منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 19 من 19
  1. #11
    الأديب المبدع / رياض بن سيف
    سلام الله عليك
    في الحقيقة ، إن ورقتك المقدمة مميزة بجهد عالي المستوى ، ويحسب لها بلا شك أنها استعرضت أبرز تسميات قصيدة النثر المعاصرة ، وعرضت المنظور النقدي لها ، بتحليلها بالمستوى الدلالي والصوتي ، وما تطرحه من جماليات جديدة . فهي ورقة مميزة ، ذات مرجعية ونهج علميين وتفتح الكثير من النقاش المعمق ، وفي الحقيقة لم أقف عندها بداية حتى نخلص من مناقشة شرعية قصيدة النثر ذاتها وعوامل وجودها ، ولكن من أبرز الإشكاليات المطروحة في هذه الورقة ما تقوله أيها الأديب :
    " ومع ان قصيدة النثر عريقة نسبيا في أدبنا العربي، حيث سبق إليها شعراء المهجر الشمالي و منهم جبران، إلا أنها لم تتأصل بعد كنوع شعري معترف به.وهذا ما يجعل التطرق إليها مشروعا و ملحا.. "
    أتفق معك في الإشارة إلى جهود السابقين المعاصرين ، هذا يحتاج للمزيد من النقاش .
    تحياتي
    الأستاذ/أشرف
    أنا لم أخرج عن الموضوع ولم أستخدم ذائقتى الشخصية إلا للحكم على "خاطرة"الأستاذة لميس بأنها نثر وهو ما أوضحه الأستاذ/رياض أى أن ذائقتى كانت فى محلها!!
    أما باقى الكلام فهو عن اللاغرضية حيث ذكرت لك نصوصا لها أغراض ويعتبرها النقاد قصائد نثرية ولم تعلق أنت على ذلك
    كما ذكرت أنه من الممكن اعتبار القصائد اللاغرضية "نوعا" من أنواع قصيدة النثر ولو أن مصطلح اللاغرضية مازال يحير الكثيرين ومنهم الأستاذ/رياض الشاعر و الناقد والأستاذ الجامعى
    ومن هذا "النوع" قصائدك وقصائد الأستاذ/أحمد حاتم الشريف الذى ينشر شعره فى أقلام ولاينشر فى أنساق
    فقصائدكما فعلا تتسم بالفوضوية واللاغرضية
    وأنا لا أرفض هذا "النوع" لكنى أرفض أن يحتكر هذا النوع لنفسه مسمى قصيدة النثر حتى لو قال بذلك كل نقاد الغرب وهو ما أشك فيه بعد القصيدة الأمريكية التى ترجمها الشاعر/حسن حجازى والقصيدة الفرنسية التى ترجمها الأستاذ/رياض
    أما الفرق بين قصيدة النثر والشعر المنثور فهو تلاعب بالألفاظ فالقصيدة تعنى الشعر والشعر يعنى القصيدة
    تحياتى
    العزيز أشرف:
    أشكرك على التوضيح ..
    لقد تزامنت رسالتي السابقة مع رسالتك -أثناء الرقن-و لهذا فلا علاقة بينها و بين رسالتك الاخيرة..التي حيرتني!
    أولا:
    أنت تتبنى -بشكل كامل- مقولات المدرسة السريالية..
    الوعي الباطن..الكتابة الآلية..أما النتيجة فتخضع لما كان يسميه اندريه بروتون"الصدفة الموضوعية"! و الصدفة الموضوعية هذه هي التي تتيح للنص تبريرا ما من قبيل ما ذكرت..
    أي قد يكون النص قريبا من فهم القارئ..
    و قد لا يكون..
    فأنت لا تملك ضمانة الفهم للقارئ طالما ان وعيك الباطن هو الذي يقودك..
    وما هو الوعي الباطن..أو العقل الباطن..أو اللاوعي؟
    لا شك أنه قريب من مفهوم اللاشعور الفرويدي..أما تحديده بدقة فمستحيل لأنه بذلك لا يعود وعيا باطنا!..و من هذا القبيل ما فعلته انت حين عدت و قررت ان هناك مساحة صغيرة للوعي ، وهنا أقر أن مخي قد تمزع في محاولته فك هذه المعادلة! كيف يتجاور الوعي و اللاوعي؟؟!!!
    ثانيا:
    لا أظن أن لهذا الأمر كله صلة بقصيدة النثر فرهان الشعرية مشترك هنا بين قصيدة النثر و القصيدة الموزونة طالما ان ما يجمعهما هو الشعرية!..و هنا لا أفهم لماذا تخص قصيدة النثر وحدها بشرط الشعرية..كما تتصوره طبعا.ألا تخضع قصيدة التفعيلة مثلا لهذا الشرط؟ و إذن ماذا نسميها:نثر موزون؟؟!!
    ..
    مودتي لك و للجميع.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #12
    العزيز أشرف:
    أشكرك على التوضيح ..
    لقد تزامنت رسالتي السابقة مع رسالتك -أثناء الرقن-و لهذا فلا علاقة بينها و بين رسالتك الاخيرة..التي حيرتني!
    أولا:
    أنت تتبنى -بشكل كامل- مقولات المدرسة السريالية..
    الوعي الباطن..الكتابة الآلية..أما النتيجة فتخضع لما كان يسميه اندريه بروتون"الصدفة الموضوعية"! و الصدفة الموضوعية هذه هي التي تتيح للنص تبريرا ما من قبيل ما ذكرت..
    أي قد يكون النص قريبا من فهم القارئ..
    و قد لا يكون..
    فأنت لا تملك ضمانة الفهم للقارئ طالما ان وعيك الباطن هو الذي يقودك..
    وما هو الوعي الباطن..أو العقل الباطن..أو اللاوعي؟
    لا شك أنه قريب من مفهوم اللاشعور الفرويدي..أما تحديده بدقة فمستحيل لأنه بذلك لا يعود وعيا باطنا!..و من هذا القبيل ما فعلته انت حين عدت و قررت ان هناك مساحة صغيرة للوعي ، وهنا أقر أن مخي قد تمزع في محاولته فك هذه المعادلة! كيف يتجاور الوعي و اللاوعي؟؟!!!
    ثانيا:
    لا أظن أن لهذا الأمر كله صلة بقصيدة النثر فرهان الشعرية مشترك هنا بين قصيدة النثر و القصيدة الموزونة طالما ان ما يجمعهما هو الشعرية!..و هنا لا أفهم لماذا تخص قصيدة النثر وحدها بشرط الشعرية..كما تتصوره طبعا.ألا تخضع قصيدة التفعيلة مثلا لهذا الشرط؟ و إذن ماذا نسميها:نثر موزون؟؟!!
    ..
    مودتي لك و للجميع.
    مصطفى حامد الأستاذ/أشرف
    أنا لم أخرج عن الموضوع ولم أستخدم ذائقتى الشخصية إلا للحكم على "خاطرة"الأستاذة لميس بأنها نثر وهو ما أوضحه الأستاذ/رياض أى أن ذائقتى كانت فى محلها!!
