هذا العقل المدرك البصير قد يصاب بعمى الشهوات فتجرفه عن الصراط المستقيم فيتيه في دروب الضلالة من ارتكاب القتل وأكل المال الحرام أو إضاعة الأعراض بالزنا أو هتك ستر الناس. ومع البعد عن الله يقسو القلب ويشبه الحجارة حسب التصوير القرآني ثم يموت القلب في الجسد الحي فتصبح صورة ميت مدفون بجسد حي سيموت.
وقد وضحت بيت تقسو القلوب بجهلها ... ببيتين :
تقسو القلوب بجهلها كحجارة = فتعيش ميتاً في قصورك تكظم
إن مات قلبك أنت ميتٌ باطناً = لو عشتَ حياً في هواك ترمرم
ثم تزداد الجهالة وتستحيل بالتصرفات السيئة إلى سفاهة أشد أثرا من الجهالة فتردي صاحبها في مهالك الدنيا وجحيم الآخرة.
وتأتي صورة عقل السفيه بالاشتعال كالنار عندما يحاكم أي مسألة لا تروق له مشبهاً الكحول بخفته وطيرانه واشتعاله عند ملامسته أي شرارة.