منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 25
  1. #11

    رد: على درب الادب / كتاب ليسري شراب

    الميلاد الجديد
    لن أنسى نشيدك يا أمي ، لن أنسى فيه ذكراك ،
    كنا نصطف صغارا وننشد:
    عيدك يا أمي ، أجمل أعيادي ، لولاك يا أمي ما كان ميلادي !!!
    وتمر السنين ، ونغدو رجالا أمام العالمين ، وعندك نبقى أطفالا ، كأن الأعوام لم تمض ، فتصعب علينا الحياة ، ويقسو علينا الزمان ، والرهان بين الرجولة والطفولة ، في الصراع بين : الأم الانسانه والأم الوطن !!! وما بينهما أعيش الحياة ، وبدون إحداها اشعر باليتم والضياع ، وما أقسى حياة اليتيم يا أمي .
    تعلمت من الميلاد أن أكون شفافا ومحبا ، لا يستطيع الحب مقروءا أو مكتوبا ، ومسموعا ، ان يعيش ترجمته ، فخرجت من الأحشاء إلى الدنيا ، محبوبا ، ومحبا ، لا أعرف الكره ، ولا أطيقه ، وكيف أكره ، والحب عنوان ميلادي ، وعند الميلاد ترعرع الحب في قلبي ، للوطن والأم ، وما بين أحشاء الإنسانة أمي ، وطينة الوطن ، لحظة ، أو تكاد ، فكان ميلادي يوجهني ، ويعلمني الحب بكبرياء ، ومواجهة الكراهية بالصلابة والثبات ،وزادت جرعات الحب عندي ، بحب الأقارب والجيران والأساتذة ، والزملاء ، والتقينا على حب الوطن ، والانتماء لنفس الحي والمدرسة ، ونما الشعر على وجهي ، وأصبح غزيرا على صدري ، فكل شي ينمو بسرعة ، مادام بالحب يعيش .
    فجأة وأنا ابشر بالحب لكل الناس ، وأدعو لحب القضية والوطن أمي ، كانت الإنسانة أمي تذبل ، وتذوي ، بأمراض العصر ، ولعنة الله على المرض ، فقد ماتت أمي ، وكان الثرى في الوطن
    ورغم الموت ، وكابته ، فقد استمرت تعاليم أمي نارا ونورا على البغض ، واستمر التبشير بالحب عندي ، ولم انس وصيتها وهي تشجعني على الموهبة ، قائلة : بشر بالحب يا ولدي ، بدون البشارة والمبشر ، سنخسر حب الناس والوطن ، والأرض ، وطن بالناس والشعب هو الأهل والخلان خبروني بالله عليكم كيف يحيا الإنسان بلا حب ، خبروني كيف طعم الحياة دون أم وبلا وطن ، وكيف يجرؤ إنسان في هذه الدنيا على اعتقال المحبين أينما وجدوا ؟ ليسوا بشرا !! أولئك الذين يقمعون الحب ، بقمع المحبين للوطن ؟ ليسوا بشر وهم يقفون في وجه الحب بين الإنسان وأرضه ؟ ألا لعنة الله على الغادر المحتل المستبد بالإنسان في وطنه .
    اصرخ واصرخ في وجه كل الذين جربوا الحب : انتبهوا ، انتبهوا ، هناك ذئب في وطني يعوى ويعوى ، وأطفال وطني بالحجارة في المواجهة معه أيها السادة الكرام :
    لماذا انتم صامتون ؟ لماذا تسكتون على الحاقد والحقد ؟ إنهم يغرسون بذور الشر في ارض الرباط والخير ... انتفضوا ... انتفضوا !
    هناك كان السلام ، يا أهل الأرض اتحدوا ، يا من أنجبتهم أقران أمي في كل الكون ، بلغوا أهل الحقد فوق الأرض ، إننا بالحب عشنا , وسيبقى الحب عالمنا ، بلغوا ذئاب الشر ، بأننا ولدنا ولن نموت أبدا ، ميلاد جديد عند كل الشعب ، بالحجارة ولد مرة أخرى ، ليس إرهابي ، ولكنه طفل صغير يبحث عن حضن أمه الوطني ، ونحن في هذا الميلاد أقوى واشد ، أيها الحاقدون ، اعتقدتم أن الظهر كسر ، وان عنوان الحياة تهدم ، ولم تعلموا أننا بحب الله والوطن وقفنا وتأملنا وعشنا ، ولن نموت .
    ماتت أمي بالجسم ، والروح فيها حية ، لا تزال حية بالحب ، وهكذا الوطن لن يموت أبدا ، فالأبناء والأحفاد أحياء ، ولا زالوا بتعاليم الأم يعيشون ، والوطن أمهم ، لان البديل لا يغني عن الوطن .
    أمي لا تزال حية تعيش في نفس الأرض ، وقد غمر حبها الدنيا ، ولم يعد هناك متسعا فاختارها الله بجواره الأعلى , ولم يتركني وحيدا ، بل زادني قوة وتجميعا ، وأعطاني دفعات من المحبين بين العالمين ، حب فيه طعم الأرض والوطن ، يجدد الحياة ، يتفاعل معها وبها ، هو حكاية الحق والجمال والخير ، حكاية الأرض أمي ، والإنسانة أمي ، حكاية فصولها مستمرة ، لن تزول ولن تنتهي ، باقية إلى ما شاء الله لنا أن نبقى .

    -------------------------------
    الرحيل
    -----------
    نقرأ الكلمات ، نتعلمها ، نفهم معانيها ، تعجبنا فنحفظها ، وعلى مر الأيام نحكيها ، للأصدقاء نحكيها ، وللأبناء نرويها ، ولكل الأجيال نعلمها ، وتعود الأيام مرة أخرى ، بأيدي الأبناء ، تخط لهم حياة يعيشوها ،
    هكذا الأيام ترحل ، وهكذا الناس تعيش رحيل الأيام بالذكرى ،
    عند الموت ، يقول الناس :
    حكمة الله أن يرحل العزيز قبل الشقي فينا ،
    وعند النفي ، يقولون :
    مرة أخرى الأيام تعلمنا ، إلى البعيد ، أجسامنا ، وأمانينا ،
    وعند الهجر في الحب يقولوا :
    إذا أردت أن تنسى ، ابحث عن المرأة الأخرى ،
    ويبقى السؤال في الحل والترحال :
    من هو صاحب الإرادة الأقوى في الرحيل ؟؟
    الحياة ، تقصر ، أو تطول ، لن تكون للجميع مريحة ، والطريق لمعظم الناس ، شاق وطويل ، ويكثر فيه مرات الرحيل والترحيل
    لو عرفنا الطريق ودروبه ، أتراحه وأفراحه ، هل سيسمع توسلنا ؟ وهل ينصت إلينا ؟ وهل ينتبه إلينا ويجيب رجاءنا ؟ وكم مرة ستتعلق الروح بالرحيل ؟ وهل تطيق الروح تكراره ؟ هل هو قريب فنستعد له ونتحوط ، أم أنه بعيد ، سيطول فراقه ؟؟ فالحالة صعبه ، الرحيل أو الترحيل فيها ، كئيب ، تنقبض فيه الروح ، ويتقلص عنده الصدر ، ويتوقف معه القلب عن النبض ، ويئن فيه الحنين ، ويترك المجال للقلب الحزين ، أن يتأوه ،
    عند كل رحيل ، نلجأ إلى الله ، نستغفره ، ونتوب إليه ، طامعين في رحمته ، بكل تذلل ، وخشوع ، والرب يرحم ، ويغفر ويتوب هو واسع الرحمة والمغفرة ، يذل من يشاء ويعز من يشاء بقدرته ، لكن الناس ، البشر، لا يرحمون ، لأنهم عبيد أبناء العبيد فيا ربنا العزيز ، العظيم ، العليم ، وأنت خالق كل البشر ، لماذا تركت البشر بالبشر يعبثون ؟ أستغفرك اللهم وأتوب اليك .
    حكمة من الرب القادر ، المقتدر ، القدير ، تتساوى مع حكمته في الرحيل ، لامتحان الصابرين ، القانتين ، العابدين .
    ليت الموت يتوقف !!!
    إذا توقف الموت ، توقفت الحياة ،
    لا حياة بدون موت ، ولا موت بدون حياة ،
    ولا يأس مع الحياة ، ولا حياة مع اليأس ،
    زعيم كبير قال العبارة ، ومات ، لكنه حي ، لا يزال بمقولته !
    رحل ، بعد أن قال جملته ، تاركا للأحياء ، أن يعيشوا معه بها ،تحدي الموت بالبكاء والعويل ، مرفوض ، لأنه اعتراض على مشيئة الخالق في خلقه ، وهو الرحمن ، الحميد ، الرحيم .
    إذا حاول كل منا ، أن يتحدى رحيل الأجسام ، سينهار وينتهي ، أمام مشيئة أعلى ، وقوة أكبر ، في كل الأحوال هي القدر الذي ، كتبه الله على العالمين ، ولازلنا بين المخير والمسير حائرين !!! لكننا بالروح نعيش ، الحكم ، والمواعظ ، والأمثال ، والسير ، ومن أكرم من رسولنا الكريم ، وقد مات صلى الله عليه وسلم ؟؟؟ تبقى لنا الرسالة والسيرة ، نتبعها بإخلاص ، نتعلمها من آخرين ونعلمها للآخرين ، تلك هي ميزة الرحيل ، أو الترحيل !!
    الرحيل مأساة ،
    لأنه يلغي الاستمرارية ، يلغي المزيد من الوصال ، وربما بعض الخصام ، يوقف حياة تعودنا أن نعيشها ، مع بشر ، ومع أوطان انه يلغي مزيدا من عبارات نتعلمها ونعلمها مع الراحلين ، لكننا لن نكون عبيد ذكرياتنا ، وأجسام الراحلين ، فلا نقبل ونحن مسلمون مؤمنين ، أن نعبد أصناما ، وصورا ، وتماثيل ، والراحل بعد رحيله صنما ، توقفت الحياة معه ، والمعايشة ، نعيش ذكراه لكننا لا ننهي حياتنا به ، ككفار يعبدوا أوثانهم ، وأصنامهم .
    الرحيل تاريخ ،
    أيا ما قيل عنه ، وأيا ما قيل فيه ، من كلمات نعزى فيها النفس ، أو نرثي فيها العزيز ، والحياة لا تمضي بلا رحيل ، وتعددت الأسباب والرحيل واحد ، كما تتعدد السلطات ، والمنفى واحد ، وكما يتعدد المحبين ، والهجر واحد ، كله رحيل ، يصنع مأساة تراجيديا ، نكتب معانيها ، ونحفظ قيمها ، ولا نعيشها ،لأنها ماضي ، يلغي الديمومة والاستمرارية ، ولا يصنع حياة .
    الرحيل ذكرى ، فما هو البديل ؟
    ممكن ، أم صعب ، أو مستحيل ؟
    صعب أن نجد البديل ، في بعض الأحيان !
    حين نريد أن يكون البديل ، مثل الأصيل !
    فليس للأم بديل ، وليس للوطن مثيل ،
    لا بديل عن الوطن إلا بالحياة في الوطن ، محررا ، منعما للجميع
    ولا بديل عن الوالدين ، إلا بميلاد جديد !
    في الحياة نعيش مع بشر يفلسفون الأمور ، بحثين عن البديل !
    سقراط الحكيم ، قال لتلاميذه :
    إن الروح لا تولد مع الجسد ، ولا تفنى بفنائه ،
    ولكن القول المكين :
    أن الرحيل ، إرادة الخالق العظيم
    هذا هو البديل :
    مزيدا من الإيمان ، مزيدا من الثبات ، مزيدا من قوة الصبر ، ولن تبقى الأشياء على حالها ، والتغيير آت ، هكذا علمنا التاريخ والإيمان يجعلنا ، أكثر قدرة على ابتكار أفضل ما أراد لنا ربنا أن نكون ، والوعد ن نعيش بالحب ، والحق ، والخير ، للجميع .
    المزيد من الإيمان ، بالقضاء والقدر ، خيره وشره ، وبكل المعاني السامية ، والمثل العليا ، كفيل أن يجعلنا أقوياء ، قادرين على إسقاط المأساة ، قادرين على تحطيم الأصنام ، دون خوف ، أو قلق ، هكذا يسقط الرحيل ، وينتهي الترحيل .
    فليسقط الرحيل ، ولترحل الأيام بكل الأشياء ، ولتعش ارادة الخالق العظيم ، رب العالمين ، واهب الحياة للبشر أجمعين .
    ----------------------------------

