بسم الله الرحمن الرحيم
شكراً للأستاذ خشان على حضوره بعد غياب طويل , وأريد أن أختصر الموضوع بقدر المستطاع , بأنني أودك وأحترمك رغم وجود الخلاف العلمي بيني وبينك .
الأول : أنني لم أطلق اسم ( العروض الرقمي الجديد ) للتشهير به , بل إن صاحب العروض الرقمي الجديد هو الذي أطلق هذا الاسم على عروضه , برسالة خاصة على إميلي .
ثانياً : عندما أتكلم حول النبر الشعري , فإن غيري تكلم عن النبر اللغوي _ إبراهيم أنيس ) وثمة اختلاف في مواقع النبر بين النبرين , اللغوي والشعري , رغم إمكانية توافقهما بعض الأحيان في البيت الشعري , والنبر الشعري موجود مع وجود الإيقاع الشعري الموسيقي , ولا نستطيع معرفة وزن القصيدة ولا بحرها إلا عند الإنشاد الشعري الذي يظهر مواقع النبر الشعري المتساوية أو المتناسبة , وهذا النبر الشعري هو الذي يعرفنا على أصل التفاعيل المشعثة والمقطوعة أو إن كانت أحذ أو أو أحذ مضمر , أو أصلم ,أو مكشوفة في الأضرب الشعرية , أو حتى تعرفنا على التفاعيل في الحشو الذي يصيبها الزحاف أيضاً . وبمواقع النبر الشعري يتم التعرف على البحر لأن النبر جزء لا يتجزأ من الإيقاع , وللنبر قيمة زمنية, تتزامن تزامناً مساوياً في البحور الصافية , وتزامناً متناسباً في البحور المختطلة , تلك القيمة النبرية , هي التي تكمل المقدار الكمي والزمني للتفعيلة عند الإنشاد الإيقاعي , ولذلك كان لدراسة الدكتور حسام بعض المواقف الصحيحة والجديرة بالاهتمام , حين وضع للتفعيلة ( مستفعلن ) مقطعين إيقاعيين وهما ( مستف + علن ) ( 2 + 2 = 4 وحدات إيقاعية , وهي تتبع الوزن الرباعي الموسيقي . ووضع للمقدار الزمني والمقطعي ثوابتاً لتحافظ على أصل التفعيلة حين الإنشاد الشعري , فوضع الرقم ( 2 ) للمقطعين ( مستف) لكنه وضع للوتد القيمة (2 ) وهذا يحتمل الصح والخطأ , فإن اعتبر الوتد + زمن النبر = 2 فهذا هو الصح , وإن جعل حركة الوتد = 1 والسبب = 1 فهذا خطأ , لأن التفعيلة السباعية تشكل في لغة الموسيقى ( وزن رباعي ) أي أن:
مس = 1
تف = 1
عٍ = نصف وحدة زمنية
لن = 1
والمجموع = ثلاثة ونصف ,
يُضاف لهذه التفعيلة نصف وحدة زمنية ( ليتشكل منها الوزن الرباعي ) الإيقاعي الموسيقي , وهذا ( النصف ) إما أن نضيفه إلى السبب السابق للوتد وهو الزمن النبري , وإما أن نضيفه لسبب الوتد في التفعيلة , مع الإلتزام التام بالوحدات الزمنية والنبرية , وغير هذا لا يصح الإنشاد الشعري الموسيقي ,
وإنما تعود العروضيون أن يقرأوا الشعر قراءة نثرية , وليست قراءة إيقاعية إنشادية , فيغيب عنهم مواقع النبر , ويغيب عنهم أيضاً رتابة الإيقاع .
ثم لا أجبر أحداً على تبني هذه الفكرة ما دمت قد أودعتها بين طيات كتبي الصادرة قبل عام 1999 , لتكون شاهداً على فكرتي بالنبر الشعري , ثم إن النبر الشعري يقع على مقطعين في التفعيلة , وليس على مقطع واحد , وهما ( المقطع السابق للوتد سواء أكان ممدوداً أم مقصوراً , وهذا هو النبر القوي , ثم يقع النبر الأقل حدة على ممدود الوتد , ويجوز للمنشد أن يستبدل أحد النبرين مكان الآخر مع الإلتزام التام بهذا التغيير , فإن جعل النبر على المقطع السابق للوتد فيجب الإلتزام بهذا الموقع , لكي تتحقق الرتابة الإيقاعية الإنشادية في كل أبيات القصيدة ,)
وأما العروض الرقمي الجديد كما وصفه الدكتور حسام , فهذا الفكر من أفكاره , وهي دراسة تعني الرقميين , ولا أتدخل بها أو أنقدها , لأنني لمست فيها بعض المفاهيم أيضاً , التي لا تتناسب وما يحمله الإيقاع من مواقع نبر ثابتة على كل تفعيلة من تفاعيل القصيدة . لذا فأترك الحوار بينك وبين الدكتور حسام , وسامحوني على عدم الخوض في المسائل الخلافية , لأن ذلك لا يقدم للعروض شيئاً سوي نفور هذا الجيل منه .
لكما أجمل التحايا , وحياكم الله .