    أما باقى الكلام فهو عن اللاغرضية حيث ذكرت لك نصوصا لها أغراض ويعتبرها النقاد قصائد نثرية ولم تعلق أنت على ذلك
    كما ذكرت أنه من الممكن اعتبار القصائد اللاغرضية "نوعا" من أنواع قصيدة النثر ولو أن مصطلح اللاغرضية مازال يحير الكثيرين ومنهم الأستاذ/رياض الشاعر و الناقد والأستاذ الجامعى
    ومن هذا "النوع" قصائدك وقصائد الأستاذ/أحمد حاتم الشريف الذى ينشر شعره فى أقلام ولاينشر فى أنساق
    فقصائدكما فعلا تتسم بالفوضوية واللاغرضية
    وأنا لا أرفض هذا "النوع" لكنى أرفض أن يحتكر هذا النوع لنفسه مسمى قصيدة النثر حتى لو قال بذلك كل نقاد الغرب وهو ما أشك فيه بعد القصيدة الأمريكية التى ترجمها الشاعر/حسن حجازى والقصيدة الفرنسية التى ترجمها الأستاذ/رياض
    أما الفرق بين قصيدة النثر والشعر المنثور فهو تلاعب بالألفاظ فالقصيدة تعنى الشعر والشعر يعنى القصيدة
    تحياتى
    ***********************
    الاستاذ مصطفى حامد
    " أما الفرق بين قصيدة النثر والشعر المنثور فهو تلاعب بالألفاظ فالقصيدة تعني الشعر
    والشعر يعني القصيدة "
    لماذا اذا ً تجد نص المبدعة لميس خاطرة وليس قصيدة نثرية او شعر منثور ؟
    انتظر جوابك
    الأستاذ/أشرف
    مادمت وضعت نصك كمثال للقصيدة النثرية فاسمح لى أن أعلق عليه
    إنه بالفعل نص لاغرض له ولا تخرج منه بشيئ وحتى لاتشعر بشيئ تجاهه
    فما فائدة هذا النص إذن حتى لو رضيت عنه الأخت سوزان برنار ؟!
    أما بالنسبة للفرق بين قصيدة النثر والشعر المنثور فهو فعلا تلاعب بالألفاظ كما قلت فالقصيدة هى الشعر والعكس ولا علاقة لذلك بالخاطرة فهى نثر
    تحياتى
    مصطفى حامد الأستاذ/أشرف
    مادمت وضعت نصك كمثال للقصيدة النثرية فاسمح لى أن أعلق عليه
    إنه بالفعل نص لاغرض له ولا تخرج منه بشيئ وحتى لاتشعر بشيئ تجاهه
    فما فائدة هذا النص إذن حتى لو رضيت عنه الأخت سوزان برنار ؟!
    أما بالنسبة للفرق بين قصيدة النثر والشعر المنثور فهو فعلا تلاعب بالألفاظ كما قلت فالقصيدة هى الشعر والعكس ولا علاقة لذلك بالخاطرة فهى نثر
    تحياتى
    *******************888
    العزيز مصطفى حامد
    احترم رأيك ستجد من يوافق معك ومن يعارضك
    هذه ليست الاشكالية قد اشرت اليها سابقا ً
    الاشكالية انك تهرب حتما ً من الاهم
    وهو الفرق بين القصيدة النثرية وباقي اصناف النثر
    نحن هنا ُنسلّم ضمنا ً انك تريد خوض الحوار ما اجل بناء حوار هادف
    قد يخلص الى نتائج تساهم في اثراء وتوضيح الموضوع الذي نحن بصدده
    استنادا ً الى ابعاد ملموسة وليس مجرد استشعار
    اللهم الا اذا كنت تنفي وجود القصيدة النثرية اساسا ً
    ولا تعتبرها شعرا ً وعندها لن افهم هذا وانت تكتبها وتدافع عن انماطك
    في كتابتها
    على فكرة - لم تجب عن سؤالي لماذا نعت نص لميس الامام بانه خاطرة وليس مثلا
    قصيدة نثرية او شعر منثور
    ارجو ان تفصح عن وجهة نظرك بشكل بعيد عن الاستشعار !
    تحياتي لهذا الحوار الراقي
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #13
    رياض بن يوسف العزيز أشرف:
    أشكرك على التوضيح ..
    لقد تزامنت رسالتي السابقة مع رسالتك -أثناء الرقن-و لهذا فلا علاقة بينها و بين رسالتك الاخيرة..التي حيرتني!
    أولا:
    أنت تتبنى -بشكل كامل- مقولات المدرسة السريالية..
    الوعي الباطن..الكتابة الآلية..أما النتيجة فتخضع لما كان يسميه اندريه بروتون"الصدفة الموضوعية"! و الصدفة الموضوعية هذه هي التي تتيح للنص تبريرا ما من قبيل ما ذكرت..
    أي قد يكون النص قريبا من فهم القارئ..
    و قد لا يكون..
    فأنت لا تملك ضمانة الفهم للقارئ طالما ان وعيك الباطن هو الذي يقودك..
    وما هو الوعي الباطن..أو العقل الباطن..أو اللاوعي؟
    لا شك أنه قريب من مفهوم اللاشعور الفرويدي..أما تحديده بدقة فمستحيل لأنه بذلك لا يعود وعيا باطنا!..و من هذا القبيل ما فعلته انت حين عدت و قررت ان هناك مساحة صغيرة للوعي ، وهنا أقر أن مخي قد تمزع في محاولته فك هذه المعادلة! كيف يتجاور الوعي و اللاوعي؟؟!!!
    ثانيا:
    لا أظن أن لهذا الأمر كله صلة بقصيدة النثر فرهان الشعرية مشترك هنا بين قصيدة النثر و القصيدة الموزونة طالما ان ما يجمعهما هو الشعرية!..و هنا لا أفهم لماذا تخص قصيدة النثر وحدها بشرط الشعرية..كما تتصوره طبعا.ألا تخضع قصيدة التفعيلة مثلا لهذا الشرط؟ و إذن ماذا نسميها:نثر موزون؟؟!!
    ..
    مودتي لك و للجميع.
    ***************************************8
    العزيز رياض
    مجاورة الوعي للاوعي اقلها بوعينا اننا نكتب واتاحتنا وعيا ً للاوعي بالتدفق
    هذه الحالة النفسية ليست سهلة كما قد يظن البعض
    اما شاعرية القصيدة الموزونة - العامودية - او التفعيلة ليست على المحك اطلاقا ً
    لا ادري كيف وصلت الى هذا
    بل انّ ارثنا الشعري العربي فيه من الجمال الشعري ما يفوق الامم الاخرى
    بعيدا ً عن ايّ نزعة ٍ عصبية او قبلية - موضوعيا ً اقول
    ومن الغباء الا نشعر بقيمته وتميزه ودراسته ومحاولة تطويره
    القصيدة النثرية ما هي الا قالب آخر بجانب القوالب الشعرية الموزونة
    وتدرك انني اكتبها واعتقد انّ نصوصي مقنعة لحد جيد ، اليس كذلك ؟
    لا اجد مبررا ً للتعامل مع القصيدة النثرية كأنها خطر على الشعر الموزون
    بل انني على قناعة انه يجب المرور على الارث الشعري الموزون قبل كتابة القصيدة النثرية
    وهدفنا هنا بعيد عن المقارنة بل هو محاولة لإضاءة اشكالية كبيرة بالنسبة للقصيدة النثرية
    كما يبدو واضحا ً حتى من التفاعل في هذه الندوة فما بالك بعيدا ً عنها ..!
    تحياتي للاخوة ولهذا الحوار الراقي
    ملاحظة - الهدف هنا كما اعيه هو اجتهادي ليخدم الندوة
    وليس لدينا جميعا ً ايّ نيّة بغير هذا فان استشعر احدهم اننا في زخم الاجتهاد
    زدنا من حدة التعبير او الاستخدام غير الموفق للكلمات فانا اعتذر منه نيابة عن الجميع
    لم يكن عن قصد لا من قريب ولا من بعيد
    تحياتي الهادفة
    الأستاذ/أشرف
    نص الأستاذة لميس يتسم بالاتصال والمنطق وهذا من سمات النثر
    ولذلك فالخاطرة أحد أشكال النثر حتى لو لم يتم تحديد ملامحها بعد
    وليس كذلك الشعر الذى يتسم بعدم الاتصال وعدم المنطق
    فالقصيدة مقسمة إلى أبيات يحمل كل بيت منطقه الخاص وشحنته الانفعالية الخاصة
    والقارئ يتلقى الشحنة الانفعالية من خلال الصور والإيحاءات الرمزية وجماليات اللغة على دفعات بيتا فبيتا
    تحياتى
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #14
    قصيدة النثر: إشكاليات التسمية والتجنيس والتأريخ
    عز الدين المناصرة شاعر واكاديمي من فلسطين
    --------------------------------------------------------------------------------
    * أنا أكتب نصوصا, ولن أغضب إذا قيل إنني لست شاعرا, وانما كاتب نصوص.
