منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 42

الموضوع: شامليات

العرض المتطور

  1. #1
    عندما انقلب كعب الفنجان
    بقلم: شامل سفر

    تأخر صديقي .. كنتُ قد طلبت كأساً من الشاي الـ (خمير) وجلستُ أنتظره في المقهى .. ثم بعث رسالةً يقول فيها أنه يعتذر عن الموعد .. أغراني الشايُ العقيق بالبقاء، ريثما ينتهي لونه الخمري القاني من دغدغة مشاعر صديقته اللدود .. السيجارة .. فرجةٌ من الوقت الضائع .. وفرجةٌ على مشهد الرائحين والغادين في الشارع المجاور ..... بعدي بطاولتين .. جلس شاب وفتاة.
    أقل من الخامسة والعشرين دون شك .. وليس أكثر من العشرين بكثير .. جلسا متجاورين .. أمامهما أوراق .. يتناقشان حولها ... لم أعرهما انتباهي في البداية .. ظننتُ أنهما عاشقين التقيا في الجامعة أو نحو ذلك .. ودعوتُ لهما في سري أن يرزقهما الله الحلالَ وييسر لهما .. وتابعتُ جلسةَ الاستمتاع بساعةٍ من اللاشيء .. أتاحتها لي ظروف انشغال صديقي.
    المشكلة .. المعضلة .. أن ثلاثة عقود من الزمن أمضيتُها وأنا أحلل هذا الجانب بالذات من حياة بني الإنسان .. جعلتني لا أملك إلا أن أتابع .. أن ألمَح .. أن أهتم .. حتى بعد أن منحتُ نفسي تقاعداً مبكراً كي أتفرغ للتأليف .. المهنة السابقة كالمرض المزمن .. لا فكاك منها .. حتى في جلسةٍ قصيرة بمقهى ... فتابعت .. نعم .. تابعت.
    الشاب يبتعد .. يرجع بجذعه إلى الوراء .. والفتاة تقترب ... هو يحاول بشتى الوسائل ألا يقترب أكثر .. وهي تصر إصراراً عجيباً .. يده اليسرى في الجهة الحرة .. ويمناه تمسك بالقلم .. وهي .. الفتاة .. إلى يمينه .. كلما أرادت أن تشير إلى كلمات في الأوراق التي أمامهما .. تلمسه .. فيبتعد الرجل .. لم أقل أنه شاب .. بل رَجُل .. في زمنٍ عزَّ فيه الرجال الحقيقيون وقلُّوا ... ولمّا فشلت جهودها في جذبه من جهة اليدين .. بدأت تحاول ملامسة ركبتها بركبته .. أبعد القابضُ على جمرته ركبته .. دون جدوى ... ثم إنها مدت يدها نحو وجهه .. وقالت له شيئاً لم أفهم منه إلا أنها تريد أخذ رأيه بمدى جمالية عطرها .. النساء يضعن العطر عادةً على باطن الرسغ .. المنطقة التي يكون فيها الجلد أرق ما يكون ... انتبهتُ إلى أنه رفض .. فقربت هي يدها حتى كادت أن تلامس أنفه وفمه ... ارتفعت طبقة صوتهما قليلاً وهما يتناقشان .. النص الذي أمامهما بالإنكليزية .. صحح لها كلمةً أخطأت في لفظها .. فضربته بالأوراق ...
    محسوبكم .. الداعي لكم بالخير .. وصَّاف .. والكلامُ صنعتي ... ولو أردتُ أن أتابع وصفَ ما جرى، لفعلت ... لكن هذا الكلام يقرأه كل من يملك جوالاً .. ولهذا لن أتابع .
    روى لي أبي رحمه الله .. أنه نزل مرةً من طائرته .. فلمح عمي عمر رحمه الله .. مستلقياً على العشب وهو ما يزال بلباس الطيران ... جلس إلى جانبه .. سأله: «ما بك؟» ... قال أنه بخير .. كرر والدي السؤال .. فقال له عمي: «أتدري يا كمال .. أخشى أن يأتي يومٌ .. يركض فيه الشاب .. وتركض الفتاة وراءه» ...
    بالمناسبة .. دارت المحادثة المذكورة في أربعينات القرن الماضي ... وبما أننا اليوم نكاد نتم الخُمسَ الأول من القرن الحادي والعشرين .. فلن أعلّق .. لن أقول سوى .. مساؤكم تأمُّل .. وتفكُّر .
