خصلة نكران الجميل من أبشع الخصال صدى وتأثيراً على النفس ، فقد تميتها موتاً سريرياً أو تدمرها أو على العكس تفجرها ..إلاَّ أن يكون صاحب الجميل ملتجئاً إلى الله تعالى مسامحاً ولا يرجو في الأصل من جميله إلا رضاء الله عز وجل (لانريد منكم جزاء ولا شكوراً).
هذه الصورة كثيرة في سائر المجتمعات ، فأحببت تصويرها والحال الذي رافقها وهطلت بسببه هذه الأبيات قبيل أيام عيد الفطر السعيد :
الكون ينعاني
(مصيبة نكران الجميل)
دمعي همى كدراً والظلم أجلاني ... ظِفْري يجرِّحني والقردُ ينهاني
هلا ترى سَمِحاً حتى ولا سمجاً ... يا تعس أشجاني والكون ينعاني
أهدي لهم قلمي حراً ومحبرتي...كالبحر في مدد بل بحر وجداني
لكنَّ ألسنة حَدَّت مشافرها....كي ترتوي بدمي والترس جَفَّـاني
يا بئس فأس الأذى تجتث من شجر .... كالجار ينْقُض جدراناً لجيران
يا مُرَّ من عسل إن كان من دخن ... لا يرتوي منه إلا كالح الجان
راموا القذى علَّه يزداد في رَمَصٍ... لكنْ مقاصدهم خابت بخذلان
عيدٌ بِلا ظلَلٍ في غيثه كدر....ريح تخاصمني تجتث أغصاني
هجر ومقصلة في غربتي نصبت ... في حدها شحذوا سجراً لأحزاني
لكنْ عزائي من الجبار منبعه.... يدنو بقربي وذاك الملهم الحاني
لا تخشَ من أحد أنت الحبيب لنا... إلهامه نَغَمٌ يحلو بآذاني
يا طيب حرفٍ سما يدنو بمكرمة ... ذكراً لبارئه سمحاً لإخواني
ياربِّ أدعوك في سري وفي عَلَني... أنْ تُـنْـقيَ القلب من غلِّي وأدراني
فلا نجاة غداً إلا بمرحمةٍ....قلب سليم ومن يرقى بإيمان
إني فقيرٌ لأعمالٍ لها ثِـقَل ... ليسعدَ القلب في رجحان ميزاني
ياربِّ صلِّ على خير الأنام هدى.... في ليلة القدر من تسبيح أكواني
الحمد لله رب العالمين