النحت في اللغة العربية :
(هدية لأخي الباحث اللبيب الفاضل الدكتور خالد )

أ - تعريفه:

الاشتقاق الكبّار (1) أو النحت في أصل اللغة: هو النشر والبري والقطع (2). يقال: نحت النجّار الخشب والعود إذا براه وهذب سطوحه. ومثله في الحجارة والجبال. قال تعالى: "وتنحتون من الجبال بيوتاً فرهين"(3).

والنحت في الاصطلاح: أن تعمد إلى كلمتين أو جملة فتنـزع من مجموع حروف كلماتها كلمة فذّة تدل على ماكانت تدل عليه الجملة نفسها. ولما كان هذا النـزع يشبه النحت من الخشب والحجارة سمِّيَ نحتا (4).

وهو في الاصطلاح عند الخليل: "أخذ كلمة من كلمتين متعاقبتين، واشتقاق فعل منها"(5).

ويعتبر الخليل بن أحمد (ت 175هـ) هو أوّل من أكتشف ظاهرة النحت في اللغة العربية حين قال: "إن العين لا تأتلف مع الحاء في كلمة واحدة لقرب مخرجيهما، إلاّ أن يُشتَق فَّعِلٌ من جمع بين كلمتين مثل (حيّ على) كقول الشاعر:

أقول لها ودمع العين جار ألم يحزنك حيعلة المنادي

فهذه كلمة جمعت من (حيّ) ومن (على). ونقول منه (حيعل، يحيعل، حيعل (6).

هذا، ويعرّف الدكتور نهاد الموسى النحت بقوله: هو بناء كلمة جديدة من كلمتين أو أكثر أو من جملة، بحيث تكون الكلمتان أو الكلمات متباينتين في المعنى والصورة، وبحيث تكون الكلمة الجديدة آخذة منهما جميعاً بحظ في اللّفظ، دالة عليهما جميعاً في المعنى(7).

ويعتبر تعريف الدكتور نهاد الموسى المذكور، هو أشمل تعريف للنحت؛ حيث استقاه، صاحبه من مجموع تعريفات السابقين.

ب - صور النحت في اللغة العربيّة:

لقد ورد النحت في اللغة العربية على صور عديدة أهمّها(8):

تأليف كلمة من جملة لتؤدي مؤدّاها، وتفيد مدلولها، كبسمل المأخوذة من (بسم الله الرحمن الرحيم)، وحيعل المأخوذة من (حي على الصلاة، حي على الفلاح).

ومما ورد في كلام العرب:

لقد "بَسْمَلَتْ" ليلى غداة لقيتها فيا حبّذا ذات الحبيب المبسمل

تأليف كلمة من المضاف والمضاف إليه، عند قصد النسبة إلى المركب الإضافي إذا كان علماً كعبشمي في النسبة إلى عبد شمس، وعبد ري في النسبة إلى عبد الدار.

تأليف كلمة من كلمتين أو أكثر، تستقل كل كلمة عن الأخرى في إفادة معناها تمام الاستقلال؛ لتفيد معنى جديدا بصورة مختصرة. وهذا النوع كثير الورود في اللغات الأوربية، قليل في العربيّة وأخواتها السامية ولم تعرف منه إلا بعض ألفاظ نتيجة تخريج لبعض العلماء، من ذلك "لن" الناصبة، يرى الخليل أنّها مركبة من "لا" النافية و "أن" الناصبة. و "هلم": يرى الفرّاء أنها من "هل" الاستفهامية، ومن فعل الأمر "أُمَّ" بمعنى أقصد وتعال. وقيل: إنّها مركبة من هاء التنبيه" و "لم" بمعنى ضم. و"أيان" الشرطية مركبة من "أي آن" فحذفت همزة آن وجُعلت الكلمتان كلمة واحدة متضمّنة معناهما. وغير خاف أنّ وجود هذا القسم رهن بافتراضات جدليّة وخلافات بين العلماء.

ج - الغرض من النحت(9):

تيسير التعبير بالاختصار والإيجاز. فالكلمتان أو الجملة تصير كلمة واحدة بفضل النحت.