  2. #12

    رد: على درب الادب / كتاب ليسري شراب

    السياسه والفن والادب
    ----------------
    الفن والسياسة
    السياسة التزام ووعى وحرص ويقظة وانتظار ودفاع وهجوم
    والفن هوكل هذه الاشياء ايضا
    والفرق بين الاثنين ان السياسة تعبير عن واقع وطني نتجه من خلاله الى العالم الاوسع
    اما الفن فهو زخرفة لهذا الواقع الوطني يسعى الى الكمال والنجاح .
    فماذا يحدث لو اصبح الفنان زعيما سياسيا مرموقا ؟!!
    سوف يعلن الثورة على كل شئ وسوف يتمرد على كل الواقع
    وسوف تزاداد معاهد التمثيل والموسيقى والفنون التشكيلية
    وليس بعيدا ان يضيف معهد للرقص الشرقي بجانب معهد الباليه .
    وسوف تعيش بين ليلة وضحاها شعبا كل اهله من الراقصين والمطربين والمطربات والراقصات والممثلين والرسامين والنحاتين
    وبالطبع سوف يستفيد بجانب اولئك اهل الثقافة والاعلام في الصحافة والاذاعة والتلفزيون
    فالفنانون يحاجة الى ابواق الدعاية والشهرة والاضواء , وهذه كلها لا تتم الا عن طريق اهل الصحافة والاذاعة والتلفزيون
    والصحافة والاذاعة والتلفزيون بحاجة الى محاسبين واداريين لتنظيم العمل الادارى والمالى الذى لا يمكن ان ينجح عمل من الاعمال بدونها والا حدثت الفوضى والتسيب .
    كما ان السينما والمسرح والصحافة والاذاعة والتلفزيون اضافة الى كونها مجموعات بشرية فهى معدات ومطابع واجهزة والات هندسية ودقيقه وهى بحاجة الى المهندسين في الميكانيكا والكهرباء والديكور
    وكل هذا يحتاج الى عمال تنظيف وعمال فنيين وعمال للمراسلات والتوزيع .
    اشياء كثيرة لزوم الشئ سيجد الفنان نفسه محاطا بها عندما يصبح زعيما سياسيا وسوف ينتفخ راسه بها ثم يصرخ لاعنا ابو السياسه ويضربها بستين وسبعين ... , ثم يعود ألى محراب الفن هادئا وسالما اذا سلمه الله في نهاية الامر .
    --------------------------

    كلمة
    ايهما اهم : التربية ام التعليم ؟
    كلنا شاهدنا مسرحية " مدرسة المشاغبين " , وهناك فئة من المعلقين والنقاد أصرت على أن ضرر المسرحية يصيب المدرسين قبل التلاميذ , لان التلميذ سيقلد الممثل في حركاته مع مدرسه .
    إننا ظلمنا المضمون الذي تدور حوله المسرحية بشكل جدي وهادف , ولم يحاول احدنا تسليط الضوء على هذا المضمون الذي نلمسه في الفصل الأخير من المسرحية , وهذا المضمون يتمثل باختصار شديد في سؤال ملح على الأذهان وهو :
    أيهما أهم في المدرسة , التربية أم التعليم ؟
    لقد وضعنا العمل الفكري أمام مربية فاضلة ومثالية تعد للدكتوراه في الفلسفة , بدأت التجربة أمام مجموعة من عتاة الطلاب العابثين , فضحكت معهم وجارتهم في البداية , ثم شددت على الناحية التربوية الأخلاقية في حياتهم , وبدأت التعامل كلا منهم على حده , وتدرس أخلاقه وطباعة صفاته حتى أصبحت المثل الأعلى لكل طالب فيهم , ولاحقها الجميع بطلبات الزواج بعد أن غدت فتاة أحلامهم بمثاليتها التربوية والتعليمية , وعبرت للجميع فصول السنة الدراسية من العبث إلى النظام , ومن اللهو إلى الالتزام , ومن الرسوب إلى النجاح .
    فى هذه المعالجة الفكرية نجد الحقيقة القائلة :
    ان المدرس للتربية ثم للتعليم , وإذا أحسنا تربية النشء فأننا سوف نحصد إنتاجا طيبا وزرعا عظيما من الشباب والرجال , يبدعون ويبادرون ويبتكرون .
    ثلاثة قواعد أساسية يجب أن يغرسها كل مدرس في تلاميذه , وهذه القواعد هي : الحب والخير والجمال , وقد ذكرتها المربية بشكل واضح وكررتها في بداية عملها مع التلاميذ , وبعد أن واجهت أول مشاكلها معهم في الفصل الثاني من المسرحية .
    فيا أساتذتنا الأفاضل : الحق والحب والخير والجمال أولا والفلسفة والطبيعة/ والأحياء والمنطق ثانيا .
    --------------------
    الديمقراطية من البيت الى المدرسة

    كلنا كنا اطفالا صغارا تتملكنا البراءة ولكنا اصبحنا شبابا ورجالا بعد الطفولة .. وبعضنا فى س الشباب غدا مسؤولا صغيرا وفى سن الرجولة مسؤولا كبيرا ... والمسؤولية تتدرج كما السلطة فى هرم ادارى او سياسي حسب الموقع الذى يقف عليه الانسان فى كل مكان وزمان .
    ولا يمهنا هنا الحديث عن المسؤولية ولا الحديث عن السلطة ولكن الذى يهمنا هو ان المسؤول صاحب السلطة كان طفلا صغيرا , وشابا مراهقا , ثم رجلا مسؤولا ... وعندما يصل الانسان منا الى سن الرجولة والمسؤولية تكون شخصيته قد تم تشكيلها فى مرحلتى الطفولة والشباب والمسؤول عن تكوينها مؤسستان هما : البيت والمدرسة .. فماذا فعل البيت فى تشكيل طفولتنا وماذا فعلت المدرسة لشبابنا ..؟.. فالحرية والطاعة العمياء والقسوة والصرامة امام حل الازمات وتعقيد الامور صغيرها وكبيرها علامات قد لا تفارق اغلب بيوتنا الاسرية فى العلاقة ما بين الأباء والابناء دون افساح المجال لتبادل الاراء بين الاجيال ..
    ونفس العلامات الفارقة التى يجدها الطفل او الشاب فى بيته ترافقه فى مدرسته – صرامة وجدية وقسوة وشدة – بمعنى ادق اننا نهتم بالتعليم دون التربية – رغم اننا نطلق على الوزارة المسؤولة دائما التربية و التعليم ..
    المهم التربية .. اذا كنا نربى ابناءنا على الشدة والجدية والتقيد باللوائح دون اعطائهم فرصة الابداع والمبادرة والابتكار .. فلا تلم الصغار اذا كبروا بنفس صفات الجدية والشدة والقسوة .. ولا نلوم الكبار اذا اصبحوا مسؤولين يتحكمون ويحمون دون مراعاة اللانسانية ما داموا فى البيت والمدرسة لا يراعون مع اطفالهم قواعد الصداقة والمحبة والمودة التى تسمح بتبادل الاراء فى نطاق الحرص على مستقبل المجموع الاسرى او المدرسى .
    واذا اردنا الديمقراطية بمعنى حرية كل فرد فى اعطاء رأية كما يحب ويشتهى لا بد ان نعمق مفاهيمها فى اطفالنا داخل بيوتنا وعند شبابنا بين جدران مدارسنا .. لان هؤلاء الاطفال واولئك الشباب هم رجال المستقبل والمسؤولون عن الاجيال القادمة .. فاذا حرمت اجيالنا السابقة والحاضرة من نعمة الديمقراطية الحقيقية فلا بأس اذا خلقنا جيلا منعما بالديمقراطية الحقيقية لكى يعلمها ناصعة بيضاء للاجيال اللاحقة واولا وقبل كل شئ يجب ان نعود اطفالنا وشبابنا على الديمقراطية فى البيت والمدرسة .

    ---------------------------------------------------------------------
    الديمقراطية من البوع الى الكوع

    في احدى حلقات البرنامج التلفزيوني " سين جيم " اكتشفت امرين :
    * اننا بشكل عام نعاني امية معينة في الاصطلاحات اللغوية , لا يمكن حلها الا بالعودة الى مصطلحات النحوية , التي درجت الصفحة الثقافية على تغطيتها بين الحين والاخر , حتى لا يتجمد اكثر من مائتي انسان عربى امام شاشات التلفزيون , فلا يعرفون الاجابة على السؤال في معنى البوع والكوع , وصدق القول الدراج : لا احد منا يعرف بوعه من كوعه ثم ذلك الشاب الذي تعدى الثانية عشرة من عمره وهو يجيب على اسئلة عامة في مختلف المواد الثقافية التي استهلكها برنامج "سين وجيم" في حلقاته منذ سنوات سابقة , يعني بالنسبة لنا الامل في الجيل الجديد , جيل المستقبل , ليكون جيل الاجتهاد , ولكل مجتهد نصيب , وقد يكون نصيب ذلك الجيل اوفر حظا من جيلنا , جيل النكسة , المهزوم والهادم لبعضه البعض , ويكفي ان يعرف جيل المستقبل بوعه من كوعه ....
    امر مهم هي المعرفة , حتى لو كانت في غاية البساطة ....!!
    فالمعرفة مدخل الى التنوير , والتنوير مدخل الى الديمقراطية الحقة
    وما الديمقراطية الا سمة من سمات المجتمعات المتحضرة المستنيرة ....!! وهي بهذا المفهوم امر يبدا من البوع الى الكوع , او من اسفل الى اعلى , وبالتدريج وليس العكس كما درج عليه العامة والخاصة من المثقفين , والديمقراطية تبدا في البيت , بين الاهل , وفي علاقة الوالدين بالابناء وفي علاقة الاخوة والاخوات بعضهم ببعض , فالبيت هو الشكل المصغر للوطن , ومنه تنطلق كل الايجابيات , وكل السلبيات في نفس الوقت ومنح الحرية المسؤولة , مع التوجيه البناء , للابناء والبنات من خلال فهم دقيق للممارسة المتحضرة حول الشرائع الاسلامية والاصول العربية , تخرج الطفل من بيته خال من العقد المترسبة المتحكمة في جيلنا والناشئة عن تسلط الادباء على بناء في كل اشكال حياتهم بشكل او باخر ....!! مادام النقاش سيكون بين الطرفين على جسر من التكافؤ الملتزم بالاحترام ...!! وتصبح المدرسة هي الهيكل الثاني لحماية الديمقراطية حضاريا , واهم الواجبات التي يمكن ان تقع على المعلم في ذلك الهيكل هي تشجيع طلابه على الحوار والمناقشة من ناحية , تحفيز فيهم اساليب البحث العلمي والاخذ بمناهجه وتمنحهم الثقة بالنفس والقدرة على الاخذ والعطاء في وقت واحد باذن الله فيخرج الطالب من المدرسة الى الجامعة او الى العمل , مهيئا تماما يمارس واجباته العملية والمستقبلية بعقل متفتح , وقلب سليم وسديد , وستجد شبابنا في هذا الحين تفضل المدارس المهنية والهندسية والحرفية على مدارس الحقوق والادب , التي اصبحت من كثرة الاقبال عليها في جيلنا موطنا للبطالة , ومحفلا للامية ان لم نسئ التقدير على الغالبية العظمى دون المتفردين بخواص الموهبة , والتفوق في اساليب الحوار والبحث العلمي ...... حتى يصل الانسان منا الى الهيكل الاساسي في الممارسة الحضارية للديمقراطية داخل الوزارة او الشركة التي يعمل بها , وهي المنطلق الاهم في تصور حضاري وانساني للعلاقات بين الرؤساء والمرؤوسين تلغي كل الحواجز فتكون مثالا يحتذى يصل الى قلب وعقل اعلى مستوى في درجات السلطة والمسؤولية ويغدو عادة ومنهجا , في حياتنا, المفتقرة الى روح الاجتهاد , والى معنى الابتكار , واهمية المبادرة وقيمة الابداع , الذي يجعل الخريج الجامعي عندنا شبه امي لا يعرف البوع من الكوع .
    والماساة في الديمقراطية داخل البيت والمدرسة ثم الجامعة
    والمؤسسة ...!!
    فالمحافظة على حرية الحوار والمناقشة باسلوب بناء هي خطوة حاسمة في المساهمة مع الادباء والمدرسين والرؤساء في ارساء قواعد حضارية لمجتمعنا العربي فعالة ومطلوبة والله من وراء القصد

  3. #13

    رد: على درب الادب / كتاب ليسري شراب

    ايهما اهم :
    الكاتب ام القارئ ؟
    في المسلسل التلفزيوني اليومي " الصراع " الذي يشاهده الجمهور في تلفزيون ابوظبي خلال هذا الشهر , يطرح دستويفسكي كاتب القصة الماخوذ عنها المسلسل السؤال التالي : ايهما اهم في العمل الصحفي , القارئ ام الكاتب ؟
    ومن المؤسف له ان شخصية " وحيد " ذلك الكاتب الصحفي في مسلسل
    " الصراع " موجودة بيننا , وبالذات في الصحف التي تدفع رواتب ثابته لكتاب كراسيهم ثابته لادماء فيها ولا حرارة , بحيث يقول الفرد منهم : نحن كتاب , مهمتنا ان نكتب فقط لا غير , وماذا يكتبون ؟ اننا لا ندري اهمية كتاباتهم بالنسبة لجمهور القراء , وتأثير هذه الكتابات عليه .
    والملاحظ في دول العالم المتقدمة ان هناك معايشة بين الأديب او الفنان وبين جمهوره لكن من الملاحظ ان هذه المعايشة تنعدم ما بين الأديب والفنان العربي وما بين جمهوره ( ما عدا فن الرقص الشرقي الذي يلتحم بالجمهور السكران ) . واتساءل : لماذا تنفرد الراقصات بالالتحام مع الجمهور , مما يجعل الراقصة " دينا ميكية " نشيطة وهي تتلوى بين السكاري ؟ لماذا تترك هذه الفرصة للراقصات ونشتمهن ونشتم الجمهور الذي يدفع لهن ويشجعهن ؟
    اذا فالمشكلة في الأدباء والفنانين انفسهم , الذين يغلقون على انفسهم الأبواب , ويجلسون على بروج عاجية , يطلبون من جماهير القراء الوصول اليهم , وعندما يحاول احد من الجمهور ان يصل اليهم وينجح يتحدثون معه بغطرسة وتعال وكبرياء وتلك مأساة للقارئ والفنان .
    وينطبق نفس القول علي الصحف التي تتعالي علي قرائها , وتمسخ كتاباتها في جزء صغير من صفحة اسبوعية , وتطلب في نفس الوقت , اقبال القارئ علي مطبوعاتها ونشراتها فكيف ؟
    نحن الان في عصر " الديناميكية " والتفاعل ولا يمكن ان يتم ذلك , الا بخلق صلة قوية ووثيقة بين الكاتب والقارئ , بين الفنان والجمهور , بين المؤسسة وعمالها .
    فلنفحص الصحف في الدول المتقدمة , ونبحث عن الحيز , الذي يمتلكه القارئ , والحيز الذي يمتلكه الكاتب , ولنر كيف يكون التفاعل بين الكاتب والقارئ , ولنلاحظ كيف لا يتوقف الفنان عن محاكاة جمهوره على المسرح . ان كان ممثلا او مطربا او ماشابه , لنبحث عن الواقعية الملتزمة بعامة الناس .
    وفي الندوة التي عقدها الاستاذ عبد الوهاب البياتي , اكد على انه لم يحضر ليتحدث ويستمع اليه الناس , بل ان الاهم في رأيه هو ان يتم النقاش بين الحضور والمحاضر , لان في ذلك تنمية للعلاقة الجدلية بين الاديب , او الفنان وجمهوره .
    كلمة اخيرة نقولها بان الصحف ليس من مهمتها تلخيص المراجع والكتب بشكل يومي مزعج , انما مهمتها الوصول الي القارئ في كل مكان , وان تصل بالقارئ الي أي مكان ( والمكان هنا معنوي ومادي في وقت واحد ) وقد يكون المكان ثقافيا او اجتماعيا او سياسيا او اقتصاديا , المهم ان ناخذ الصحف اليومية بيد قرائها نحو ما يتطلعون اليه , وتلك قاعدة اساسية لخلق الاغلبية المثقفة .

    -----------------
    السينما .. والمجتمع
    كلما ذهبت الي دور السينما انتابتني بعض الخواطر لما أشاهده منظر المراهقين وهم يمثلون الغالبية من رواد السينما .. عدم وجود الحضور الأسري الذي يشمل عائلة كاملة داخل دور العرض .. كثرة العروض السخيفة
    وكل هذه الخواطر تثير قضية ارتباط العمل السينمائي بقضية اجتماعية ذات شقين هما :
    1- إن السينما أداة عصرية يقضي خلالها أبناء المجتمع فترة من الوقت يشعرهم بالمتعة والسرور ..
    2- إن السينما وسيلة إعلامية تعمل علي تنوير المجتمع بقضاياه بصورة أكثر تأثيرا ووضوحا ..
    فالسينما علامة من علامات الثورة الصناعية في العالم الحديث , واكبت التحول الصناعي في العالم لتكون وسيلة للترفيه , وراحة للذهن بعد عناء العمل اليومي أو الأسبوعي حيث تنقل المشاهدين إلي عالم آخر غير العالم الذي يعيشونه بصورة أو بآخري .. ثم أصبحت السينما مع الزمن وسيلة إعلامية للدول , تحاول كل دولة أن تبرز من خلالها معالم النهضة والرقي الاجتماعي الذي تعيشه .. حتى أصبحت منذ سنين قريبة صناعية اقتصادية قائمة بذاتها , تخضع مثل غيرها من السلع الاقتصادية للمنافسة والسعي نحو تقديم الأفضل والأجود وأكثر ربحا وأصبح يعمل بها الكثير من رجال الأعمال في العالم وبجانب ذلك فإنها أصبحت أداة من الأدوات الحكومية في دول العالم الثالث توجه من خلالها شعوبها الاتجاه السليم الذي يخدم أهداف المجتمع المرحلية والمستقبلية .
    ولكننا نلاحظ مما نشاهده على شاشات العرض في بلدنا الآن , إن الروايات السينمائية التي تعرض لا تخاطب إلا الحس الجنسي للمشاهد , وهي في مجملها لا تعني شيئا من جميع النواحي الفنية أو حتى الروائية ولا حتى العلمية أو النفسية , إنما هي مجرد مناظر توحي لنا باحتقار أصحاب العرض لأذواقنا العامة والخاصة للأسف الشديد ..
    ولذلك لم يكن من المستغرب أن تحرم دور العرض من وجود الجو الأسرى داخلها وعليه يحرم قطاع كبير من المواطنين الاستمتاع بهذا القطاع الفني , الذي تحول بما يعرض في دور العرض إلى قطاع لإثارة الشهوات لدى صغار الشبان .

  4. #14

    رد: على درب الادب / كتاب ليسري شراب

    الاذاعه والتليفزيون
    -------------------------
    عموميات
    ---------
    هناك علاقة بين الأضواء وبين التلفزيون كما هي العلاقة بين اللون الأبيض وبين المستشفي ,
    ولا يقف التلفزيون عند حد علاقته بالأضواء , بل إن جانبا آخر هاما وضروريا يجب أن يتم بين الثقافة وبين التلفزيون وهو جانب يصل إلي درجة العلاقة بين الطفل وأمه .. !!
    التلفزيون في حقيقته مادة ثقافية مضيئة ...
    هو يختلف عن الوسائل الإعلامية , من كل النواحي .
    التلفزيون في حقيقته مادة ثقافية مضيئة ....
    وسيلته الكلمة المصورة المسموعة ...
    هو يختلف عن الوسائل الإعلامية من كل الوجوه والنواحي ...
    هو يختلف في اختيار مادته الثقافية ,
    ويختلف في اختيار معد البرامج ..
    ويختلف في اختيار مقدم البرامج ...
    لأنه يختلف في درجة تأثيره علي الرأي العام المشاهد ...
    وبالتأكيد فان تأثير التلفزيون علي الرأي العام اكبر بكثير من تأثير الوسائل الإعلامية الاخري وبمراحل ... !!
    والأمر علي هذا الحال ,
    فلا بد أن يكون القائمين علي إعداد وتقديم المادة التلفزيونية من نوعية مختلفة تماما لها مواصفاتها الخاصة جدا !!
    وإذا كان يعيب البعض علي البعض الاستخفاف في إعداد الصفحات الثقافية والمنوعة في صحفنا اليومية فان العيب كله يقع علي عدم الجدية في إعداد وتقديم المادة التلفزيونية .
    والأمر المؤسف عندما يصاب المشاهد بالملل والنعاس , والقرف وهو يشاهد برنامجا منوعا كله رقص وغناء فما السبب ... ؟؟
    انه التكرار الذي مل منه المقدم قبل المشاهد فانعكس ذلك علي أسلوب التقديم فيزيد الطين بلة ويبعد المشاهد عن الشاشة الفضية رحمة بسمعه وببصره !!
    ---------------------------
    الوجه التليفزيوني
    ------------
    للوجه التلفزيوني أهمية كبيرة , يعلق عليها نجاح أي برنامج وفشله ,
    وبالتالي لابد من اختياره بالشكل المناسب ,
    من حيث توافر الانسجام الشكلي بين المادة وبين من يقدمها ,
    ومن حيث تعدد المعدين وتنوعهم في مجالات إنتاج البرامج التليفزيونية الخاصة والمحلية ..
    خاصة وان وجوها تليفزيونية مفروضة علينا في كل برنامج ومع كل نشرة , سرقت أضواء لا تملكها شكلا وربما ملكتها مضمونا ..
    والشكل لا يقف عند حد قسمات الوجه ومواصفاته الخلقية بل يتعدى ذلك الى طريقة الإلقاء وأسلوب العرض وحيوية المقدم في قوة نبراته ووضوح عباراته ..
    ولو سألنا أنفسنا سؤالا واحد فقط حول نجاح برنامج عن غيرة من البرامج المتشابه في مادتها المنوعة لعرفنا أن السر يكون في شكل وأسلوب مقدم البرنامج الناجح دون النظر إلي معده ..
    بينما يختلف الأمر إذا ما تركنا برنامج المنوعات واتجهنا إلي البرامج الثقافية المتخصصة مثل البرامج الدينية والأدبية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية ..
    فان العبء كله يقع علي المعد الذي غالبا ما يكون هو مقدم البرنامج والسر في ذلك يعود لانخفاض ثقافة الوجوه التلفزيونية في الجوانب الفكرية التخصصية ..
    كل ما نخشاه علي التلفزيون الآن هو أن يتعامل مع مواده الفنية والثقافية كما تتعامل السينما ,
    وهذا الأمر , إذا ما تم فإننا نستطيع أن نقول للتلفزيون وداعا .
    ---------------------------------------------
    البرنامج التليفزيوني
    ---------------------
    • حديث العامة والخاصة هذه الأيام في المعاناة التي يلاقونها مع التليفزيون
    • المسلسلات مكررة في مضمونها القصصي العام ... !!
    • البرامج , مقلدة هي الاخري , ولا جديد .. !!
    • ومتابعه لعدد من المسلسلات التليفزيونية
    سنجد احد اسباب الملل
    • في " موال الغضب " - مسلسل مصري قديم -
    شاهدنا الخط إنسان ضعيف , في حديثه ونبرات صوته ولهجته , وتابعنا والدته , جميلة , وأنيقة , لا تبدو عليها خشونة الريف عامة , وقسوة القلب عندها خاصة , وهي صفات عكس ما قراناه عن الخط الحقيقي ووالدته الحقيقية , في ناحية القوة الشخصية والجبروت الإنساني ...!!
    ولذا فقد وجد كل المتابعين لهذا المسلسل أن العيب في سوء اختيار الممثل المناسب للدور المناسب ,
    ففي دور والدته " سناء جميل " التي رأينا سمات القسوة والغلظة والجهامة بادية على انفعالاتها التمثيلية في مسلسل الضوء الأسود " الذي يعتبر من أقوى المسلسلات الريفية التي تتحدث عن أبناء الليل
    • وفي " هبوب الريح " مسلسل قديم ايضا
    واجهنا نفس العيب ذاته في سوء اختيار الممثل المناسب للدور المناسب
    وهذا يذكرنا بمسلسل عز الدين القسام حيث نجحت " منى واصف " في أداء دور زوجة المسئول الانجليزي عن حيفا , كما نجحت " مها الصالح " في اداء دور الصهيونية اللعوب , مع مجموعة الممثلين الذين شاركوا في مسلسل عز الدين القسام
    • وثالث المسلسلات هو " قلب من ذهب " ,
    ويكفى ان تتصور المسلسل بفردوس عبد الحميد بدلا من نورا اخت الاولاد , لتعرف العيب الخطير الذي يقع فيه المخرجون والمنتجون عند اختيار الممثلين لاي مسلسل يفكرون في انتاجه ..!!
    • الا ان المسلسل " زهرة السور العالي "
    يعالج تلك المشكلة بحيث تعيش القصة مع الممثلين , وكانهم الابطال الحقيقيين الذي رسمهم محمد فريد ابو حديد في قصته الرائعة " انا الشعب " , " فليلي حمادة " صادقة في ادوار الفتاة الحالمة الرومانسية دائما , منذ ظهورها
    ومراجعة بسيطة لمسلسل " عودة الروح " ودورها فيه ستكتشف هذه المصداقية بين مثل تلك الادوار وبين ليلي حمادة .. "
    واحمد عبد الوارث " هو الاخر صادق في عطائه وتعبيره عن الشباب الطموح الحزين والمثالي ,
    " ومحمد رضا " الوالد الطيب القلب , الحريص علي ماله وعمله , افضل منه المعلم المهرج بكثير .. !!
    ولذا فان هذا الاختيار الجيد للممثل القادر علي التعايش مع الدور الادبي او القصصي في المسلسل التليفزيوني يشدك الي المتابعة والمشاهدة .. !!
    • وتلك المعايشة بين العمل التليفزيوني وبين الدين يقدمونه , يمكن تسميتها , بالجاذبية التليفزيونية , وهي تعني الانسجام بين المادة والشخصية التي تقدمها .
    • وهذه الجاذبية مطلوبة في الوجه التليفزيوني , وليست مقرونة بالشكل فقط بل إن هناك عوامل عديدة تحددها , خاصة لدى مقدمي البرامج التليفزيونية .
    - وكما في كل ألوان الإبداع الاخري , فان الانسجام بين المبدع وبين المادة أمر ضروري , كصدق الأديب في تصوير الانفعالات الحياتية التي تمر بشخصيته الإنسانية أكثر من صدقه في تصوير انفعالات الآخرين مهما كانت قدراته ومواهبه الإبداعية ..
    - وموضوع المعايشة بين المقدم وبين المادة التلفزيونية , أو بين الممثل وبين المسلسل التليفزيوني أمر له أهميته القصوى في نجاح العمل التليفزيوني , والتنبيه له سيقود الجميع إلي النجاح والتوفيق , دون أن يتأثر نجاح بآخر , وما دامت النية متوفرة في العطاء الحي الصادق , نحو غاية واحدة إلا وهي فائدة الجمهور والمشاهدين وتغطية أوقات فراغهم بكل ما هو نافع ومفيد ... !!
    -----------------------------------------------