    #Shamel_Safar

  2. #2
    عندما يتم الترويج لشخصية روائية من وزن شيرلوك هولمز على أنه مدمن أفيون (وكوكائين أيضاً في النسخ الأكثر حداثةً) ثم شاذ جنسياً .. لا يكون السؤال: ما الذي فعله السير آرثر كونان دويل .. بقدر ما (يجب) أن يكون: ما الذي تفعله السينما العالمية بعقول الأجيال الناشئة؟! .. وبصيغة أكثر دقةً للسؤال نفسه: ما الذي تفعله فيروسات الخيال المصنّعة بالجهاز المناعي الأخلاقي للبشرية جمعاء؟!
    #Shamel_Safar

  3. #3
    طلبتَ مني يا أخي الغالي، وصديقي الصدوق، أن ألتقي بابنك الغالي هو الآخر كما تعلم، وأن أنصحه ... واليوم .. اليوم تحديداً، اكتشفتُ أني غير قادرٍ، لا على نصحه، ولا حتى على الإجابة على أسئلته، إذا ما وجه إليَّ أياً منها ...
    فاليوم يا أخي، وعبر تصفحٍ لم يدم أكثر من ثلث ساعة، على كتاب الوجوه هذا .. ولعلَّ له ألف وجهٍ ووجه ... طالعتني صورةٌ لامرأةٍ عارية إلا قليلاً، تقف على شاطئ البحر، مرتديةً ما لا يُرتدى إلا أمام الزوج، لا الأبناء ولا البنات، وقد أرفقت الصورة بنص دعاء .. دعاء يا أخي ... ثم صورةٌ لقططٍ، أُرفقت بنصٍّ يقول أن القطط تتحرى هلال شهر شباط ... ثم مقطع فيديو؛ في جزئه الفوقاني مقطعٌ من فيلم سينمائي يُظهر ممثلةً تلعب دور السيدة مريم عليها السلام .. أم سيدنا عيسى المسيح عليه السلام .. وفي الجزء الأسفل من الفيديو يمر شريطٌ تظهر عليه صورةٌ للنص القرآني من سورة: (مريم) .. ولا أدري ماذا كان الصوت المرافق .. لأني صُدمت، فما أسعفتني يدي في رفع درجة الصوت .....
    اعذرني يا أخي .. أقسم أني حمدتُ الله أنْ لا زوجةَ لي ولا ولد .. وأقسم بالله أن قلبي معك .. ومع كل أب أو أم .. يحاولان تربية أولادهما وبناتهما .. في هذا الزمان ..
    ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم .. والحمد لله الذي لا يُحمد على مكروهٍ سواه.
    #Shamel_Safar

  4. #4
    مرتديلا المسلسلات الغربية
    بقلم: شامل سفر


    البهارات المضافة إلى خلطةِ أي عملٍ درامي، يعرفها كل من يعمل في هذا المجال، مخرجاً كان أو مؤلفاً أو كاتب سيناريو. إنها تلك المُحفِّزات على المزيد من التعلق بالشاشة، وأتحدث هنا عن تنويعات فرعية صغيرة (يُفترض أنها) ترفد السياق الدرامي الرئيسي بشكلٍ محترف، لا كما بتنا نراه هذه الأيام في أكثر الأعمال الغربية التي يفضّل منتجوها أن تلبس لَبوسَ مسلسلٍ يأتي بالإعلانات للقنوات التي ستشتريه، لمدة ثلاثين يوماً على الأقل، لا شكلَ الفيلم الذي ستتم سرقته ثم نشره على اليوتيوب بعد مدةٍ ليست بالطويلة.
    والناظر المتأمل في حال مؤلفي الدراما الغربية هذه الأيام، تبدو له مخيلاتهم وقد أفلست إلا من تنويعات فرعية باتت مكررة بشكلٍ ممجوج لا يُطاق. ففي أي عملٍ كان، لا بد وأن تجد حالة شذوذ جنسي أو اثنتين، أو حالة إدمان على مادةٍ مخدرة ٍ ما، ثم حدِّث ولا حرج عن حالات المصاحبة السريعة بين رجلٍ وامرأة والتي تنتهي غالباً بعبارة: «فرصة سعيدة» ! ... ولا يفوتهم طبعاً إظهارنا ـ نحن العرب ـ وكأننا همج لم نسمع بالحضارة .. ثم المنطق الأعوج الذي يضفيه الكاتب على طريقة تفكير شخصياته .. وهكذا إلى أن نصل إلى عدم اقتناع المخرج بكل تلك الكميات الإضافية من الفلفل التي أضافها الكاتب، كي يتحفنا (أي المخرج) برؤيته البصرية العجيبة للأحداث .. تلك الرؤية التي لم تعد تتعدى حدود عنصرٍ واحد لا ثاني له، ألا وهو المبالغة .. المبالغة في كل شيء .. فإنْ كان العمل بوليسياً، فالكثير من الدم .. وإن كان رعباً ـ أجاركم الله ـ فموسيقا تصويرية تحبس الأنفاس بعد أن قام مهندس الصوت بدراسة ذبذبات الصوت بطريقة (محترفة!) .. مع ضربات تقطيعية مريحة لفني المونتاج، مزعجة للمشاهد أيما إزعاج .. وعقارب وحشرات .. ومسوخ غير آدمية .. وهكذا ... حتى إذا احتاجت قناةٌ ما إلى عملٍ خفيف كل حين .. لجأ جهابذة التأليف والإخراج إلى السخرية .. السخرية من كل شيء تقريباً .. بطريقةٍ، هي في حد ذاتها، تدعو للسخرية من الحال التي آلت إليه حال المتلقّي السلبي وهو يجلس مساءً كي يتناول وجبته التي باتت هذه الأيام رئيسيةً .. وهي العشاء .. وهو يشاهد تلك الروائع !
    وبطبيعة الحال، فالحجة جاهزة .. إنها تلك الشمّاعة التي صار الكل يعلّق عليها أخطاءه المرتكبة عن عمد وسابق إصرار وتخطيط .. إنها تلك المسكينة التي ظلمناها جميعاً .. الواقعية ... فإذا حدث وأن قام أحدهم بآخر نقطة من القطب الشمالي، منذ مئة سنة، بتصرفٍ واحدٍ غير سويّ .. ولمرة واحدة في تاريخ العالم، لم تتكرر .. صار لدى جهبذ التاليف حجةٌ مبرِّرة (حسب رأيه طبعاً)، أنه إذا أدرج شبيهاً لها كموضوع رئيسي في مسلسله، أو حتى فرعي، فهو مؤلف واقعي سيصفق له الجميع.
    ولقد قلتُها مراراً وأعيدها .. ليست الواقعية أبداً، أن تسلّط ضوءاً شديد السطوع على الزوايا المظلمة المهملة المليئة بالعناكب والقاذورات من قبو منزلٍ، وتتجاهل باقي عناصر الصورة الإجمالية، وتكتفي بذلك .. الصورة الإجمالية للحياة فيها الأبيض، وفيها الأسود، وفيها من تدرجات الرمادي الكثير .. بل إن فيها من الألوان المتنوعة ما يسر القلب والخاطر .. صحيحٌ أن فيها أيضاً ما يُحزن وما لا يُرضي ... لكن الانتقائية (الغير المجانية طبعاً) ليست واقعية .. إنها إساءة جمعية منظّمة ومدروسة أيضاً .. وموجّهة ضد البشرية جمعاء .. وقولوا عني أني غارق في نظرية المؤامرة حتى أذنيّ .. ليست لدي مشكلة أبداً.
    الأجيال يا سادة .. الأجيال الجديدة التي باتت تلك الأعمال الدرامية العجيبة الغريبة، القصةَ التي تسمعها وتشاهدها قبل النوم .. كل يوم .. تلك الأجيال .. صارت فاقدةً للأمل .. تاركةً للعمل .. تقول وتتصرف كيفما اتفق، دون وَجَل .. وتعيش حياتها يوماً بيوم .. بالطول والعرض .. تنتظر الأجل.
    #Shamel_Safar
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  5. #5
    تساؤلاتٌ ... كورونية
    بقلم: شامل سفر

    في عالمٍ تحكمه الشركاتُ العملاقةُ التي تنظر إلى كلماتٍ من قبيل: (أخلاق، إنسانية، قِيَم) على أنها مجرد مفردات ما تزال تَرِدُ في المعاجم من باب التاريخ اللغوي القديم، لا أكثر .. تتراءى في أفق التحليل المنطقي لمجريات الأمور، حتى الآن على الأقل، تساؤلاتٌ تبدو مشروعةً بالنسبة للبقية الباقية من الطبقة المفكرة .. وخياليةً مُغرِقَةً في الخيال بالنسبة لنوعين من الناس ... الناس العاديين ممن قصارى هَمِّهِم العودة إلى المنزل آخرَ النهار وفي أيديهم حاجيات البيت والأولاد .. وأولئك الذين أمضوا حياتهم مستمتعين بتعطيل أهم وأرقى ميزة وهبها الله لبني الإنسان .. ألا وهي العقل.