    محمد الماغوط
    * (القصدية)- ليست إجبارية للفعل الابداعي, يكفي أن نتذكر المرات الكثيرة التي كان فيها الدادائيون والسورياليون يتركون صناعة الأشعار- للصدفة.
    ياكوبسون
    * الديمقراطية هي أن تقهر نفسك, عندما تكون قادرا على قهر الآخرين.
    عزالدين المناصرة
    القسم الأول:
    1 - مقدمة: الشبيه بقصيدة النثر:
    مازال مصطلح (قصيدة النثر) هو الأكثر استعمالا وشيوعا في النقد المعاصر من غيره من المصطلحات التي اطلقت على النمط الكتابي الشبيه بالشعر والنثر معا. وهذه بعض الأسماء التي أطلقت على قصيدة النثر منذ نشأة الشبيه عام 1905 حين كتب أمين الريحاني أول نص من نوع (الشعر المنثور) وحتى عام 2001:
    1 - الشعر المنثور 2- النثر الفني 3- الخاطرة الشعرية
    4 - الكتابة الخاطراتية 5- قطع فنية 6- النثر المركز
    7- قصيدة النثر 8- الكتابة الحرة 9- القصيدة الحرة
    01- شذرات شعرية 11- الكتابة خارج الوزن 12- القصيدة خارج التفعيلة
    13- النص المفتوح 14- الشعر بالنثر 15- النثر بالشعر
    16- الكتابة النثرية- شعرا 17- الكتابة الشعرية- نثرا 18- كتابة خنثى
    19- الجنس الثالث 20- النثيرة 21- غير العمودي والحر
    22- القول الشعري 23- النثر الشعري 24- قصيدة الكتلة
    25- الشعر الأجد
    وبتقديري أن هذا الخطأ الشائع, خير من الصحيح الهامشي الثانوي الفرعي, كما أن الخطأ خير من التعميمات الشمولية المتناقضة, لهذا أرى أن مصطلح (قصيدة النثر), اصبح اكثر شيوعا ووضوحا واستعمالا في النصف الثاني من القرن العشرين, بينما سيطر مصطلح (الشعر المنثور) ومصطلح (النثر الشعري) على النصف الأول من القرن العشرين للدلالة على قصيدة النثر في مرحلتها الاولى, دون أن يتطابقا تماما.
    صدرت أول مجموعة عربية من نوع (الشعر المنثور) عام 1910م, وهي بعنوان (هتاف الأودية) لأمين الريحاني, اشتملت على النصوص التالية (ريح سموم- رماد ونجوم- الثورة- غريبان- عند مهد الربيع- هتاف الأودية- غصن ورد- معبدي في الوادي- عشية رأس السنة- الى الله- هجروها- بلبل ورياح- المليك الشحاذ- الزنبقة الذاوية- الى المصلوب- أنا الشرق- ابنة فرعون- دجلة- النجوى- الى أبي العلاء- رفيقتي- عود الى الوادي- حجارة باريس- الى جبران- حصاد الزمان- البعث- النسر العربي- طريقان).
    وقد كتب أمين الريحاني مقدمة لمجموعته ننقلها كاملة, (يدعى هذا النوع من الشعر الجديد بالفرنسية Vers Libres, وبالانجليزية - - Free Verse أي الشعر الحر الطليق, وهو آخر ما اتصل إليه الارتقاء الشعري عند الافرنج وبالأخص عند الانجليز والامريكيين. فشكسبير أطلق الشعر الانجليزي من قيود القافية. أما والت ويتمان - Walt Witman فقد أطلقه من قيود العروض كالأوزان والأبحر العرفية. على أن لهذا الشعر الطليق وزنا جديدا مخصوصا. وقد تجيء القصيدة فيه من أبحر عديدة ومتنوعة. والت ويتمان هو مبتكر هذه الطريقة وزعيمها. وقد انضم تحت لوائه بعد موته كثير من شعراء أمريكا وأوروبا العصريين. وفي الولايات المتحدة اليوم, جمعيات (وتمنية), بين أعضائها فريق من الأدباء المغالين بمحاسن المتخلقين بأخلاقه الديمقراطية, المتشيعين لفلسفته الأمريكية, اذ أن مزايا شعره, لا تنحصر بقالبه الغريب الجديد فقط بل بما فيه من الفلسفة والخيال مما هو اغرب وأجد).
    لنأخذ من مجموعة الريحاني, النص التالي وهو بعنوان (إلى جبران) على سبيل المثال:
    على شاطئ البحر الأبيض
    بين مصب النهر وجبيل
    رأيت نسوة ثلاثا يتطلعن إلى المشرق
    الشمس كالجلنار
    تنبثق من ثلج يكلل الجبل
    امرأة في ثوب أسود
    وقد قبل التهكم فمها الباسم
    امرأة في جلباب أبيض
    نطق الحنان في عينها الدامعة
    امرأة ترفل بالأرجوان
    في صدرها للشهوات, نار تتأجج
    ثلاث نسوة يندبن تموز
    يسألن الفجر: هل عاد يا ترى, هل عاد!!
    رأيته في باريس مدينة النور
    يحيي الليالي على نور سراج ضئيل
    رأيت بنات تموز, نسوة الخيال
    يطفن حوله, في سميرات باريسيات
    ورفيقات أمريكيات
    يزدنه بهجة, شوقا, ألما ووجدا
    البيضاء الجلباب
    تفتح له أبواب الفن والجمال
    السوداء الثوب
    تقلب صفحات قلبه
    تطويها بأنامل ناعمة باردة
    الأرجوانية الوشاح تقف بين الاثنتين
    أفرغت الكأس
    كانت الروح مستيقظة... الخ- (1)
    أولا: يستخدم الريحاني في مجموعته (هتاف الأودية) عدة أنماط كتابية, فهو يستخدم القافية في بعض النصوص وينثرها بحرية على السطور الشعرية أو قد لا يستخدمها إطلاقا, وهو أحيانا يشطب الوزن والقافية تماما, كما في نص (الى جبران), وهو لا يستخدم نظام الشطرين إطلاقا في المجموعة, لكنه أطلق صفة (الشعر المنثور) على المجموعة كلها, مما يؤكد أن مفهوم الشعر المنثور لديه يعني (ما يشبه قصيدة النثر) ويعني التحرر من نظام القافية ونظام الشطرين المعروف في الشعر العربي, لكنه يستخدم أوزانا مختلفة في القصيدة الواحدة.
    ثانيا: يبدو لي أن مقدمة المجموعة كانت تعني بالشعر المنثور من الناحية النظرية (قصيدة النثر), رغم انه يسميه (الشعر الحر) انطلاقا من ترجمة المصطلحين الانجليزي والفرنسي. ولهذا فهو لم يخطئ في الترجمة, ومما يؤكد ذلك انه يقدم قصيدة النثر (الشعر المنثور) عند والت ويتمان بصفتها النموذج (أطلقه من قيود العروض كالأوزان والأبحر العرفية), ومعنى هذا انه يقصد مواصفات قصيدة النثر ولا يقصد غيرها من أنواع أخرى من الناحية النظرية.
    ثالثا: تكمن الاشكالية في الفارق بين نصوص مجموعته التي تجمع بين قصيدة النثر بكل مواصفاتها كما في نص (إلى جبران) حيث التحرر تماما من الوزن والقافية وبين نصوص أخرى تشتمل على بعض الأوزان السطرية وبعض القوافي المتناثرة. فهو بالتأكيد لم يكتب شعرا عموديا, في هذه المجموعة.
    والخلاصة هي أن مجموعة هتاف الأودية مزيج من قصيدة النثر ونوع آخر ربما مهد لقصيدة النثر, والمرجعية هنا هي الشعر الأمريكي والانجليزي والفرنسي. أما المصطلح (الشعر المنثور) فقد أخذه من مواصفات قصيدة النثر عند ويتمان, لكنه تجاهل مصطلح (الشعر الحر) في التسمية التي اعتمدها وان لم يتجاهله في المقدمة النظرية (الشعر الحر المنثور). أي انه وازن بين المواصفات وبين المصطلح الحرفي فاختار المواصفات مرجعية له, أي (الشعر المنثور), ليكون مطابقا - نظريا- مع مصطلح قصيدة النثر اللاحق, دون قصدية.
    رابعا: طبق أمين الريحاني في نص (الى جبران) القصدية من النوع المستعمل, وطبق القصدية في المقدمة النظرية, فهو يقصد قصيدة النثر بالذات لكنه سماها (الشعر المنثور), لأن مواصفاته هي التحرر من الوزن والقافية.
    خامسا: انطلاقا من الجدل المتأخر بعد قرن كامل حول (عدم القصدية) لدى كتاب قصيدة النثر في النصف الأول من القرن العشرين ورغم وضوح القصدية من خلال المواصفات, لا التسمية, نقول: ما كتب في النصف الأول من القرن العشرين يعبر عن قصيدة النثر (في مرحلتها الأولى). كما لدى أمين الريحاني, اضافة لشعرنة النثر المكثف لدى جبران خليل جبران, وبتقديري أن جبران هو الأب الروحي الحقيقي لعملية التجسير بين النثر والشعر, ثم جاء آخرون ليكتبوا ما يسمى بالنثر الشعري (مصطفى صادق الرافعي وأحمد حسن الزيان والمنفلوطي) مثلا. وبتقديري أن القصدية ليست نية الإعلان, بل هي ما اسميه (المتحقق النصي).
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  5. #15
    أما مقومات الشعر التى تجعل النص شعرا – سواء كان موزونا أو منثورا - فهى فى رأيى الذى ذكرته من قبل أيضا :
    -1 النظم
    -2 الانفعال
    -3 الجمال
    -4 الصورة
    5 -الإيحاء والرمز
    -6 افتقاد المنطق الواقعى
    -7 وحدة البيت الانفعالية
    8- وحدة المعنى للقصيدة
    وقلت أن قصيدة النثر تعفى من العنصر الأول
    وهذه العناصر لا توجب أن يكون للقصيدة "غرض" واضح لكنها أيضا لا تشترط اللاغرضية
    وقد جاء فى مقال عز الدين المناصرة بالمشاركة السابقة:
    "قصيدة النثر في التعريف الانجليزي والفرنسي هي (قطعة كتابية بطريقة نثرية لكنها متميزة بعناصر تتوافر في الشعر)"
    وهو تعربف قريب جدا من تعريفى
    تحياتى
    ***********************
    باستثناء النظم فإنّ جميع المقومات التي ذكرتها استاذ مصطفى في تعريفك للشعر
    تتواجد في نص لميس الامام
    فهل هو قصيدة نثرية ام خاطرة ؟! ؟!!!!
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #16
    الأستاذ/أشرف
    جاء فى نص الأستاذة/لميس
    "بدوت لي متيقنا من سهولة ابتلاعي لأكاذيبك دون جهد يذكر..
    بيد أن ردات الفعل لدي لم تخلو من مراراة موجعه
    ترافق وعي كلينا بموت شئ جميل في دواخلنا منذ أمد ليس ببعيد لن تبعث فيه الحياة قسرا..شئ جميل مات اكثرمن مره نتاج تجارب قاسيه مرت على كلينا..
    هل تراني وضعت يدي على جرحين متقرحين ما زالا ينزفان؟ "
    وهو سرد متصل له منطق واقعى أى أنه نثر محض حيث أنه يفتقد عنصرين هما (الابتعاد عن المنطق الواقعى - وحدة البيت الانفعالية)
    لكن النص به بعض مقاطع شعرية
    فهو خليط من الشعر والنثر وربما استقرت الخاطرة على تعريف (خليط من الشعر والنثر)
    لكنك يا أستاذ أشرف لم تعلق على التعريف الانجليزى والفرنسى لقصيدة النثر الذى ورد فى مقالة عزالدين المناصرة والذى يقترب كثيرا من تعريفى ويبتعد عن تعريف سوزان برنار
    تحياتى
    الشِعر المَنثور
    ----
    الشِعر / شِعر
    قالوا هو ما أَشْعَر
    كلام ممَوْسَق
    وتعارَف الناس على أن موسيقى كلمات الشِعر تأتي بداية مِنْ حَركات وسَكَنات الكلمات
    وقد تكون هناك موسيقا النصوص المُتضَمَّنة
    موسيقا الحالة أو التصوير الفني
    كُل هذا يندَمِج في قلْب القصيدة
    فإذا اكتمَلَت المَوْسَقة / كلمات وضمناً وحالة وتصويراً وتركيزاً بَليغاً ؛
    اكتمَلَت موسيقا النَص
    وقد يحاوِل نص ما / كاتبه / التحرر من جزئِيَّة موسيقا
    ويكتفي بالتركيز على موسيقات أخرى ضِمْنِيّة
    هذا لم يكن الشاعِر العربي مُضطَراً إليه
    فهو قادِر على الإلمام بمجامِع المَوْسَقة
    ولا يَعترِف بالتنازل عن جزء منها
    فلا قصيدة عنده غير مموْسَقة الكلمات والمُحتوَى
    لهذا كان مَنْ يكتب قصيدة نثرِيّة من العرب
    مُتخلِياً عن مَوْسَقة الكلمات
    ومُكتفياً بموسقة المُعطيات والمُحتوى
    كان غير مُعترَف به عربياً
    فلا تنظير للأمر رغم حدوثه
    وكانت بداية الأمر في الغرب
    فالغرب يتسِع لبُنيان شعري ضمني
    أمَّا الشعر العربي فلم يلتفِت لقصائد هي مِنْ وجهة نظره لا تخرج عن جولات نثرية فنيّة
    حتى أتى مُنظِّرون عرب يتمتعون بقوة وسَطوة للكلمة تُمَكِّن للأمر
    مِنْ عند كلماتهم / يبدأ تاريخ قصيدة النثر العربية
    قد يتكلم أحدهم أو يكتب ؛ فنجد من يقول له : أصبَحْت شاعِراً !
    مِنْ أثر بعض التصويرات الشِعرِيّة
    فهذا من وجهة نظره / شِعراً مَنثوراً ..
    فإذا ما اكتمَلَت وحدة القصيدة في الشعر المنثور ؛ صارَت قصيدة نثر ..
    لا ترتدي ثياب مَوْسَقة الكلمات .. لكنها تشتمل على موسيقا أخرى ..
    **
    دمتم بخير
    ودامت موسيقا الفِكْر الحُر / هارموني يُمَوْسِق الأشياء
    تحياتي
    حوريه البدري
    مصطفى حامد الأستاذ/أشرف
    جاء فى نص الأستاذة/لميس
    "بدوت لي متيقنا من سهولة ابتلاعي لأكاذيبك دون جهد يذكر..
    بيد أن ردات الفعل لدي لم تخلو من مراراة موجعه
    ترافق وعي كلينا بموت شئ جميل في دواخلنا منذ أمد ليس ببعيد لن تبعث فيه الحياة قسرا..شئ جميل مات اكثرمن مره نتاج تجارب قاسيه مرت على كلينا..