  5. #15

    رد: على درب الادب / كتاب ليسري شراب

    الاذاعه والتليفزيون
    -------------------------
    ذكريات للتلفزيون
    ** اهم الاشاء المطروحة على بساط البحث والنقد , والتحليل , والتفضيل , مع التفضيل , هي المسلسلات التلفزيونية الان , لانها الوحيدة , التي لا تجد من ينافسها في ساعة الراحة اليومية كل
    مساء ... !!
    ** وهذا يذكرني بذلك الجو الذي كان يعيشة الناس قبل عشرين عاما وهم يلتقون حول اذاعة البرنامج العام من القاهرة , ليتابعوا مسلسل كل يوم في الساعة الخامسة والربع على ما اذكر عن ذلك الزمان ... !!
    ** اما في رمضان , وهو يطل علينا على الابواب بعد ايام فقد كانت الاذاعة تقدم مسلسل الف ليلة وليلة منذ إدراكي للامور سنة 1960 , حيث تاتى مسلسلة مرتبة شهرا واحدا فى مضان من كل عام , واستيفاؤها يحتاج لاربع وثلاثين من الاعوام .
    **هذا الحديث الاذاعي القديم , الجديد , يذكرني بالف ليلة وليلة التلفزيونية , واداء حسين فهمي في تمثيل البطولة في قصصة التلفزيونية , التي لا تصل رغم الاضواء والالوان لمستوى الف ليلة وليلة الاذاعية , وهو الامر الذي يحتاج الى دراسة وبحث مستفيضين حول المسلسلات ..
    ** ولو كان الامر بيدي , ما تأخرت عن شراء المسلسلات التلفزيونية التي انتجت في الستينات ومقارنتها بواقع حال المسلسلات هذه الايام , وهناك في الذاكرة الكثير مثل / هارب من الايام , وخماسية الساقية , وخيال المأتة ... الخ .
    ** ورغم ان هناك برامجا جيدة اعدت هنا او هناك من تلفزيونات المنطقة في عالمنا العربي , الا ان اصول الابداع البرامجي لمذيعي الستينات , حيث كان حمدى قنديل يقدم اقول الصحف وكانت هند ابو السعود تقدم نافذة على العالم , وسلوى حجازي المقتولة في حادث طائرة على سيناء تقدم البرامج الجماهيرية مع الناس , ونجوى ابراهيم قبل دخولها عالم التمثيل تفوقت في برامج الاطفال , وليلى رستم في برنامجها الثقافي بدا مع الستينات في القاهرة .
    **ذلك الجيل الذهبي , في العصر الذهبى , لكل الادب ولكل الفنون اذاعة وتلفاز , هو الذي نبحث عن مثيل له في هذه الأيام ,
    ----------------------------------------
    الاذاعة والتخطيط
    تبقي الاذاعة ام الاجهزة المسموعة والمرئية والاعلامية مهما تقدمت التكنولوجيا وتطورت نوعيات تلك الاجهزة .
    في الجمهورية العربية المتحدة ومنذ ثلاثين عاما – اهتمت القيادة بالوسائل الاعلامية , وخططت لها تخطيطا واعيا ومحسوسا , فبدأت في مصر أنذاك اذاعة لكل العرب تبث المفاهيم العربية في الوحدة والتحرير , من الجزائر الى فلسطين ومن اليمن الى عدن , كانت كذلك واذاعة صوت العرب التي جاءت مستقلة بادارتها ورجالها عن البرنامج العام الذي يبث برامج جادة وهادفة , عامة في طبيعتها السياسية والاجتماعية داخل مصر , ومختلفة عن طبيعة ونوعية البرامج الخفيفة في الاداب والفنون التي اتسمت بها اذاعة الشرق الاوسط من القاهرة , والتي ظهرت في فترة تالية كي تخلق جيلا من المبدعين في عالم الفن والادب بخطة مدروسة لتعميم الثقافة علي كل الجماهير .
    كما كانت اذاعات مع الشعب والقران الكريم , وام كلثوم تجاوبا مع الضمير الانساني المصري , المتعدد الاهتمامات في الرياضة وفي المزارع وفي المصانع وهي المواضيع المحلية البحتة التي اتسمت بها اذاعة مع الشعب ضمن نفس التخطيط المدروس لتغطية النشاطات الشعبية في المجالات الرياضية والانتاجية وفي الوقت الذي كان فيه الاهتمام بالجانب الروحي علي نفس المستوى مع الاهتمام بصوت الشعب المصري الشجي في اذاعة يومية لاغاني كوكب الشرق ام كلثوم , متابعة حية لاهتمامات كل فرد في مصر , وما يخلقه هذا الاهتمام من احساس باهمية الفرد في أي موقع مهما صغرت قيمته , لتاتي هذه الوسائل الاعلامية مواكبة للاهتمام بوسائل الثقافية الجماهيرية في كل قرية وفي كل شبر علي امتداد مصر كلها ...
    كما كان لفلسطين , اذاعة مستقلة وخاصة بها , ضمن التخطيط القومي للسياسة الناصرية , فكان العصر الذهبي للاذاعة وغيرها من وسائل الاعلام والثقافة .

    ----------------------------
    لغة المذيعات
    -----------
    حسرة على زمن فقدنا فيه الاجتهاد , بقدر ما فقدنا فيه الابداع , ومصيبة حلت علينا كأمة متطلعة الى الضياء والاشراف , عندما غاب التخطيط وحلت مكانه البهرجة ... !!
    خبر نقلته الينا احدى مجلات البهرجة يقول ان احدى المذيعات , طلبت من الشرطة حمايتها من معجب ولهان بها ..
    واسفاه , على عدوى البهرجة التي اصبحت داء يشمل التليفزيون واهله ... لغياب التخطيط واهله ..
    الى مثل هذه المذيعة التي تعتمد على الشكل قبل المهارة والابداع في تقديم الجديد والمفيد نقول : بان الجيل الاول من التليفزيونيات في مصر العربية بالذات كن يقدمن المفيد والجديد , قبل تقديم الملف والمثير , هكذا نجحت ليلى رستم وهمت مصطفي وهند ابو السعود ونجوى ابراهيم , والمرحومة امانى ناشد , مثل نجاح امال فهمي وسامية صادق وسناء منصور , اما اللائي فشلن رغم عمرهن المديد في عالم التلفيزيون المضئ فهن كثيرات ولا داعي لذكر الاسماء , الا اننا سنذكر باسم " درية شرف الدين " وهي واحدة من مذيعات الجيل الثالث في التلفيزيون المصري تفوقت على قريناتها من مذيعات الجيل الثاني الشهيرات .
    كما نذكر في مجال الاجتهاد والابداع مذيعات نجحن اكثر من غيرهن في محطات الخليج وهن يعتمدن الاجتهاد في التقديم والالقاء والابداع في ابتكار كل جديد ومفيد ... !!
    وبعيدا عن الحصر بالاسماء من هنا او هناك ننبه الى ان التخطيط الذي يتغلب على البهرجة هو اساس النجاح في العمل التليفزيونى وكلما تزايد عدد البرامج المدروسة ضمن حطة ثقافية مسلية مستنيرة , كلما تزايد عدد المجيدين والمبدعين في عالم البرامج والمسلسلات التليفزيونية , ولن نطالب بالتخلى عن هذا المعد او ذاك المقدم , بل نطالب في كل انحاء المعمورة العربية من المحيط الى الخليج العودة الى اسلوب التخطيط الشامل لوسائل الاعلام والثقافة .


  6. #16

    رد: على درب الادب / كتاب ليسري شراب

    الاذاعه والتليفزيون
    -------------------------

    الحضور الاذاعي
    لقد تابعت من خلال الصحف , بعض سوء الفهم , بين صحفي انتقد مذيعة تلفزيونية لأنها تقف طويلا وعيناها مثبته على ما هو مكتوب في ورقه أمامها , الامر الذي اعتبره الصحفي عيبا في مهنة المذيع او المذيعة التلفزيونية – وقد يكون هذا حق – والأمر لم يلفت نظري , تطبيقا لعاده تغلب على الغالبية منا في حب القيل والقال , ولكنه آثار انتباهي إلى قضية الحضور الإذاعي للمذيع التلفزيوني , فهو مثله مثل الممثل المسرحي الذي يقف أمام جمهور غفير , رد الفعل لديهم انى وسريع , إما بالتصفيق أو بالتصفير , فان لم يكن ممثلا حاضر البديهة قوى الإرادة متمكن من موقفه التمثيلي الدرامي أو الكوميدي , متعمقا في النص لدرجة الخلق والإبداع بما لا يؤثر على أحداثه فانه سوف يسقط , وتسقط معه مسرحيته – وهكذا المذيع التلفزيوني إن لم تتملكه تلك المواصفات الثقافية والإنسانية الواسعة سوف يسقط ويسقط معه برنامجه ..
    وبدون ان نذكر أسماء فان هناك إطلالة لبعض المذيعين , تعطي لديك انطباعا عن برامجهم لمجرد مشاهدة الوجه الإذاعي ذاته قبل الاستمتاع بفقراته , فهناك مذيعة كلما تشاهدها تشعر وكأنك أمام طالبة في المدرسة الثانوية لا تزال في طور المراهقة ومذيعة أخرى تشعر أمامها انك أمام صحفية تسال ولا تناقش ولا تبحث وتجعلك تعيش جو التحقيق الصحفي , ومذيعة ثالثة تشعر أنها مذيعة فقط لا أكثر ولا اقل .
    وفي تلفزيون البحرين تضعك الوجوه الإذاعية أمام الحرم الجامعي , فالمذيعة متكلفة ومتبرجة ومتزنة مع تكلفها وتبرجها وكأنها طالبة جامعية انيقة الهندام .
    وفي تلفزيون قطر وجها إذاعيا حيويا ومتدفقا تقدم برنامجا حيويا ومتدفقا .. لديها من حضور البديهة والذكاء الاذاعي ما يربطك امام برنامجها الذي تقدمه مساء كل جمعة من تلفزيون قطر بأسلوب شيق ومنوع وهادف ومحبب للعقل والنفس الطيبة .
    ولو فاضلوا بين اقوي البرامج الفنية وبين لقاء الجمعة في تلفزيون قطر الساعة السابعة مساء ما كنت تتردد في اختيار لقاء الجمعة هذا لما فيه من شمولية في الشكل والمعني غالبا .
    وهكذا نجح " شريف العلمي " في برنامجه الجماهيري " سين جيم " , ولم ينجح مثل نجاحه غيره من المذيعين الذين حاولوا تقديم أشياء أكبر ناجحة – فالفكرة البرامجية التلفزيونية لا يقويها إلا منفذها – تمام كما القصة أو العمل المسرحي عندما تتحول إلي فيلم أو مسلسل أو مسرحية لا يقويها إلا من يقوم بتمثيل أدوارها الرئيسية أمام المشاهدين ..
    حتي النشرة الإخبارية لها حضورها الإذاعي , وكم كان يطيب لنا الاستماع اليها من مذيع سوداني في تلفزيون ابوظبي سافر الي الخرطوم قبل عامين لتسلم منصبا إعلاميا كبيرا هناك ومثله المذيع التلفزيوني المخضرم " عبد المنعم سلام " عندما يقدم النشرة في تلفزيون ابوظبي أيضا .
    الحضور الإذاعي في وجه المذيعة أو المذيع أمر ضروري لكي يحيا التلفزيون ويسقط الفيديو مرة أخري .
    ----------------------
    عودة الوعي تدريجيا
    --------------------
    مرت السبعينات علي الفن العربي بكل عيوبها التي نوجزها في تغليب الروح المادية على الروح الإبداعية في الوسط الفني وكان أهم مظاهر ذلك تتمثل فيما يلي :

    - دخول التجار بوجوه جديدة مما أدي إلى انصياع الجميع هواة ومحترفين للشكليات المادية ونتج عن هذا الانصياع ارتفاع ملحوظ في تكاليف أي عمل فني , اثر بدوره على سوق الفن الجاد والملتزم الذي يحاول قدر استطاعته الإبداعية أن يغلب الفن على المادة وسط هذا التكالب التجاري الذي انتشر في الوسط الفني .

    ومما سبق يمكن تفسير ظاهرة الردئ والجيد والأكثر جوده على النحو التالي :
    حيث يقدم التجار عشرة أعمال رديئة , يتخللها عمل جيد واحد , وعمل أكثر جودة من بين الأعمال العشرة , سعيا وراء استرضاء فني أو ادبى لمواجهة النقد المضاد لاستهتارهم بكل القيم الفنية المتعرف عليها من ناحية ولكي يقنعوا أنفسهم كذبا , ويقنعوا الوسط الفني , بأنهم ليسوا دخلاء عليه من ناحية أخري ... !!

    - إلا أن التاريخ الفني لن يرحمهم أبدا , فهم الذي ضيعوا الانتكاسة الفنية , مستغلين ظروف النكسة السياسية ليحولوا السينما إلى مائدة تجارية ويكرسون قاعدة " السينما للحسناوات " ما بين 1965 وحتى 1974 , حين تفتحت عيونهم على الأرباح الهائلة التي يمكن أن يجنوها من مسلسلات التليفزيون فكرسوا القاعدة الجديدة الحالية في أن " التليفزيون للتجار " ...

    - وهنا الأمر لا يحتمل أبدا , لان التليفزيون قبل كل شئ وأي شئ قناة ثقافية وتربوية يتابعه الصغير قبل الكبير والجاهل قبل المتعلم ... الخ وتسليم أموره إلى المراهقين السينمائيين والشواذ على الوسط الفني أمر في غاية الخطورة على مستقبل الجيل العربي الجديد ...!!

    - وقد أدرك تلك الخطورة العديد من المسئولين عن محطات التليفزيون العربية , وعالجوها بشكل أو بآخر ,
    - والمعروف إن تليفزيون القاهرة أول من اهتم بإنتاج المسلسلات التليفزيونية مع أوائل الستينات لا تزال في الذاكرة حتى الآن رغم مضى أكثر من ثمانية عشر عاما على إنتاجها مثل مسلسل هارب من الأيام لعبد الله غيث , ومسلسل خيال الماتة للعملاق المرحوم / حسين رياض , ثم المسلسلات الدينية والتاريخية التي كانت تقدم المعلومة التاريخية والدينية بيسر وسهولة في عقل المشاهد لتبقي راسخة في ذهنه إلى ما شاء الله ...!! وكانت خماسية " الساقية " للأديب الكبير عبد المنعم الصاوي , بداية على تأكيد العلاقة الحتمية والضرورية بين الفن والأدب حين بدا التليفزيون المصري مع أوائل سنة 1967 في تقديم الجزء الأول من الخماسية وهو " الضحية " بطولة زيزي مصطفي وسميحة أيوب وحمدي غيث وعبد الغني قمر , وتبعها الجزء الثاني " الرحيل " والذي شارك في بطولته صلاح قابيل وسهير المرشدى مع حمدى غيث وسميحة أيوب ...!!
    وحالت الظروف بين تكملة هذا العمل الأدبي تليفزيونيا بعد الانتهاء من جزئه الثالث " النصيب " وهو عمل بتحدث عن كل مصر ما بين سنة 1900 وحتى 1967 على وجه التقريب , ولم يترك شيئا عن مصر إلا وتحدث عنه بشكل واقعي ومتسلسل من الأجداد إلى الآباء ثم الأبناء فالأحفاد , ومن الريف إلى المدينة , ومن سلطان العمدة إلى سلطان الانجليز , إلى سيطرة الأحزاب إلى جبروت الملكية , حتى الانتقال إلى عهد الثورة وجمال عبد الناصر ..!!

    - ومما يذكر لجيل التليفزيون في ذلك الوقت انه كان ينتظر سنوات طويلة حتى يحصل على دور صغير في أي مسلسل تليفزيوني خاصة بعد ان هجم التجار على السينما ولم يقدموها إلا للحسناوات .
    - لكن هؤلاء انتبهوا لإرباح التليفزيون فهجموا عليه بالتدريج ابتداء من منتصف السبعينات تقريبا بعد أن كسدت سوق السينما بسلسلة المسلسلات البدوية ذات القصة المكررة والمشاهد المتشابهة , التي قبح من استمرارها الجميع بعد ثلاث أعوام من التكرار المتشابه , فتحول المنتجون ابتداء من أواخر سنة 1979 إلى المسلسلات التاريخية المسلوقة , والمسلسلات التي تتحدث عن حياة الخالدين من الأدباء وبشكل مسلوق وسريع أيضا , والمسلسلات المنقولة عن التراث الشعبي والأدبي في التاريخ العربي مثل " قيس وليلى " التي قدمت في سهرات ومسلسلات تليفزيونية أكثر من خمس مرات
    تقريبا ..!!
    - إلا أننا مع هذا تعتبر اللجوء إلى تلك المضامين بمثابة عودة الوعي في السوط الفني , بعد تغييب الوعي الذي دام أكثر من خمسة عشر عاما ما بين 1965 وحتى 1979 بين قاعدة السينما للحسناوات ...!!
    وقاعدة التليفزيون للتجار ...!!

    - ونذكر ضمن عودة الوعي نذاك
    مسلسلات مثل المسلسل التاريخي عن هارون هاشم رشيد من إنتاج تليفزيوني قطر ,
    ومسلسل جوهرة القصر عن عمر بن عبد العزيز ,
    ومسلسل بأم عيني عن المعتقلين الفلسطينيين في الأرض من إنتاج تليفزيوني أبو ظبي ...
    ومسلسل زينب والعرش عن قصة الصحافة في مصر ما بين أواخر الثلاثينات وسنة 1967
    بجانب المسلسلات التي ذكرت سير الأدباء المعاصرين أمثال العقاد وطه حسين , او سير الأدباء والشعراء العرب القدامى أمثال المتنبي وسيف الدولة الحمداني ... الخ

    - إلا أن هذه المسلسلات وما شابهها كانت تمثل نهر الجانب بحر من المسلسلات العاطفية العصرية التي دخل بها التجار لتحقيق مزيد من الأرباح , التي يبدو أن المسلسلات التاريخية والدينية والأدبية لا تحقق لهم جشعهم منها .!!
    - ومع هذا وذاك , فقد ظهر مجموعة من المسلسلات الجيدة التي بحثت في قضايا عامة ضمن القضايا العاطفية , وعلى رأس هذه المسلسلات
    " ألمرشدي عنتر " إنتاج تليفزيون دبي , " وصاحب الجلالة الحب " انتاج تليفزيون القاهرة , وهناك بعض المسلسلات الجيدة الأخرى التي إن لم تكن قد وصلت إلى مستوى " ألمرشدي عنتر " او " زينب والعرش " , إلا أنها تدخل ضمن المقبول مثل اخو البنات لمحمود يس , وعطفه خوخه لحسين فهمي , والحرملك لكرم مطاوع , ودقة قلب لأنور إسماعيل والضوء الأسود لسناء جميل وأبواب المدينة لصلاح قابيل قدمت مجموعة من الوجوه القوية مثل خالد زكي , وليلى علوي , وإيمان الطوخي , ودلال , وسمير حسني , وهالة صدقي , ورغده , ومعالي زايد ,
    - ما يهمنا الآن من هذا العرض الوصول إلي أساس متفق عليه في تحديث نوعية المسلسل الجيد من المسلسل الأكثر جودة من المسلسل الردئ ,
    وهذا التحديد يعتمد في الأساس علي نوعية القصة , ونوعية كاتبها في الأساس .. ونوعية المنتج , وخبرته السابقة ثانيا ..
    ونوعية الممثلين , وقيمتهم الفنية ثالثا ..
    والمخرج المتخصص في عالم المسلسلات التلفزيونية ,
    لان هناك من ينجح سينمائيا ويفشل تلفزيونيا
    وهذا ما يجعلنا نؤكد للمرة العشرين أن المسلسل إن لم يكن تاريخا أو أدبا روائيا , في حجم الملحمة والأسطورة , والمجتمع , لا يمكن أن يكتب له النجاح أبدا , أما القصة العاطفية التحية , او الحدث البوليسي البحت , فلا يمكن هضمها في مسلسل وبالكاد تكفي لمعالجتها سهرة تليفزيونية -
    أما المسلسل باسم " زهرة السور العالي " عن قصة للأديب الكبير محمد فريد أبو حديد فهو الذي يحتاج لوقفة طويلة عن العلاقة بين الفن والأدب ,
    وروعة ذلك التزاوج إذا حدث



  7. #17

    رد: على درب الادب / كتاب ليسري شراب

    الفيديو
    ------
    حين اطل الفيديو في عقد السبعينات كانت الاسئله
    هل انتصر الفيديو علي السينما في جنون جمهور المشاهدين اليه ... ؟؟
    سؤال تخوف منه أهل السينما بالذات .. !!
    ولكن هذا التخوف لم يكن في محله أبدا .. !!
    لان السينما أولا مكان عرض قبل أن تكون جهازا للعرض
    أما الفيديوثانيا فهو مجرد جهاز للعرض لا يقدم للناس متعة الخروج إلي الشارع والاحتكاك بالاخرين في نزهات مسائية أو شبه ذلك .. !!
    وثالثا فالسينما وسيلة عرض مكبرة ومجسمة بخلاف الفيديو الذي لا يزيد عن كونه شاشة التلفزيون المملوكة لأي إنسان يشاهد من خلاله البرنامج الذي يختاره ويحدده ,
    وعادة ما تكون في مفاجآت التلفزيون الأبدع والأرقى ,
    وعندها يهزم الفيديو من السينما ومن التلفزيون ...
    إلا أن أهمية الفيديو تبدو اكبر في تلك المناطق التي لا تؤمن للناس مكانا صالحا للسينما , او وقتا ممتعا مع التلفزيون ...!!!
    ومن هنا يصبح الفيديو ضرورة من ضروريات البيت في بعض المناطق , ومجرد ديكور كمالي في مناطق أخرى ...
    ومع ذلك فيبقى للفيديو أهميته عند أهل الاختصاص , كل في ميدانه ,
    الطالب مع ما يسجله من برامج تعليمية ,
    لاعب الكرة مع ما يسجله من مباريات العام الكرويه ,
    الناقد مع ما يسجله أو يشاهده من أفلام وبرامج حديثة يفضل الرجوع إليها مرة واثنتان لكي يقدم حكمه السليم عليها ....
    لكنه لا يمكن أن يغنى عن السينما او التلفزيون بل لا يمكنه إلا أن يكون مكملا وتابعا لإعمالهما ...
    وخطورته الوحيدة تتمثل في تلاعب المراهقين بالأشرطة داخله
    أو إنتاج المهرجين أشرطة سيئه ضمن تقنيته ,
    هنا فقط يمثل خسارة فادحة للذوق العام , وللرأي الفكري
    وإذا ما أدى أهل التلفزيون واجبهم الترفيهي والفكري التربوي على أكمل وجه , لن يكون هناك خوف من الفيديو وأهله .
    -------------------------------
    يحيا التلفزيون .. ويسقط الفيديو
    ----------------------
    في مقال قديم كتبته عن عصر الفيديو قلت
    يثيرني جدا ذلك الصحفي الذي يكتب دائما باستنكار عن التلفزيون ,
    شاملا في استنكاره اجهزة الفيديو التي لم يمكنه امتلاك احدها ,
    ولماذا يثيرنى ؟
    لانه يتجاهل نقطة رئيسية هى انه لو امتلك جهاز الفيديو , فسوف ينقطع عن مشاهدة التفزيون ,
    ولو قاطع التلفزيون فانه سيقاطع واقعا ثقافيا فى البلد , لابد من متابعته ونقده سلبا او ايجابا .
    ولذا فاننا سوف نقوم فى هذه المقالة بمحاولة نثبت من خلالها اهمية التلفزيون كواقع ثقافي يهمنا التطلع اليه , قدر اهتمامنا بالجماهير التي تشاهده .
    نحن نعيش في منطقة يمكننا فيها الاستمتاع بمشاهدة برامج متنوعة لمحطات تلفزيونية عربيه متنوعه وعديده
    وقبل الاتصال الفضائي وبداية عصر القمر الصناعي
    فان حالات الطقس لا تجعلنا نعيش برامج هذه المحطات طوال فترة السنة , فقد ينقطع عنا بعضها لظروف جوية ما بين اكتوبر ومارس من كل عام ,
    وفي تلك الفترة كانت تنشط شركات توزيع الأفلام على اشرطة الفيديو .
    لماذا نسمح لشركات الفيديو باستغلال الجو لصالحها ؟
    تلك مسالة لابد من معالجتها ,
    وقد اعجبنى طرح لاحد المشاهدين يطالب فيه بتعديل برامج الصباح لتذاع في المساء , لان غالبية المشاهدين والمشاهدات في الصباح يكونون فى شغل عن التلفزيون اما باعمال الطهي , او اعمال المكاتب , او ادارة المؤسسات , بحيث تقدم بعض برامج المساء الروتينية المملة في الصباح لمن يحب الاستفادة منها .
    ويحيا التلفزيون .. ويسقط الفيديو

    -----------------------------
    الفيديو
    هل انتصر الفيديو علي السينما في جنون جمهور المشاهدين اليه ... ؟؟
    سؤال تخوف منه أهل السينما بالذات .. !! ولكن هذا التخوف لم يكن في محله أبدا .. !!
    لان السينما أولا مكان عرض قبل أن تكون جهازا للعرض أما الفيديو فهو مجرد جهاز للعرض لا يقدم للناس متعة الخروج إلي الشارع والاحتكاك بالاخرين في نزهات مسائية أو شبه ذلك .. !!
    وثالثا فالسينما وسيلة عرض مكبرة ومجسمة بخلاف الفيديو الذي لا يزيد عن كون شاشة التلفزيون المملوكة لأي إنسان يشاهد من خلاله البرنامج الذي يختاره ويحدده , وعادة ما تكون في مفاجآت التلفزيون الأبدع والأرقى , وعندها يهزم الفيديو من السينما ومن التلفزيون ...
    إلا أن أهمية الفيديو تبدو اكبر في تلك المناطق التي لا تؤمن للناس مكانا صالحا للسينما , او وقتا ممتعا مع التلفزيون ...!!!
    ومن هنا يصبح الفيديو ضرورة من ضروريات البيت في بعض المناطق , ومجرد ديكور كمالي في مناطق أخرى ...
    ومع ذلك فيبقى للفيديو أهميته عند أهل الاختصاص , كل في ميدانه , الطالب مع ما يسجله من برامج تعليمية , لاعب الكرة مع ما يسجله من مبار العام ..!! يات كوية , الناقد مع ما يسجله أو يشاهده من أفلام وبرامج حديثة يفضل الرجوع إليها مرة واثنتان لكي يقدم حكمه السليم عليها ....
    لكنه لا يمكن أن يغنى عن السينما او التلفزيون بل لا يمكنه إلا أن يكون مكملا وتابعا لإعمالهما ...
    وخطورته الوحيدة تتمثل في تلاعب المراهقين بالأشرطة داخله أو إنتاج المهرجين أشرطة ضمن تقنيته , هنا فقط يمثل خسارة فادحة للذوق العام , وللرأي
    وإذا ما أدى أهل التلفزيون واجبهم الترفيهي والفكري التربوي على أكمل وجه , لن يكون هناك خوف من الفيديو وأهله .


    حديث الشارع الفني

    مسامير
    اللا مبالاة أو الابتعاج حالة من حالات الاندهاش السلبي الذي ياتي مصاحبا لعمل اقل من المتوقع رغم بساطته وسهولته .
    واللامبالي هو ذلك الانسان الذي يتصور نفسه فوق الجميع رغم ضالة حجمه الاجتماعي او الثقافي , ويتصرف رغم تلك الضالة على أساس انه الأفضل والاكثر تميزا .
    ويمكن ان نطلق لقب المنبعج على كل مهمل فى عمله لاى سبب من الأسباب , وتحت أي ظرف من الظروف , رغم ان امكانياته الانسانية تؤاهله لابداع ارقى وعمل افضل .
    من هنا , فان الاستهتار بالاخرين رغم محدوديته قدرات المستهتر بالمستهترية تعد لا مبالاة لا مثيل لها .
    وغالبا ما تنشا الحرب الباردة على كل المستويات وبكل الالفاظ طبقا لتلك القاعدة خاصة في ميدان رص الكلمات بالورقة والقلم , وتتضح اكثر عند تلك المجموعة ذات الاتصال المباشر بالراى العام ان كان فى الاذاعة او الصحافة او التلفزيون ..!!
    وهي ظاهرة تتعلق بعالمنا العربي دون غيره ..
    حيث يتزايد الاهمال والكسل نتيجة لا مبالاة صاحب الموهبة لاستهتاره اما بالقارئ او المشاهد او المستمع ...!
    والمصيبة الكبرى فى حدوث انبعاج بين الفرد وبين المؤسسة التي يعمل فيها .
    وذلك النوع من الانبعاج , اصابنى , وبشكل استفزازى لمرات عديدة على هذه الزاوية كما اصاب المشاهد نوع اخر من الانبعاج
    التليفزيوني .
    ------------------------------------

    مجلة السينما
    -----------

    اكثر من مرة كتبنا فيها مطالبين بوجود البرامج المتخصصة على خريطة العمل التليفزيوني – لان هذا يخدم الهدف من العملية التلفزيونية في : التعريف – التثقيف – الترفيه .... !!
    ولذا فاننا امام أي عمل تلفزيوني نضع امامنا سؤالا واحدا وهو لماذا تقدم هذا العمل ... ؟؟
    لتعريف الناس – بشخصية او بحدث او بفن او بعلم او بأدب .
    للتثقيف – من خلال حوار متصل ومستمر مع المتصلين والمهتمين ...
    للترفيه – من خلال ما يقدمه العمل التلفزيوني ضمن عملية التعريف والتثقيف .
    مجلة السينما كبرنامج اعتمد في اكثر من محطه عربيه نجح في تعريف الناس بدور السينما في حياتنا , كما نجحت في خلق حوار ثقافي مع النقاد والصحفيين اضافة الى ما قدمته من مشاهد ترفيهية غنائية او كوميدية ضمن العملية التليفزيونية التي قدمت في مجلة السينما .
    واذا حدث قصور في حيوية البرنامج , من ناحية عدم متابعته بنشاطات السينما او عدم استغلاله لوجود الممثلين والممثلات في الاستوديوهات على حساب بحث الموضوع السينمائي من خلال حروفه الأولى على أن يمتد لبحث الجوانب التقنية الأخرى في العملية السينمائية ضمن دورات برامجية متتابعة .
    وعموما , فان مجلة السينما , تختلف عن نادي الفيلم , حسب تسميتها كمجلة والحكم عليها يقع تحت هذا الإطار , وهو إطار أكثر اتساعا وشمولية من إطار نادي الفيلم الذي يمكن الاعتماد عليه من خلال أي سهرة تقضيها مع أي فيلم , بحيث يمكننا ان نقترح على المحطات التلفزيونية لو جاز لنا ذلك , بان تستضيف ناقدا , او كاتبا له اهتمامات سينمائية , مع كل سهرة تقدم فيها فيلما سينمائيا , ليتحدث عن الجوانب الفنية والفكرية للفيلم قبل عرضه ... !!
    وهكذا ... !!
    سنجد انفسنا قد كسبنا تليفزيونيا , أكثر من سهرة حول السينما , التي تعتبر بحق شاملة لأكثر من لون ثقافي – في السياسة والاجتماع والتاريخ والحروب – وحتى في الاقتصاد – ومن هنا أهميتها الفنية والثقافية ...
    ومن هنا ندعو ببرنامج " مجلة السينما " بشكلها المختلف عن شكل نادي الفيلم –
    كما ندعو بإصرار لتقديم موجز نقدي وفكري لكل فيلم تقدمه لجمهور المشاهدين في سهراتنا التليفزيونية .... !!
    مجلة السينما – في إطارها كمجلة – تتيح حركة أوسع وأعمق للعملية التليفزيونية بجوانبها الثلاثة – تعريف وتثقيف وترفيه – كما تتيح حيوية في التقاط الحدث السينمائي الجديد ومتابعته وهي ذات طبيعة انتقاديه بأسلوب توثيقي ...
    ولا يمكن أن نحتمل الوقوف أمام لقطاتها الفنية طويلا بقدر ما نحتمل الوقوف أمام موضوعها المنهجي ... !!!
    ومن هنا ....
    فإننا لا يمكن أن نحمل المشاهد السينمائية وبالذات فيما يختص بموضوع المقاطعة العربية لبعض الأعمال الفنية التي يمكن ان يقدم البرنامج أجزاء سريعة وقصيرة منها
    فالبرنامج لا يكون بصدد بحث مستقل حول الاعمال بقدر ما كان يضع النقاط فوق الحروف حول دور السينما في احد الجوانب الحياتية الفكرية والمجتمعية , وعملية ظهور لقطة أو أخرى من هذه الأفلام موجهة توجيها سليما , لا يمكن أن نسميه ضمن مسميات الأعمال المقاطعة عربيا ... !!!
    وان كانت الإشارة إلى هذه الناحية تستوجب التوضيح الفكري لكنها بالتأكيد لم تكن مخلة بقرارات المقاطعة العربية

  8. #18

    رد: على درب الادب / كتاب ليسري شراب

    السينما المصرية في كتاب
    ان الجهد المبذول من جانب " عبد المنعم سعده " في تقديم سلسلة كتبه عن السينما المصرية في موسم والتي قدم منها احد عشر كتابا عن مواسم السينما ما بين 1968 وحتى 1978 , لا يمكن بأي حال من الأحوال التقليل من هذا الجهد الذي قام به فرد بالنيابة عن هيئة كاملة او وزارة في مصر , وعلية فانه يمكن الاعتماد على المؤلف المذكور كمرجع للسينما المصرية التاريخ الفني لها , اكثر ما يمكننا الاعتماد على وثائق وزارة الثقافة , وقد يكون هذا حال كل الوزارات في كل الأماكن والأقطار , تهتم بالمثيرات والشكليات وتتجاهل الوثائق والدراسات , والحمد لله .
    - في كتابة " السينما المصرية موسم 1978 " جزء اول ينقد فيه افلام السينما المصرية عام 1978 وحسب الراي الشخصي للمؤلف : نجده يمتدح فيلم " ليلة لا تنسي " بطولة ميرفت امين وحسن يوسف لما فيه من شحنات عاطفية ورومانسية متدفقة , ثم هو يمتدح " الاقمر " قصة اسماعيل ولى الدين وبطولة نادية لطفي لتوافر العناصر المجتمعية ذات المضمون الهادف مع العناصر الفنية الجمالية والضرورية , ثم يمتدح المخرج اشرف فهمي عن فيلم " رحلة داخل امراة " لانه يحمل فكرا ووعيا وفنا ... ثم يشيد برومانسية بركات وسيناريو رفيق الصبان في فيلم " اذكريني " ثم نفق وقفة اسى والم عندما نقرا تعليقه على السذاجة الفنية في تمثيل واخراج فيلم " رحلة مع الشيطان " بطولة فريد شوقي وناهد شريف .. اما فيلم " الاعتراف الاخير " الذي قال عنه وعن مخرجه يمتدح : عاد مخرج " السراب " انور الشناوي ليقدم لنا فيلما يحتوى على اعلي مستوى فني وحرفي وموضوعي .. والطريف ما نقله من تعليق حول ظهور لقب الكاتب الكبير لاسم كاتب قصة فيلم " الرغبة والثمن " واسمه غير معروف ادبيا على المستوى العربي فكيف بالعالمي " فجورج شحاته " لا يستحق لقب كاتب عالمي .
    ومن الافلام الكبيرة والمدرسة والتى انتجت 1978 افلام : الصعود الى الهاوية , والعمر لحظة , ووراء الشمس , ولو ان الناقد يتحدث عن هذه الافلام من ناحية المضمون ولا يمتدح الناحية الفنية ما عدا امتداحة لمديحة كامل في الصعود الى الهاوية وقوله بانك تدخل الفيلم وتخرج وانت لا تذكر منه سوى " هبه سالم " بطلة القصة أي مديحة كامل , وهو في هذا ظلم من شاركوا في الفيلم وادوا ادوارهم بقدرة متفوقة امثال " جميل راتب " و " محمود ياسين " وعلى العموم نحن لن ننقد الناقد السينمائي " عبد المنعم سعده " ولكننا سنورد ايرادات افلام 1978 كما ظهرت في الكتاب لتكون الحكم الاخير على الفيلم الناجح والفيلم الهابط , وهل جاءت الافلام ذات المستوى الفني الرفيع والمضمون الهادف في الصف الاول حسب تصنيف الجمهور , سنرى التالى :
    الصعود الى الهاوية : 6560 جنية في 15 اسبوع .
    وراء الشمس 4521 جنية في 12 اسبوع .
    الاقمر 38100 جنية في 12 اسبوع .
    ضاع العمر ياولدي 35200 جنية في 19 اسابيع .
    القضية المشهورة : 30400 جنية في 11 اسبوع .
    ثم افلام اذكرينى واريد حبا وحنانا , والقدم , واسياد وعبيد التي حققت ايرادات ما بين 26 الف الى 22 الف في 10 اسابيع ونلمح بان "الاعتراف الاخير " الذي امتدحه الناقد ليس موجود بين الافلام العشرة الاولى في الايرادات , ونلاحظ بان الفيلم " ليالي ياسمين " الذي انتقده المؤلف حصل على ثاني ايرادات يحققها فيلم مصري في 1978 , الا ان ميزان الجمهور في هذا الخصوص يؤكد بانه مع الجيد على الدوام والدليل ما حققه فيلم "الاقمر" ووراء الشمس من ايرادات 1978وعموما فان المكتبة العربية بحاجة الى مثل هذا الكتاب في مكتبتها الفنية .

    ----------------------
    سينما الوعي المفقود
    ------------------------

    - متابعة منا لما كتبناه في العدد السابق عن سينما الوعي المفقود , فاننا نؤكد ان اوساط المثقفين لا بد وان تهزها تلك الصورة المبتذلة عن الرجل المثالي في هذا الزمان المادي , ومن هنا كان هجوم المثقفين على افلام عادل امام وزملائه وعلى افلام نادية الجندي وحسن الامام .
    - فليس من المعقول ان يكون الانسان العربي موزعا بين صفات حالمة ومسيرة ...!! ومن صفات البلطجة والفتونه ...!!
    - فالمثقف العربي يرفض هذا الشكل تماما ...!!
    لانه يلغي العقل , والوجدان , والواقع ...!!
    الواقع اعنف من الحلم واقسي بطبيعة الحال ...!!
    والعقل اوسع من البلطجة والفتوه بالتأكيد ...!!
    - ان رفض المثقف العرب لهذه النوعية من الافلام كان رفضا لمضمونها في توصيف الرجل العربي المناسب لهذا الزمان المادي ...!!
    - والمثقف العربي على حق في موقفه هذا , ولذا نجده قد صنع تكتلا حول بعضه البعض في انحاء الوطن العربي وقدم مجموعة من الاعمال الفنية الراقية , وكان ابرزها على سبيل المثال لا الحصر :
    - مجموعة افلام يوسف شاهين مثل " حدوته مصرية "
    - مجموعة افلام نور الشريف في الثمانينات مثل " العار "
    - افلام مصطفي العقاد – الرسالة العربي والانجليزي – وعمر المختار
    - افلام عبدالله المصباحي ورضا الباهي من المغرب وتونس .
    - مجموعة افلام فاتن حمامة منذ سنة 1975 مثل " لا عزاء للسيدات " .
    - فيلم " القادسية " العراقي للمخرج صلاح ابو سيف , والذي يستعد لاخراج فيلم اخر عن معركة " اليرموك " من انتاج عراقي ايضا ...!!
    - بعض المسلسلات التليفزيونية الجادة والمنقولة عن التاريخ الاسلامي مثل " هارون هاشم رشيد " انتاج تلفزيون قطر , و " جوهرة العقد" انتاج تلفزيون ابو ظبي , وجمال الدين الافغاني , و " الطريق الى القدس " انتاج استوديوهات عجمان , بجانب بعض المسلسلات المعاصرة وابرزها " بام عيني " , و " المرشدي عنتر " و " زينب والعرش " .. وثورة القسام الخ
    - بجانب ذلك ظهرت بعض الاعمال المسرحية الجادة , لدريد لحام ومحمد الماغوط في كأسك يا وطن , وغربة , وضيعة تشرين ولعادل امام في شاهد ما شافش حاجة ... الخ
    وعبد الحسين عبد الرضا في مسرحيتيه " باي باي لندن " و " فرسان المناخ "
    في ظل هذا الوضع من الشد والجذب بين المقادير و الوعي الملتزم والمسؤول ..!!
    وبين المنادين بسينما الاحلام والوعي المفقود ...!!وانتشار شركات الانتاج الفني , كانتشار شركات المقاولات في سنوات التشييد والبناء الاولى في منطقة الخليج العربي .. في ظل هذا ظهرت وجوه جديدة كثيرة ..!!
    شكلت الجيل الجديد الموزع بين هذا وذاك ..!!
    لكنه في مجملة قدم صوره افضل عن الجيل الذي سبقه مباشرة ,
    ولم يبتذل نفسه حتى الان ..
    وهناك امل كبير في ان يعود بالسينما العربية الى امجادها القديمة الخالدة بأسماء مشاهيرها حتى الان ..!!
    ------------------


  9. #19

    رد: على درب الادب / كتاب ليسري شراب

    اتجاهات المسرح التجاري
    المقصود بالمسرح التجاري هو المسرح المملوك للقطاع الخاص , من ناحية , والقائم على هدف الربحية المادية من ناحية ثانية والذي يلجأ لتحقيق اهدافه المادية إلى أساليب استعراضية في الفن المسرحي ولو كان ذلك على حساب المضمون , بحيث يتدخل اصحاب المسرح في العمل الفني لدجة , تفقد العم مضامينه الحقيقية وتمسخ النص المسرحي الأساسي لتجع منه صورة مشوهة لا تمت إلى الفن المسرحي بصلة فيما عدا كونها تمثيلا آنيا أمام الجمهور ونحن لسنا ضد الكسب المشروع من العمل الفني ... ولسنا ضد القطاع الخاص في العمل المسرحي ... ولا ندعي العلمانية إلى الدرجة التي ترفض فيها نصا مسرحيا ... لكننا ضد الكسب غير المشروع في الفن والأدب ...
    والمتمثل في أن الفنان مسئول والمسؤولية أمانة , وخيانة الأمانة جريمة يعاقب عليها الدين والقانون والفنان أيضا فنان وليس تاجرا , يستدر عطف الناس وإضحاكهم كمهرج ليأخذ منهم فنهم وجهدهم ونقودهم بالمقابل ثم يتركهم يقعون أسرى الشعور بالندم على ضياع الوقت والجهد والنقود التي بذلوها للانتقال من منازلهم إلى المسرح , وبالتالي يبدأ التقييم من أسفل إلى أعلى ....
    ومرة تلو الأخرى يدفع كل الفنانين على حد السواء الثمن ... !! لان الجمهور تحت الحال الشعور بالندم سيهجر المسرح , وينتقل إلى الفيديو ... !!! ويعود الفنانون إلى الشكوى من الجمهور الذي هجر المسرح .
    إذا ... فالأمر يتعدى كونه نقدا على عم مسرحي إلى كونه حماية للعلاقة السابقة بين فن المسرح وبين جمهور المسرح – وهذا أمر بالغ الأهمية من هنا ....
    تميز الآن بين ثلاثة أعمال مسرحية في نطاق المسرح التجاري تم عرضها خلال سنة 1987 وهي مسرحية " الخوافين " لمحمد نجم ومجدي وهبة ومسرحية " القشاش " لسيد زيان ووحيد سيف ومسرحية " كعبلون " لسعيد صالح ومحمد وفيق ولنبدأ " بالخوافين " ....
    - كلام عادي لقصة عادية تبدأ بصدمة وتنتهي بصدمة في حوار ممجوج , ومستهلك وحركات كوميدية مكررة , سبق لمحمد نجم أن استهلكها في مسرحية " أعقل يا مجنون " سنة 1985 , ومسرحية " البلد وزر " سنة 1986 مع فارق أن النص المسرحي المكتوب في كل من " البلد ورز وأعقل يا مجنون " كان نصا ممزوجا وناجحا ومميزا .
    أما النص المكتوب لمسرحية " الخوافين " فإنني اشك بانتماء كاتبه للأدب المسرحي مع الأسف عن قصة شاب , يقتل والده على يد إحدى الفتيات , فيحاول بالاتفاق مع خطيبته أن يكتم ذلك الأمر عن البوليس خوفا من الفضائح ويلجا إلى اتهام سائق تاكسي يعيش في جنينه فيلته بجريمة قتل والده وهذا الحدث ينتهي فجأة ليكتشف الشاب أن سائق التاكسي شقيق له , وان الفتاة القاتلة كانت تنوي سرقة والده وينتهي العمل المسرحي بعناق الأخوين وهما : مجدي وهبة الطويل القامة , ومحمد نجم القصير القامة .. وليس في النص المسرحي أي حدث يذكر بخلاف ما ذكرنا أو أي مواقف كوميدية تدخل على الحدث لتغنيه .
    للأسف لم يوجد شئ يذكر – وكل ما عشناه هو مشاهدة كلام عادي يمكن لأي متابع أن ينقله في تصور سطحي لمسرحية تتحدث عن جريمة قتل – ومع الأسف الشديد فان مسرحية " الخوافين " نموذج للمسرح التجاري المتهم بالكسب غير المشروع وحتى لا نقع في المزيد من التقريع والتقريظ ... سننتقل إلى عمل مسرحي آخر من المسرح التجاري سنة 1987 وهي مسرحية " القشاش " ...
    والتي تتنوع في مواقفها الكوميدية ... وتتعدد ألوانها الفنية .. وتتفرع مضامينها وتبدأ بتسليط الضوء على تاجر عمله وهو : " وحيد سيف " وصديقه المطربة الداخلية على عالم الغناء وهي " ميمي جمال " ثم يدخل العامل الفقير الذي يقوم بتنظيف مراحيض احد البنوك وهي " سيد زيان " ليحاول تاجر العملة استغلاله وهو يؤجره في وظيفة معه ... مواقف متتابعة وأحداث متغيرة فيها نقد وفيها مداخلات ومساجلات مسرحية كوميدية متعددة تعري تجار العملة , ونواياهم الخبيثة السيئة ... ثم يبدأ فصل ثاني بمواقف ومساجلات جديدة ومثيرة عندما يهرب العامل الفقير بحقيبة ملائ بالأوراق النقدية – اثنين مليون دولار – وينتقل الجو المسرحي من مكتب تاجر العملة – إلى أحد الأحياء الشعبية – السوق والناس ووكيل المحامي – الذي يشير على العامل الفقير بدخول السجن هرباً من مطارديه و هم تاجر العملة , والمطرب الداخلية على عالم الغناء , والصعيدي الذي يسعى وراء دولاراته التي جمعها من أقاربه وأقرانه العائدين من الدول التي كانوا يعملون بها في الخليج – وهكذا تعيش أكثر من موقف وأكثر من قضية –ويطرح العمل المسرحي على أذهانها وأكثر من تساؤل .
    ويقوم العامل الفقير وسط هذه المداخلات الحية المثيرة بضرب صديقة وكيل المحامي ليدخل السجن بتهمة التعدي المؤدي إلى إصابة موجعة هربا من مطارديه الجشعين , وفي السجن يضعنا النص المسرحي أمام شخصية جديدة شخصية احد رجال الأعمال المسجونين بتهمة النصب والاحتيال موقف مثير – وقضية جديدة – ولا تخلوا من الكوميديا – في حوار اقتصادي ضاحك – لكنه يكشف عن خلل في النية التي تسعى إلى الكسب غير المشروع ولا يتركنا النص المسرحي عند هذا الحد مع "القشاش " ويسحبنا إلى انتقاد ساخر من " سيد زيان " لكل الفئات الإنسانية التي تسعى إلى الوصول السريع , ثم سحبنا إلى مساجلة كوميدية بين المساجين وبين مذيعة التليفزيون التي تقدم برنامجها عن السجن والمساجين وينتقد النص المسرحي , أسلوب ولغة مذيعات التليفزيون .
    - هكذا تتعدد القضايا ... وتتفرع بشكل منطقي ومسرحي ويخرج القشاش من السجن , ويخطف تاجر العملة ابنته الوحيدة فيقف حائرا بين خوفه على ابنته وبين إصراره على تسليم تاجر العملة إلى العدالة ... وينتصر مضحيا بنفسه منقذا ابنته والبوليس يحاصر تاجر العملة ويلقي القبض عليه في نهاية النص – لا شك أن مسرحية " النقاش " نموذج ممتاز لمسرح الكوميدي التجاري ونموذج يقبل عليه الجمهور ويخرجون بعده وهم سعداء دون أن ينتابهم الشعور بالندم بل أن هذه السعادة قد تدفعهم لرؤية العمل المسرحي مرة ثانية وربما ثالثة ...
    وهنا ... لا مجال للمقارنة بين مسرح محمد نجم في " الخوافين " وبين المسرح سيد زيان في " القشاش " لأنها ستكون مقارنة بين الفشل وبين النجاح ...
    وننتقل من الضحك الهادف والعمل المسرحي الجماهيري الناجح في القشاش إلى نموذج مسرحي ثالث في مسرحية " كعبلون " .
    نموذج مختلف يعتمد على المضمون الجاد المستمد من التراث الشعبي بإسقاط فكري على رموز الحاضر .... مسرح تجاري – مملوك لقطاع خاص – وصاحبه نجم كوميدي يتحول إلى مسرح جاد وملتزم في كوميديا راقية ... تعيش فيها مع الممثل " سعيد صالح " وأشعار "محمد نجم " الملحنة والمغناة , بأداء وأسلوب النجم " سعيد صالح " .
    إنها قصة ابنة السلطان التي أوحى والدها المقتول غدرا على يد رئيس حرسه المعشوق من زوجة السلطان بزواجها من الشخص ويجيب على سؤال واحد وهو يقول :- أين عقل الإنسان ؟؟
    سؤال بسيط في ظاهره ....
    وعميق في جوهره ...
    - " أين عقل الإنسان ... " !!
    في بطنه .. أم في حذائه ..؟ أم في ملابسه ... أم في ثروته ... أم في زوجته ... أم في مركزه ... أم في شهرته ... الخ .
    - المؤلف " محمد شرشر " يجرنا على عمل مسرحي جاد ...
    - " وسعيد صالح " يحاول أن يخفف من الجدية ببعض المواقف الكوميدية وبعض المساجلات الاستعراضية الجادة المحتوية على أشعار الشاعر المتمرد دائما محمد نجم وهو يقول لنا : - ألا يكفيكم كرم مطاوع في المسرح القومي .... !!
    لكي يتحول سعيد صالح من الكوميديا إلى الجدية والانضباط وينتقل سعيد صالح بين الأقطار ليتعلم ويستفيد لعله يصل إلى إجابة شافية للسؤال , وابنة السلطان تنتظره بلهفة , لكي يحمل إليها الجواب , وينقذها من تسلط زوج أمها الغدار وقاتل أبيها السلطان .
    - وفي رحلاته يتعلم ثلاث نصائح من بائع كلام هي : -
    - حبيبك اللي تحبه لو كان عبد ذوبي – وأنقذته هذه النصيحة من الموت على يد احد العفاريت من الجان ...
    ومن آمنك لا تخونه ولو كان خائنا – وأنقذته هذه النصيحة من الموت على يد صاحب طاحونة حول قتله بعد أن شك في علاقته بزوجته .
    وساعة الحظ ما تتعوضش وهي النصيحة التي اخرته عن الذهاب الى موعد مع الموت , عندما وقف يشاهد احد الافراح ... حيث ينطق صاحب الطاحونة بالاجابة وهو حزين على خيانة زوجته له قائلا : - العقل في الصبر .... العقل في الصبر .... ويطير الاجابة الى ابنة السلطان , ويحررها من تسلط زوج والدتها , ويحرر الناس من العبودية والذل ...
    - وهو يخرج لنا بنصيحة عن " الصبر " ولكل الفنانين الذين يستعجلون اعداد اعمالهم المسرحية الواحدة تلو الاخرى , وكل الذين يستعجلون النجاح في حياتهم العامة والخاصة وبالذات في مجال الفنون والاداب نقول مع سعيد صالح محمد شرارة : - العقل في الصبر ... العقل في الصبر ... والله الموفق .

  10. #20

    رد: على درب الادب / كتاب ليسري شراب


    نقاد السينما
    بين البناء ... وبين الهدم

    لفت انتباهي في الاسابيع القليلة الماضية من الشهرين الاولين لهذه السنة , ارتفاع مستوى الغمز واللمز والهمز , واستعراض العضلات بالكتابة عن مستوى العلاقات والاتصالات احيانا وبالكتابة عن الثقافة والخبرات احيانا آخرى بين نقادنا السينمائيين في صحافة الامارات , وضاعت السينما بين الجذب والشد فلم تجب ها متفرعا لهمومها وعيوبها والحمد لله ...
    وفي برنامج تلفزيوني سمعت احدهم يقول ضمن حديثه ما يلي :
    " ستعرض في الحلقة المقبلة من برنامجنا كتابا لشخص اسمه سمير فريد ... " , وللحق فقد هزني هذا التقييم لاحسن ناقد سينمائي في العالم العربي الا وهو سمير فريد , اسمع عنه واقرا له مقالات قيمة منذ خمسة عشر عاما او اقل من ذلك قليلا , وجميع العاملين في الميدان السينمائي يحترمون آراءه , خاصة الموضوعيين منهم , فكيف يأتي ذكره على لسان ناقد سينمائي شاب يخطو خطواته الاولى نحو النجاح , وكان سمير فريد نكرة في عالم النقاد السينمائيين في عالمنا العربي ؟!.
    ووقفت كثيرا امام اصرار ناقدة سينمائية موضوعية على النيل من امكانيات الممثلة نادية الجندي , في الحوار الذي دار مع محمود ياسين بنادي الفيلم في الشارقة , عند عرض النادي لفيلم " الشريدة " في الاسبوع الفائت , ورغم احترامي لناقدة المذكورة الا انني اجد نفسي مختلفا معها على اصرارها هذا لاسباب سينمائية بحتة فقط ....
    والامر الذي يعتبر المهتم بعالم النقد السينمائي هو ما يراه من تخطيط للاعمال المعروضة في نادي الفيلم بالشارقة ما بين فيلم متدن مثل " دعوة خاصة جدا " او افلام محدودة الانتماء الفكري والمجتمعي مثل " الشريدة " او افلام محدودة الامكانيات التقنية والمستبدلة باسماء ممثلين جماهيريين مثل " حب في الزنزانة " لعادل امام وسعاد حسني , - وينسى وسط ذلك كله الشمولية في النقد السينمائي – وهو امر اورده الاستاذ فتحي البرقاوي في " وجهة نظر " ربما معناه انه لا مانع من عرض فيلم واحد وفي نفس الوقت يشمل النقد والبحث مجموع الافلام المشابهة لذلك الفيلم في الفكرة او في الموضوع او في دور ممثل يعينه لمجموعة تلك الافلام النمطية المتشابهة , بحيث ينتهي الامر بجميع المتهمين الى الوصول لنتائج ذات فائدة اعم واشمل واكثر ارتباطا بالعمل السينمائي ككل , من حيث تطور ادواته او تخلفها .
    هذا من ناحية , ومن ناحية اخرى , فان نادي الفيلم بالشارقة مدعو لمجابهة القضايا الفكرية في عالم السينما العربية مثل الحرب في السينما العربية والسينما العالمية , فلسطين في السينما العربية , الافلام الغنائية في السينما العربية والعالمية , والتاريخ في السينما العربية والسينما العالمية .. الخ . ومواضيع اخرى هامشية مثل الحب في السينما العربية والعالمية , والفقر في السينما العربية والعالمية , وهذه الفكرة قد سبق لتلفزيون قطر ان قدمها في برنامج تلفزيوني عن السينما للمذيعة راوية راشد , وكان للحقيقة برنامجا دسما , ولذا فنحن نكرر التنويه به لنميزه كما هي عادتنا في التشبث بك ما هو ناجح ونافع ومفيد وسط تدني الاطباق الثقافية حولنا والامر الذي يغيظ بالفعل رغم معطيات الحاضر الفني المتدنية , هو التشبث بالقديم وتفضيله دائما بتكريسة فوق كل ما هو جديد , متجاهلين المستقبل بكل رموزه الداعية جيلنا الحاضر الى التفاؤل دائما وابدا , حتى نصل الى الامل , الذي يحقق بالارادة الهدف !!
    فمثلا لماذا نصر على ان لا شئ بعد ام كلثوم في عالم الغناء والطرب , ما دمنا قد وجدنا وسط التدني , مطربة في مستوى ميادة الحناوي , صغيرة السن , حديثه العهد بعالم الفن وامكانياته , ذات صوت قوي ومعبر يفوق في قوته ونبراته اصوات القديمات من الغاء الى النون الى الواو الى الصاد , ( ولا يقصد بالغاء اميرة الطرب العربي فيروز بالطبع لان لها نكهة مميزة لا مثيل لها ) ولماذا نشدد على ان مثيلات فاتن حمامة وماجدة وهند رستم في عالم التمثيل لا مكان لهن الان , وهناك في الافق خيوط امل في تفوق اثار الحكيم ويسرى , لو اكدنا على امكانياتهن في الاجادة كما كانت فاتن وماجدة , واستغلت كل منهن تلك الاشادة لما هو افضل ومتميز .
    سيقول البعض ان محمود ياسين اجاد في البداية ثم اصابه الغرور فتدنى باعماله الى المستوى التجاري , فنقول لهذا البعض ان نور الشريف اجاد في البداية وتاه في منتصف الطريق , ثم ها هو الان يتفوق على القديم وعلى الحديث , وفي ظل هذا المحور سناتي بحديثنا على عبد الحليم حافظ وفريد الاطرش – ومصير الافلام الغنائية بعدهما – واذا كان فشل عماد عبد الحليم في الغناء والتمثيل احباطا للمهتمين – واذا كان تقاعس وجبن هاني شاكر احباطا اخر – فان اصرار وليد توفيق على الاجادة في عالم الغناء والتمثيل يمثل بادرة طيبة بعد نجاحه في فيلم " من يطفي النار " في العالم الماضي – وما دام شدنا الحديث الى كل تلك النماذج فلا مانع من ان نتحدث الان عن نادية الجندي التي بدات حياتها الفنية كزوجة لممثل كبير وتدرج , بها الحال في بيروت الى ممثلة ادوار جنسية تميزت فيها بالتعري الواضح مع تفوق في حدود تلك الادوار بالابتعاد عن حياتها الشخصية لانها حق من حقوقها وحقوق اناس اخرين غير النقاد , فانها وباصرار تحسد وتشكر عليه وصلت الى مبتغاها في انتاج وتمثيل دورها في فيلم " بمبا كشر " واجادت فيه وتفوقت كممثلة استعراضية على شريفة فاضل في
    " سلطانة الطرب " وعلى نادية لطفي في " بديعة مصابني " وعلى ماجدة الخطيب في " دلال المصرية " ولم تكن باقل من سعاد حسني في " "خللي بالك من زوزو "" او في " اميرة حبي انا " , ونافست هند رستم على الاجادة في ذلك اللون , وكانت اول من سلط الضوء على عالم الحشاشين الرهيب في فيلم " الباطنية " وما يحمله من امراض مجتمعية خطيرة وما يمثله من فساد اداري وهي قضية تهم الملايين من المدمنين , والعشرات من المسؤولين عن مكافحة التحشيش وحتى لا ياخذ احد علينا اهتمامنا بالحشاشين كحشاشين فاننا نهتم بهم كبشر موجودين بالفعل في مجتمعنا العربي وبشكل مريع وخطير , واما عن دورها في وكالة البلح , فهو يبحث في قضية اقتصادية وسياسية مهمة لمن يعرف ما هي وكالة البلح وخباياها في القاهرة !! وعن فيلمها " انا المجنون " فانه قضية اخرى تمسي العقلاء المجانين , الذين يذهبون الى عالم الجنون بلا ارادة فهم احيانا وبالرغم عنهم احيانا اخرى , وهي قضية قد تجابه الكثيرين منا دون ان نذهب الى مستشفيات المجانين , قضية الغدر والخديعة , والتحايل على الناس الطيبين بانبل واصدق المشاعر الانسانية من جانب الخبثاء والملاعين , وتكون نهاية الطيبين السذج والضعفاء وليس الاقوياء ان يذهب بهم الخبثاء والملاعين الى عالم المجانين كما كانت نهاية فيلم " انا المجنون " !!
    فاذا وجد احد من النقاد الافاضل افلاما اكثر تميزا في بحث قضايا تلك الفئات الطفيلية المريضة في مجتمعنا العربي , فسوف يحق له المطالبة بعدم نشر أي كلمة من الخزعبلات التي اروجها حو السينما العربية في الخمسة عشر عاما الاخيرة والمهم النتيجة , اذا كان في القديم حلاوة ونكهة وطعم خاص ففي الجديد امل متجدد بمستقبل افضل سينمائيا وفنيا ان شاء الله .
    وبعد ,
    تخلص من هذا وذاك مما سبق الى نتيجة واحدة توصل اليها الادباء في عالمهم وهي خلو الساحة الثقافية من النقاد المخلصين المجتهدين الموضوعيين , ان كانت تلك الساحة الثقافية فنية سينمائية , او ادبية !!
    فما العمل وما هو المطلوب ؟
    على المستوى المحلي , نعود للمطالبة مرة اخرى لتخصيص البرامج الثقافية في التلفزيون , فالادب ادب , والسينما سينما , والمسرح مسرح , والغناء غناء , لان في التخصيص فوائد المعرفة , اما التكالب على البرامج الخفيفة والمنوعة ففيه ضياع الوقت في التسلية .
    كما نطالب نادي الفيلم والمسؤولين عن الثقافة بتعميق فكرته وتعميمها على كل امارات الدولة . واذا اردنا نجاحا مسرحيا لا بد ان نخلق له الارضية الفنية الواسعة , ونادي الفيلم خطوة في الطريق اما الخطوة الثانية فهي الاستعانة بمسرحيين عرب ومشهورين للعمل بجانب المسرحيين المحليين في مسرحيات محلية لخلق الاحتكاك , وجذب الجمهور , كما تطور الامر نفسه في الكويت الشقيقة .
    وعلى المستوى العربي , تبقى الامكانيات المادية حائلا على الطريق امام انتاج اعمال فنية رفيعة المستوى , لو امكننا تجاوزها ببعض الثراء العربي لاستطعنا ان ننتج عشرات من " القادسية " و " عمر المختار " و " الرسالة والفلسطيني " وغيرها من الافلام المواكبة للعالمية في طرحها السينمائي .
    -----------------------------------------------------------------------------

    الفيلم الاستعراضي
    تماما كما الادب تتعدد اشكاله وتتلون الي السينما والمسرح والطرب والموسيقي .
    وكما ان هناك ادبا من اج الادب يتوه فيه المبدع وسط الاشكال الادبية في عمل موحد تبدو فيه القصة وكانها قطعة نثرية متكاملة تتجمع عباراتها علي بعضها البعض وكانها خط موسيقي واحد يصنع سيمفونية كاملة تقربها الي الشعر .
    فان هناك فنا من اجل الفن , فنا لا ينقل حكاية , ولا يلحن اغنية من اجل الحياة ومن اجل الناس , فنا متكاملا يقدمه الفنان من اجل الفن , وهذا ما يمكن تسميته بالفن الاستعراضي فنراه في الاوبريت الغنائي علي المسرح او نراه في الفيلم الاستعراضي علي شاشات السينما .
    وتتجمع في الفيلم الاستعراضي الوان الفن المتعددة حيث يتحول الحوار الي اغنية والقصة الي موسيقي تصويرية تعبر عن الموقف باللحن , ولا يمكن القول بان السينما العربية او المسرح العربي انتج لجيلنا منذ عشرين عاما الفيلم الاستعراضي او الاوبريت الغنائي المنشود حتي الافلام الغنائية التي كانت تزدحم بها الاعمال السينمائية العربية في الاربعينات والخمسينات , لم يعد لها مكان يذكر في سينما الستينات والسبعينات , لولا جهود بعض المخلصين لهذا النوع من الافلام الغنائية , امثال المطرب عبد الحليم حافظ , والمطرب المرحوم فريد الاطرش ولم نجد بين جيل الروادفي الطرب العربي غيرهما من يتحمل مسؤولية العمل الفني الاستعراضي , والآن بعد ان انتقل الاثنان الي بارئهما الاعلي , في نفس الوقت الذي رحلت فيه ام كلثوم , فمن يحمي هذا اللون الفني من اجل الفن ؟
    لا يوجد غير مطربة الجيل المتطورة دوما الفنانة الرقيقة " فيروز " وهي التي قدمت لنا بعض الاعمال المسرحية والسينمائية لتحمي ذلك اللون الفني الضروري .
    والقضية الآن علي مستوى الاعمال الفنية هي في الكيفية التي تجعل فنانة في القمة مثل فيروز تقدم لنا مثل تلك الاعمال الراقية لخدمة الارتفاع بالذوق والاحساس والمشاعر الانسانية وهذه مهمة الفن في المجتمع .

    --------------------------------


صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. طه حسين والصهيونية.. كتاب ينفي تجاهل عميد الادب العربي لقضية فلسطين
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-05-2010, 05:02 PM
  2. على درب الادب / كتاب ليسري شراب
    بواسطة يسري راغب شراب في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 01-29-2010, 04:11 AM
  3. الالفاظ المعربة في كتاب ( ديوان الادب ) للفارابي
    بواسطة عبدالوهاب محمد الجبوري في المنتدى فرسان اللغة العربية
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 12-04-2008, 06:36 AM
  4. الادب العبرى
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى ركن اللغة العبريه
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-01-2006, 01:29 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •