفها ومشاعرها كلها كانت متجهة نحو "سامر" .. وهو ما كان يحلم به هو الآخر , لولا عائقا أسياسيا حدث بينهما , جعل من ذلك الأمر عقدة تريد حلا .. فكل شيء في سامر ممتاز وعظيم , فهو مؤهل جامعي , ويكتب الشعر وأخلاقه عالية , يحبها باحترام وتقدير كبيرين , وشكله مريح وظله خفيف , إلا أنه موظف بسيط وتلك هي العقدة , كل ما فيه يوحي بأنه إنسان أفضل من غيره , لكنه كسول ومتقاعس وهي لا تحب الكسل .. ولذا فإنها بعد أن حصلت على التقدير الذي تريده في عملها قررت أن تتجاهل سامر وحبه المثالي لها , لأنها تعيش هذا الحب في أعماقها , أما الحب العصري الآخر فلم تعشه وسمعت عنه فقط من زميلاتها المجربات .. أنها الأجمل وقادرة على إثارة أكثر الرجال وسامه في هذا العالم ,وسوف تثبت لكل الناس أنها أنثي خطيرة .. واختارت في بادئ الأمر صديق إحدى زميلاتها التي كانت تصفها بأنها مثل جدتها بسبب تفانيها في عملها وكانت أول تجربة لها انتصرت فيها على صديقتها ولكنها كانت تجربة قاسية عليها لأنها المرة الأولى التي تجرب فيها الحب العصري ففشلت فيها باختيارها هي , ثم وجدت في أحد الموظفين الجدد بالمؤسسة كل الصفات التي تريدها في الفتي الدونجواني " وسيم " فتعرفت إليه وتقربت منه , وجعلته ينسى كل الدنيا معها , وأحست هي براحة بالغة بجواره ,وهي تعيش الحب العصري كما تريده بعيدا عن المثالية والخيال .. وبينما هي في حبها لوسيم استيقظت من ذلك الوهم على مهندس يتقدم لخطبتها , وظيفة جيدة ومستقبله مؤمن وكل ما فيه يشجع أي إنسانة غيرها على قبوله زوجا لها إلا أنها رفضته , ورفضته لأنها فتاة غير عادية في تصرفاتها واختارت دائما الطريق الأصعب في حياتها ..

  3. #3
    فتاة عصريه
    2
    .. لقد فكرت حينذاك بسامر وبالحي المثالي معه وشعرت بأنه أفضل من يكون زوجا لها , لو أنه مارس حياته بجد واجتهاد أكثر مما هو عليه ونظرت إلى حبها العصري مع وسيم وشعرت بعدم الثقة والخوف من الزواج به , رغم إعجابها به .. وهنا بدأت تفكر بواقعية في حياتها , فإذا استخدمت عقلها كأي إنسانة عادية فيجب أن تختار المهندس لمستقبلها , أما إذا استخدمت عواطفها فسوف تختار وسيم والمستقبل بالعواطف بالمخاطر , وحينما تستخدم عقلها وقلبها فإنها تجد في سامر أنسب شخص لها وهي حائرة ومترددة وترددها هذا يرجع إلى طبيعتها الغير عادية في حياتها .. وسامر معجب بذكائها ولكن هل الذكاء يعني أن نقفز على مجتمعنا وتقاليدنا .
    وهل يعني الذكاء أن يكون صاحبه حديثا على لسان الجميع فقد وجد سامر إنها تسرف كثيرا في علاقاتها مع زملاء العمل , الذين يغدقون عليها عبارات الثناء والإعجاب الصريح والمكشوف , بل إنه يسمع عن علاقاتها بحسان مدير التحرير على ألسنة جميع الصحفيين في المؤسسة , تراه ماذا يفعل وفي يوم تصادف وجوده معها في مكتبها حينما دخل علليهما "حسان" فجأة ووقف ينظر إليهما طويلا لم يكترث سامر بنظراته بل وقف يراجع مقالا صغيرا كتبته نهال : فإذا بحسان يقول له : أعتقد أنك لو جلست إلى مكتبك أفضل من وقوفك هنا , لقد مررت أمام مكتب نهال منذ نصف ساعة وأنت هنا وأحمر وجه "سامر" وجد نفسه يقول لرئيس التحرير : أنك مخطئ يا سيدي , فلم يزد وقوفي عن خمس دقائق , ورمقه حسان بنظرة صفراء , دون أن يرد عليه بكلمة واحدة . دخل مكتبه وهو ينظر إلى سامر نظرة ذات معنى , أسرعت بعدها نهال لتقول لسامر أن يخرج من مكتبها وتركته لتلحق برئيسها ..
