لماذا فضل الشرعُ الزوجَ على الأبوين بالنسبة للمتزوحات ؟

[د. عيد دحادحة]

أخانا الدكتور الفاضل ضياء الدين أكرمه الله تعالى :
استدلالك الشرعي لم يخرج عن دائرة الصحة لا في صحة النصوص ولا في فهمها ولا في إيقاعها مواقعها فجزاك الله خيراً
لكن الذي يوقع في الإيهام هو عنوان الموضوع لا فحواه ، فماذا لو كان عنوانه : ( المتزوجّة بين حقّين ) أو ما شاكله وجرى مجراه ؛
ذلك أني تتبعت النصوص الشرعية الكريمة التي أوردتها ، فغاية ما فيها تغليب حقّ على حق عند التزاحم ، وليس ترجيح فضل على فضل
وتقبل تحيتي ومودتي

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

أخانا الدكتور الفاضل ضياء الدين أكرمه الله تعالى :
استدلالك الشرعي لم يخرج عن دائرة الصحة لا في صحة النصوص ولا في فهمها ولا في إيقاعها مواقعها فجزاك الله خيراً
لكن الذي يوقع في الإيهام هو عنوان الموضوع لا فحواه ، فماذا لو كان عنوانه : ( المتزوجّة بين حقّين ) أو ما شاكله وجرى مجراه ؛
ذلك أني تتبعت النصوص الشرعية الكريمة التي أوردتها ، فغاية ما فيها تغليب حقّ على حق عند التزاحم ، وليس ترجيح فضل على فضل
وتقبل تحيتي ومودتي

الأخ د. عيد دحادحة حفظه الله تعالى
لا يرجح حق على حق إلا برجان فضل على فضل
ولقد ذكرت في بداية البحث أسباب رجحان فضل الزوج المؤمن. وأضيف فضلاً آحر :
بالزواح يخفف الزوج عن الأب نفقة ابنته ومسؤولية تعليمها وتفقيهها بالدين. فالأب مسؤول عن ابنته طول العمر لوبقيت عنده ولو تجاوزت سن البلوغ على خلاف الذكر. ولذلك يخف حملها عن أبيها بفضل زوجها الذي يصبح مسؤولا عن نفقتها وإصلاحها وتأديبها وفق الشرع الحنيف وليس هذا بفضل قليل.
كما أن بقاء البنت في بيت أبيها يعرضها للعنوسة واحتمال الانحراف. وكم يسعد الأب عندما يرزقه الله زوجاً صالحاً لابنته.
ولننظر كيف كان الأمهات يوصين بناتهن قبل الزواج. ولعل تتاح لي فرصة نشر إحدى هذه الوصايا لنعلم فرق التربية بين الماضي والحاضر.
إن تقديم وبيان رجحان فضل الزوج لا ينقص من أهمية فضل الأبوين ولكن يجب أن نعطي كل ذي حق حقه.
إن فقه الزوجة بهذه المسألة يحمي بيتها من خراب التدخل الخارجي في شؤون حقوق زوجها.
ملاحظة :
موضوع نشرته عن وصايا البنات على الرابط وصايا البنات قبل الزفاف - ملتقى رابطة الواحة الثقافية

[د. عيد دحادحة]

دكتورنا الفاضل ضياء الدّين – رعاك الله تعالى - :
قولك ( لا يرجح حقّ على حقّ إلا برجحان فضل على فضل) عبارة غير منضبطة أصوليّاً ؛ بمعنى مردودة عند علماء الأصول ، ذلك أنه هناك حالات يُقدّم فيها ويُرجّح حقّ العبد على حقّ الله تعالى ، فلو كان ترجيح حقّ على حقّ يوجب ترجيح فضل على فضل ، لما تفوّه أحد من السّادة العلماء بترجيح حقّ العبد على حقّ الله تعالى .
وإنما جاز ترجيحهم ذلك تناغماً مع مقاصد الشريعة في تحصيل المصالح وتكثيرها وحسر المفاسد وتقليلها ، فذا أصل عند السادة الفقهاء في أنه إذا تعارض حق الله تعالى وحقّ العبد قدّم حقّ العبد !
قال صاحب كتاب كشف الأسرار شرح أصول البزدوي لمؤلفه: عبد العزيز بن أحمد بن محمد، علاء الدين البخاري الحنفي (المتوفى: 730هـ) : ( فاجتمع ها هنا حقان حق العبد في النفس وحق الله تعالى في الإيمان فترجح حقه على حق الله تعالى ، ولو استوى الحقان ، لشدة حاجته – أي العبد - وغناء الله عز وجل )
كما جاء في غمز عيون البصائر في شرح الأشباه والنظائر لمؤلفه: ابن نجيم المصري : شهاب الدين الحموي » الفن الثالث من الأشباه والنظائر وهو فن الجمع والفرق » (( إذا اجتمع الحقان قدّم حقّ العبد لاحتياجه على حقّ الله تعالى لغناه )) ص161
وعلى ذلك فقِسْ ترجيح حقّ الزوج على حقّ الوالدين عند تعارضهما - ما لم يكن المرجوح إثماً – فجاءت الشرعة الحكيمة بترجيح حقّ الزوج على حقّ الوالدين حسماً لمادة الفساد التي قد تطرأ فيما لو انحازت الزوجة إلى حقوق والديها وقدّمتهما على حقوق زوجها ، ولا يستنبط من ذلك فضل الزوج على الوالدين أحدهما أو كلاهما !
من جهة أخرى : ليست العلّة في ترجيح حقّ الزوج على الوالدين ما ذكرته أخي الكريم من كون الزوج يستر على الزوجة ويكسوها ويطعمها و..... إذ للزوجة فضل على الزوج كذلك ؛ فهي تستره أيضاً وتتمّم نصف دينه ، فضلاً عن قيامها بشؤونه وشوؤن أولاده .
لذا عبّر القرآن الكريم عن العلاقة التكاملية بين الزوجين بقوله ( هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ ) وتأمّل ما وراء تقديم كلمة (هن) على قوله ( وأنتم ) ...
دمت بخير وتقبّل تحيّتي

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

أخي الكريم عيد دحادحة ، دمت متفضلاً ، وأشكرك على بعض التوضيحات ويبدو أنني أبين رأيي من زاوية غير التي تنظر إليها أنت.
أنا لست بصدد المقارنة بين فضل العبد وفضل الله تعالى فلا يوجد أي فضل للعبد على ربه، ولكن المقارنة بين البشر ومنازلهم التي بينها الله تعالى ورسوله الكريم .
ورغم المشاركة بين الرجل وزوجته في كثير من الأمور لكن يبقى للرجل درجة القوامية والإنفاق المذكورة في القرآن الكريم، ( وللرحال عليهن درجة) وزيادة الدرجة فضل ، وصحيح أن الزوجة تحصن زوجها وتمنحه الأبوة لكن درجة الأمومة التي يمنحها الرجل لزوجته أعلى من منزلة الأبوة لأن الجنة تصبح تحت قدميها، وهذا فضل من الله على الزوج وعلى الزوجة لتستقيم الحياة.(لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لغير الله؛ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) (((لو تعلم المرأة حق الزوج، لم تقعد ما حضر غداؤه وعشاؤه حتى يفرغ منه)
إن الأحاديث الشريفة في ترتيب الأولويات واضحة أما التحليل لفهم السبب فيختلف من شخص إلى شخص ،والمهم أن ترتيب الأولويات حسب الأحاديث الصحيحة كما يلي:
الأولويات لجميع البشر ذكوراً وإناثاً : الأم ثم الأم ثم الأم ثم الأب. ولكل مكانته لا تنتقص.
الأوليات بالنسبة للمتزوجة فقط الزوج ثم الأم ثم الأم ثم الأم ثم الأب. ولكل مكانته لا تنتقص
مجرد لفت نظر لوجوب التركيز على أهمية طاعة الزوجة لزوجها بعد الزواج وإعطائه حقه وقدره ، ولتعرف الزوجة حق الزوج عليها ، وهو مقدم حسب الأحاديث كلها. والقصد استقرار الأسرة وديمومتها بسعادة ، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق حتى لوكان من يأمره أمه أو أبوه .(وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَبِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِعِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )
إن مفهوم المساواة الدارج في العصر الحديث وصل إلى درجة جعل الخلاف يدب بسرعة في الأسرة وازدادت نسب الطلاق وتمزقت الأسر. بينما حسب التربية السابقة يوصي الآباء بناتهن ان تصبح أحداهن كالأمة لزوجها تسهر على خدمته وهذا البحث يطول ولكن توضحه كمثل آية ( وألفيا سيدها لدى الباب ) التي اعتبرت الزوج سيداً على زوجته ، والحديث الشريف ( استوصوا بالنساء خيراً فإنهن عندكم عوان ) وقال العلماء العوان هم الأسرى أو الرقيق. والبحث يطول في فضل الزوج ، ومع الأسف أصبح الأزواج يطالبون الآن بحقوقهم بعد انتشار فكرة المساواة . فشتان بين التربيتين. هدانا الله لجادة الصواب .
كنت أسمع قبل خمسين سنة عندما تغضب الزوجة وتحرد وتلجأ لبيت أبيها يعيدها في اليوم ذاته لزوجها ويقول لها هو جنتك ونارك ، على أن يكون ذلك ضمن القواعد الشرعية. دون جور من أحد.
لقد أخذ البحث كفايته من الحوار وللقارئ أن يقتنع بما يشاء، , وإن كنت مخطئاً فاستغفر الله العظيم وأتوب إليه.
وأكرر شكري واحترامي لإثراء الموضوع وبث الحيوية فيه. وإنني أحترم ما تفضلتم به احتراماً بالغاً وألف تحية وسلام.
بوركتم وجزاكم الله خيراً

[د. عيد دحادحة]

سَلِمتَ وغنمتَ أخي الحبيب الدّكتور ضياء الدّين ، ودامَ قلمُك السيّالُ بالخير