قصة النبي موسي علية السلام
غالب الغول
ــــــــــــــــــــــــــ
يا أم موسى أتتْ فرعونَ أخبـــــارُ
فرعون يُقـْـتَـلُ , بل أبناؤكمْ ثاروا
والأمر جاء لذكران سيذبحـــــهمْ
من قوم موسى , بهذا العام سيّارُ
عام سيقتلهم , عام سيتـــــــركهم
بالسيف يهلكهمْ , بالظلم قد ساروا
وأم موسى بهذا العام قد حمــــلتْ
هارون ينجو , لأن الله غفـّــــــارُ
وأم موسى بعام القتل قد وضــعتْ
فأين تذهب بالمــــــــولود ؟ تحتارُ
رمته في النهر والصندوق يحفظهُ
لقصر فرعون , إن الله ستــــــــارُ
بكل رفق , بعطف الأم تحمــــــــلهُ
إحدى النساء , وجوع الطــفل فوّارُ
عفّ المراضع والرحمن يرشدهمْ
لأمّهِ وحليـــــــــــــــب الأم طــــهّارُ
لما نما جسمه بالعقل مكتـــــــــــملُ
بقوة الجسم , مثل الشبل مغـــــوارُ
تخاصما قربه شخصــــــــان ثم دنا
إليهما فلعلّ الصــــــــــلحَ يخــــــتارُ
بلكزة منه للمصريّ أهلــــــــــــــــكه
واستغفر الله , إن المـــــــــوت أقدارُ
فيهرب الشبلُ موسى من قصــورهمُ
وراح مدين, قد لاقتـــــــــــــه أخطارُ
لما رأى قربَه بنتــــــــــــــين مع غنمٍ
أتى إليهن , هل للضـــــــــعف أنصارُ
أتى لوالدها والشــــــــــــــــيخ زوّجهُ
إحدى البنات , فإن الشبــــــــلَ مغوارُ
الشوق للأهل والأوطان مفـــــــخرة
هل كان غير حبيب الأهــــــل زوّارُ
أثناء عودتــــــــــــــه فالبرد قارســة
لكنّ وادي طـــــوى في الدفء جَرّارُ
والنار شاهدها بُعداً وســـــــــــــار لها
فآنسته , وفي النيــــــــــــــران أسرارُ
فيها اخضرارُ نباتٍ , كلمـــــــا اشتعلتْ
زادتْ جمالاً , كأن النـــــــــــارَ أشجارُ
وخر موسى ركوعاً للإلـــــــــــه عسى
يخفف الرعب , والرحمن ستـّــــــــــارُ
ناداه ثانية ربي , وقـــــــــــــــــــــال لهُ
(ما تلك ) تحمــــــــــــــــــلها , لله أقدارُ
فقال موسى عصاي اليوم أحمـــــــــلها
أهش أغنامــــــــــــــــــــنا , والله جبارُ
بقدرة الله صارت حيّة ولــــــــــــــــــها
جسمٌ عظيمُ , بلى لله أســــــــــــــــــرارُ
واليد معجزة أخرى فتحســـــــــــــــبها
كأنها البدر بيضـــــــــــــــــــاء وأنوارُ
والله يأمر موسى للذهــــــــــــــاب إلى
فرعون مصر, وهل للظــــــــلم أنصارُ
يمضي إليه وهارون يرافقــــــــــــــــهُ
ليقلع الظلم , للطـــــــــــــاغوت أشرارُ
فرعون يهزأ من موسى ومن معـــــــهُ
فكيف يعبد رباً وهو جــــــــــــــــــــبّارُ
فرعون هدد موسى, أو يكــــــــون له
عبداً لربٍ , فإنَ المـــــــــــــوت قهّارُ
وقال موسى وهل إن جئتُ بينـــــــةً
عساك تؤمن ؟ والرحــــمن غفـّـــــارُ
فقال فرعون فأت القـــــوم بينـــــــــةً
وسوف يأتيك هذا اليــــوم سُــــــــحّارُ
وكلهم سجـــــــــــــــــــدوا لله لمّا رأوا
عصاته مثل أفعى , كلـــــــــهم حاروا
في وحيها ابتلعت كل الحــــــــبال ولمْ
تبق على الأرض شيئاً , بالنهى ثاروا
وكل من سحروا قد آمنوا علــــــــــــناً
لكن ربك بالكــــــــــــــــــــــــفار قهارُ
وعلّمَ اللهُ موسى كـــــــــي يبلــــــــغهم
بطاعة الله , فالإيمـــــــــــــــــان إقرارُ
وجاء من يكتم الإيمان يُخـْـــــــبرهم
بأن موسى نبـــــــــــــــي الله مختارُ
وهامَ فرعون بالإفساد, قال لـــــهمْ
بأنه الله بالطـــــــــــــــــاعات أمّارُ
فسلط الله جدباً لم يروا ثمــــــــــراً
لأن عزتهم بالإثـــــــــــــــم أشرارُ
لكن موسى دعا الرحمـــن يهلــكهمْ
لأنهم كذبوا بالحقّ , فجـــــــــــارُ
ويأمر اللهُ موســى بالرحيـــــل إلى
شط قريب وخير القـوم قد ســاروا
ويضرب البحرَ موسى بالعصاة وقد
شقت طريقاً إلــــــــى موسى وأنفارُ
الله نجاك موسى من شــــــــرورهمُ
وأغرق القوم , هذا الكــــــــفر غدارُ
ومات فرعون لن يبقى سوى جسدٍ
للناس آيته , واللــــــــــــــــه جبارُ
حُب الإله بقلب المؤمنيــــــــن دنا
إن الصيام لحُـــــــــــــبِ الله نوّارُ
واشتاق موسى لوجه الله رؤيــــته
والله يأبـــــــــى , لأن الرب أنوارُ
فانظر إلى جبل , إن ظلّ سوف ترى
رب العباد , فـــــــــــــــإن الله أمّارُ
وخر موسى لفعل الرب قد صَـــعِقا
دكّ الجبال كــــــــــأن الأرض فخّارُ
الله أخبر موسى فتنة حصـــــــــلت
فالسامريّ أســـــــــاس الشر ضرّارُ
وجاء هارون يهدِ القوم فانحــــرفوا
فالعجل ربهـــــــــمُ بالرقص أحرارُ
وعندما عاد موســــى هزه الغضب
فالقوم قد كفروا والعجل خـــــــوّار
فالله أنزل توراة لينتفـــــــــــــــعوا
وآمن القوم , إن الله ستـّــــــــــــارُ
وكانت المنّ والسلوى طعـــــامهمُ
والله أكرمهم والنفس تخــــــــــــتارُ
لكنهم جحدوا خيـــــــــرات بارئهم
تاهوا بصحراء سينا بعدما جاروا .
ومات موسى وما زالوا بتيهــــــهمُ
في قلب سينا بلا أرض وقد حاروا