يقول ابن فارس: "العرب تنحت من كلمتين كلمة واحدة، وهو جنس من الاختصار. وذلك" رجل عبشمي "منسوب إلى اسمين"(10) هما عبد وشمس.

وسيلة من وسائل تنمية اللغة وتكثير مفرداتها؛ حيث اشتقاق كلمات حديثة، لمعان حديثة، ليس لها ألفاظ في اللّغة، ولا تفي كلمة من الكلمات المنحوت منها بمعناها.

د - أقسام النحت(11):

قام المتأخرون من علماء اللغة من خلال استقرائهم للأمثلة التي أوردها الخليل بن أحمد وابن فارس بتقسيم النّحت إلى أقسام عدّة، يمكن حصرها فيما يلي:

النحت الفعلي: وهو أن تنحت من الجملة فعلاً، يدل على النطق بها، أو على حدوث مضمونها، مثل: (جعفد) من: جعلت فداك (و بسمل) من: "بسم الله الرحمن الرحيم".

النحت الوصفي: وهو أن تنحت كلمة واحدة من كلمتين، تدل على صفة بمعناها أو بأشدّ منه، مثل: (ضِبَطْر) للرجل الشديد، مأخوذة من ضَبَط وضَبَر. و(الصّلدم) وهو الشديد الحافر، مأخوذة من الصلد والصدم.

النحت الاسمي: وهو أن تنحت من كلمتين اسما، مثل (جلمود) من: جمد وجلد. و(حَبْقُر) للبرد، وأصله حَبُّ قُرّ.

النحت النسبي: وهو أن تنسب شيئاً أو شخصاً إلى بلدتي: (طبرستان) و (خوارزم) مثلاً، تنحت من اسميهما اسماً واحداً على صيغة اسم المنسوب، فتقول: (طبرخزيّ) أي منسوب إلى المدينتين كليهما. ويقولون في النسبة إلى "الشافعي وأبي حفيفة": "شفعنتي" وإلى "أبي حنيفة والمعتزلة": "حنفلتي""، ونحو ذلك كثير.

النحت الحرفي: مثل قول بعض النحويين، إنّ (لكنّ) منحوتة، فقد رأى القراء أنّ أصلها (لكن أنّ) طرحت الهمزة للتخفيف ونون (لكن) للساكنين، وذهب غيره من الكوفيين إلى أنّ أصلها (لا) و (أن) والكاف الزائدة لا التشبيهيّة، وحذفت الهمزة تخفيفا(12).

النحت التخفيفي: مثل بلعنبر في بني العنبر، وبلحارث في بني الحارث، وبلخزرج في بني الخزرج وذلك لقرب مخرجي النون واللاّم، فلما لم يمكنهم الإدغام لسكون اللاّم حذفوا، كما قالوا: مست وظلت. وكذلك يفعلون بكلّ قبيلة تظهر فيها لام المعرفة، فأمّا إذا لم تظهر اللاّم فلا يكون ذلك، مثل: بنى الصيداء، وبنى الضباب، وبنى النجار(13).

وهناك تأويلات ألفاظ قائمة على وجوه فكهة يمكن حملها على النحت، وذلك كالذي أورده الجاحظ (ت 255 هـ) عن أبي عبد الرحمن الثوري، إذ قال لابنه: "…أي بني، إنما صار تأويل الدرهم، دار الهمّ، وتأويل الدينار، يدني إلى النار"(14) ومنه: "كان عبد الأعلى إذا قيل له: لم سمّي الكلب سلوقيا؟ قال: لأنه يستل ويلقى، وإذا قيل له: لم سمّي العصفور عصفوراً؟ قال: لأنه عصى وفرّ"(15).

هذا، وحين نستعرض الشواهد الصحيحة المرويّة عن العرب في النحت لانكاد نلحظ نظاماً محدّداً نشعر معه بما يجب الاحتفاظ به من حروف وما يمكن الاستغناء عنه. وليس يشترك بين كلّ تلك الأمثلة سوى أنّها في الكثرة الغالبة منها تتّخذ صورة الفعل أو المصدر، وأنّ الكلمة المنحوتة - في غالب الأحيان- رباعيّة الأصل.

