ذكرى أول شهداء التطبيع - سعد أدريس حلاوة
قام عشرات من كافة التيارات الوطنية (حركه كفايه / حزب الكرامه / حزب الغد / حركه شبا ب6 ابريل /وبعض التيارات اليساريه ) لإحياء ذكرى سعد ادريس حلاوة الذكري التاسعه وعشرون لوفاته قاموا بالزيارة لقبره وقراءة الفاتحة على روح الشهيد ووضع الزهور على مدفنه ومنهم:
محمد مصطفى المنسق العام لحركة كفاية بالقليوبية و احمد العماوى ورمضان على ومحمد العجمي واحمد العناني حركه شباب 6 ابريل وحمدي هيكل في حزب الكرامة وايمن بركات و صالح كتكوت في حزب الغد واحمد لبيب ومهدى موسى في حزب اليسار المصري
ونحن نذكر قصة من هو سعد إدريس حلاوة
هو سعد إدريس حلاوة المزارع ابن محافظة القليوبية أول من مات رفضا للتطبيع بين مصر وإسرائيل في فبراير عام 1980؛ حيث شغلت قصة حلاوة العالم في تلك الفترة التي مضى فيها الرئيس السادات في تنفيذ مخطط التطبيع مع إسرائيل بالرغم من الرفض الشامل لهذه الخطوة من كافة التيارات السياسية بمختلف توجهاتها.
وترجع قصة حلاوة المولود في الثاني من مارس 1947 في أسرة ريفية متوسطة اقتصاديا، تمتلك عدة أفدنة زراعية بقرية "أجهور" التي تبعد نحو 30 كم عن العاصمة القاهرة. وهو أخ لخمسة أشقاء وشقيقة واحدة جميعهم تلقوا تعليمًا عاليًا وتولوا وظائف حكومية باستثناء سعد الذي اكتفى بالمرحلة الثانوية واتجه إلى مساعدة والده في زراعة الأرض.
وظلت حياته هادئة وطبيعية في القرية مثل ملايين المصريين، يذهب إلى الحقل مبكرًا ويعود إلى المنزل في الغروب، ويؤدي الفرائض بانتظام، ولا ينتمي لأي تنظيم سياسي باستثناء التنظيم الذي يسميه البعض "تنظيم الشعب" ويقصد به المواطن العادي الغيور على مصلحة وكرامة مصر، وهو تنظيم يضم في عضويته الملايين من أبناء هذا الوطن.
يوم الثلاثاء 26 فبراير 1980.. منتصف النهار تماما.. سيارة سوداء تتحرك في شوارع القاهرة من الجيزة إلى قصر عابدين في وسط القاهرة.. في مقدمتها علم صغير شاذ عن الفضاء النقي من حوله يحمل نجمة داود.. وبداخل السيارة شخص نصف ملتح طويل القامة هو "إلياهو بن أليسار" أول سفير إسرائيلي يتم اعتماده لدى مصر وفقًا لمعاهدة السلام. وعلى استحياء تم الإعلان عبر وسائل الإعلام المصرية عن أن الرئيس السادات سوف يستقبل السفير إلياهو في قصر عابدين ليقدم أوراق اعتماده، ووقع هذا النبأ كالصاعقة على ملايين المصريين الذين اعتادوا اختزال معاناتهم وتجميعها في مخزن الذاكرة. ولم يتمكن شاب في الخامسة والثلاثين من عمره تحمل هذه الصدمة، وكان هذا الشاب هو سعد إدريس حلاوة. وهداه تفكيره الذي لم يطل إلى إحداث فعل يزلزل السلطة -المخطئة من وجهة نظره- فعمد إلى احتجاز ممثلي هذه السلطة في مجتمعه الذين لم يكونوا سوى صغار الموظفين العاملين في مكتب الخدمات التابع للوحدة المحلية بقريته الصغيرة.
في نفس التوقيت الذي كان الرئيس السادات يعانق "بن أليسار" في قصر عابدين اتجه سعد حلاوة إلى مقر الوحدة المحلية بقرية أجهور في القليوبية ومعه حقيبة جلدية بها رشاش ماركة بور سعيد صناعة محلية ومسدس روسي قديم وكمية من الطلقات، وراديو، وكشاف إضاءة وعدد من شرائط الكاسيت تتضمن عددا من الأغاني الوطنية التي غناها عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وعبد الوهاب وغيرهم.
صعد حلاوة إلى مكاتب الموظفين بالوحدة، وفجأة أخرج من الشنطة الرشاش، وأمر كل الحاضرين بالثبات في مواقفهم بدون أي حركة، لكن تصور البعض أنها مجرد مزحة؛ فسعد حلاوة هو الطيب الهادئ الذي لم يعرفوا عنه إلا الجد في العمل وطيب المعشر، بينما هرب البعض الآخر بلا أي ردة فعل من سعد رغم ما يملك من خزائن رصاص لأنهم يعرفون جيدا وربما هو يعرف أيضا أنه لن يطلق الرصاص أبدا، لم يبق بالغرفة سوى اثنين من موظفي الوحدة ألجمتهما المفاجأة.
أمرهما بعدم الحركة لأنهما رهائن مع وعد بعدم المساس بحياتهما طالما امتثلا لتعليماته، وأوضح لهما أنه لا عداء بينه وبينهما، ومشكلته مع من يستقبلون الأعداء، وبالفعل وضع مكبر الصوت وبدأ يخاطب أهالي القرية الذين ملئوا ساحة الوحدة المحلية وأسطح المنازل المجاورة. وأبلغهم بأنه ليس شريرا ولا مجرما. لكنه قرر أن يتحدى قرار السادات ويثأر لكرامة الوطنية على طريقته الخاصة.
وعلى الفور انتقل الخبر إلى القاهرة وقرر وزير داخلية الرئيس السادات اللواء "النبوي إسماعيل" توجيه قوات الأمن والفرق الخاصة والقناصة إلى قرية أجهور لمواجهة الموقف غير المتوقع أمنيًا. فلم يكن يخطر على بال النبوي إسماعيل أن يأتي رد الفعل الشعبي من فلاح في قرية متواضعة.
امتلأت شوارع القرية الضيقة بالقوات وبدأت المفاوضات عبر مكبرات الصوت بين وزير الداخلية ومحتجز الرهائن سعد حلاوة الذي حذر القوات من أي محاولة لاقتحام المبنى؛ لأنه وضحاياها سيكونون في عداد الموتى، وأعلن مطالبه صراحة، وكانت كالآتي:
طرد السفير الإسرائيلي من مصر، وإغلاق سفارتهم عندنا، وأن يتم إعلان ذلك في بيان رسمي يبث في الإذاعة المصرية مباشرة بعدها يتم إعلان الإفراج عن الرهائن والتسليم للشرطة.
ولكن وزير الداخلية أبلغ الرئيس السادات بالمطالب فسخر منها وأصدر أوامره بالتعامل معه باعتباره مجرمًا. وحاول النبوي إسماعيل إقناع سعد حلاوة بأن يسلم نفسه مقابل عدم تقديمه للمحاكمة ولكنه عاد وكرر مطالبه الواضحة، مع إضافة توجيه سيل من السباب والشتائم إلى الرئيس السادات وزوجته ومعاونيه واتهامهم بالخيانة عبر مكبر الصوت.
استدعى وزير الداخلية النبوي إسماعيل والدة سعد حلاوة للتوسل إلى ابنها بتسليم نفسه، ولكنه ناقش والدته بهدوء وطلب منها أن تقرأ على روحه الفاتحة، ووسط بكاء والدته رفض الاستجابة وتمسك بمطالبه فاستدعوا شيخ القرية وكان صاحب تأثير كبير عليه فيما سبق، ولكن دون جدوى. وكان رد فعل حلاوة أنه أدار شريط الأغاني الوطنية والحماسية في هذه الأثناء. كان الليل قد أرخى سدوله، وأخرج من جيب "البالطو" كشاف ضوء صغيرا اطمئن به على الرهينتين المقيدتين في جانب من الغرفة، بينما فرق الأمن تحيط المبنى من كل اتجاه.
غطت عملية احتجاز الرهائن في قرية أجهور على الخبر الهام المرتبط بتقديم أوراق اعتماد أول سفير لإسرائيل في مصر، وتوجهت معظم وسائل الإعلام إلى موقع الحادث، وبدأت وكالات الأنباء في توزيع الخبر، وشعر الرئيس السادات بالحرج من أصدقائه في تل أبيب والولايات المتحدة فأصدر أوامره للنبوي إسماعيل بإنهاء العملية قبل أن تتوسع أجهزة الإعلام في متابعتها وتغطية تفاصيلها وتحويل سعد حلاوة إلى بطل ربما تجذب قصته آخرين بما يغري بتكرارها. وبالفعل غافل أحد القناصة سعد الذي أرهقه التعب وأدى الظلام إلى توتره وهجم عليه من الحجرة المجاورة موجهًا إليه دفعة رصاص استقر معظمها في الرأس فسقط على الفور بعد أن تهشمت جمجمته.
ومات الرجل الذي حمل السلاح لكنه لم ينو أن يستخدمه؛ لأنه لا يعرف إلا الفأس.. وانتهت العملية بنبأ نشرته صحف صباح اليوم التالي في ركن الحوادث: "مختل عقليًا يحتجز رهائن في إحدى قرى القليوبية".
وبالرغم من التعتيم المحلي على كل تفاصيل الحادث وأبعاده السياسية في ذلك الوقت واتهام صاحبه بالخلل العقلي والجنون، فإن رد الفعل الخارجي كان مدويا، وأصبح للحادثة صدى إعلاميًا مؤثرًا في الأوساط السياسية والثقافية وصل إلى أن يرثي الشاعر الكبير "نزار قباني" سعد حلاوة بقصيدة شهيرة بعنوان: صديقي المجنون سعد حلاوة. وقال نزار عن الرجل في بعض مقاطعها:
سعد إدريس حلاوة
هو مجنون مصر الجميل
الذي كان أجمل منا جميعًا
وأفصح منا جميعًا
ويضيف نزار ناثرًا:
"وأجمل ما بسعد أنه أطلق الرصاص على العقل العربي الذي كان يقف على شرفة اللامبالاة يوم 26 فبراير 1980، ويتفرج على موكب السفير الإسرائيلي، والقصة انتهت كما تنتهي قصص كل المجانين الذين يفكرون أكثر من اللازم ويحسون أكثر من اللازم ويعذبهم ضميرهم أكثر من اللازم.. أطلقوا النار على المجنون؛ حتى لا ينتقل جنونه إلى الآخرين…".
وبالرغم من النسيان الذي طوى قصة سعد حلاوة داخل مصر فإن الكاتب الصحفي "شفيق أحمد علي" حرص على توثيق ملابسات هذا الحادث الفريد في كتاب يحمل اسم "عملية اغتيال سعد حلاوة"، وبدأه بمقدمة تحمل عنوان: "بعد إذن العقلاء".
ومات سعد حلاوة على أرضه السمراء، لكن كيف تُراه في سمائه الصافية؟
********
لجنة الأسرى تلتقي قيادة الإتحاد الديمقراطي الفلسطيني " فدا " وتزور مقر جريدة الأيام
قام وفد من لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية بزيارة إلى مقر حزب الإتحاد الديمقراطي الفلسطيني " فدا " حيث كان في استقبال وفد اللجنة قيادة فدا متمثلة بالسادة رائف دياب عضو المكتب السياسي لفدا وعاطف الدرة عضو اللجنة المركزية ، وهدى عليان عضو المكتب السياسي ومسؤولة ملف المرأة في فدا، وبسام حسونة عضو قيادة مركزية ومسؤول ملف الأسرى في الحزب .
وتضمن اللقاء مع وفد اللجنة حوارا صريحا حول واقع وهموم الحركة الوطنية الأسيرة وكيفية النهوض بلف الأسرى على طريق تفعيله وإبرازه إعلاميا ودوليا وإنسانيا . كما وتطرق المجتمعون إلى دور فصائل العمل الوطني والسياسي والإسلامي في إنجاح الفعاليات التضامنية مع الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال الإسرائيلي وحاجة الأسرى والشارع الفلسطيني إلى جهد واحد وموحد تجاه نصرة الأسرى والحقوق الفلسطينية .
هذا وضم وفد لجنة الأسرى كلا من أبو العبد سلامة عضو المكتب السياسي للجبهة العربية الفلسطينية وعضو لجنة الأسرى ، ونشأت الوحيدي عضو اللجنة عن الحركة الشعبية لنصرة الأسرى والحقوق الفلسطينية ، وعلي السويركي عضو اللجنة عن جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ، وأبو أمجد جرادة عضو اللجنة عن المبادرة الوطنية الفلسطينية .
ومن جهة أخرى قام وفد لجنة الأسرى بزيارة مقر جريدة الأيام حيث التقى الوفد بالصحفي حسن جبر والذي هو في تواصل دائم مع ملف الأسرى وذويهم وما يحمله هذا الملف من هموم فلسطينية .
وقدم الصحفي حسن جبر مجموعة من الإقتراحات للجنة على طريق تفعيل ملف الأسرى وإحياء العمل التضامني بالشكل الذي يليق وتضحياتهم الجسام .
يذكر أن الصحفي جبر من مواليد العام 1964م ، وبلدته الأصلية " المغار " ويشارك في الإعتصامات التضامنية مع الأسرى في كافة أماكن تواجدها .
وأكد أبو العبد سلامة خلال اللقاءين على أن لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية ولدت من الجرح الفلسطيني حيث ينبثق عنها سلسلة من الفعاليات والأنشطة الوطنية والثقافية والخدمات التي تصب في خدمة ملف الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال الإسرائيلي .