بِسِمِ اللهُ الرَحمن الرَحيمِ
وما توفيقي إلا بالله
قال الشَّنْفَرَى الأَزْدِيّ : ( الشَّنْفَرَى : العظيمُ الشّفَتَيْن )
1 - أَقِيْمُوا بني أُمي صُدُورَ مَطِيِّكُمْ فإني إلى قَوْمٍ سِوَاكُمْ لأَمْيَلُ
[ الإعراب ] : الكلامُ فيهِ على ثلاثةِ أشياءٍ : على ( الفاء ) وعلى ( سوى ) وعلى ( أميلُ )
فأمّا ( الفاءُ ) فإنَّ فيها تنبيهاً على أنَّ ما قبلَهَا عِلَّةٌ لما بعدَها ولذلكَ وقعتْ في جوابِ الشرْطِ
وقد تدلُّ على ربطِ الشيءِ بما قبلَهُ
والمعنى أنَّ غفلتَكُمْ وإهمالَكُمْ يوجبُ مفارقتي لكلم
وأما


( سِوَى ) فهي ههُنا صفةٌ ( لقوم ) في موضِع جَرٍّ وأكثرُ ما تقع ظَرْفاً وقد تقعُ فاعلاً كقولِ الآخرِ :
( ولَمْ يَبْقَ سِوَى الْعُدْوَانِ ... دِنَّاهُمْ كما دَانُوا )
وأما ( أمْيَلُ ) فهو أفعل بمعنى فاعل كما جاءَ أكبرُ بمعنى كبير وأَوْحَدُ بمعنى واحدٍ وليسَ المعنى أنّى أكثرُ مَيْلاً منكم


وأما ( إلى ) فتتعلقُ ( بأميل ) لما فيها من معنى الفعلِ ولم يَمْنَعْ من ذلك لامُ التوكيدِ لأنّها مؤكدةٌ لمعنى الفعْلِ
وقد قال تعالى : ( وإنَّ كثيراً من الناسِ بلقاءِ ربِّهمْ لَكَافِرُون)