|
خازوق البحرة!!!!
(( قصتي بدأت من غرفة الطابق الأول لعائلة مكونة من مستأجرٍ و زوجته وبناته , تلك الغرفة تطلّ على صحن داري العربي الذي تتوسطه بحرة و نافورة ماء...
صحيح أن قصتي بدأت من بيت عربي إلا أنني لا أعترف بالعروبة لا أعترف إلا بعبقرية العقل و ذكاء النخبة..
فلقد استطعتُ أن أخليَّ داري من المستأجرين رغم أنوفهم , دون سلطة , و دون اللجوء إلى القانون ؛ كل ما صنعته أن خلعتُ ملابسي كما ولدتني أمي , و جلستُ في صحن الدار ليتدخـّل المستأجر و يترجى بأن لديه بنات , و نساء .., ...و أن فعلتي هذه تتنافى مع الدين و الشرائع و العادات ,...
فأمهلته يومين لا أسبوعين حتى يدبر حاله في أمر انتقاله كي لا أعود منادياً أنا حرٌّ في داري ! أخلعُ ما أريد خلعه !!!
نعم أنا حرٌّ , أنا مجنون , فمبدأي في الحصول على أي شيء أن أتجرّد من كل شيء!!
فنان , عبقريٌّ أنا حين هجرتُ الدار ...
فلا مكان لي وسط فقراء جاهلين , لا مكان لي وسط أثار الغابرين هجرتُ الدار لأطلق جناح فني , و جناح إبداعي إلى عالم الفن:
التجريدي و التشكيلي و التكعيبي و الإباحي...
فزرت مدن أوربا و كانت قبلتي روما ثم باريس , ومنها استدعوني إلى بلاد (الخشب المقدس) حيث عالم السحر و السحرة حيث صناعة الغيبوبة و الأحلام و الخيال ، حيث صناعة الأتباع التابعين بنزع الإيمان من صدور العالمين و تشتيت أذهانهم بين الشك و اليقين...!!
هنالك تعلمتُ ما كان ينقصني و ما كنتُ أبحث عنه, تعلمتُ عندهم كيف ندمج العبقرية بالإبداع , وكيف نــُغلغِلُ نفوذنا بالإعلام!
كيف نبدأ من أطفال شعوب العالم و هم رضع من خلال الرسوم المتحركة...
فتبدأ حربنا حرب سيطرة على النفوس و العقول حينما تضع الأم طفلها أمام شاشة التلفاز على برامج أفلام كرتونية قمنا فيها بدمج رموز جنسية و أخفيناها في لوحاتها الفنية لا يفسرها إلا عقل الرضيع الذي يجزأ الصور في دماغه و هنا نكون قد أججنا المشاعر الجنسية في مرحلة ما قبل الفطام من عمر الطفل!!
نعم و نحن الذين أدخلنا رموز عباداتنا و طقوسنا و تعابيرنا عبر إبداعات تجذب الملايين من أطفال الشعوب ..
طـُرقنا إلى العقول تتم عبر توظيف تقنية وسائل الإعلام من خلال صخب أو هدوء الموسيقى و من خلال الأفلام , و من ثنايا أو خفايا قد تعتقدونها مثاليات و من أمور لا تخطر على بالكم نبث معلومة أو معلومات لتستقر في تلافيف الدماغ كقاعدة أساسية من البيانات!
و لن أتحدث عن صناعة الأفلام الإباحية فدورها فعال ودور الأغنية في أن نجعلها عالمية و تأخذ المراتب الأولى بين الأغاني بعد أن نزيح عن طريقنا الأغاني الهادفة لنكون من خلالها قد مررنا ما نريد من معتقداتنا...
صحيح أنني يدٌّ خفية تحركها أياد أعلى و لكني أحرّك بفني و عبقريتي عقول العالم بأهداف أسيادي ...!
....لذة ما بعدها لذة!!
أنا واحد من المبدعين الذين يخلقون من عالم التسلية وسيلة لتمرير أهداف و إيدولوجيات و عقائد إما بطريقة مباشرة حيناً و أحياناً كثيرة بطرق خفية و ذكية...
إذا أردت أن تعرف من هم و من أنا بينهم ففتش عن أصحاب وسائل الإعلام العالمية...
معادلتنا بسيطة السيادة و السيطرة على العقول لا تتم إلا بإفساد النفوس و تشتيتها
أي مبدأنا (افسد تسد) !!
لن أذكر الشخصيات العالمية التي تدخل في قمة هرمنا التنظيمي قد يعرفها أصحاب البصيرة و المثقفين و رجال الدين الذين هم هدفنا الصعب في تضليلهم أو استدراجهم ...
نعم فقد استطعنا السيطرة على بعض رجال الدين بطرقنا الجهنمية!! آ+لا يكفيكم حينما تستغربوا أقوالهم و فتاواهم دليلاً لسيطرتنا عليهم !!!
إذن ابحث عن ماضيهم , عن من يمولهم , عن من يساندهم,..
نعم أنا هنا أستخدم وسائلي الشيطانية كي أضلكم و انزع ثقتكم بهم و لكن أشد من نخشاهم أولئك الذين يحكمون بالدستور الإلهي ولا يتزعزون..!!
صحيح أنني اقتربت من قمة الهرم التنظيمي إلا قليلا و سبب اقترابي إنما هو إخلاصي و لأنني أجيد خمس لغات بطلاقة و منها اللغة العربية لأكون العين الساهرة على العرب و أكون قياديّ لإدارة المهام الشائكة عبر إنشاء الشبكات المتشابكة في الشبكة العنكبوتية سأعطي مثالا بات مفضوحا فما خفي أعظم :
فمن خلال غرف الدردشة في الـــ الفيس بوك و الماسنجر و البال توك استطعنا التغلغل عبر أحديث الملايين و الإطلاع فيما يفكرون...
و استطعنا أن نجعل الأمر عادي في أن يكون للعربي أكثر من مائة صديقة بعد أن كان الأمر محرماً و استطعنا أن نخلط العائلات معا بحجة التواصل الاجتماعي بعدما كانوا ينادون بان الحمو موت.
و استطعنا ببساطة أن تكون الواحدة منهم حرة بعدما وصلنا إلى أسماء نسائية على الأغلب لهن المكانة العلمية و الاجتماعية و الدراسية و حتى من لهن المكانة السياسية و الأكاديمية و حتى المتدينات منهن كل ما قمنا به هو :
- إلصاق ما هن بريئات منه قمنا بعملنا الفني ببرامج مخصصة كالفوتوشوب و الفيديو ستيديو.
- و إلباس الإباحية في كل واحدة منهن.
- و إلباس تفكيرنا في شخصياتهن.
- و إن تكون صوروهن الرمزية فاضحة جاذبة تجذب أكبر قدر من الشباب و حتى البنات فمن خلالهن نستطيع الكشف عن فكر الشارع العربي بل أحيانا زعزعته نفسياً.
قد تستعجب أن غرضنا تحقق و لكنك تستعجب أكثر حين تعلم العرب أنفسهم باتوا يعينونا بإضافات فنية راقية من صور و مقاطع فيديو لرقصهن في بيوتهن و لا مانع أن يتكشفن عند سرير المضجع لتنال الصور أكبر عدد من تعليقات المعجبين!!!
لقد سبقونا بنشر الفضائح و قذف المحصنين و المحصنات و سبقونا بتشجيع ما نشجعه من الرزائل و تشيجع ما يتنافى مع الأديان كآفة والمعتقدات....
لقد أصبح وقت الشباب ملكنا....في قبضتنا...لا مانع أن ندمرهم و لو عشرة دقائق يوميا لا مانع أن يبقوا في الشات و يكونوا لنا جواسيس و عملاء بطرق مباشرة أو غير مباشرة ...
فدراساتنا النفسية لاستقطاب الشباب للحوار المضلّ , باتت من الدراسات الأساسية و في القمة و بامتياز , حيث نستوطن في المواقع الحساسة من غرف الدردشة ببرامج تجسس خاصة للوصول إلى تلك الغرف لمعرفة ما نريد و لا يصعب علينا كذلك إختراق أي بريد!!!
ولكن مع ذلك فهنالك أمر عجيب هو كيف استطاع الشباب أن يستخدموا )سيف أبوك) قصدي (الفيس بوك) في صناعة عزةٍ و كرامةٍ وأن يبتدعوا ثقافة جديدة هي الثقافة الفيسبوكــــيّة التي تتناقض من أفكارنا ..
لقد اختلط علينا هل ولدوا من رحم الفيس و النت أم نبتوا من بذور الواقع...
و الأعجب أننا نضخ مضخة من الأموال لنفتت التلاحم بين المتلاحمين ...فننجح حينا و حين لا ندري لما لا ننجح!!
مع أننا وصلنا شبكاتنا بخلايا نشطة ودمجنا مثقفيها مع مجرميها و أدخلنا رأسمال التجار في بث الدعاية و الإشاعة و الإعلام و غلغلنا الأقليات في الطائفيات و أقمنا دورات تدريبية لتنشر أنفلونزا المشاكل بإعصار تسونامي يهز الأركان ...
مع أننا ألبسنا أبو سوسو عباءة الديمقراطية و أم توتو تنورة الحرية و غردنا مع مطالب الشعوب الحقيقية و رفعنا شعارات حقوق الإنسان و العدالة و اللقمة الهنية ...
لا ندري لما لم ننجح نجاحا تاما بعد في تطويع الشعوب , و قهرها , و تقسيمها بما يتوافق مع مصالحنا....خطانا بطيئة و لكن أن نصل خير من أن لا نصل!!
أبدأ و أعود القول
أنا حرّ أنا مجنون فمبدأي في الحصول على أي شيء أن أتجرد من كل شيء!!
أن أتجرد من الطبقية أنا لست من الطبقة الغنية و لا الوسطى و لا المعدومة أنا من الطبقة الخفية التي تتحكم بباقي الطبقات....!!! سيدي القاضي أرجوك اسمعني كي أكمل أقوالي !!))
و بعد هذا الحديث الممل..
حديث سوبرمان من خلف القضبان ...
رمح القاضي الهمام من غفوته القصيرة , و هو يهز رأسه مستمعا لذلك الشخص المتهم بترويج فكرة البقبق ...!!!
و رغم حضور سبعة عشرة محامي للدفاع عنه إلا أن القاضي اختصر الطريق أمامهم بإطلاق سراح المقبوض عليه و دون كفالة مالية لعدم ثبوت الأدلة الملموسة والقاطعة لترويجه الفكرة الساطعة..
و عليه نطق:
1- يطلق سراحه نظرا لمكانته في العبقرةِ الجنونية ...!!
2- يعلق من دبره فوق خازوق البحرة وسط صحن داره للكشف عن أماكن ثقوبه المخفيّة و ذلك بالنظرية البقبقية التي ما زالت مستعملة لدى الكومجيّة !!
Lبقلم فادي شعار J
|
|