===========================
وقفـتُ فـي الـدارِ لكـنْ لـم أجـدْ فيهـا
مـن كــان بالفـكـرِ والأمـجـادِ يبنيـهـا
ولا دواةً تـحــوكُ الـحُـسْـنَ ريشـتُـهـا
ولا روائـــــعَ تـسـبـيـنــا مـعـانـيـهــا
مضـيـتُ أســألُ كــلَّ العابـريـنَ بـهـا
عـنـهُ وكــلَّ جـــدارٍ فـــي نواحـيـهـا
فثـارَ صــوتُ حنـيـنٍ وسْــطَ باحتـهـا
كـأنـمـا رجّـعــتْ أصـــواتَ أهلـيـهـا
مشيـتُ فـي الـدارِ أقفـو للأبـيِّ خُطـاً
راح التـقـادمُ عــن عيـنـي يُـواريـهـا
وأرفع السترَ عـن وجـه الزمـانِ بهـا
فـيـرجـعُ الـدهــرُ لـلأنـظـارِ يُبـديـهـا
كأنـمـا صـوتُـهُ قــد رنَّ فـــي أُذُنـــي
ونـبَّـهَ القـلـبَ قـبــلَ الـسـمـعِ تنبـيـهـا
سـرتْ إلـى مسمعـي أصــداءُ قافـيـةٍ
راحـت تردّدُهـا الأزمــانُ فــي فيـهـا
جــاء البـيـانُ بـهــا يـزهــو بـتـوريـةٍ
وراقـنــي بـخـيــالٍ ضــــمَّ تشـبـيـهـا
فـكــم لـــهُ حـكـمـة أعـيــتْ مقـلّـدَهـا
مثـل الربـيـع قِـفـارَ الــروحِ تُحْييـهـا
وكـــمْ شـمـائـلَ أرســاهــا بمـنـطـقِـهِ
تـبـيـتُ ألـسـنـةُ الأزمـــانِ تـرويـهــا
يـا باحـةَ الـدارِ روحــي فـيـكِ قـبَّـرةٌ
تـظــلُّ تـهـتـفُ والـتـذكـارُ يُشجـيـهـا
تُسـائـلُ النـجـمَ عـنـهُ فـــوق مـنـزلِـهِ
والشـمـس غـائـبـة والـبــدرُ يبكـيـهـا
سبحـانَ مـن علّـمَ الإنسـانَ فانبعـثـتْ
مـنـهُ قـرائـحُ فــي المـيـدان يُجريـهـا
تـبـيــتُ تـنـســجُ أبـــــراداً مـذهّــبَــةً
مـــن الـبـيــانِ مــوشّــاةً حـواشـيـهـا
إنّ الـبـيـانَ لـسـحـرٌ قَــــلَّ مــدركُــهُ
وحكمـةُ القـولِ مـا شــيءٌ يُضاهيـهـا
الشعـرُ ديوانُنـا المعـروفُ مــن قِــدَمٍ
وكــــم وقــائــعَ أبــداهـــا لـقـاريـهــا
فـلا تلُمْنـي إذا مــا زرتُ دارَ (أبــي
مُحَسّـدٍ ) أتغـنّـى فــي نواحيـهـا (1)
كـم عُجْـتُ فيـهـا وأشـواقـي تُناديـهـا
والـروحُ صـارتْ فراشـاتٍ تناغيـهـا
أحـجـارُ جدرانـهـا كالـسِـفْـر أقـــرؤُهُ
حـتّـى يـعــودَ مـــن الأيّـــام خالـيـهـا
ظـلّـتْ عـلـى دورة الأيـــام واجـمــةً
إذْ مـــاتَ مُنشِـئُـهـا قِـدْمــا وبـانـيـهـا
فــإنْ أردتَ وجـوهـا منـهـمُ غـربــتْ
رأيـتَ فـي وجهِهـا أشخـاصَ أهليـهـا
مشيتُ في ( حَلـبَ ) الشهبـاءَ أسألُهـا
عمّـنْ شخوصـهُـمُ ضـمّـتْ روابيـهـا
-------------------------------------------------------------
اسم على مسمى
شاعر ماجد
وراوي له كل الخمائل
تجمل
لتكتب لنا قصة الامجاد الغابره
فقد اصر زماننا عى ان تون امجادنا عند المتنبي زمانا ومكانا
دمت الشاعر الراوي الماجد لمجد الاوائل
تعابير منتقاة وجميلة من أديب لبيب لتكون باقة ورود أووساما أفتخر به وأسعد
حضور مشرق لذوق جميل وفكر أصيل مع اعتزازي وتقديري الدائم لروحك المتألقة