ومن أشهر الأمثلة الرباعيّة الأصول ما يلي:

كلمة منحوتة من كلمتين مثل "جعفل" "أي" جعلت فداك "وكذلك "جعفد" منحوتة من نفس الكلمتين في بعض الرّوايات.

كلمة منحوتة من ثلاث كلمات مثل: "حيعل" أي قال: "حي على الفلاح".

كلمة منحوتة من أربع كلمات مثل: "بسمل" أي قال: "بسم الله الرحمن الرحيم". أو ربّما كانت هذه الكلمة منحوتة من كلمتين فقط هما "بسم الله".

أكبر عدد من الكلمات التي نحت منها كلمة واحدة هو ذلك القول المشهور "لا حول ولا قوة إلاّ بالله"، فقيل من هذه العبارة: "حوقل" أو "حولق"(16).

هـ - مذهب ابن فارس في النحت:

لقد استهوت ابن فارس فكرة النحت وطبّقها على أمثلة كثيرة في كتابه "مقاييس اللغة" فخرج علينا بنظرية مفادها: أنّ أكثر الكلمات الزّائدة على ثلاثة أحرف، منحوت من لفظين ثلاثيين.

يقول ابن فارس في كتابه "مقاييس اللغة": "إعلم أنّ للرّباعي والخماسي مذهبا في القياس، يستنبطه النظر الدقيق؛ وذلك أنّ أكثر ما تراه منه منحوت، ومعنى النّحت: أن تؤخذ كلمتان وتنحت منهما كلمة تكون آخذة منهما جميعا بحظ. والأصل في ذلك ماذكر الخليل من قولهم: حيعل الرجل إذا قال: حيّ على"(17).

كما يقول ابن فارس في كتابه "الصاحبي":

"العرب تنحت من كلمتين كلمة واحدة، وهو جنس من الاختصار... وهذا مذهبنا في أن الأشياء الزائدة على ثلاثة أحرف فأكثرها منحوت. مثل قول العرب للرجل الشديد "ضِبَطْر" من ضَبَطَ وضَبَرَ"(18).

مما سبق؛ نستنتج -كما استنتج أحد الباحثين من قبل(19) -بأن ابن فارس مسبوق في نظريته؛ حيث يشتم من نصّه في المقاييس بأن الخليل بن أحمد قد سبقه في مذهبه المذكور وأنّه يسير على طريقته في ذلك.

و - موقف المحدثين من النحت:

يقول الدكتور صبحي الصالح: "ولقد كان للنحت أنصار من أئمة اللغة في جميع العصور، وكلّما امتدّ الزمان بالناس ازداد شعورهم بالحاجة إلى التوسّع في اللغة عن طريق هذا الاشتقاق الكبّار، وانطلقوا يؤيدون شرعية ذلك التوسع اللغوي بما يحفظونه من الكلمات الفصيحات المنحوتات.

ولكن النحت ظلّ -مع ذلك- قصّة محكيّة، أو رواية مأثورة تتناقلها كتب اللغة بأمثلتها الشائعة المحدودة، ولا يفكر العلماء تفكيراً جدياً في تجديد أصولها وضبط قواعدها، حتى كانت النهضة الأدبية واللغوية في عصرنا الحاضر؛ وانقسم العلماء في النحت إلى طائفتين:

طائفة تميل إلى جواز النحت والنقل اللّفظي الكامل للمصطلحات.

وطائفة يمثّلها الكرملي حيث يرى: (أن لغتنا ليست من اللّغات التي تقبل النحت على وجه لغات أهل الغرب كما هو مدوّن في مصنفاتها. والمنحوتات عندنا عشرات، أمّا عندهم فمئات، بل ألوف، لأنّ تقديم المضاف إليه على المضاف معروفة عندهم، فساغ لهم النحت. أما عندنا فاللغة تأباه وتتبرأ منه)(20).

وقد وقف الدكتور صبحي الصالح من الطائفتين موقفاً وسطاً حيث يقول: "وكلتا الطائفتين مغالية فيما ذهبت إليه؛ فإن لكلّ لغة طبيعتها وأساليبها في الاشتقاق والتوسّع في التعبير. وما من ريب في أنّ القول بالنحت إطلاقا يفسد أمر هذه اللغة، ولا ينسجم مع النسيج العربي للمفردات والتركيبات، وربّما أبعد الكلمة المنحوتة عن أصلها العربي. وما أصوب الاستنتاج الذي ذهب إليه الدكتور مصطفى جواد حول ترجمة (الطب النفسي الجسمي psychosomatic)، فإنّه حكم بفساد النّحت فيه (خشية التفريط في الاسم بإضاعة شيء من أحرفه، كأن يقال: "النفسجي" أو النفجسمي" ممّا يبعد الاسم عن أصله، فيختلط بغيره وتذهب الفائدة المرتجاة منه"(21).

ز - صلة النحت بالاشتقاق:

لقد انقسم الباحثون من علماء اللغة إزاء نسبة النحت إلى الاشتقاق، إلى أربعة فرقاء:

الفريق الأول: ويرى "أنّ مراعاة معنى الاشتقاق (…) جعل النحت نوعاً منه: ففي كلّ منهما توليد شيء من شيء، وفي كل منهما فرع وأصل، ولا يتمثّل الفرق بينهما إلاّ في اشتقاق كلمة من كلمتين أو أكثر على طريقة النحت واشتقاق كلمة من كلمة في قياس التصريف"(22).

الفريق الثاني: ويذهب إلى أنّ النحت غريب عن نظام اللغة العربية الاشتقاقي. لذلك لا يصحّ أن يعد قسماً من الاشتقاق فيها. وحجّته أن لغويّينا المتقدّمين لم يعتبروه من ضروب الاشتقاق، وأنه يكون في نزع كلمة من كلمتين أو أكثر، بينما يكون الاشتقاق في نزع كلمة من كلمة. زد على ذلك أنّ غاية الاشتقاق استحضار معنى جديد، أما غاية النحت فالاختصار ليس إلاّ(23).

الفريق الثالث: ويمثله الشيخ عبد القادر المغربي. وقد توسط بين الفريقين السابقين: فاعتبر النحت "من قبيل الاشتقاق وليس اشتقاقا بالفعل، لأن الاشتقاق أن تنـزع كلمة من كلمة. والنحت أن تنـزع كلمة من كلمتين أو أكثر، وتسمى تلك الكلمة المنـزوعة منحوته"(24).

الفريق الرابع: وقد انفرد به العلامة محمود شكري الألوسي. وقد أدرج النحت في باب الاشتقاق الأكبر.

فيقول: "و (النحت) بأنواعه، من قسم (الاشتقاق الأكبر)"(25).

وعنده أن الاشتقاق الأكبر هو: "أن يؤخذ لفظ من لفظ، من غير أن تعتبر جميع الحروف الأصول للمأخوذ منه، ولا الترتيب فيها، بل يكتفى بمناسبة الحروف في المخرج، ومثلوه بمثل: نعق، من النهق، والحوقلة من جملة: لاحول ولا قوة إلا بالله، للدلالة على التلفظ بها"(26).

أقول: وما ذكره العلامة الألوسي -سلفا-، أعتبره خلطا غير مُرْضٍ، إذ النحت يتميز عن الاشتقاق الأكبر بتوليد جديد له بعض خواص الاشتقاق.

هذا، وإنني أعتبر النحت من قبيل الاشتقاق وليس اشتقاقا بالفعل -كما قال الشيخ المغربي-، من حيث أن عنصر التوليد فيه ظاهر، والذي عليه مدار الاشتقاق وبينهما اختلاف غير يسير..

ح - النحت بين السّماع والقياس:

يقرّر الدكتور إبراهيم نجا -رحمة الله- أن: "النحت سماعي. وليس له قاعدة يسير وفقها القائلون، إلاّ في النسبة للمركب الإضافي. فقد قال العلماء إنه مبنيّ على تركيب كلمة من اللفظين على وزن (فعلل)، بأخذ الفاء والعين من كلّ لفظ ثم ينسب للفظ الجديد كعبشميّ في عبد شمس، وعبد ريّ في عبد الدار، وتيمليّ في تيم اللاّت. وفي غير ذلك مبنى على السّماع والأخذ عن العرب"(27).

غير أنّ بعض الباحثين المتأخرين فهموا نصّ ابن فارس: "... وهذا مذهبنا في أن الأشياء الزائدة على ثلاثة أحرف فأكثرها منحوت"(28) -فهموه فهماً مختلفاً؛ فقد استنتج بعضهم من هذا النص أنّ ابن فارس يرى أنّ النحت قياسي.

يقول الدكتور إبراهيم أنيس: "ومع وفرة ماروي من أمثلة النحت تحرج معظم اللّغويين في شأنه واعتبروه من السّماع، فلم يبيحوا لنا نحن المولدين أن ننهج نهجه أو أن ننسج على منواله. ومع هذا، فقد اعتبره ابن فارس قياسيا، وعده ابن مالك في كتابه التسهيل قياسيّا كذلك"(29).

حيث يقول "ابن مالك" في التسهيل: قد يُبْنَى من جُزأي المركب فَعْلَلَ بفاء كل منهما وعينه، فإن اعتلّت عين الثاني كمل البناء بلامه أو بلام الأول ونسب إليه.

وقال أبو حيّان في شرحه: وهذا الحكم لا يطّرد؛ إنّما يقال منه ما قالته العرب، والمحفوظ عَبْشميّ في عبد شمس، وعبد ريّ في عبد الدار، ومرقسىّ في امرئ القيس، وعَبْقَسَى في عبد القيس، وتيملي في تيم الله. انتهى(30).

وقد علّقت لجنة النحت بمجمع اللغة العربية في القاهرة على هذا الاختلاف بالقول: "... وقد نقلنا فيما تقدّم عبارة ابن فارس في فقه اللغة، وهي لا تفيد القياسية إلاّ إذا نظر إلى أنّ ابن فارس ادعى أكثرية النحت فيما زاد عن ثلاثة، ومع الكثرة تصحّ القياسية والاتساع"(31).

وهكذا يظلّ النحت بين قياس وسماع بين اللغويين، ووقف مجمع اللغة العربية من ظاهرة النحت موقف المتردّد في قبول قياسيته، حتى "تجدد البحث أخيراً حول إباحته أو منعه، فرأى رجال الطبّ والصيدلة والعلوم الكيماوية والحيوانية والنباتية في إباحته وسيلة من خير الوسائل التي تساعدهم عند ترجمة المصطلحات الأجنبية إلى اللغة العربية"(32).

ومن هنا؛ انتهى مجمع اللغة العربية بالقاهرة إلى قرار سنة 1948م يفيد: "جواز النّحت في العلوم والفنون للحاجة الملحّة إلى التعبير عن معانيها بألفاظ عربيّة موجزة"(33).

ولكن بشرط انسجام الحروف عند تأليفها في الكلمة المنحوتة، وتنـزيل هذه الكلمة على أحكام العربية، وصياغتها على وزن من أوزانها.

وبتحقيق هذه الشروط يكون النّحت -كجميع أنواع الاشتقاق- وسيلة رائعة لتنمية هذه اللغة وتجديد أساليبها في التعبير والبيان من غير تحيّف لطبيعتها، أو عدوان على نسيجها المحكم المتين(34).
-----------------------------------------------------
الهوامـش والتعليقات :

(*) شكرا لمجلة اللسان العربي بالمملكة المغربية التي نشر هذا البحث من قبل في موقعها:

http://acpc.casanet.net.ma/bca/downl...7/docs/275.doc

حول هذا الموضوع؛ راجع: المزهر: للسيوطي، 1/482-485. وكتاب النحت وبيان حقيقته ونبذة من قواعده: للعلامة السيد محمود شكري الألوسى، تحقيق وشرح محمد بهجة الأثري، ط.مطبعة المجمع العلمي العراقي سنة 1409هـ. الاشتقاق: للأستاذ عبد الله أمين، ص 389 وما بعدها.

