((استراحة الخميس)) ((28))
إذا تجاوزنا سلبيات الشبكة العنكبوتية ... وتجاوزنا - كذلك - إيجابياتها .. فسنجد أن أبرز - أو من أبرز - مظاهر تلك الشبكة هي (الرغبة في المشاركة) .. والتي تتجاوز الحد أحيانا .. ومن هذا الباب قررت أن أشرككم - بعد إذنكم بطبيعة الحال - في (كناشتي الشعرية) ... أو في (دفتر) كنت أسجل فيه ما يعجبني من الشعر ..
نبدأ هذه الاستراحة ببيت ,, لابن الأحنف :
يا ليت من نتمنى عند خلوتنا *** إذا خلا يوما تمنانا
********** فالدمع من زحمة الآلام يبتسم ********
بعد هذا البيت – في الكناشة – مباشرة أبيات لا أعرف قائلها ...
أبكي وأضحك والحالات واحدة *** أطوي عليها فؤادا شفه الألم
فإن رأيت دموعي وهي ضاحكة *** فالدمع من زحمة الآلام يبتسم
وفي الجوانح خفاق متى عصفت *** به الشجون تلوى وهو مضطرم
فاظلم لا أرجوك مرحمة *** إنا إلى الله يوم الحشر نختصم
************** ألف بحر يتلعثم بأزرقه *************
وهذه قصية من الشعر الشعبي... حين ترمح الخيل في الحنايا ... ويحدي الخيال .. وحين تصبح الجفون .. من السهر .. (بيت أجودي) ... وحين (يتمركا) الفراق بندقه .. بعد أن تلعثم بحر .. ألف بحر بأزرقه .. وحين (يقفي) الحبيب .. فيضعه – الشاعر – في زاوية (محد بشنقه) ... لا أحد بجواره .. إذا فهو الشاعر فهد عافت ..
يا علي للشعر عبدي ولا هو سيدي *** صاحبي له من جنوني ولي من منطقه
ما يخون العيش والملح يا كود الردي *** له علي ان ما سبقني على الطيب أسبقه
والله إني من عرفته وأنا أبشر باسعدي *** كل حزن يفتح أبواب حسن مغلقه
والله إني ما ذخرت لمعانيه جْهدي *** ذمني ولا مدحني من يقول سْرقه
أعشق من الشعر كله عيوني ورْمدي *** وأعشق من الكل بعضي إذا الصمت أنطقه
وأعشق من الليل الأظلم وأشوف السرمدي *** قدر قرم بيض الله وجهه بصنقه
وأعشق من الصبح الأكسل نسيم وفيدي *** دفتر يهدي العصافير لحظة مورقه
وأعشق من الوقت وقتي لا أبوي ولا اولدي *** وأعشق من الناس كل على قد اعرقه
يا علي و الشعر عبدي وعبيدي سيدي *** أعمق الشعر أبسط الشعر وأبسطه أعمقه
في الحنايا خيل ترمح وخيال يحدي *** وفي المرايا ألف بحر يتلعثم بأزرقه
يا كثر من أذكر من الناس لا صرت وحدي *** من نسوني ونسوني بكذب مَصْدَقَه
كل وعدي مع اللي يخونون وعدي *** يالبناخي بعض طيب أقهره باللي خلقه
يقنب النسيان الأمعط بروحي ويعدي *** كل ليلة في فيافي ولا الله يرزقه
السهر،ما هو بهذا السهر لا يبْعدي *** السهر شفني تعرفه وشفني تزهقه
كل جفن من جفوني غدا بيت أجودي *** لا تقظب فيه عبد من الليل أعتقه
ليت لي قدره على الثار تكفا يا سندي *** من حبيب طشر القلب مليون ورقه
ما رماني خطرتن لجل يرميني ودي *** نيشن الفرقا هنيا تمركا بندقه
كم تكحل عاذلي وانعمى من مرودي *** يوم قال العين بالعين ما الله وفقه
قلت والله دام قفى وظليت وحدي *** لتركه في داخل القلب محدن بشنقه
يا علي كله نهايات من وين أبتدي *** يا علي كله بدايات من وين أعشقه
له عيون ولي ضلالي بها لين اهتدي *** ولي عيون وله علي البكا لين أغرقه
******************* من أقوال المشاهير **********
(إنني عجوز جدا وأظن أن فصيلة دمي قد انقرضت) : بوب هوب : فنان وسفير أمريكي للنوايا الحسنة
(لا أقول إن زوجتي لا تجيد الطهو،ولكنها تعتمد على جرس إنذار الحريق كمؤقت للفرن) : بوب مونكهاوس : ممثل كوميدي إنجلزي
(بعض البلدان تجهز الحمير بالمواد المتفجرة ومن ثم تطلقها على أعدائها فيما يسمى بالحمير الانتحارية،وأظن أن هذا ما تسميه الحكومة الأمريكية أسلحة الدمار الشامل) : جاي لينو : مذيع شهير في إحدى المحطات الأمريكية.
(الغيرة مسألة كرامة وليست مسألة حب)
(الذين يعتقدون أن المال كل شيء،يعملون من أجله كل شيء).
************** وداع *********
يقول عمر أبو ريشة :
قفي لا تخجلي مني فما أشقاك أشقاني
كلانا مر بالنعمى مرور المتعب الواني
وغادرها كومض الشوق في أحداق سكراني
قفي،لن تسمعي مني عتاب المدنف العاني
فبعد اليوم لن أسال عن كأسي وندماني
خذي ما سطرت كفاك من وجد وأشجاني
صحائف .. طالما هزت بوحي منك الحاني
خلعت بها على قدميك حلم العالم الفاني
لنطو الأمس،ولنسدل عليه ثوب نسياني
فإن أبصرتني ابتسمي وحيني بتحناني
وسيري،سير حاملة وقولي .. كان يهواني
******* براءة الغراب ********
هذا أبو الشيص الخزاعي يدافع عن الغراب ..
ما فرق الأحباب بعــــــــــــــد الله إلا الإبل
والناس يلحون غرا*** ب البين لما جهلوا
وما إذا صاح غرا *** ب في الديار احتملوا
وما على ظهر غرا *** ب البين تطوى الرّحل
وما غراب البين إلــــــــــــــا ناقة أو جمل
***********************
على هامش (الاستراحة) .."11" من شرح الشيخ عبد الله كنون الحسني،لقصيدة (الشمقمقية):
يقول الناظم ...
44 - وقل لربات الهوادج انجليــــــــن آمنات فزع وفرق
45 - فإنني أشجع من ربيعة *** حامي الظعينة لدى وقت اللقي
((ربات الهوادج،صاحباتها،وهن النساء اللاتي وصفهن في الأبيات قبل،وانجلين : ابرزن،واظهرن،وآمنات،حال من فاعل انجلين،والفزع : الذعر ،والفرق : الخوف : أي وقل أيها الحادي لصاحبات الهوادج،ينجلين غير متخوفات أن يدنو منهن أحد،فإنني عند اللقاء في الحرب أشجع من ربيعة حامي الظعينة : أي المرأة،وأراد به الجنس،إذ هو مثل الجمع،ولفظه : أحمى من مجير الظعن وهو ربيعة بن مكدم الكناني،وكان من خبره : أن نبيشة بن حبيب السلمي خرج غازيا فلقي ظعنا من كنانة بالكديد،فأراد أن يحتويها فمانعه ربيعة بن مكدم في فوارس وكان غلاما له ذؤابة فشد عليه نبيشة فطعنه،فأتى ربيعة أمه فعصبته واستسقاها،فقالت : اذهب فقاتل القوم فإن الماء أمامك،فرجع وكر على القوم فكشفهم ورجع إلى الظعن وقال : إني لمائت وسأقف بفرسي على العقبة،وأتكئ على رمحي،فإن فاضت نفسي كان الرمح عمادي،فالنجاء النجاء،فوقف ساعة حتى نزفه الدم،ففاظ أي مات وطال وقوفه فاشتبهوا أمره،فرموا فرسه فقمص وخر ربيعة على وجهه،فطلبوا الظعن فلم يلحقوهن. قال أبو عمرو بن العلاء : ما نعلم قتيلا حمى ظعائن غير ربيعة بن مكدم.))
46 - فربما يبدو إذا برزن لي *** ريم إليه طار بي تشوقي
47 - لبنى وما أدراك ما لبنى بها *** عرفت صبا مغرما ذا قلق
((رب : حرف جر للتقليل أو التكثير حسبما يستفاد من الكلام،وتوصل بما كما هنا،وتخفف أيضا كما في قوله تعالى : "ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين"في قراءة نافع وحفص. ويبدو : يظهر،وبرزن : ظهرن. والريم مهموزا ومخففا : الظبي الخالص البياض،جمعه آرام. ولبنى بدل من ظبي،وقوله وما أدراك ما لبنى هو استفهام : مقصود به التعظيم لشأنها : أي وما علمك ما لبنى هذه التي عرفت واشتهرت بها صبا : أي عاشقا،مغرما،ذا قلق))
أبو أشرف : محمود الشنقيطي – المدينة المنورة يوم الخميس 15/11/1432هـ
Mahmood-1380@hotmail.com