    وكانت تلك الحادثة كالقشة التي قصمت ظهر البعيد بين سامر ونهال , فجلس حانقا وغاضبا على تصرفها وأمسك بالتلفون ليحدثها , فطلبت منه أن يؤجل الحديث لوقت آخر , لكنه رفض بعناد وأصر على أن يقول لها : في اليوم الذي أكون فيه خطيبك سوف تغيرين كل طباعك , بل إني أريد منك أن تغيري طباعك الآن , لا أريد منك أن تحادثي أحدا في أكثر من شؤون العمل , ولا أريد أن أراك تنهضين عن مقعدك لأي مكان , يجب أن تحترمي اسمي وتقدري أنك مقبلة على زواج , تصرفاتك قبل هذا الوقت لا تهمني ولن أحاسبك عليها , ولكني منذ اليوم سأحاسبك على كل تصرف يظهر منك , وتلك التصرفات وحدها التي ستثبتين لي بها أنك تحبينني أولا فلم تكترث وأصابه الذهول منها وأصبح حائرا مع تلك الفتاة التي لعبت بعواطفه أكثر من عامين لتنهي الأمر معه طرطورا .. إنها شقية بائسة , ستدمر نفسها .
    إنها حرة بعد الآن ولن يهتم بها أو يكترث لها ..
    فالمثالية المفرطة التي يعيشها عقله في دوامة من عدم التوازن مع المجتمع الذي يعيشه وخاصة الفتاة الذكية التي أحبها ولا زال يحبها , فلابد أن يكون أفضل منها لكي يكسر أنفها المكابر معه , فكتب قصة عنها وعن حبه لها , الضائع لها الذي فرطت به مع غيره .
    في نفس الوقت كان الشحوب يمد خيوطه على وجه نهال والاصفرار والهزال يكسو سخنتها , منذ أن تمت القطيعة بينها وبين سامر وبالرغم من ذلك , لم يحاول العودة إليها حتى التقى بها عرضا فعاتبته قائلة : إنني جد غاضبة عليك لأنك لا تكلمني , هكذا مرة واحدة .. فقال : رفضتني , فلم احتمل ذلك منك , فأجابته بدلال .. أنا لم أرفضك , وتذكر أنك أنت الذي أسأت التصرف معي .. وعموما فأنني لا أجد مبررا للقطيعة الكاملة بيننا ألسنا زملاء في العمل وتردد للحظات قبل أن يقول لها لن أكتفي معك بالزمالة , أريد الحب , أريد حبك .. وإجابته وعيناها مصوبة إلى الأرض : كنت دائما : أحبك , وأنت غير قادر على أن تفهم فقاطعها : كان لدي الشعور كاملا بأنني أحبك , ولدي حاسة قوية بأنك تبادليني نفس الشعور , ولكني لم أحب يوما من الأيام أن أرى في عينك مظاهر الندم على ارتباطك بي , وأنا لا أزيد عن صحفي صغير فردت عليه بقوة وإيمان : لم تكن في يوم من الأيام تهمني الوظيفة ولا الراتب , فأنا موظفة واستطيع مساعدتك في شئون البيت , ولكن شكوكك وغيرتك , وتصرفك الأخير معي جعلني أفقد الإيمان بحبك .. ومسح يديه على وجهه , وهو يتألم .. ثم قال : سامحيني فأنا لا أثق بنفسي ولكنني أثق بك , وتلك الثقة الكبيرة فيك تجعلني , أراك بعيدة عني .. فأجابته : بهدوء : ذلك أيضا ما لا أحبه فيك أيضا , أنك خيالي أكثر مما يجب , لم تتعود الواقعية .. وبعد تردد قصير وهو ينظر إلى عينيها الساحرتين : هل أنا مخطئ إذا نهال , وهل تحبينني كل هذا الحب وأنا لا أعرف , هل أنت جوهرة عظيمة كما تخبرينني الآن وهل كنت غبيا طوال الوقت .. فقالت بثقة : يؤسفني أن أقرر أنك غبي , وقد كنت أعتقد فيك الذكاء والفطنة , وأنت كاتب قصة .. وتصيب العرق من جبينه وسألها متلعثما ولكن وضحي لي بصراحة .. وسيم وحسان ..!! فقالت : لا شئ بجانبك .
    إنها فتاة طموحة وأحبته لطموحه أنها فتاة غير عادية وأحبته بطريقة غير عادية , أحبته من لاشي أيضا , أنه لا يزال في بداية طريقه للحياة وليكن صريحا مع نفسه , أنه الناقص أنه المستهتر أنه الغبي , أما هي فعندها المثالية والذكاء والكمال ,

  4. #4
    فتاة عصريه
    3
    كيف له أن يعيدها إليه , لا بد من نجدة إلهية تسعفه يدعو الله أن يعيدها إليه , لقد رأى ذلك المهندس يأتي إليها ثلاث مرات خلال ذلك الأسبوع , أنه بالفعل يعود إليها طالبا قربها , أنه مهندس ناجح دخله الشهري لا يقل عن ألف دينار , فإذا فضلته على المهندس تكون بالفعل فتاة غير عادية .. فتاة ليست كفتيات جيلها .. تعيد لهذا العصر رومانسية وشفافية الإنسان .
    لقد أخطأ فى حكمه عليها وهو يكتب قصته وصورها على أنها تبحث عن الطموح مستخدمة ذكائها وجمالها في إذلال الرجال , وكتب نهاية القصة عن جنونها وانهيارها , بعد أن تفشل في الوصول إلى الحقيقة في حياتها .. ولكنها عندما قرأت القصة لم تغضب عليه بل إنها قالت بكل ثقة : لقد قسوت على بطلة قصتك , لا يمكن أن تكون بهذا الشكل وهي ذكية .. وكان جوابه حينذاك : أنها قصة واقعية حقيقية , ولكن خيال المؤلف فيها , إنه مجرد خيال .. لقد كذب عليها , بالرغم أنه يشيد بذكائها , ويبرز أنها كانت مؤمنة بشاب متواضع وذكية , وتتصرف باستهتار لا يدل إلا على الغباء ..
    إذا هو الغبي حتى في كتابة القصة , وخياله مريض مثله تماما .. سيذهب لتغيير نهاية القصة .. سيذهب لتغييرها في صالح الفتاة غير العادية , ولتكن القصة باسم "فتاة غير عادية " .. أنها تتصرف بأسلوب عصري غير عادي وهي تفضله لمجرد طموحه فقط , لمجرد أنها رأت فيه أصالة لم تجد في غيره ممن هم أحسن منه ماديا .
    وأعتقد غيبا أنها لا يمكن أن تربط نفسها به لترفض غيره ممن هم أحسن منه حالا , وجلس يكتب فصلا إضافيا وجديدا على قصته , يغطي فيه كل عيوب الفتاة العصرية في الفصول السابقة وليجعلها تنتصر في النهاية على المظاهر الدنيوية , كما هي في حقيقتها تماما .. وشعر بالراحة وهو ينهي قصة الفتاة العصرية نهاية سعيدة , بعد أن تشفي من حالة الانهيار التي تصورها فيها , وكان السبب في شفائها هو حبيبها الذي لم يفهم أن كل تصرفاتها مع أولئك المزيفين والمنافقين في الحياة لم يكن إلا لإذلالهم , ولذلك نجدها في النهاية تعلن انتصارها عليهم وتتزوج الإنسان المثالي النظيف مثلها وتعلن , ثورتها على كل ألوان المادة في تلك الحياة المزيفة , والتي يتصارع الناس فيها على الملأ أنه يصورها شفافة كما عرفها ويصورها عظيمة كما عرفها , ولذلك يعطيها السعادة التي تبحث عنها من خلال الحب كما أرادت واشتهت وقد احتاج سبعة أيام ليكتب هذا الفصل , ذهب مسرعا ليعطي منه نسخة " لنهال " ليعرف رأيها .. وجلس ينتظر النتيجة وبعد يوم واحد اتصلت به نهال وأخبرته إنها نهاية ممتازة وطبيعية للقصة تهنئة عليها.

    فقال لها : هل توافقين على النهاية في الحياة الواقعية .. فأجابته محتدة : أرجوك أن تتركني الآن أفكر فيما أنا مقدمة عليه . كلماتها خلفت لديه أمل بإمكانية عودتها إليه .. مما أشاع السعادة في قلبه .. كم هو جميل النجاح . وحتى يكون للنجاح طعم ومذاق يجب أن يجب أن تكون فيه وهي ملهمته .. فهل ستغفر له كل تصرفاته الصبيانية السابقة معها ولم ينتظر فكتب إليها رسالة غرامية واقعية يحاول إقناعها فيها بحبه وبأنه الآن بدأ يعرف نفسه وأنها ستكون بجواره أسعد مخلوقة , ما دام الحب سيكون عنوانا لحياتهما , واتصل بها يسألها ردها وبعد تردد ومماطلة من جانبها اتصلت به وقالت له : أريد منك شهرا أفكر فيه , وأنت تفكر بجدية .
    وكانت الأيام ثقيلة ومملة وكثيبة , وهو يتردد على مكتبها يسألها ويكرر السؤال عن قرارها فأجابته إنني أخترك أنت وفضلتك على جميع من تقدم لي , حتى في زواجها تعلن بإصرار على أنها إنسانة غير عادية , ولولا أنه هو الآخر إنسان غير عادي ما أحبها كل هذا الحب ..
    إنهما اثنان في واحد .
    وعليهما مواجهة الواقع بأسلوبهما فالحياة حياتهما والمستقبل مستقبلهما وهما اللذان يقرران .
    وكان سامر يعيش تلك الأيام حالة من الشرود يردد فيها كلمات يغنيها بينه وبين نفسه
    وقد وصل بحالته هذه إلى مرحلة يشك فيها بكل شئ , حتى في نفسه إذا كانت مخلصة لنفسه , ما دام غير قادر على أن يترجم حبه إلى حقيقة , وخياله مع الحبيبة إلى واقع يعيشه معها وبها ولها .. وقد صورت له حالته المريضة أن فتاته أضحت عاشقة لغيره , وتحولت عنه إلى سواه أو هذا ما كان يريد أن يوهم به نفسه بالفعل , واختمرت الفكرة في رأسه وبدأ يفسر كل شئ وكل تصرف لحبيبته على أنه تحول عنه لما سواه حتى أكد لنفسه أنها لغيره وفية .
    ولم تقبل منه تلك الإدعاءات وقالت له : إنه يخاف المسؤولية ويبتعد عنها , ويهرب فكيف يقول عن حبه لها بأنه الحب الأعظم , والحب الأكبر , وهو يخشى أن يحمل فيه جزءا بسيطا من التعب لم يفعل شيئا سوى أن يضعف ويتخاذل, ويتهرب وإذا قبلت منه الضعف والخذلان , فإنها لن تقبل منه أن يشكك فيها أنها لا تريد حتى لو أتى إليها بقصور العالم ما دام في نفسه ذلك الهروب والضعف .
    و أخذ يعيش في حالة من حالات التوهان ولم يعرف بالضبط ماذا يريد إلا أنه ظل على إيمانه بأن الحب مقدس بل إنه تغنى بحبيبته وهي مع غيره مشبها إياها بحالة الإنسان الذي يفقد وطنه وكيف يكون شعوره من الضعف والغثيان طالما وطنه محتل فماذا يفعل لينتصر على الضعف الذي يعيش فيه .
    وفي هذا الوضع كانت حالة " سامر " مع" نهال " سهر وأرق وسهاد ومناجاة للحبيب ليل ونهار .. فالحب الصادق يعشش عليه الخوف .. ربما لا يكون خوفا من الأهل أو المجتمع , ولكنه يكون خوفا من الذات نفسها .. فقد كان سامر محبا صادقا لنهال , ليس خوفا من أحد , ولكنه خوف على حبه لنهال . أن غرضه من حبه هو أن يتزوجها في نهاية الأمر , لكي تكون ملكا له وحده , وسيدة بيته , وأم أولاده , و يهمه أن تكون محبة صادقة له , تعرف رغباته وطلباته وتعمل على إرضائه .. كما يعمل هو على إرضائها .. وطلباته ليست صعبة وعسيرة , بل سهلة ويسيرة عند المحبين , لقد كانت كل طلباته منها أن تكون محتشمة , وأن تكون ما ترتدي من ملابس يغطي جمالها , ويحفظه من عيون الحاسدين , وفي جوهرها , وفي أعماق عقلها وقلبها يجب أن تكون مؤمنة بالله وبدورها في الحياة بجواره كسيدة بيت عصرية فكما يكون الإيمان قويا بأن الله واحد يجب أن يكون إيمانها به قويا فلا ترى في العالم سواه رجلا لها .. وكانت المشكلة عند " سامر " في كيفية إقناعها أو كيفية اقتناعها أو كيفية صدقة بقناعاتها إنه الشك .. ذلك المرض الخطير , الذي يجعل الإنسان خائفا مترددا .


  5. #5
    فتاة عصريه
    4
    -------------
    وكتب عن الفتاة العصرية يقول :
    " عندما تقف أحلام الفتاة العصرية عقبة في طريقها للاستقرار , يصبح الزمن حلما .. والحلم مرضا .. بل جلاد يضربها بسياطه , ليل نهار ..
    والجلاد في تصرفات لا يقبلها المجتمع .. فلم يخلق الله الجمال عند الفتاة لكي تبتذله وتعرضه , بل خلقه نعمة للبشر ونعمة مقدسة .. وإذا ابتذلت الفتاة جمالها بتصرفاتها المضادة لذاتيتها العربية , ومسلكيتها غير المقبولة دينيا فإنها تخسر كينونتها , وتخسر شخصيتها .. ولكي تكون الفتاة العربية العصرية على مستوي من الوعي والإدراك كاملين لما هي مقبلة عليه , يجب أن تتعلم الحب .. الحب الشفاف .. الذي يؤمن بالعطاء الروحي قبل أى عطاء مادي آخر .. وأن تعي من ومتى وكيف تحب , وأين تحب وبذلك يكون الحب قويا وأساسه متين , يبني ويعلي البناء .. والحب كلمة شاملة .
    فإذا لم تجد في الحب الوطني أو الحب الديني كفايتها , فستجد من الحب الأسري ما يعوضها , وإن لم يكن ذلك كافيا فستجد حتما أن هناك إنسان ينظر إليها نظرة إخلاص واعتزاز فإن لم يكن هو فتى أحلامها فعلى الأقل هو حصنها من نفسها ضد نزوات الحياة .. المهم أن تقترب من الحب بكافة أشكاله وتمارسه برومانسية العطاء .. فتشكيلة الفتاة العربية العصرية تشكيلة ذات مذاق خاص ومميز , مقيدة بتقاليد وطنية ومحاطة بأخلاق إسلامية , فيا حبذا لو كانت ثقافتها ثقافة وطنية دينية اجتماعية , عندما ستجد من يحبها الحب الحقيقي , فلا تضيع في متاهات الحياة مع مظاهرها في إنسان ينظر إليها كدمية جميلة , يقذف بأخلاقياتها وعاداتها في الهواء , فتصبح فتاة مستهترة بمنطقنا العربي ..
    ولقد قرأت " نهال " تلك الكلمات , ولم تستطع الصبر عليها , وهي تشعر بأنها موجهة إليها قبل غيرها , فكتبت كلمة صغيرة عن الجمال والروح في الجمال وذهبت إليه ليقرأها كانت كلماتها تعبر على أن الجمال في النفس الطيبة والقلب النظيف , والعقل السليم , والسلوك الصحيح قرأ كلماتها ونظر باستغراب نحوها وهو لا يصدق أنها صاحبة تلك الكلمات وفهمت ؟ من نظراته فقالت له , ماذا بك , وسألها أنت التي كتبتيها , فأجابت أنني طوال ليال طويلة ماضية وأنا أفكر في الدنيا , والحياة والله وعرفت أن الحياة في ديننا , وفي روحنا الحلوة , وليس في مظاهر الحياة .. وزادت على ذلك المنطق اللغوي الجديد .. إنها بدأت تضع إيشارب يغطي رأسها وشعرها , وأصبحت ملابسها طويلة تستر كل شئ فيها ..
    فذهب إليها يسألها : ماذا حدث , وماذا دهاك ..؟؟
    وأجابته بوقار شديد : إنها أزياءنا العربية فلم لا نحافظ عليها , أنني منذ أيام طويلة وأنا أرتل القرآن وأحاول حفظه كله , فلم تعد مظاهر الحياة تهمني , فجوهر الحياة هنا , في كتاب الله العظيم , فلماذا لا تقرأ القرآن .. وزادت دهشة واستغرابه .. لا يمكن أن تكون " نهال " قد تغيرت إلى هذه الدرجة , فماذا أصابها . فقال لها : أود أن أعبر لك بأنني ازددت إعجابا بك , وأصبحت كاملة من جميع النواحي , وأصبحت الحلم والحقيقة , أنك الآن تكشفين نفسك فقط , أنك الآن الفتاة العصرية العربية المثالية .. وأنني لأجد نفسي صغيرا أمامك , ولا أصدق نفسي , فإذا كنت أحبك مرة أصبحت أقدسك مرات ومرات فأجابته بوقار قائلة : أرجوك يا سامر أن حديثنا هذا من المحرمات في ديننا .
    فأجابها : لا يكون حراما عندما تخلص النوايا , وتكون قصدها شريف وهذا هو قصدي معك على الدوام .. ولم يجد ما يقوله, إن ما سيقوله لها بلغة الأدب سيكون أكثر تعبيرا مما سيقوله لها بلسانه ..
    فكت رسالة حب أدبية لفتاة عادية في عصرها كتبها بكل ما في قلبه من حب وكلمات الحب :
    وردت عليه بكلمة قالت فيها : بالحب نبدأ .. وبالإرادة نبني .. وبالأمل يعلي البناء .. سأصمد أمام هذا التحدي للنهاية ..
    وسوف أنجح في إرادتي .. بالعلم بالعمل بالإقناع بالأصالة , بالأمانة والإيمان .. ستكون طريقي .. كما يجب أن تكون طريق لكل فتاة عصرية عربية مثلي .. سأواصل طريقي للنهاية .. و ... " .
    امتلأ قلب سامر بالفرح وملأ صدره النغم , ونظر إلى نهال وقال لها بحب بالغ :
    هل تسمحين لي بمشاركتك في هذا الطريق , رفيق دربك بإرادة صلبة وقوية .. فهزت رأسها بالإيجاب وقالت له : إنها تجربة ثلاث سنين , تعلمت كل شئ فيها منك , وسنكمل معا وحاول أن يمسكها , فنظرت إليه محذرة , فابتسم لها وقال .. يجب أن أزوركم الليلة .
    فردت مندهشة بهذه : بهذه السرعة .. فقال : ليت هناك في عاداتنا شيئا أسرع من ذلك ..
    فاتسعت ابتسامتها وهي تقول : إذن فليكن اللقاء مع أخي الليلة القادمة وكان اللقاء .. وبدأت دوامات أخرى في شئون المهر , والعرس , والبيت وأثاث البيت , والسيارة وتكاليف كثيرة , وكثيرة كلها سينفذها وسيحقق ما يطلبه أهلها دون تأخير .
    وغابا عن الدنيا , وقد نسى كل منهما كل شئ إلا ما بينهما يمثل صراع الإنسان ضد المظاهر في الحياة ..
    ضد ألوان العصرية الزائفة .. ولتنصر العصرية في ثوبها الجديد بإرادة الله للاثنين معا ..

  6. #6
    في مجمل كل هذه الاعمال
    قصة حب لعشرة اعوام
    عايشتها في سن الشباب
    وكتبت لها خواطري وبوحي
    قبل ثلاثون عام
    مابين اعوام1980-1989م
    مجموعة موحده مع رسائلي الى امرأة غير عاطفية في هذا الباب
    لزم التنويه هنا للتفريق بين زمان وزمان ومكان ومكان
    وللتفريق بين مجموعة واخرى من الخواطر الرومانسية
    مع كل مودتي وتقديري لكل من قرأني ومر على مجموعتي هذه
    ودمتم سالمين منعمين وغانمين مكرمين

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123

المواضيع المتشابهه

  1. أسئلة عاديه وطبيعية إذا كنت أنت طبيعي
    بواسطة ظميان غدير في المنتدى فرسان العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-20-2011, 06:49 PM
  2. فتاة المطر
    بواسطة محمد خطاب في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 07-25-2010, 06:00 PM
  3. إلى فتاة ... ( نور )
    بواسطة علي الخاني في المنتدى فرسان النثر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-01-2009, 02:17 PM
  4. اخلاق غير عاديه
    بواسطة يسري راغب شراب في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-21-2009, 02:06 AM
  5. اسئلة عاديه وطبيعية إذا كنت طبيعي
    بواسطة فتى الشام في المنتدى استراحة الفرسان
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-11-2008, 05:52 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •