قل لي .. لماذا وجهك شاحب ؟ لما تبدو علامات الحزن عليك؟ لماذا تحمل كل هذه الهموم على كاهليك ؟
هل فقدت عزيزا ؟ هل خسرت صفقة ؟ هل فشلت في إمتحان ؟ هل تأخر شيء تنتظره ؟ هل فاتك شيء تتمناه ؟
أخي الحبيب \ أختي الكريمة
هذه طبيعة الحياة , لا تخلو من ألم وكدر ومعاناة ( وستنال أجراً عظيماً من الله على هذا لأنه ابتلاء ) , لا يوجد شخص على وجه الدنيا لديه حياة مكتملة , من لديه سيارة ينقصه البيت , ومن لديه البيت لا ينجب اولادا , وومن لديه الأبناء يعاني الفقر ولا يجد وظيفة , ومن يملك الأموال والأبناء ابتلاه الله في صحته واصابه مرض .. حتى الأشخاص الذين يتوفر لهم كل شيء في دول أوروبا الثريّة الغنية ينتحرون بسبب الكآبة .. هذه الحياة فيها صعوبات .. هذه الحياة فيها تحديات , وخطأ أن تتوقع غير هذا , فكن قويا جلدا صلبا ذا عزيمة وصبر وستهزم صعوبات الحياة .
أما زلت مصرا على الحزن ؟
قل لي بماذا يفيدك الحزن ؟ هل يعيد مفقودا ؟ هل يغير الحزن ماضيا ؟ هل يصلح خطئا ؟
لا , فالحزن يزيد الأمر سوء , ويؤثر على صحتك و يؤثر على نفسيتك وحتى على لون وجهك فيختفي النور من وجهك , ويؤثر على كل من يحبك كوالديك .
فاترك عنك الحزن .
وقل يا الله .. قل يا رب .. وما خاب عبدُ قال يا رب
استعن بالله .. حافظ على الصلاة ..داوم على الدعاء والإستغفار .. اقرأ واسمع قصص الصابرين والمهمومين الذين انقذهم الله من بلاء وما أكثرها من قصص .. تزود بالصبر .. وأهم شيء اترك الحزن لأنه مضر وتمسك بكل خيط تفاؤل .
قل الحمد لله .. فلديك نعمة الإسلام والإيمان .. لديك نعمة الدعاء , فتدعو الله متى تشاء .. لديك نعمة الإستغفار , فإن اخطأت استغفر وإن شعرت بهم وغم فاستغفر .
هيا .. اترك الحزن الكئيب .. وارسم إبتسامة على وجهك .. فلا داعي للخوف من شيء في الكون ما دام هناك رب يرحم ويعطي ويمُّن ويكرم ويهب ويحمي ويزرق ويعطف وإسمه رحيم رحمان ودود كريم .
ووالله ستتحسن امورك وتنصلح أحوالك وتتغير نفسيتك وسترى الدنيا مختلفة وبحلة أبهى .. هيا يا أخي .. هيا يا أختي .. هناك شيء جميل في هذا العالم يتنظركم .. فلم يخلقكم الله عبثا