ومن أسرار اللغة: للدكتور إبراهيم أنيس، ص 71 وما بعدها. وكتاب النحت في اللغة العربية: للدكتور نهاد الموسى، الطبعة الأولى - دار العلوم للطباعة والنشر بالرياض سنة 1405هـ. ودراسات في فقه الله: للدكتور صبحي الصالح، ص 243 وما بعدها. وفقه اللغة العربية: للدكتور إبراهيم محمد نجا، ص 55 وما بعدها. والاشتقاق وأثره في النمو اللغوي: للدكتور عبد الحميد محمد أبو سكين، ص 123 وما بعدها. وفقه اللغة: للدكتور إبراهيم محمد أبو سكين، ص 22 وما بعدها، ط. مطبعة الأمانة سنة 1404هـ. والاشتقاق والتعريب للشيخ عبد القادر المغربي، ص 13 وما بعدها. وفقه اللغة العربية وخصائصها للدكتور إميل بديع يعقوب، ص 208 وما بعدها. والاشتقاق عند اللغويين، للدكتور فتحي أنور الدابولي، ص 369 وما بعدها، (مقال منشور بمجلة كلية اللغة العربية بالزقازيق: العدد الخامس سنة 1406هـ). والنحت في العربية: للدكتور رمسيس جرجس، (بحث منشور بمجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة: العدد 13، مايو 1961م، ص 61-76).

والنحت في العربية: عبد الكريم مجاهد مقال منشور بمجلة الفيصل: العدد 56، صفر 1412 هـ، ص 63-66). والنحت قديما وحديثا: للأستاذ كيفورك ميناجيان. (بحث منشور بمجلة اللسان العربي: العدد التاسع، الجزء الأول، ص 162 وما بعدها.

والنحت بين مؤيديه ومعارضيه للدكتور فارس فندي البطاينة ، بحث منشور بمجلة اللسان العربي، العدد 34، ص121 وما بعدها.

والاشتقاق: للدكتور فؤاد ترزي، ص 351 وما بعدها، وتجديد العربية بحيث تصح وافية بمطالب العلوم والفنون: للأستاذ إسماعيل مظهر، ص14 وما بعدها، ط. شركة فن الطباعة بالقاهرة، الناشر مكتبة النهضة المصرية، د.ت. وفقه اللغة: د. علي بعد الواحد وافي، ص 186 وما بعدها. والصاحبي: لابن فارس، ص 227 وما بعدها، ط. المكتبة السلفية بالقاهرة سنة 1328هـ.

1- يعتبر عبد الله أمين هو أول من أطلق هذه التسمية على النحت، فيقول: "وقد أسميته الكبّار بالتثقيل، لأن الكبّار أكبر من الكُبَار بالتخفيف، والنحت أكبر أقسام الاشتقاق السابقة "(الاشتقاق: ص391). وقد تابعه بعض المحدثين في هذه التسمية، ومنهم الدكتور صبحي الصالح (دراسات في فقه اللغة: 243). هذا في الوقت الذي نلاحظ فيه أنّ جمهور العلماء يطلقون عليه النحت. انظر: على سبيل المثال: (الصاحبي ص227)، والمزهر: 1/482 والاشتقاق والتعريب: ص13، وفقه اللغة: د.وافي، ص186)… ولكنّني أرى أنه إذا درس النحت منفصلاً يبقى على تسميته أما إذا درس كلون من ألوان الاشتقاق يسمى –كما سماه الأستاذ عبد الله أمين- بـ: "الكبّار"؛ تمشّياً مع سنة الترقي في مباحث الاشتقاق.

2- انظر -مثلا- : "لسان العرب" و "تاج العروس" مادة (ن. ح، ت.

3- سورة الشعراء: الآية 149.

4- الاشتقاق والتعريب: للأستاذ عبد القادر المغربي، ص 13 – بتصرّف.

5- انظر: العين: للخليل بن أحمد، تحقيق الدكتور مهدي المخزومي والدكتور إبراهيم السامرائي، 1/60، ط. دار الرشيد ببغداد، سنة 1980م.

6- المصدر السابق: 1/60. وانظر: النحت بين مؤيديه ومعارضيه: للدكتور فارس فندى البطاينة، ص 122، (بحث منشور بمجلة "اللسان العربي": العدد 34 سنة 1990م، وهي دوريّة متخصّصة سنوية تصدر عن مكتب تنسيق التعريب بالمملكة المغربية.

7- النحت في اللغة العربية: د.نهاد الموسى، ص 67 وراجع ص 65 وما بعدها؛ تجد مزيدا من التوضيحات.

8- فقه اللغة العربية: د.إبراهيم محمّد نجا، ص56. - وقارن بـ، : فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافى، ص 186 وما بعدها، والاشتقاق: د. فؤاد ترزي، ص 358، 359.

9- انظر: الاشتقاق: للأستاذ عبد الله أمين، ص 392. وفقه اللّغة: للدكتور إبراهيم أبو سكين، ص 22، والاشتقاق عند اللغويين: د. فتحى أنور الدابولي، ص 370.

10- الصاحبي: لابن فارس، ص227.

11- راجع: الاشتقاق والتعريب، للأستاذ عبد القادر المغربي، ص 13 وما بعدها. والنحت بين مؤيديه ومعارضيه: للدكتور فارس فندى البطاينة، ص 122، 123. والاشتقاق: للدكتور فؤاد ترزي، ص 357، 358. ودراسات في فقه اللغة: للدكتور صبحي الصالح، ص 249.

وفقه اللغة: للدكتور إبراهيـم أبـو سكين، ص 22، 23. والاشتقاق عند اللغويين: د.فتحي الدّابولي، ص371، 372. وفقه اللغة العربية وخصائصها: للدكتور إميل بديع يعقوب، ص210، 211.

12- انظر: النحت بين مؤيديه ومعارضيه للدكتور فارس البطاينة، ص 122. نقلا عن: شرح المفصّل: لابن يعيش.

13- فقه اللغة: د. إبراهيم أبو سكين، ص 23 - بتصرّف يسير.

14- ط. دار المعارف بمصر، سنة 1958م، 15.

15- البخلاء: للجاحظ، تحقيق طه الحاجري، ص 106

16- من أسرار اللغة د: إبراهيم أنيس، ص72.

17- مقاييس اللغة: لابن فارس، تحقيق عبد السلام هارون، 1/328، 329، ط. دار إحياء الكتب العربية سنة 1366هـ.

18- الصاحبي: لابن فارس، ص271.

19- وهو أستاذنا الدكتور إبراهيم أبو سكين في كتابه: فقه اللغة: ص24.

20- دراسـات في فقـه اللغـة: ص 264 -266، -بتصرّف يسير

21- المرجع السابق: ص266 وانظر هامشها وما بعدها من صفحات، تجد تفصيلاً.

22- دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص243-244.

23- الاشتقاق: للدكتور فؤاد ترزى، ص363. وراجع: فقه اللغة وخصائص العربية: لمحمد المبارك، ص148، 149 . وفقه اللغة العربية وخصائصها: للدكتور أميل يعقوب، ص 209 وهامشها.

24- الاشتقاق والتعريب: للشيخ عبد القادر المغربي، ص13.

25- كتاب النحت وبيان حقيقته ونبذة من قواعده: للعلامة السيد محمود شكري الألوسي، تحقيق وشرح محمد بهجة الأثري، ص 39، ط. المجمع العلمي العراقي، سنة 1409هـ.

26- المصدر السابق: ص38.

27- فقه اللغة العربية: للدكتور إبراهيم محمد نجا، ص 56. وقارن بـ : فقه اللغة: للدكتور إبراهيم أبو سكين، ص25.

28- الصاحبي: لابن فارس، ص271.

29- من أسرار اللغة: د. إبراهيم أنيس، ص72.

30- انظر: المزهر، للسيوطي، 1/485.

31- انظر: مجلة المجمع: 7/202، 203. وراجع: النحت في اللغة العربية: للدكتور نهاد الموسى، ص284 وما بعدها؛ تجد مزيدا من التفصيل.

32- اللغة والنحو: عباس حسن، ص 245، ط. دار المعارف بمصر، سنة 1966 ، وراجع: من أسرار اللغة: د. إبراهيم أنيس، ص 74، 75.

33- مجلة المجمع: 7/203. وانظر ص: 158 من نفس العدد من المجلة؛ تجد مزيداً من التفصيل.

34- دراسات في فقه اللغة: للدكتور صبحي الصالح، ص 274 - بتصرف يسير.
( عن مجلة اللسان العربيّ)
منقول