    تُرى هل ما تزال المقايضاتُ الكبرى في اجتماعات الرؤوس الكبيرة لتلك الشركات التي تتحكّم ـ بتريليوناتها ـ في كل ما يُسمّى اقتصاداً على هذا الكوكب، بدءاً من المصارف، وصولاً إلى تمويل مراكز البحث العلمي في الجامعات العالمية الكبرى (وبالتالي التحكّم بها) .. هل ما تزال تلك المقايضات مشكلاتٍ عالقةً في جلسةِ (بازار) لم تَجِد لها حلاً حتى الآن؟ .. أم أنها تحلحلت، لكن الطبخةَ لم تنضج بعد؟! ... بمعنى أن إحصائيات الإصابات، ومعدّلات تسارع الانتشار، لم تُعطِ، إلى الآن، مؤشراً كافياً .. إلى أن الأرباح المتوقعة لطرح المصل المضاد، أو اللقاح الواقي، في الأسواق .. ستكون مجزيةً؛ قياساً إلى التكاليف؟!
    متى ستتعب عضلاتُ الفكِّ الذي يعضُّ على يد الآخَر من جهة .. وعلى أصابع يده ذاته، غيظاً، من جهة ثانية، لأنه يعرف أن غريمه هو الذي طوَّرَ القنبلة الفيروسية وأطلقها ؟ .. أم أن الطرف الثاني سيتظاهر بالتعب، ثم يرخي فَكَّهُ، لأن تنازلات غريمه قد وصلت إلى حَدٍّ معقول؟ .. هل ستنقضي المحنةُ بابتساماتٍ متصنّعة، مشفوعةٍ بجولة ويسكي أخيرة قبل الذهاب إلى المنزل؟ .. أم أن بدايةَ النهايةِ التي كان الطرفان، طيلة الأمسية، يلمّحان إليها كاذِبَين .. والمتعلقة بأولِ أرعنٍ من بينهما سيتهوّر، ويضغط على أزرار إطلاق صواريخ الرؤوس النووية .. الأمر الذي لا يحبه أحد .. ولا يريده أحد .. تقريباً ... هل ستكون هذه هي خاتمة جلسة التفاوض .. وخاتمة كل شيء؟
    كم هو عدد العقود ذات الأرقام الفلكية، والتي تم إلى الآن التوقيعُ عليها، أو سَيَتِمُّ لاحقاً، في الوقت الذي يموت فيه الناس .. والموقّعين على تلك العقود لا يهمهم أي شيء آخر سواها؟ .. كم مِن اقتصادٍ سَيَهوي في غضون أسابيع، وتنتقل الأرقام الدالةُ عليه من مكانٍ إلى مكان؟ .. ومن خانةِ: كانَ .. إلى خانةِ: صارَ ؟ ..... ثم إلى متى سيبقى العقل الجَمعيُّ للبشرية تحت تأثير مخدراتِ الشاشات؟! ..... تساؤلاتٌ بِرَسمِ البقية الباقية مما كان يُسمّى: ضمير الإنسانية.
    #Shamel_Safar
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #6
    إن اقتصاداً عالمياً قائماً برمّته على مبدأ: الإفقار المتعمَّد لشعوب الأرض؛ تمهيداً لاستعبادها بالكامل .. إنما هو غباءٌ استراتيجي بعيد المدى .. فالشعوب عندما تجوع، تبدأ باستخدام عقولها بطريقةٍ أفضل من ذي قبل .. تبدأ في ابتكار طرق جديدة للحصول على الرزق ... خذوا الهند مثالاً ... عملت بريطانيا الكثيرَ لإفقار ذلك الشعب .. وهو حالياً دماغُ العالَم ... ثم انظروا إلى الصين التي كان الأفيون يُلقى إليها من الطائرات .. كيف هي حالياً معمل العالَم ... إذا كانت الحاجةُ أمَّ الاختراع .. فالفقرُ أبوه .
    #Shamel_Safar
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  7. #7
    لم تكن أم كلثوم ملكة جمال، ولم تكن خليعةً أو متهتكة .. هذا معروف تماماً ... لكن المعروف أيضاً أنها عرفت كيف تستغل إقبال بعض المبدعين على الزواج منها، أو خطب ودّها، أفضلَ استثمارٍ ممكن .. لصالحها طبعاً .. لم تكن تمنّيهم أو تَعِدُهم بشيء أبداً .. على الإطلاق .. كل ما فعلته أنها حافظت على التعامل معهم ضمن حدودٍ تتراوح بين الصداقة والعمل .. ولا شيء أكثر من ذلك .. في حين ظلّت خيالاتُهم وأحلامُهم تتمنى منها ولو كلمة أكثر لطفاً بأقل من القليل .. ولم يحصل أحدٌ منهم على شيءٍ من ذلك .. أبداً .... يبدو أن الشرق مُبتلى بقصص الحب المريضة منذ زمنٍ بعيد .. إنْ لم يُصادفها في حياته، اخترعها اختراعاً .. ثم بنى كيانه العاطفي على أساسها ... ومن شواهد ذلك .. عجائب ..
    روى لي صديقي محمود الحموي (أبو شريف) .. نقلاً عن المرحوم الفنان محمد عبد الكريم .. ولِمَن لا يعرف فالمذكور كان شهيراً بلقب: أمير البُزُق .. لبراعته في العزف على الآلة المذكورة .. أنه كان ينزل على درج الإذاعة بصحبة الشاعر أحمد رامي، فالتقيا بأم كلثوم تصعد الدرج .. سلّمت عليهما وتابعت طريقها .. فتوقف أحمد رامي .. سأله محمد عبد الكريم: ما لك واقف؟! .. لِمَ لا تنزل؟ ... أجابه الشاعر المتيّم: (إزاي عايزني أنزل و روحي بتطلع؟!).
    ولمّا تزوجت أم كلثوم من محمود الشريف .. (زواجاً قصير المدة انتهى بالطلاق) ... لم يتحمّل أحمد القصبجي ... ذهب لعندهما وفي يده مسدس .. تصوروا ! .. موسيقي فنان مرهف الشعور يحمل مسدساً ... دخل عليهما ويده وراء ظهره .. سألته أم كلثوم: (إيه اللي في إيدك يا قصب؟) .. فوقع المسدس من يده .. ثم غادر مسرعاً ... ويُقال أن أحمد رامي، عندما سمع بالخبر .. نزل من بيته وركب الترام وهو بالبيجاما .. والقصص كثيرة .. فهنالك مَن قبّل يدها وهي على المسرح .. بل إن هنالك مَن حاول تقبيل رجلها ...
    وبما أنه: (مَن تضعضعَ لصاحب مال، ذهبَ ثلثا دِينه) ... فإن ذلك يمكن قياسه ـ فيما أرى ـ على مَن تضعضعَ لامرأة ... جميلةً كانت، أو مرغوبةً لسببٍ آخر؛ كالموهبة أو الصوت الجميل .. أو لمجرد أنها تتقن فن التمنُّع ممزوجاً بمهارة مسك العصا من الوسط وموازنتها كيف تشاء ... ألا وإن الحب ـ كالمال ـ شكلٌ من أشكال الرزق ... والصحيح أن نطلب الرزق بعز الأنفس .. لا بِذُلِّها .
    #Shamel_Safar
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  8. #8
    نوعان من السعادة لا يعرفهما إلا مَن عاشهما .. رضى المدرّس عن أنه أعطى الطالب كل ما يعرفه، وظل يعيد ويكرر بأساليب متنوعة إلى أن تمكّن الطالب من الاستيعاب الكامل ... وشعور المرء بعد أن ساعد إنساناً؛ في حين لم يحرّك غيره ساكناً واكتفى بالتنظير .
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  9. #9
    بعض الاستخدامات اللغوية تعبّر عن واقع الحال .. فبعض الناطقين بالإنكليزية، عندما يريدون أن يعبّروا عن أنهم لا يصدقون شيئاً أو لا يقتنعون به، يقولون: I don’t buy it .. ويقصدون بذلك: أنا لا أصدق ذلك، أو: أنا غير مقتنع بذلك ... سبحان الله العظيم .. وكأن التصديق والاقتناع عمليةُ شراء .. يدفع فيها المرءُ شيئاً من ذاته .. من كينونته .. من حقيقته ... فإذا خالط الهوى عمليةَ الاقتناع .. تحوّلت القضية من اقتناعٍ بالحقيقة .. إلى إقناع ذاتي بالباطل .. وهذا، فيما أرى، أكبر درجات ظلم النفس.
