🌹🕌🕋🕌🌹
( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )
رقم الصفحة 11
من سورة البقرة
من الآية70 إلى الآية 76
يقول الله تعالى في كتابه العزيز:
بعد
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن
لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ} [البقرة : 70]
قال بنو إسرائيل لموسى: ادع لنا ربك يوضح لنا صفات أخرى غير ما سبق؛ لأن البقر -بهذه الصفات- كثير فاشْتَبَهَ علينا ماذا نختار؟ وإننا -إن شاء اللّه- لمهتدون إلى البقرة المأمور بذبحها.
{قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا غڑ قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ غڑ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ} [71]
قال لهم موسى:
إن اللّه يقول: إنها بقرة غير مذللة للعمل في حراثة الأرض للزراعة، وغير معدة للسقي من الساقية، وخالية من العيوب جميعها،
وليس فيها علامة من لون غير لون جلدها.
قالوا: الآن جئت بحقيقة وصف البقرة، فاضطروا إلى ذبحها بعد طول المراوغة، وقد قاربوا ألا يفعلوا ذلك لعنادهم. وهكذا شددوا فشدَّد اللّه عليهم.
{وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا غ– وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} [72]
واذكروا إذ قتلتم نفسًا فتنازعتم بشأنها، كلٌّ يدفع عن نفسه تهمة القتل، واللّه مخرج ما كنتم تخفون مِن قَتْل القتيل .
{فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا غڑ كَذَظ°لِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىظ° وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [73]
فقلنا: اضربوا القتيل بجزء من هذه البقرة المذبوحة، فإن اللّه سيبعثه حيًا، ويخبركم عن قاتله. فضربوه ببعضها فأحياه اللّه وأخبر بقاتله.
كذلك يُحيي اللّه الموتى يوم القيامة،
ويريكم- يا بني إسرائيل- معجزاته الدالة على كمال قدرته تعالى؛ لكي تتفكروا بعقولكم، فتمتنعوا عن معاصيه.
{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن
بَعْدِ ذَظ°لِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً غڑ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ غڑ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ غڑ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ غ— وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [74]
ولكنكم لم تنتفعوا بذلك؛ إذ بعد كل هذه المعجزات الخارقة اشتدت قلوبكم وغلظت، فلم يَنْفُذ إليها خير، ولم تَلِنْ أمام الآيات الباهرة التي أريتكموها، حتى صارت قلوبكم مثل الحجارة الصمَّاء، بل هي أشد منها غلظة؛ لأن من الحجارة ما يتسع وينفرج حتى تنصبَّ منه المياه صبًا، فتصير أنهارًا جاريةً، ومن الحجارة ما يتصدع فينشق، فتخرج منه العيون والينابيع، ومن الحجارة ما يسقط من أعالي الجبال مِن خشية اللّه تعالى وتعظيمه. وما اللّه بغافل عما تعملون.
{غ أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [ 75]
أيها المسلمون أنسيتم أفعال بني إسرائيل، فطمعت نفوسكم أن يصدِّق اليهودُ بدينكم؟ وقد كان علماؤهم يسمعون كلام اللّه من التوراة، ثم يحرفونه بِصَرْفِه إلى غير معناه الصحيح بعد ما عقلوا حقيقته، أو بتحريف ألفاظه، وهم يعلمون أنهم يحرفون كلام رب العالمين عمدًا وكذبًا.
{وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَىظ° بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ غڑ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}
[البقرة : 76]
هؤلاء اليهود إذا لقوا الذين آمنوا قالوا بلسانهم: آمنَّا بدينكم ورسولكم المبشَّر به في التوراة، وإذا خلا بعض هؤلاء المنافقين من اليهود إلى بعض قالوا في إنكار:
أتحدِّثون المؤمنين بما بيَّن اللّه لكم في التوراة من أمر محمد؛ لتكون لهم الحجة عليكم عند ربكم يوم القيامة؟
أفلا تفقهون فتحذروا؟
______
تم تفسير الصفحة ولله الحمد
اللهم اجعل القرآن الكريم
ربيع قلوبنا وذهاب همنا وغمنا واجعله شفيعا لنا
وحجة لنا لا علينا
يا أرحم الراحمين
🌻🍃🕌🍃🌻