    هل تراني وضعت يدي على جرحين متقرحين ما زالا ينزفان؟ "
    وهو سرد متصل له منطق واقعى أى أنه نثر محض حيث أنه يفتقد عنصرين هما (الابتعاد عن المنطق الواقعى - وحدة البيت الانفعالية)
    لكن النص به بعض مقاطع شعرية
    فهو خليط من الشعر والنثر وربما استقرت الخاطرة على تعريف (خليط من الشعر والنثر)
    لكنك يا أستاذ أشرف لم تعلق على التعريف الانجليزى والفرنسى لقصيدة النثر الذى ورد فى مقالة عزالدين المناصرة والذى يقترب كثيرا من تعريفى ويبتعد عن تعريف سوزان برنار
    تحياتى
    **************************************
    "الخاطرة" ليست نوعا أدبيا معترفا به -أكاديميا أيضا- ضمن الأنواع الأدبية النثرية ، و كلمة"خاطرة" نفسها لا ترقى إلى المرتبة الاصطلاحية لأنها غامضة غير دقيقة و لإثبات ذلك أشير إلى ترجمة كتاب الفيلسوف و العالم الفرنسي "باسكال بليز" pensée ب: "خواطر" و نعلم أن كتابه هذا يقدم طرحا فكريا أو فلسفيا و كذلك طرحا صوفيا و لا علاقة لذلك بالأدب.
    ( رياض بن يوسف )
    ************************************************
    اذا ً مبروك يا مصطفى تعريفك للخاطرة ( خليط من الشعر والنثر )
    بعيدا ً عن اللاغرضية ستستمر عزيزي مصطفى في تشتيت الفروق بين الانواع النثرية
    على حد علمي المتواضع فان الشعر المنثور من مقوماته الخليط بين الشعر والنثر
    فإلى ماذا نحتكم عند تصنيف الاجناس الادبية
    ملاحظة - ذكرت الابتعاد عن المنطق الواقعي - فكيف نصنف اذا ً الشعر المباشر
    او الخطابي ؟
    فخلصنا الآن للآتي ان لا فرق بين الخاطرة والشعر المنثور بل حتى حسب منطقك هذا
    لا فرق بي القصيدة النثرية فهي ايضا ً مجرد خليط من النثر والشعر !
    لربما نطور الفكرة اكثر
    بما انّ خليط الشعر والنثر هو تعريفك للخاطرة وهو من جملة تعريف الشعر المنثور
    فدعنا نعتمد مرجعية مساحة العنصر الشعري ازاء العنصر النثري
    فقد يقول احدهم انّ في خاطرة لميس الامام المقاطع الشعرية اكبر من المقاطع السردية
    فالشعر هنا يطغى اذا ً فنحن بصدد نص شعري منثور وليس خاطرة
    على عكس آخر قد يجد انّ النثر يطغى اكثر من المقاطع الشعرية فعليه
    هو خاطرة .. عدنا هنا الى مرجعية المتلقي في الحكم لاننا اصبحنا لا نحتكم الى مرجعية
    تفصل بين الاجناس الادبية .
    ها قد اعدتنا عزيزي الى نقطة البداية بالرغم من كل الطروحات السابقة
    تحياتي
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  7. #17
    السلام عليكم ورحمة الله ،
    بارك الله كل من ساهم في هذه الندوة وجزاه خيرا .
    لم تغادروا صغيرة ولا كبيرة إلا وأتيتم على ذكرها في الشعر المنثور ، والقصيدة النثرية ، والنثر الفني . أوراقكم البحثية مفيدة أيما فائدة لمن يطلع على محتواها بعد أن كفيتموه مؤونة البحث والتنقيب فقدمتموها معلومات دسمة ولكنها مهضومة . ولو شئت أن أفعل مثلما فعلتم ، أو فعل بعضكم ، فلن آتي بجديد فوق ما أتيتم به ، بل ربما آتي بما هو دونه في القيمة .
    ولقد رأيت أن ابذل من الجهد ما اتمكن به من المشاركة محاولا الابتعاد عن تكرار ما سبق به الإخوة من مواضيع فوجدت ما يمكن ان يكون له صلة بالموضوع المطروح عن الشعر وأنواعه أظنها ذات بال.
    ولعل من المناسب أولا الخوض في تعريفات الشعر عموما ، وفي أهدافه أيضا ، والذي منه يمكن أن نطل على توفيق معقول بين معاني المسميات الكثيرة التي أطلقت على الشعر وعلى النثر .
    إن تعريفات الشعر المتعددة بل والغير محدودة تجبرنا ، إن أخذنا بها جميعها ، تقودنا إلى اعتبار كل الألوان الأدبية شعرا . وهذه بعض التعريفات للشعر :
    1ـ الشعر قول موزون مقفى يدل على معنى . (1)
    2ـ ضرب من النسج وجنس من التصوير . (2)
    3ـ الشعر علم من علوم العرب يشترك فيه الطبع والرواية والذكاء ثم تكون الدربة مادة له وقوة لكل واحد من اسبابه ، فمن اجتمعت له هذه الخصال فهو المحسن المبرز .(3)
    4ـ الشعر هروب من الانفعال وليس إطلاقا له . إنه هروب من الشخصية وليس تعبيرا عنها (4)
    5ـ الشعر هو الأدب الموزون ، وأنه فن توحيد السرور مع الحقيقة باستخدام الخيال ... وجوهره الاختراع . (5)
    6ـ الشعر هو اللفظ والمعنى حين ترتديهما العاطفة .(6)
    7ـ الشعر هو الفكرة ذات الطابع الموسيقي .(7)
    8ـ الشعر هو تعبير الخيال عن نفسه (8)
    9ـ الشعر نقيض العلم ، هدفه المباشر اللذة وليست الحقيقة .(9)
    10ـ الشعر خلق الجمال الموزون .(10)
    11ـ الشعر هو إيحاء العواطف النبيلة .(11)
    إن هذه التعريفات للشعر يبدو أن سبب تعددها يعود إلى اختلاف الزاوية التي ينظر منها الناس إلى الشعر . بعضهم يرى الشعر صنعة يلزمها دراية وخبرة ، وحذق آلي خاص . وبعضهم ينظر إلى الشعر على أنه وظيفة من وظائف الحياة ، وجهد فيه من الإبداع ما فيه ، وهي ، أي التعريفات ، مهما توحدت أو تباعدت ، فهي في الأصل ، لا تفي بالمطلوب منها في تحديد ما هو الشعر ، وما الذي يميزه عن النثر الفني إن كان هناك حد فاصل بينهما . ولو ذهبنا نتحرى الفروق بين ما نسميه شعرا وما نسميه نثرا فنيا لوجدنا النوعين من الأدب وقد اتفقا في الكثير من التعاريف السابقة التي عُرّف بها الشعر ، ولبقينا في حيرة من أمرنا . نحس فرقا إلا أننا لا ندري كنهه أو لا نحسن الإفصاح عنه . ولعل قائلا يقول : إن الوزن أو الموسيقى عند العرب وغيرهم من الأمم هو ما يميز الشعر عن غيره من صنوف القول الأدبي ، وهو ، أي القائل ، لا يمكنه أن يتنكر لأوزان النثر وموسيقاه ، وإن اختلفت في مبناها عن أوزان الشعر وموسيقاه حينا ، واقتربت حينا آخر . والشعر والنثر كلاهما يستخدمان ألفاظ اللغة ، والوزن خصيصة من خصائصها قبل أن نسميها شعرا أو نثرا ، كما أن الوزن وحده غير كاف على الإطلاق ليكون ميزة للشعر أو للنثر يمتازان بها . فالكثير من الكلام الموزون على أوزان الشعر المعروفة ، أو النثر المسجوع بطريقة مدبجة الألفاظ خالية من المعاني ، لا تنطبق عليه أوصاف الأدب بحال غير حال الوزن ، إلا أن من المهم أن نتذكر معنى للوزن لا يقتصر على موسيقاه الخارجية التي تجعلنا نتمايل طربا فحسب بل معنى آخر يجعلنا نربط الوزن بالوجدان ، أي بتفاعلنا مع أوزان الوجود من حولنا وفي داخلنا ، وهذا ما يمكن أن يكون مما تعنيه الآية الكريمة : " والسماء رفعها ووضع الميزان " من سورة الرحمن ، أو الآية الكريمة : " وأنبتنا فيها من كل شيء موزون.. " من سورة الحجر . الوزن إذن من خصائص الشعر والنثر الفني معا .
    مهمة الشعر ووظيفته :
    لا تقف مهمة الشعر في العصور الحديثة على ما سمي بأغراض الشعر القديمة التي تعارف السابقون عليها من غزل ومدح وذم ورثاء أو وصف ، يرأسها غرض التكسب ، بمقاصدها المختلقة بما يناسب ظرف الشاعر أو بيئته المادية . ورغم أن الشعر القديم لم يخلُ في أحيان كثيرة مما يمكن أن يبوح بالمشاعر الإنسانية التي يحفل بها وجدان الشاعر إلا أن أغراض الشعر المذكورة كانت عناوين للشعر لا تنفك عنه عند الكثير من الشعراء ومتذوقي الشعر . وكلما أوغلنا في القدم متجهين نحو الشعر الجاهلي ، مثلا ، حينما كانت البيئة تمتاز بالبساطة والبعد عن التعقيد ، وجدنا أن الدوافع الإنسانية هي التي كانت تدفع الشاعر أكثر من التكسب إلى البوح بما في نفسه بعيدا عن تكلف القصد المسبق لتدبيج أبيات الشعر لتناسب حالة ما . ولم تكن الصنعة والحذق الآلي مطلوبتان كثيرا لتكوين الشاعر وتميزه عن غيره من الناس إنما كانت الموهبة ورهافة الحس ، تعينها المعاناة وتصقلها التجربة . ومن الأمثلة التي تدل على الغرض من الشعر عند البعض من القدماء ما دار بين الحجاج والمساور بن هند . قال الحجاج للمساور : لم تقول الشعر بعد الكبر؟ قال: أسقي به الماء، وأرعى به الكلأ، وتقضى لي به الحاجة، فإن كفيتني ذلك تركته. (12) . ومثال آخر يبين غرض الشعر وغايته يغاير الأول : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: الشعر يسكن به الغيظ، وتطفأ به النائرة، ويتبلغ القوم، ويعطى به السائل، وقال: نعم الهدية للرجل الشريف الأبيات يقدمها بين يدي الحاجة، يستعطف بها الكريم ويستنزل به اللئيم . وقال عبد الملك: تعلموا الشعر ففيه محاسن تبتغي ومساوىء تنقى.(13) . وفي قول عمر بن الخطاب يتضح أن الشعر لا يقتصر على المطالب المادية بل يتجه إلى التأثير على النفوس ، فنجد فيه ما يهديء من الغضب ، وما ينقلب به الهياج هدوأ ً. إلا أن الأمثلة التي أوردتها لا يمكن أن تعم الشعر القديم كله أو تشمل برهة من الزمن بعينها بل إن الشعر في العصور الحديثة امتداد لما سبقه كامتداد فرع الشجرة من أصلها . ولنضرب مثلا على امتداد الأغراض القديمة التي انحصرت في مواضيع معينة لنجد ما يقوله الدكتور داوود سلوم في حوار كانت قد اجرته معه جريدة عراقية اسمها (المدى) عن الجواهري كما يلي : "فالجواهري يمتلك (لغة) الشاعر ولا يمتلك (موضوع) الشاعر. فالجواهري في موضوعه ابن الفترة التي عاش فيها واذا استثنينا القصيدة الرائعة (اتيتنا) فإن الشاعر لم يترك وراءه شعراً وانما ترك وراءه شعراًُ سياسياً واجتماعياً أثار شجن جيله والاجيال التي تعيش فترة التخبط . وبعد أن يهدأ البحر سيرسب شعر الجواهري الى القاع وتبقى منه أبيات تقف حالات شاذة قد تظهر من ظالم او متعد او ما شابه مما نذكر به حياتنا وعصرنا مرسوماً في شعر المتنبي مثلاً في غضبه المدمر." . ويبدو الدكتور سلوم هنا وهو يُعنى بموضوع الشعر عناية كبيرة يبين فيها ما يجب أن يكون عليه الشعر المعاصر من شكل وما له من غرض .
    ولكن هذا الامتداد طال أو قصر ، مال يمينا أو يسارا ، فإنه امتاز عن مجمل ما سبق من الشعر باختلاف الأغراض والأهداف رغم ما طغى على العصور الحديثة من تقدم علمي في جميع المجالات المادية . إن هذا الطغيان المادي ربما يكون من أهم الدوافع التي دفعت بالشعر إلى أن يتبنى التعبير عن الذات الإنسانية التي تتفاعل مع الوجود بعامة ، جاعلة منه غرضها الأسمى ، دون التوجه إلى التعبير عن حال أفراد معينين أو أحوال اجتماعية معينة . لقد صارت مهمة الشعر الغوص في أعماق الإنسان ووجدانه بوسائل فنية متعددة الأشكال . يقوم الغائص بالنظر والتمعن ، فيغشاه الانفعال والانبهار ، فيأخذ يعبر بوسائله الفنية عما ارتقى في وجدانه من صور وخيالات دون ان يفرض على الناس فهما ، أو يقترح عليهم اقتراحا ، أو يحدد رأيا جازما ، ولكنه يروح بالناس إلى أن يشاركوه في رؤية النفس الإنسانية وتفاعلها بوجودها كل بطريقته التي يحلم بها . ويشبه ذلك ما تفعله بعض التآليف الموسيقية العالمية . يعبر المؤلف عن خواطره ، ويدع للمنصت أن يهيم في موسيقاه يمزج معانيها بما تجول بنفسه من مشاعر وأحاسيس انعكست مرتدة إليها عن مرآة الوجود من حوله .
    إن تعدد الأشكال الفنية في التعبير جعلت الناس يطلقون مسميات على كل نوع من أنواع القول الأدبي تميزه عن غيره في الاصطلاح . يقولون : هذا شعر عمودي ، وما سموه عموديا إلا لظهور أشكال للشعر غايرت طريقته القديمة في الوزن . وذلك شعر حر ، وهذا نثر فني ، وتلك قصيدة نثرية ، لأنها لا تلتزم صورة الوزن الشعري المعروفة . أما الخاطرة فلأنها خطرت في وجدان صاحبها لتوها . وما كان هذا التنوع في الأسماء إلا لما توارثناه من شكل فني قديم سماه من قبلنا شعرا ، وسموا ما اختلف عنه في شكل الوزن نثرا . فما الحل إذن في تصنيف تلك الأجناس الأدبية تصنيفا ينبيء عن حقيقة كل جنس منها ؟ . فيما يلي أورد لكم ما قاله أحد النقاد : (14) وهو يقارن بين الشعر والنثر الفني وما يقع بينهما ، معتبرا أن الموسيقى لا ينفرد بها لون أدبي عن لون آخر ، ولكنه يقدم لنا تصويرا رأيته رائعا للفرق بين ما يمكن أن نسميه شعرا ، أو شعرا منثورا ، او نثرا فنيا :
    " ... ، وبهذا الفهم لا نجرد النثر الفني من الموسيقى التي هي صفة أصيلة في اللغة المنطوقة قبل أن تكون خصيصة من خصائص الأدب ، ولا نقصر الموسيقى على الشعر وحده ، ويكون التفريق بينهما على أساس نفسي . فإن الموسيقى في الأدب ترتفع عن مجرد موسيقى لغوية لسانية وتستعين بدلالات أخرى غير مجرد دلالات المَخرج . والنبرة توجد في الترديد والمماثلة والمشاكلة والمقابلة والتوقف والاسترسال والإيقاع ، وهي تصاحب الشعور المُعبّر عنه وتساير جيشانه ، وتحكي درجة مقداره . فإذا زاد الانفعال ارتفعت النبرة وتداخلت وتعقدت ، وإذا هدأ واقترب من التأمل خفت هذه النبرة وانبسطت . فالشعر هو الجانب الذي يحكي هدأة هذا الانفعال . وتقف في منزلة بين المنزلتين انفعالات متوسطة بين العنف والهدوء تأخذ من خصائص الشعر ومن خصائص النثر الفني على السواء . والمقترب من النثر هو ( النثر الشعري ) . ولا يمكن أن توضع حدود وتعاريف جامعة كما يذهب المنطق في ميدان الفن الجميل ، ولا يمكن أن ترسم خطوط فاصلة بين نوع ونوع في هذه الفنون . " .
    ونعود إلى الدكتور سلوم ومحاورته جريدة المدى لنرى ما يقوله عن الشعر الحر والشعر المنثور :
    "- ان الشعر الحرّ (شكلاً) اصبح مقبولاً بعد ان اظهرته نازك والسيّاب ويمكن ان اقول ان هذا الشعر ظاهرة فنيّة عند هذين الشاعرين فقط. ان شهوة التقليد والشهرة ادخلت الى هذا الحقل - لسهولة النظم- مئات الشعراء (او ما يسمون بهذا الاسم) وهم لا يمتلكون الخيال الشعري ولا الموضوع الشعري كما ان الشعر الحرّ اصبح (ظرفاً) يخزن فيه الشاعر كل الاخطاء اللغوية، لأنه لم يتعلم لغته جيداًُ قبل ارادته ان يكون (شاعراً عظيماً) اضف الى ذلك ان الشعر الحرّ توجّه الى الموضوع السياسي والاجتماعي كما توجه اليه الرصافي والزهاوي اذن فما الجديد؟ عشرات الكتب كتبت عن خروج الشعر الحرّ من جيله الاول الى اليوم ويؤاخذ هؤلاء الشعراء على ضعف لغتهم وكأنه ارهاص للانتقال الى شعر العامة. فمشاكل في الشعر الحرّ هما اللغة والموضوع وهما موضوع الشعر الجيد حرّاً كان او غير حر وهما لا يتوفران في اطنان من هذا الشعر التي طبعت وزوقها دواوينه مثل كتب الزنادقة ولم تقدم لأدبنا كثيراً . واصبح الشاعر الحرّ لا يبرز في ادبه اكثر مما يبرز في شكله في لحية قصيرة او شعر على شكل عقيصة او شعر كث . وربما يظهر مع غليون ليعطيه شكل المفكر الفيلسوف. اما (قصيدة النثر) فقد قرأت الكثير من الشعر المترجم الذي كتب تحت هذا الجنس وخاصة شعر بودلير وبعض الشعراء الآخرين في الادب الانكليزي والفرنسي وقرأت شيئاً من هذا لأدونيس. انه نمط من الادب لا نسميه (نثراً) لغناه بالفكرة الشعرية والاسلوب الشعري ولا نسميه (شعراً) لأنه يفتقد الموسيقى الشعرية واللحن الذي هو خصيصة من خصائص الشعر. ان قصيدة النثر تشبه الذكر الذي تحول الى انثى، فلا هو يمتلك شخصية الذكر، ولا شخصية الانثى. فلا بأس ان نتمتع بما فيه من افكار طليقة حرّة ولا نسمّيه بإسم . ولعل اسم (خواطر) هو اليق به كما ان كلمة (خنثى) اشبه بالرجل - المرأة ، أو المرأة –الرجل " .
    إن ما يهمني من معنى أقوال الدكتور سلوم هو تركيزه على أن الشعر الحر ، رغم جدته وعصريته ، فهو لم يأت بجديد سوى استسهاله التصرف في تفاعيل الخليل ، وأن موضوعاته ظلت هي نفس موضوعات الشعر السياسي والاجتماعي كما هو شعر الرصافي والزهاوي وأمثالهما من الشعراء، وأن قصيدة النثر في أصلها قصيدة عالمية المنشأ دون ان تكون ذات جذور عربية ، ما الذي يريده الدكتور سلوم من الشعر الحديث إذن؟ إن الشكل الخارجي للقصيدة يبدو انه لا يهمه في شيء قدر اهتمامه باللغة و الموضوع وهما ما ترتكز عليهما القصيدة . وما دام الأمر كذلك فما الذي يعنيه بالموضوع؟ وإذا نظرنا في أقواله السالفة عن الجواهري من انه ابن الفترة التي عاش فيها ، وأنه امتلك اللغة إلا أن موضوعات شعره غلبت عليها بيئته الاجتماعية والسياسية ، وبتغير هذه البيئة في يوم ما لن يعود لشعر الجواهري اهتمام ، توجهنا نحو الاعتقاد بأنه يقصد علمنة الموضوع بحيث يشمل كل البيئات الإنسانية على اختلافها دون انتقاء زمن معين . إن علمنة الشعر تعني أن يصبح صالحا لأن يحس به كل الناس على اختلاف أمكنتهم وأزمنتهم بعد ترجمته لغويا ترجمة صادقة من لغة قوم إلى لغة قوم آخرين . أما قوله عن قصيدة النثر من أنها تفقد الموسيقى واللحن اللذين يمتلكهما الشعر، باعتبارهما خصيصتين من خصائصه ، فقول يحتاج إلى نقد . ذلك لأن الكثيرين من النقاد اعتبروا القصيدة النثرية قصيدة غنائية . وبما انها غربية المنشأ فلن تكون موسيقاها الغنائية إلا ذات طابع غربي تبعد عن موسيقى الشعر العربي ما تبعد .
    الخلاصة:
    تعاريف الشعر المتعددة كلها لا تصل بنا إلى تعريف مانع ذي حدود بينة واضحة تفصله عن النثر الفني او الشعر المنثور .
    الشعر والنثر الفني أوالقصيدة المنثورة كلها ألوان أدبية تشترك في كثير من خصائصها ، وما يميز بينها إلا خيط رفيع حساس كوتر الآلة الموسيقية الذي إذا شددته صاح بصوت عال وهو صوت النثر الفني ، وإذا خففت من توتره نبع منه الصوت ناعما هادئا ، وهو صوت الشعر. وإذا جعلت الشد فيه بين بين أي بين الحدة والتراخي فإنه يبوح لك بصوت فيه الحدة وفيه اللين ألا وهو صوت الشعر المنثور الذي أستمد كيانه من النثر والشعر معا . وهذا ما فهمته من من أقوال الدكتور عبد الحميد يونس . أما الشكل الخارجي لهذه الأنواع الأدبية فهو الذي يمكننا من إطلاق التسميات الإصطلاحية عليها لنفرق بينها .
    وإن ما يجعل من الأدب بأصنافه أدبا عالميا هو احتفاؤه بالأفكار والمواضيع التي تهم الإنسان وتحكي تفاعله مع الوجود في كل زمن وفي كل بيئة .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    (1) نقد الشعر لابن قدامة . (2) الحيوان للجاحظ (3) الوساطة للجرجاني (4) مناهج النقد الأدبي لديفد ديتش والتعريف للشاعر ت.س.إليوت (5)، (6) ، (7) ، (8) ، (9) ، (10) ، (11) ، وهي على التوالي لجونسون ، مل ، كارليل ، شللي ، كولردج ، أدجار ألان بو ، راسكين . وهي من ترجمة الدكتور داود سلوم في كتابه " النقد الأدبي " . حـ:1/بغداد/ مطبعة الزهراء/1967
    (12) الشعر والشعراء لابن قتيبة الدينوري (13) محاضرات الأدباء.. للراغب الصفهاني . (14) الأسس الفنية للنقد الأدبي للدكتور عبد الحميد يونس / القاهرة / 1958
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  8. #18
    السلام عليكم جميعا أعزتي ،،أصدقائي ،، أدباء و مفكري واحتنا الرائعة أنساق ،،
    شكرا لك عزيزي عيسى الحكمي و للأخ مقدم الندوة ذ خالد العركي على هذا الجهد القيم الذي لن يخدم إلا الفكر و الأدب العربي الذي بات من الضروري طرح الأسئلة بين أوراقه شغفا في التعامل مع أجوبة مستقبلية كينونته و وجوديته كأحد روافد حضارة دبت بأوصالها عتمة ليست من اختيارنا ،،
    أشد على أيدي أدباءنا و نقادنا بأنساق الذين أدلوا بدلوهم و بجهودهم الخيرة في الوصول بهذه الندوة الطيبة الى هذا المستوى الرفيع ،،
    حقيقة استمتعت بكل مداخلات إخوتي هنا على مستوى تاريخية القصيدة النثرية و مكونات وجودها العديدة التي بدونها لن نجزم بأن هناك إبداع أو سرد نثري يسمى بالقصيدة النثرية ، و لكل قصيدة قصديتها المنثورة أيا كان مستواها الفكري و الأسلوبي ،،،
    فمداخلتي المتواضعة هذه التي لن أعرض من خلالها ما سبقني به الزملاء بقدر ما هي رؤى شخصية لمكونات و أساسيات القصيدة النثرية و التي هي في نظري ثوابت أشتغل عليها أنا شخصيا مع احترام الرأي الآخر ،،،
    و من أهمها ،،،
    الصور الحلم ضمن نسق سردي يتجاوز الرؤية العادية الضيقة مع نقض للصورة السكونية و خطابها النفعي ،،
    خلفية لعبة الإستشراف و الإسترجاع لصورة أو عدة صور حسب ما يتطلبه الخطاب المراد توصيله للآخر ،،،
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  9. #19
    استخدام الصور المجازية الغريبة قصد توسيع البناء الفكري للنسق كقصدية للبحث عن جمالية بنيته الإبداعية التي تحقق فرادته كصمام أمان يتأبى على أية قراءة نقدية قد تمور مسخ هويته أو خنق حبال أصواته الإبداعية و المعرفية ،،
    بناء نسق متماسك الملامح و الدلالات معتمدا تطريز الكلم ببلاغة القول اللغوي الموحي بتجاوز القشرة و المألوف و المسطح إلى المضمر المشعرن إبداعيا و المعبر بآليات الصيغة الإستفهامية للخطاب الجمالي الذي يستحث غريزة الإستيهام ،،،
    محاصرة الفكرة و الإيقاع بها في شرك البلاغة المجازية التي تضفي على النص ثقافة معرفية ناضجة ،،،
    عدم الوحي بالتصادم مع الواقع المريب الموغل في حساسيته الشفيفة و ذلك بانتهاج البعد السريالي _ ليس دائما _ المنفتح على الواقع في تعدديته النسبية و المطلقة بين التخييل المضاعف الذي يربط بين ما هو واقعي في تخيله من جهة و بين التخييل في واقعيته المفترضة من جهة أخرى مع الإنخراط في الثابت كعنصر استقراء استرجاعي يعطي نكهة و تطلعا للقادم من قوائم النص ،،،
    محاولة الإشتغال على أسلوبية جديدة تحاول التمايز عن اقتناع سالكة محاكاة مفردات العصر دون التفريط في المخزون الأدبي القديم و توظيفها سميائيا و خاصة في بعدها الدلالي الذي يؤكد النسيج النفسي المتماثل و المراهن على قراءة واعية و رصينة ،،
    فمن خلال القراءة النسقية المعتمدة على ما سبق أكون ان شاء الله قد فتحت للقارئ و للناقد و الدارس إمكانية توضيف مخياله الشخصي _ كل حسب قدراته الفكرية _ لاعتماده كشكل تأطيري و على النمط الذي يسهل له خوض تحليل استطيقي لماهية النص ،،،
    مع كامل تحياتي القلبية للعزيز الحكمي و كل الزميلات و الزملاء القراء و المتدخلين المحترمين
    و رمضان كريم على أمتنا العربية و الإسلامية
    الحمصـــــــــــــي

    جاء فى مشاركة الأستاذ/عبد الرحيم الحمصى تلمسا لمكونات وأساسيات قصيدة النثر :

    "الصور الحلم ضمن نسق سردي يتجاوز الرؤية العادية الضيقة مع نقض للصورة السكونية و خطابها النفعي ،،
    خلفية لعبة الإستشراف و الإسترجاع لصورة أو عدة صور حسب ما يتطلبه الخطاب المراد توصيله للآخر ،،،
    استخدام الصور المجازية الغريبة قصد توسيع البناء الفكري للنسق كقصدية للبحث عن جمالية بنيته الإبداعية التي تحقق فرادته كصمام أمان يتأبى على أية قراءة نقدية قد تمور مسخ هويته أو خنق حبال أصواته الإبداعية و المعرفية ،،
    بناء نسق متماسك الملامح و الدلالات معتمدا تطريز الكلم ببلاغة القول اللغوي الموحي بتجاوز القشرة و المألوف و المسطح إلى المضمر المشعرن إبداعيا و المعبر بآليات الصيغة الإستفهامية للخطاب الجمالي الذي يستحث غريزة الإستيهام ،،،

    محاصرة الفكرة و الإيقاع بها في شرك البلاغة المجازية التي تضفي على النص ثقافة معرفية ناضجة ،،،
    عدم الوحي بالتصادم مع الواقع المريب الموغل في حساسيته الشفيفة و ذلك بانتهاج البعد السريالي _ ليس دائما _ المنفتح على الواقع في تعدديته النسبية و المطلقة بين التخييل المضاعف الذي يربط بين ما هو واقعي في تخيله من جهة و بين التخييل في واقعيته المفترضة من جهة أخرى مع الإنخراط في الثابت كعنصر استقراء استرجاعي يعطي نكهة و تطلعا للقادم من قوائم النص ،،،
    محاولة الإشتغال على أسلوبية جديدة تحاول التمايز عن اقتناع سالكة محاكاة مفردات العصر دون التفريط في المخزون الأدبي القديم و توظيفها سميائيا و خاصة في بعدها الدلالي الذي يؤكد النسيج النفسي المتماثل و المراهن على قراءة واعية و رصينة ،،"

    وأعتقد أن الأستاذ /عبد الرحيم الحمصى فيما أورده لم يترك زيادة لمستزيد فى استشراف مكونات وجماليات قصيدة النثر
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

المواضيع المتشابهه

  1. سؤال وجواب
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى العرُوضِ الرَّقمِيِّ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-15-2017, 10:43 AM
  2. سؤال وجواب
    بواسطة محمد فهمي يوسف في المنتدى فرسان العام
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 06-23-2013, 04:09 PM
  3. الإسلام سؤال وجواب
    بواسطة عبدالله جنينة في المنتدى فرسان الافتاءات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-04-2009, 07:55 PM
  4. موقع الإسلام سؤال وجواب
    بواسطة محمد على حسن في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-28-2008, 01:23 PM
  5. كنز المعلومات 236 سؤال وجواب
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-25-2008, 08:33 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •