الجزء الثالث:
الصفحة: 107-109
ذكرت استاذنا انك استفدت وبوبت نصائح الاستاذ جوزيف منكوسي ونرى ان بعض النصائح لاتختلف كثيرا عما نعرفه في قرآننا ونسمع كثيرا ان اصل الخير والسلو ك الحسن في شرائعنا
فلماذا اتبعوا هم سلوكا باخلاص ما لم نتبع نحن؟ والله ليحز في نفوسنا ذلك وبتنا ندعو ان نكف عن التشدق ان اصل القيم هي من عندنا!!!.
أولاً .. عيد مبارك .. وكل عام وأنت يا أم فراس وجميع الأهل والحبايب وأصدقاء فرسان الثقافة بألف خير .. وأرجو من الله أن يعيد العيد علينا ونحن أكثر رشداً ووعياً وفعالية.
بالعودة إلى أسئلتك الدسمة التي من الواضح أنني مقصر في الإجابة عليها ولكنني سأحاول مجاراتك بما يتاح لي من وقت ..أقول :
صحيح أن القيم موجودة في قرآننا .. ولكن العالم ليس عنده وقت ليبحث عن أصالة أفكارنا .. يريد أن يرى نموذجاً حياً يتحرك بهذه القيم والأفكار وواقعنا بعيد جداً عن القيم التي ندعي حملها .. محمد إقبال يقول : " إن الدليل على صحة فكرة ما .. هو نموذج الإنسان الذي تنتجه هذه الفكرة " .. النتيجة هي إما أننا نفهم ديننا بطريقة مشوهة وإما أننا مدعون .. أو كلاهما معاً .. وما لم نعترف بهذا فلن نتحرك من موضعنا.
فكرنا أصيل ولكنه بحاجة إلى تصفية وتفعيل .. هذا هو المفتاح .. وقد استخرجت ما قاله المفكر العملاق مالك بن نبي عن ( أصالة الأفكار وفعاليتها ) في كتبه.. حيث يؤكد أن أصالة الفكرة لا يعني فعاليتها على الدوام :
" فكرة أصيلـة لا يعني ذلك فعاليتها الدائمـة، وفكرة فعالـة ليست بالضرورة صحيحة. إن الأصالـة ذاتيـة وعينيـة وهي مسـتقلة عن التاريخ، والفكرة إذ تخرج إلى النور فهي إما صحيحة وإما باطلة .. وحينما تكون صحيحة فإنها تحتفظ بأصالتها حتى آخر الزمان .. لكنها بالمقابل يمكن أن تفقد فعاليتها حتى ولو كانت صحيحة .."
.. نحن من يجب علينا تفعيل أفكارنا .. ويمكن قراءة ما كتبته تحت عنوان (الفكرة الإسلامية بين الأصالة والفعالية) .. على موقع (مالك بن نبي) أو من موقع مجلة (الشهاب) على الرابط التالي (إذا كان مسموح وضع روابط على موقعكم):
http://www.binnabi.net/?p=38
*****
الصفحة 110:
لاجدوى من محاولة اقناع الانسان بضرورة تغيير مواقفه وسلوكه واكتساب مهارات جديدة لتحسين فعاليته اذا كان لايزال بؤمن بالحظ والقدرية وكرامات الاولياء..او كان متعصبا
لفكرة اغلق عقله دون فهم غيرها , او مقلدا يتبع اثر الاباء والاجداد
هنا نجدها فكرة مستشرية وبقوة بين مجتمعنا:
هل نحن كذلك عندما وجدنا انفسنا تقهقهرنا عن الركب فبات هروبا؟ خاصة اننا ابتعدنا عن جادة العمل والاجتهاد؟ وكيف يمكننا التخلص منها عبر المطعيات الحالية ونحن نشعر بالهزيمة داخليا؟
*********
الخلاص من التقليد الأعمى والآبائية .. من الخرافات والأوهام التي اكتسبت قوة الدين ..والدين منها براء .. خطوة لا بد منها .. كيف ؟؟ .. بالتعليم الصحيح .. بالوعي والتوعية .. والصبر إلى أن تتحقق الغاية. الطريق أمامنا طويل ولكنه ممكن .. ويجب العمل من اليوم لتحقيق ما نريد الوصول إليه بعد ثلاثين أو خمسين عاماً .. ومع الجهد النوعي في محاولة الوعي والتوعية يجب ألا نستعجل النتائج.. فالتغيير الثقافي (تغيير ما بالنفس ) طريق طويل ولكنه مضمون النتائج .. هذا وعد الله (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
الصفحة:129
ان من يتميز بالتفكير السليم لايحكم على صحة القضية بكثرة عدد الذين يؤمنون بها , فعقله وحده هو الحكم..
عقله وحده هو الحكم ومقدرته على ان يثبت ماتوصل اليه فكم من حق ضاع من خلال اخفاق في اثباته وقوة العرض والنقاش مهمة جدا هنا
فالحوار الفعال والعمل بعده ربما نصل لنسبة كبيرة من الهدف
هل لديك توضيح اكثر؟.
هناك كثير من الأفكار اعتقدنا بصحتها لأننا وجدنا أن كل من حولنا يعتقد بها ويمارسها .. نحن لا نستطيع بسهولة إعادة النظر في المسلمات .. إن اعتقاداتنا تحتوي العشرات وربما المئات من التناقضات .. ولكننا لا نستطيع رؤيتها .. يمكننا رؤية تناقضات الآخرين .. الآخرون يستطيعون رؤية تناقضاتنا .. ولكن ما ورثناه عن الآباء والأجداد تصعب رؤية التناقضات فيه .. الخروج من رحم الآباء أصعب من الموت .. ولكن بالتدريج .. بالمعرفة والعلم والوعي سيحصل ذلك وتزول كل الآصار والأغلال التي كبلتنا وقضت على محاولات نهوضنا..
*******
تعقيبات:
لن تكون هذه الجولة اسئلة كاملة بقدر ماهي افكار ربما احتاجت لتعقيبات مهمة منك استاذنا او اضافات:
الصفحة: 135:
خالف تعرف
الشجرة المثمرة ترمى بالحجارة...
امثال ان لم تدفع للامام لاتدفع للخلف اين منا فكرة الابداع خارج حدود التقليد والتقليدية ونحن في مجتمع يحد من القدرات الابداعية؟؟؟
لا بد أن هناك مخرج ما .. ويجب ألا نتوقف عن البحث والمحاولة.
قلت في الكتاب:
لقد اسيئ فهم كل العظماء...لانهم فكروا بطريقة مختلفة هل كل طريقة مختلفة عرضة للمخالفة؟؟
وهل يمكن للتقليد ان يكون منطلقا للابداع؟
هل سمعت يوماً عن مقلد أضاف شيئاً في الفكر أو الإبداع ؟ .. التقليد يعني الجمود والتخشب والموت .. هناك دائماً حركة في الحياة لا يمكن مواكبتها إلا بتجاوز التقليد.
أما إذا قصدت أن نقلد من سبقونا من الأمم المتحضرة .. فالجواب أنهم ليسوا قدوة لنا في كل شيء .. نستفيد من تجاربهم .. ولكن دون أن نخسر أنفسنا .. غاندي يقول :" أنا أحب أن تهب رياح الثقافات على بلدي ولكن لا أريدها أن تقتلعني من جذوري " .. معادلة دقيقة وتحتاج إلى حضور دائم.