    #Shamel_Safar
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  10. #10
    يا زوجي .. إما أنك أحمق أو أعمى
    بقلم: شامل سفر

    منذ قليل اتصل بي صديقٌ قديم يعمل كاتباً تلفزيونياً .. شكا لي أنه يكتب منذ حوالي تسع ساعات، وأنه مرهق جداً .. وصاحب شركة الإنتاج لم يكفّ عن الاتصال به والضغط عليه كي ينتهي من كتابة العمل .. المهم .. صديقي هذا وصل في مرحلة من مراحل القصة، احتاج معها إلى جملة تقولها زوجة لزوجها فتجعله هذه الجملة ينزعج .. كتب أكثر من جملة، فلم يقتنع بها كلها .. فاتصل طالباً المشورة .. سألتُه: ما هي الجملة السابقة؟ .. أجابني أن الزوج كان يتغزّل بزوجته، وأن الجلسة كانت سمناً على عسل ... فقلتُ له: عليك بالجواب الشائع الأكثر غباءً، وعلى مسؤوليتي الشخصية، لن تنزعج الشخصية الخيالية في قصتك فقط، بل سينزعج الممثل وهو يقولها .. والمخرج والمصورون والفنيون، بل والمشاهدون أيضاً ... اجعل المقطع الحواري الذي يقوله الرجل طويلاً بعض الشيء، وارفع نسبة الرومانسية في كلامه، بل اجعله يقول شيئاً شبيهاً بالشعر، ولا تنسَ أن تشير للمخرج بضرورة أن يكون أداء الممثل صادقاً نابعاً من القلب ... ثم دعها تجيبه كما تجيب كثيرات من النساء .. اجعلها تقول له: أنت تراني هكذا لأنك تحبني !
    الذي حصل أن أول مَن أزعجه هذا الجواب .. كان صديقي كاتب العمل .. بل إنه بدأ يشتم ويبربر بكلام لم أفهم ولا حتى نصفه .. وأغلق الخط دون أن يسلّم .. لا مشكلة .. أتفهّم ذلك جيداً .. فنحن معشر الكتّاب أصحاب شطحات، ونتحمّل بعضنا ..
    القضية يا سادة يا كرام .. قضية علم نفس من جهة .. وقضية حوار طرشان، من جهة ثانية ... فالرجل الذي كان يحلّق في سماوات من الغزل الصادق .. كان يَصِفُ جمالاً يراه بعينيه .. لا بقلبه .. ولا بشهوته .. إي نعم .. لأن الجمال قضية نسبية .. أي أنه عندما كان يقول أن عينيها (مثلاً) جميلتان .. كان صادقاً .. مئة بالمئة .. لكن المصيبة .. أن المتلقّية .. الزوجة المصونة .. كانت تفكر وقتها بأن عينيها صغيرتان مثلاً .. أو أن لونهما ليس كلون عيني صديقتها التي تكلف زوجها كل أسبوعين ثمن عدسات جديدة .. أو تفكر في أي ترهة أخرى سخيفة من الترهات الشكلية البحتة .. التي لا علاقة لها من قريب ولا من بعيد .. بالكلام الذي كان نابعاً من عمق أعماق القلب ... فجاء جوابها ناسفاً للحظة الحلوة من جذورها .. ثم مصبوباً في صيغة وصف للزوج بأنه شبه أحمق .. لأن الأحمق .. الأحمق فقط .. هو مَن يرى شيئاً غير جميل .. ثم يقول عنه أنه جميل .. هذا إلى جانب أن الجواب (الغبي) المذكور .. يتضمن اتهاماً آخر للزوج بأنه أعمى القلب .. أو أنه كاذب.
    أيها السادة .. من ألفباء علم نفس الحوار .. أن بعض الإجابات تأتي مُعقلَنةً إلى الدرجة القصوى .. فتهدم كل أنواع المشاعر المرهفة والأحاسيس .. وكأنها صاروخ محمّل برأس نووي .. سقط فوق كوخٍ صغير جميلٍ دافئ .. اسمه: الرومانسية
    #Shamel_Safar
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. باهوزيات..
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الأدب الساخر
    مشاركات: 59
    آخر مشاركة: 08-10-2021, 02:30 PM
  2. ياريمه الخانيِ المهندس رؤوف يوسف يونان جرجس يتحدى ..
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 04-13-2017, 06:43 AM
  3. رؤية نقدية لرواية /خطوات في الضباب لملاحة الخاني/دراسة :ريمه الخاني
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-20-2012, 08:35 AM
  4. وفاة عميد عائلة الخاني/فرقد الخاني
    بواسطة فراس الحكيم في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 09-27-2009, 05:44 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •